لَو نَظَرنا إلىٰ ما يُسمىٰ بالتَطبيعِ الحاصِلِ بينَ الإماراتِ و إسرائيل فإنّنا سنرىٰ جُلَّ الغَضَبِ مِن عَوامِ سُكانِ الأوطانِ العَرَبِيَّة نابِعاً مِن إستِيائِهِم تِجاهَ التَطبيعِ ذاتِه علىٰ الرُغمِ مِن مَعرِفَتِهِم المُسبَقة بوجودِ تَطبيعٍ خٍفِيٍّ دائِرٍ على مدىٰ سَنَواتٍ طِوال.
لكنَّنا لَو نَظرنا للوَضَعِ بِنَظرَةٍ تَحليلِيَّةٍ مُتَجاوِزَةٍ فإننا لَن نَرىٰ أيَّ إختِلافٍ بينَ الإماراتِيِّ الحَديث و اليَهودِيّ، فَكِلاهُما يَعبُدُ المالَ و يُقَدِّمانِهِ علىٰ كُلِّ ما خلاه، فَهُما كالمادَّةً الَّتي لا تَحتَوي غَرَضاً ولا غايَةً ولا هَدَفاً ولا مَعنىٰ، وَلا عِلاقَةَ لَها بعالَمِ القِيَمِ التقليدِيَّةِ والدِينِيَّةِ والأخلاقِيَّةِ والإنسانِيّة أو أيّةِ مِعيارِيّة. فَكُلُّ ما يُهِمُّهُما هُو التَقَدُّمُ العِلمِيُّ و الصِناعِيُّ و المادِّيّ، وَتَعظيمُ الإنتاجِيَّةِ المادِّيّة، و تحقيقُ مُعَدَّلاتٍ مُتازايدَةٍ مِن الوَفرَةِ و الرَفاهِيَةِ و الإستِهلاك.