#ذوي_القربى
-لي صديق يعمل خارج بلده، وكلّما عاد في الإجازة وجد أهله يتركون الفواتير متراكمة لكي يسدّدها هو مع قدرتهم على السداد، عدا عن الديون التي يلزمونه بسدادها، والمبالغ التي يرسلها لهم وهو في الغربة.
-صديق آخر لأنّه لا يريد إغضاب أمّه استقدم شقيقه إلى البلد التي يعيش فيها واستأجر له بيتًا وفرشه وتكفّل له براتب شهري، فاستمرأ شقيقه الأمر ولم يعد يفتش عن عمل، بل صار يبذخ على حساب شقيقه، حتى تجاوز ما أنفقه عليه المئة ألف دولار، وكلّما حاول صديقي إيقاف النزيف والضغط على شقيقه تدخّلت والدته مهددة إيّاه بالغضب عليه فيذعن.
في الأسرة يكون هناك-غالبًا- فرد يميل الجميع عليه، ويعدّونه من المسلّمات، ويتكئون على نبله وأخلاقه، ويستغلون حرصه على رضاهم، ودائمًا ما يقابلون إحسانه بالإساءة وبمزيد من الجحود والظلم.
ذلك الفرد يكون-غالبًا- أكثر أفراد الأسرة وعيًا وثقافة، وأكمل عقلًا وأوسع صدرًا وأكثر حنانًا، ولهذا يستغله أفراد الأسرة أبشع استغلال، لدرجة أنّهم يسمحون لأنفسهم بالتدخّل في شؤون حياته كلّها، ولا يسمحون له بالتدخّل في حياتهم، والأدهى والأمرّ أنه مع ذلك كلّه يتهمونه دائمًا بالتقصير.
أعان الله من كان هذا حاله مع أسرته، وأعان من كانت زوجته، فهي وهو في جهاد عظيم.
#عماد_ابن_كتوت