⚫ الدروس المستفادة من سيرة سيدّنا أبي الفضل العباس( عليه السلام) ⚫
⚫ الدرس الأول : المبالغة في النصيحة لإمام زمانه( الحسين( عليه السلام ) ) وهذا الأمر واضح في سيرة مولانا أبي الفضل العباس( عليه السلام ) وقد شهد له بذلك الإمام الصادق (عليه السلام ) في الزيارة التي علمها لأحد أصحابه حيث جاء فيها( اشهدُ لقد نصحت لله ولرسوله ولأخيك فنعم الأخ المواسي لأخيه.....) وفي فقرة آخرى ( أشهدُ لقد بالغتَ في النصيحة و بذلت غاية المجهود ......) و اما ثباته في الجهاد في سبيل الله وما جرى عليه من قطع يمينه و شماله وعمد الحديد خير شاهد على هذه النصيحة و الاستبسال وانه مضى على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله سبحانه فالمؤمن يأخذ من مولانا العباس (عليه السلام) درساً بليغاً في النصيحة لإمام زمانه وهو الحجة بن الحسن ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )
⚫ الدرس الثاني : المواساة : وهذه واضحة جلية في حياة قمر العشيرة وقد شهد له بذلك الإمام الصادق( عليه السلام) بقوله : ( فنعم الأخ المواسي لأخيه ) و صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) بقوله : ( السلام على أبي الفضل العباس الفادي اخاه بنفسه المواسي له .... ) وهل هناك أعظم من أن يصل إلى المشرعة ويحس ببرودة الماء ولا يشرب قبل أخيه الحسين( عليه السلام) بل يقول :
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت أو تكوني ......
⚫ الدرس الثالث : الدفاع عن العقيدة و المبدأ : إن مولانا العباس( عليه السلام) لم يقاتل لأجل عصبية الجاهلية أو لأجل شيء من ذلك إنما هو صاحب بصيرة و مبدأ و معتقد وقد أثبت ذلك عملاً ويمكن أن نلمس ذلك موقفه حينما قطع الطغاة يمينه فارتجز وقال :
والله إن قطعتموا يميني
إني احامي ابداً عن ديني
وهذا درس لجميع الأجيال التي تأتي بعده لتنهل من هذا الموقف أن المعتقد شيءٌ مهم في حياة المؤمن يستحق أن يقدم له الغالي و الرخيص .
⚫ الدرس الرابع : الأدب : كان مولانا العباس( عليه السلام) يتمتع بأدب رفيع مع إمام زمانه الحسين( عليه السلام) فلم يتكلم في محضره إلا بإذنه ، وما خاطبه بلفظ أخي بل كان يخاطبه بلفظ سيدي ، نعم لما أعطى الأخوة حقها وهوى من على ظهر جواده مضمخاً بدمه الزاكي في هذا المقام نادى أخي عليك مني السلام أدرك أخاك .
⚫ الدرس الخامس : الصبر : ضرب مولانا العباس( عليه السلام) أسمى وأروع الأمثلة في الصبر ولا غرور فهو ابن أمير المؤمنين( عليه السلام) الذي جسد الصبر بأحسن صوره ، فتارة نراه صابراً في ميادين القتال وساحات الوغى وهو يقاتل الكفار والقاسطين والمارقين والناكثين فأودع قلوبهم احقاداً بدرية وخيبرية و غيرهن .
هذا من جانب وتاره نراه صابراً في محراب العبادة و الطاعة لله عز وجل فكان يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة ، ولم يترك ورده الليلي في أقسى الظروف ، وتارة نراه صابراً محتسباً على المصائب الابتلاءات التي نزلت به .
وهكذا ورث العباس( عليه السلام) من أبيه هذه الصفة فصبر على قتال الأعداء ، صبر على العطش فكان لسانه كالخشبة اليابسة وقلبه كصالية الغضا من الضما .
ومع ذلك لما سمع العباس( عليه السلام) النساء والأطفال ينادون العطش العطش ركب فرسه وقصد نحو الفرات بعد أن أخذ الأذن من الإمام الحسين (عليه السلام) وكان على النهر ما يقارب أربعة آلاف فارس فكشفهم بعد أن قتل منهم ثمانين رجلاً ورد الماء ، فلما أراد أن يشرب من الماء غرف غرفة فذكر عطش الحسين وأهل بيته فرمى الماء من يده وهو يقول :
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت أو تكوني
هذا حسين وارد المنون
وتشربين بارد المعين
هيهات ما هذا فعال ديني
وهذا أعظم درس بالصبر و الوفاء ناخذه من مولانا العباس( عليه السلام )
وهذه الدروس ليس على الحصر وإنما قدر فهمنا من الواقعة وإنما يوجد دروس كثيرة في حياة مولانا العباس( عليه السلام ) عند أهل البيت عليهم السلام
نسأل الله تعالى بحق الحسين و أخيه قمر العشيرة أن يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة بظهور صاحب العصر والزمان ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيب آله العالمين محمد واله الطيبين الطاهرين
٧ / محرم الحرام / ١٤٤٢
سيد سعد البحراني
⚫ الدرس الأول : المبالغة في النصيحة لإمام زمانه( الحسين( عليه السلام ) ) وهذا الأمر واضح في سيرة مولانا أبي الفضل العباس( عليه السلام ) وقد شهد له بذلك الإمام الصادق (عليه السلام ) في الزيارة التي علمها لأحد أصحابه حيث جاء فيها( اشهدُ لقد نصحت لله ولرسوله ولأخيك فنعم الأخ المواسي لأخيه.....) وفي فقرة آخرى ( أشهدُ لقد بالغتَ في النصيحة و بذلت غاية المجهود ......) و اما ثباته في الجهاد في سبيل الله وما جرى عليه من قطع يمينه و شماله وعمد الحديد خير شاهد على هذه النصيحة و الاستبسال وانه مضى على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله سبحانه فالمؤمن يأخذ من مولانا العباس (عليه السلام) درساً بليغاً في النصيحة لإمام زمانه وهو الحجة بن الحسن ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )
⚫ الدرس الثاني : المواساة : وهذه واضحة جلية في حياة قمر العشيرة وقد شهد له بذلك الإمام الصادق( عليه السلام) بقوله : ( فنعم الأخ المواسي لأخيه ) و صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) بقوله : ( السلام على أبي الفضل العباس الفادي اخاه بنفسه المواسي له .... ) وهل هناك أعظم من أن يصل إلى المشرعة ويحس ببرودة الماء ولا يشرب قبل أخيه الحسين( عليه السلام) بل يقول :
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت أو تكوني ......
⚫ الدرس الثالث : الدفاع عن العقيدة و المبدأ : إن مولانا العباس( عليه السلام) لم يقاتل لأجل عصبية الجاهلية أو لأجل شيء من ذلك إنما هو صاحب بصيرة و مبدأ و معتقد وقد أثبت ذلك عملاً ويمكن أن نلمس ذلك موقفه حينما قطع الطغاة يمينه فارتجز وقال :
والله إن قطعتموا يميني
إني احامي ابداً عن ديني
وهذا درس لجميع الأجيال التي تأتي بعده لتنهل من هذا الموقف أن المعتقد شيءٌ مهم في حياة المؤمن يستحق أن يقدم له الغالي و الرخيص .
⚫ الدرس الرابع : الأدب : كان مولانا العباس( عليه السلام) يتمتع بأدب رفيع مع إمام زمانه الحسين( عليه السلام) فلم يتكلم في محضره إلا بإذنه ، وما خاطبه بلفظ أخي بل كان يخاطبه بلفظ سيدي ، نعم لما أعطى الأخوة حقها وهوى من على ظهر جواده مضمخاً بدمه الزاكي في هذا المقام نادى أخي عليك مني السلام أدرك أخاك .
⚫ الدرس الخامس : الصبر : ضرب مولانا العباس( عليه السلام) أسمى وأروع الأمثلة في الصبر ولا غرور فهو ابن أمير المؤمنين( عليه السلام) الذي جسد الصبر بأحسن صوره ، فتارة نراه صابراً في ميادين القتال وساحات الوغى وهو يقاتل الكفار والقاسطين والمارقين والناكثين فأودع قلوبهم احقاداً بدرية وخيبرية و غيرهن .
هذا من جانب وتاره نراه صابراً في محراب العبادة و الطاعة لله عز وجل فكان يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة ، ولم يترك ورده الليلي في أقسى الظروف ، وتارة نراه صابراً محتسباً على المصائب الابتلاءات التي نزلت به .
وهكذا ورث العباس( عليه السلام) من أبيه هذه الصفة فصبر على قتال الأعداء ، صبر على العطش فكان لسانه كالخشبة اليابسة وقلبه كصالية الغضا من الضما .
ومع ذلك لما سمع العباس( عليه السلام) النساء والأطفال ينادون العطش العطش ركب فرسه وقصد نحو الفرات بعد أن أخذ الأذن من الإمام الحسين (عليه السلام) وكان على النهر ما يقارب أربعة آلاف فارس فكشفهم بعد أن قتل منهم ثمانين رجلاً ورد الماء ، فلما أراد أن يشرب من الماء غرف غرفة فذكر عطش الحسين وأهل بيته فرمى الماء من يده وهو يقول :
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت أو تكوني
هذا حسين وارد المنون
وتشربين بارد المعين
هيهات ما هذا فعال ديني
وهذا أعظم درس بالصبر و الوفاء ناخذه من مولانا العباس( عليه السلام )
وهذه الدروس ليس على الحصر وإنما قدر فهمنا من الواقعة وإنما يوجد دروس كثيرة في حياة مولانا العباس( عليه السلام ) عند أهل البيت عليهم السلام
نسأل الله تعالى بحق الحسين و أخيه قمر العشيرة أن يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة بظهور صاحب العصر والزمان ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيب آله العالمين محمد واله الطيبين الطاهرين
٧ / محرم الحرام / ١٤٤٢
سيد سعد البحراني