الأصول والمقاصد


Channel's geo and language: not specified, not specified
Category: not specified


قناة علمية متخصصة في أصول الفقه ومقاصد الشريعة

Related channels  |  Similar channels

Channel's geo and language
not specified, not specified
Category
not specified
Statistics
Posts filter


إذا أشكل عليك فهم شيء من كلام شهاب الدين القرافي في كتابه(شرح تنقيح الفصول) فإن كتاب(رفع النقاب عن تنقيح الشهاب للرجراجي) يعد من أنفع ما يمكن الاسترشاد به في رفع الإشكال المتعلق بفهم كلام القرافي في كتابه(شرح تنقيح الفصول) وذلك بعد الرجوع إلى كتابه(نفائس الأصول).

فكتاب(رفع النقاب عن تنقيح الشهاب) وإن كان شرحاً على متن(تنقيح الفصول) غير إنه ينقل كثيرا من كلام القرافي في شرح التنقيح ويوضح مراده فيه بعبارة رائقة واسعة تيسر فهمه وتعين القارئ على إدراك المعنى الذي يقصده في الشرح إن احتاجت العبارة إلى مزيد إيضاح وهو مسلك قد لا تجده في أكثر شروح التنقيح وحواشيها.

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim


موسوعة الحنابلة في أصول الفقه تجدها في كتاب(التحبير شرح أصول التحرير)
لعلاء الدين أبي الحسين علي بن سليمان المرداوي (ت٨٨٥هـ)
وقد شرح فيه مختصره النفيس(تحرير المنقول وتهذيب علم الأصول) ونقل فيه عن جل الأصوليين من الحنابلة المتقدمين والمتأخرين.
ولم أقف على كتاب موسوعي أوعب منه عند الحنابلة في أصول الفقه.

لذا فإني أقترح على المشتغلين بتراث الحنابلةالأصولي أن يتخذوا هذا الكتاب مادة أساسية لعمل (موسوعة للحنابلة في أصول الفقه) وتستكمل مادتها وتوثق وتحرر ويستدرك عليها من المصادر الأصولية العريقة عند الحنابلة كالعدة والتمهيد والواضح لابن عقيل وأصول ابن مفلح وابن قدامة وغيرهم.

ويظهر لي أن عملاً كهذا سينهض بأصول الحنابلة جمعا وتبويبا وتحريرا وسيكون له أثره فيما بعد في النهوض بالفروع كذلك من جهة ربطها بأصولها وتخريج الفروع المستجدة عليها.

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim


القاضي عبدالجبار المعتزلي في كتابه(العمد) وتلميذه أبوالحسين البصري في (شرح العمد) من أوائل الأصوليين المتكلمين الذين أقحموا المباحث الكلامية علم أصول الفقه وخلطوها بمسائله.

وقد تنبه إلى خطأ ذلك المسلك أبو الحسين البصري المعتزلي وصرح به في صدر كتابه (المعتمد)حيث قال:

(ثمَّ الَّذِي دَعَاني إِلَى تأليف هَذَا الْكتاب فِي أصُول الْفِقْه بعد شرحي كتاب الْعمد واستقصاء القَوْل فِيهِ أَنِّي سلكت فِي الشَّرْح مَسْلَك الْكتاب فِي تَرْتِيب أبوابه وتكرار كثير من مسَائِله وَشرح أَبْوَاب لَا تلِيق بأصول الْفِقْه من دَقِيق الْكَلَام نَحْو القَوْل فِي أَقسَام الْعُلُوم وحد الضَّرُورِيّ مِنْهَا والمكتسب وتولد النّظر الْعلم وَنفي توليده النّظر إِلَى غير ذَلِك فطال الْكتاب بذلك وبذكر أَلْفَاظ الْعمد على وَجههَا وَتَأْويل كثير مِنْهَا فَأَحْبَبْت أَن أؤلف كتابا مرتبَة ابوابه غير مكررة وَأَعْدل فِيهِ عَن ذكر مَا لَا يَلِيق بأصول الْفِقْه من دَقِيق الْكَلَام إِذْ كَانَ ذَلِك من علم آخر لَا يجوز خلطه بِهَذَا الْعلم وَإِن يعلق به من وَجه بعيد فَإِنَّهُ إِذا لم يجز أَن يذكر فِي كتب الْفِقْه التَّوْحِيد وَالْعدْل وأصول الْفِقْه مَعَ كَون الْفِقْه مَبْنِيا على ذَلِك مَعَ شدَّة اتِّصَاله بِهِ فبأن لَا يجوز ذكر هَذِه الْأَبْوَاب فِي أصُول الْفِقْه على بعد تعلقهَا بهَا وَمَعَ أَنه لَا يقف عَلَيْهَا فهم الْغَرَض بِالْكتاب أولى وَأَيْضًا فَإِن القارىء لهَذِهِ الْأَبْوَاب فِي أصُول الْفِقْه إِن كَانَ عَارِفًا بالْكلَام فقد عرفهَا على أتم استقصاء وَلَيْسَ يَسْتَفِيد من هَذِه الْأَبْوَاب شَيْئا وَإِن كَانَ غير عَارِف بالْكلَام صَعب عَلَيْهِ فهمها وَإِن شرحت لَهُ فيعظم ضجره وملله إِذْ كَانَ قد صرف عنايته وشغل زَمَانه بِمَا يصعب عَلَيْهِ فهمه وَلَيْسَ بمدرك مِنْهُ غَرَضه فَكَانَ الأولى حذف هَذِه الْأَبْوَاب من أصُول الْفِقْه)
المعتمد ١/ ٣

ورغم أنه أقر بالخطأ في ذلك المسلك التصنيفي ووعد بتجنب تكراره غير إنه من الناحية التطبيقية لم يستطع توقي ذلك إلا من جهة التوسع في البحث الكلامي حيث توسط أحيانا وأوجز أحيانا أخرى ولم يتعرض لبعض المباحث الكلامية الصرفة التي لا يظهر لها تعلق أو أدنى مناسبة وما سوى ذلك فإن النفَسَ المعتزلي الكلامي لا يكاد يفارق بحثه الأصولي، بل إنه من شدة إفراط المصنف في بناء أصول الفقه على أصول المعتزلة الكلامية وتعرضه لبحث تلك المسائل وربطها بالمسائل الأصولية أضحى كتاب (المعتمد) أوثق المصادر التي تجد فيها عصارة الفكر المعتزلي في أصول الفقه.

وهذا الأمر يجعلنا نفرق بين عدم اعتباره مسلكا مناسبا للتصنيف في أصول الفقه، وكون الأصول الاعتقادية لها تأثير جلي في الاختيارات الأصولية في المسائل ذات التعلق بمباحث أصول الدين.

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة (الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim


من المصادر التطبيقية المغفول عنها في دراسة موضوع (دلالة السياق)

يعد كتاب(المجاز) لعز الدين ابن عبدالسلام الشافعي (ت٥٧٧هـ)رحمه الله من أنفس الكتب التطبيقية التي يتضح فيها أثر مراعاة السياق في الدلالة على المعنى المراد.

والكتاب جدير بالدراسة التحليلية من هذه الزاوية البحثية.

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim








صدر ولله الحمد كتاب
(التوضيح في شرح تنقيح الفصول للقرافي) لحلولو المالكي(ت ٨٩٨هـ)
وقد حققت الجزء الأول منه إلى نهاية الباب الخامس في مرحلة الماجستير بجامعة أم القرى
وقام شيخنا أ.د.غازي العتيبي بتحقيق الجزء الثاني منه في مرحلة الدكتوراه
وأكمل الباقي منه شيخنا أ.د.عبدالوهاب الأحمدي ونشر في بحث محكم
وقد تولى مراجعة الكتاب وتنسيقه وطباعته دار أسفار بالكويت فجزاهم الله عنا خير الجزاء وجعله من العلم النافع




هل تصح دعوى الترادف مطلقا بين البطلان والفساد عند الشافعية؟

قال الإسنوي في سياق كلامه عن مسألة الترادف بين البطلان والفساد عند الشافعية:

(واعلم أن دعوى الترادف مطلقا ممنوعة فإن ذلك خاص ببعض أبواب الفقه كالصلاة والبيع، وأما الحج فقد فرقنا فيه بين الفاسد والباطل وكذلك العارية والكتابة والخلع وغيرها، وقد ذكرت تصوير هذه المسائل وفائدة الفرق بين الصيغتين مبسوطا في باب الكتابة من التنقيح فليراجع هناك)
نهاية السول١/ ٩٧

وقد راجعت الموضع الذي أحال إليه الإسنوي في كتابه(التنقيح فيما يرد على التصحيح) من الجزء الذي حققه ونال به درجة الماجستير الباحث سيد القرشي في جامعة أم درمان(غير مطبوع)
فوجدته استدراكا حقيقا بالرجوع إليه وقد زاد فيه الإسنوي على ما حصره بعض العلماء من الفروع المستثنيات في ذلك ثم وضع ضابطا يمنع حصر الفرق بين البطلان والفساد في مسائل من باب الحج والعارية والكتابة والخلع.

ودونك أخي ما سطره في ذلك الموضع الذي أحال إليه للاطلاع على ما بسطه من بعض صور الفرق بين الباطل والفاسد بالمنظور الفقهي عند الشافعية وضابط ذلك.

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim


كيف نتدارس المطولات في أصول الفقه؟

يُعَد فضيلة الشيخ الأصولي أبو الحسن محمد المختار رحمه الله ابن الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي (المتوفى سنة ١٤٤١هـ) أحد أبرز علماء أصول الفقه في العصر الحديث الذين لهم اعتناء واضح بمجالس التعليق على بعض المطولات في أصول الفقه ومدارستها مع طلاب العلم كإحكام الفصول للباجي وقواعد الأحكام لابن عبدالسلام والموافقات للشاطبي والإحكام لابن حزم ونهاية السول للإسنوي ونثر الورود على مراقي السعود وغيرها.

ولا ريب أن قراءة المطولات في أصول الفقه سواء كانت تصانيف مستقلة أو شروحا موسعة لمختصرات أصولية يعد من المسالك التعليمية الراقية التي تكسب الدارس ملكات علمية تحصصية دقيقة قد لا يتيسر اكتسابها في الدروس التأهيلية التي تقتصر على شرح المختصرات دون التزام بالقراءة من كتاب محدد أو مدارسته على النحو الذي تتم فيه مدارسة تلك الكتب والتعليق عليها.

وهذا الأسلوب التعليمي في بناء المتخصصين يعد من أدق الأساليب وأهمها التي ترتقي بالمتخصص من مرحلة التأهيل إلى مرحلة التحقيق.

وهو أسلوب تعليمي لا يؤتي ثمرته إلا لمن أكمل مرحلة التأهيل العلمي واستعد ذهنه للقراءة في مصنفات هذا العلم والإفادة منها.

وحتى يتحقق الهدف من مدارسة المطولات في أصول الفقه ومصادر هذا العلم الأصيلة لابد أن تتوافر عدة أمور منها:

•اختيار الكتاب المناسب الذي يختص بمزايا منهجية أو موضوعية.

•استخلاص المنهج الكلي للمصنف الذي بنى عليه معالجاته في الكتاب والوقوف مع تصرفاته العلمية التي تمثل أسس التفكير العلمي عند المؤلف.

•تلخيص مادة الكتاب ونتائجه وعرضها بإيجاز في كل مجلس بعد تقسيمها إلى عدة أجزاء حتى يهضم العقل مادة الكتاب الأساسية.

•التعليق على مواطن دقيقة من الكتاب تكشف غموضا أو تحل مشكلا أو تقيد مطلقا أو تخصص عاما ونحو ذلك.

•التعليق تحقيقا على أبرز القضايا الموضوعية التي امتاز بها الكتاب بما يوضح الرأي حيالها موافقة أو نقداً.

•مدارسة علاقة هذا الكتاب بغيره من المصادر الأخرى تأثرا وتأثيرا وما هي أبرز الإضافات التي امتاز بها هذا الكتاب عن غيره.

•استكشاف الآفاق الجديدة التي يمكن أن ترشد إليها أهم معالجات المؤلف في ذلك الكتاب وحث الدارسين على تأملها والبحث فيها.

على هذا النحو يحسن بنا أن نتدارس مطولات هذا العلم في جامعاتنا وكلياتنا الشرعية ومجالس العلم التخصصية.

أما قراءة المطولات في هذا العلم أو في غيره قراءة صامتة لا تحفز التفكير على إثارة الأسئلة الذكية واستكشاف مجاهيل العلم واستنطاق ما وراء النصوص= فهي قراءة لن تكسبنا الملكات اللازمة في تخصصنا ولن ترتقي بتفكيرنا العلمي الذي يمد التخصصات بالحياة والتجديد والإضافات التراكمية التي لها أبلغ الأثر في تطوير العلوم وتطوير عقولنا العلمية وصقل مهاراتنا التخصصية.

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim


من أركان التجديد الأصولي: التجرد في بناء الأصول على الأدلة الصحيحة التي لا معارض لها أقوى منها ثم تخريج الفروع عليها تبعاً لذلك وليس العكس.

إذا تأملت في نتاح بعض الأصوليين الفقهاء كابن دقيق العيد، وابن عبدالسلام، والقرافي، وابن تيمية، والشاطبي، وابن القيم، والأمين الشنقيطي رحمهم الله وغيرهم= تجد أن نتاجهم الأصولي يختص بمزايا منهجية فارقة عن نتاج الآخرين.

ومن أهم هذه المزايا المنهجية التي تلحظها في نتاجهم العلمي:

التقعيد الأصولي المتجرد الذي يستمد قوته من قوة الدليل المستدل به الذي لايعارضه ما هو أقوى منه ثم بناء الفروع وتصحيحها على تلك القواعد الراجحة، وليس العكس كما هو الحال عند بعض أتباع المذاهب الذين يقررون الفروع كما هي في مذهبهم ثم يبحثون عن ما يمكنهم الاستدلال به من الأصول عليها لإثبات صحة مذاهبهم والانتصار لها.

وهذه الاستقلالية في الاجتهاد عند أولئك المحققين وتجردهم في البحث عن الدليل الأقوى في التقعيد الأصولي لبناء الفروع وتصحيحها على ذلك دون التأثر بالمذهب الذي ينتسبون إليه= يستحق بجدارة أن يكون أحد الأركان التي يتأسس عليها التجديد الأصولي والتحقيق والتحرير في هذا العلم الجليل وإلا لم يكن هذا العلم حقيقاً بأن يسمى علم أصول الفقه، لأن الأصول حاكمة على الفروع وليست محكومة بها.

وقد صرح غير واحد من الأصوليين بضرورة التزام هذا المسلك عند تقرير القواعد الأصولية وإثباتها ولكن لأسباب متنوعة تتعلق بالعلوم والمذاهب وتأثيراتها على المصنفين ربما لم يتحقق ذلك بشكل عام في الإنتاج الأصولي فنلحظ اختلالاً كبيراً في منهجية التقعيد الأصولي إذا تأملنا مصنفات المتكلمين المنتصرين لطوائفهم وبعض مصنفات الفقهاء المتعصبين لمذاهبهم.

قال ابن عقيل الحنبلي:(واعلم أنه لا يجب نصرة أصول الفقه على مذهب فقيهٍ، بل الواجب النظر في الأدلة، فما أداه الدليل إليه كان مذهبُه بحسبه، وبنى على ذلك الأصل، ونعوذ بالله من اعتقاد مذهب، ثم طلب تصحيح أصله، أو طلب دليله)
[الواضح ١/ ٢٥٩]

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim


التفطن منذ زمن مبكر لأثر المتكلمين في أصول الفقه

يعد أبوبكر الرازي الحنفي المشهور بالجصاص (المتوفى ٣٧٠هـ) من الفقهاء الأصوليين الحاذقين الذين تفطنوا منذ وقت مبكر لأثر المتكلمين في أصول الفقه ونبهوا على مخالفاتهم الشنيعة في مباحث هذا العلم.

قال رحمه الله في صدر كلامه
عن حجية الاجتهاد والقياس:

(لا خلاف بين الصدر الأول والتابعين وأتباعهم في إجازة الاجتهاد والقياس على النظائر في أحكام الحوادث، وما نعلم أحدا نفاه وحظره من أهل هذه الاعصار المتقدمة.
إلى أن نشأ قوم ذو جهل بالفقه وأصوله، لا معرفة لهم بطريقه السلف، ولا توقي للاقدام على الجهالة واتباع الأهواء البشعة، التي خالفوا فيها الصحابة، ومن بعدهم من أخلافهم.
فكان أول من نفى القياس والاجتهاد في أحكام الحوادث إبراهيم (النظام).
وطعن على الصحابة من أجل قولهم بالقياس إلى ما لا يليق بهم، وإلى ضد ما وصفهم الله تعالى به، وأثنى به عليهم...).
الفصول في الأصول٢/ ٢٠٦

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim


ما هو أفضل كتاب في القواعد الفقهية؟

يتكرر سؤال طلاب العلم عند أدنى مناسبةٍ يتحدث فيها أحدٌ عن القواعد الفقهية= ما هو أفضل كتاب يمكن أن يجعله طالب العلم أصلاً يعتمد عليه في القواعد الفقهية ويمكن أن يبني عليها الدارس ما يتصل بهذا العلم ويكرر النظر فيه على الدوام ما تكرر نظره في علم الفقه؟

ولا ريب أن المفاضلة بين الكتب ترجع إلى عدة اعتباراتٍ مختلفة ولذا فلا يسوغ الحكم مطلقاً بأن كتاباً ما هو أفضلها في هذا العلم أو في غيره.

ومن كان واسع الاطلاع والبحث في مصادر القواعد الفقهية عند أتباع المذاهب الأربعة أدرك أن بعض الكتب أعظم مكانة في هذا العلم من غيره وأن بعضها قد يختص بما لا يوجد في غيره وأن منها ما هو أصل ومنها ما هو فرعٌ له مع بعض الزيادات والتحريرات والتعقبات وغير ذلك من الاعتبارات المختلفة المؤثرة في المفاضلة بينها.

والأمر الذي يحسن بطالب العلم أن يقصده هو البحث عن أجمع هذه الكتب وأشهرها اعتماداً عند فقهاء المذهب والتي يعول عليها في الفتوى والقضاء عندهم.

فإذا وجد كتاباً قد تحقق فيه هذا المعيار فإنه يصلح حينئذٍ أن يجعله أصلاً له في هذا العلم ومداراً له في ضبط قواعد المذهب وشروطها ومستثنياتها وفروعها، يكرر النظر فيه ويزيد عليه ما يستحق الإضافة من المصادر الأخرى ثم يضعها في موضعها اللائق بها مع ربط ذلك كله بما يدرسه ويبحثه من فروع المسائل في علم الفقه.

فإن لزم طالب العلم هذا المسلك وصبر عليه زمناً واتصل نظره في الفقه بنظره في هذا الكتاب الذي اعتمده أصلاً في هذا العلم على النهج الذي أشرت إليه= وجد إن شاء الله ثمرة ذلك المسلك في إحكامه علم الفقه وضبط قواعده على وجه متسق متآلف دون تشتت أو اضطراب، مع ما في سلوك ذلك من حفظ الزمان واستثمار قوة العقل من أن تهدر في سلوك طرق بعيدة ومكررة ومعزولة عن علم الفقه لا تتقدم بطالب العلم ولا تترقى به في مدارج التفقه وليس فيها إلا التكثر الذي هو أشبه ما يكون بالأوصاف الطردية التي لا توثر في الأحكام.

وبناء على المعيار الذي نبهت إليه ومسلك التحصيل الذي أشرت إليه فإني أقترح أن ينتخب طالب العلم أربعة كتب في القواعد الفقهية يتخذها أصلاً له في هذا العلم يدرسها ويستوعب مادتها ويكرر النظر فيها ويعمل على الإضافة إليها وينقحها ويتعقبها ويستدرك عليها مع ربط ذلك كله بما يدرسه ويبحثه من مسائل الفقه الفرعية ومستجداته ونوازله.

ومن أمثل هذه الكتب وأجدرها بأن تتخذ أصلاً وفق ما أشرت إليه ما يأتي:

١-الأشباه والنظائر لابن نجيم(في المذهب الحنفي)

٢-إيضاح المسالك إلى قواعد الإمام مالك للونشريسي (في المذهب المالكي)

٣-الأشباه والنظائر للسيوطي (في المذهب الشافعي)

٤-القواعد لابن رجب (في المذهب الحنبلي )

ومما يجدر التنبيه إليه أن كتب القواعد الفقهية غالباً لا تقتصر على القاعدة الفقهية بمعناها الاصطلاحي بل قد تشتمل على ما هو أوسع من ذلك كالأصول والكليات والضوابط والنظائر والفروق ونحو ذلك مما يعتبر من العلم الكلي الضابط للفروع الفقهية الناظم لما انتشر منها.

ومن استعان بهذه الكتب المذكورة على ضبط المسائل الفروعية في كل مذهب على الوجه الذي ذكرته دق نظره واستقام فقهه وتحرر اجتهاده بعون الله تعالى.

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim


من مسالك تحقيق مناطات بعض الأحكام:

استعمال العقل الصحيح الذي يميز بين الأشياء وأضدادها والاسترشاد بالقرائن والعلامات التي نصبها الله تعالى في الكون للدلالة على المطلوب بالتقريب إن لم يكن في الوسع إلا ذلك.

لما ذكر الشافعي رحمه الله أن من وجوه البيان في كتاب الله:الوجه الذي فرض الله على خلقه الاجتهاد في طلب الدلائل عليه كما في الأمر بالاجتهاد في طلب القبلة لمن غاب عن عين المسجد الحرام=قال رحمه الله:
(فدلهم جل ثناؤه إذا غابوا عن عين المسجد الحرام على صواب الاجتهاد مما فرض عليهم منه بالعقول التي ركب فيهم المميزة بين الأشياء وأضدادها والعلامات التي نصب لهم دون عين المسجد الحرام الذي أمرهم بالتوجه شطره فقال :(وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر)
وقال:(وعلامات وبالنجم هم يهتدون)فكانت العلامات جبالا وليلا ونهارا فيها أرواح معروفة الأسماء وإن كانت مختلفة المهاب وشمس وقمر ونجوم معروفة المطالع والمغارب والمواضع من الفلك ففرض عليهم الاجتهاد بالتوجه شطر المسجد الحرام مما دلهم عليه مما وصفت فكانوا ما كانوا مجتهدين غير مزايلين امره جل ثناؤه ولم يجعل لهم إذا غاب عنهم عين المسجد الحرام ان يصلوا حيث شاؤوا).

الرسالة(١/ ٢١)

وهذا مما استفاده الشاطبي من الشافعي فوظفه في أصول الفقه وقرره بوضوح في المقدمة الثالثة من الموافقات وهو أن(الأدلة العقلية إذا استعملت في هذا العلم فإنما تستعمل مركبة على الأدلة السمعية أو معينة في طريقها أو محققة لمناطها أو ما أشبه ذلك لا مستقلة بالدلالة).

وهذا الموضوع أعني مسالك تحقيق مناطات الأحكام مثل:
(الحس والعقل والتجربة وقول أهل الخبرة والملاحظة ونتائج الدراسات وأنواع البينات وغيرها) التي تعد من الطرق الموصلة إلى إثبات وقوع الأحكام في محالها متى تحققت الشروط وانتفت الموانع بحاجة إلى مزيد من البحث المتعمق والدراسة الجادة على مستوى الجانب النظري والتطبيقي.

وإن الحاجة إلى هذا الموضوع في الاجتهاد التنزيلي والفتوى والقضاء تعد في المرتبة القصوى.

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim


من أنفع مسالك التحقيق في العلم تتبع الأصول والقواعد في أبواب الشريعة عند الراسخين من أولي العلم واستخراجها من مصنفاتهم وضبطها واستحضارها عند الحاجة إليها.

وللشيخ العلامة ابن سعدي رحمه الله تجربة نظرية وعملية في ذلك مع مصنفات ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله.

وقد انتفع بها الشيخ رحمه أيما انتفاع وظهرت على اجتهاداته وفتاويه التي سبق فيها فقهاء عصره وامتازت بالعمق والنظر المقاصدي.

ومن نظر في فتاوي السعدي رحمه الله وجواباته ورسائله أدرك جلالة فقه الشيخ وعمق نظره ومتانة علمه ودقة اجتهاده في النوازل والمستجدات.

وهنا أسوق لك النص الذي يحكي فيه الشيخ رحمه الله تجربته في تتبع الأصول والقواعد عند ابن تيمية وابن القيم في أبواب الشريعة كافة.

وهو مسلك حري بالنهج وله آثار عميقة على الترقي في مراتب العلم وفقه الشريعة والاجتهاد في النوازل والمستجدات.

قال رحمه الله:
( ولي مدة طويلة وأنا أجمع مجموعاً لشيخ الإسلام ابن تيمية وهو القواعد، وذلك إذ قد عرفت عناية الشيخ رحمه الله في القواعد والأصول والضوابط، فكنت أتتبع كتبه كلها منذ وقت، فكلما مر علي قاعدة أو أصل أو ضابط أكتبه بعبارته من غير تغيير.
وقد يسر الله تمامه في هذه الأيام، وبلغ قريب كتابه الخلاصة أو يزيد، لعل الله أن ييسر نقله والظاهر أنه يصير أنفس مجموع لأهل العلم والتحصيل، لأن فيه قواعد أصولية في أصول الدين وفي أصول الفقه، وفي أصول الأحكام، وفي أصول الأخلاق، وفي أصل الرد على المبطلين.
وكل أصل مر عليَّ في كتب شيخ الإسلام أثبته بحسب الاجتهاد، وكملته بتكميل من الأصول التي في كتب ابن القيم لم يذكرها الشيخ، فبلغ الجميع ما يزيد على ألف ما بين أصل وقاعدة وضابط.
ولكنه - كم ذكرت لك - فائدته العظيمة لأهل العلم والتحصيل، أما جمهور الناس فربما كان غيره أنفع لهم منه).

[الأجوبة النافعة٢٧٣- ٢٧٤]

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim


من أصح مسالك الاجتهاد في النوازل والمستجدات:

استقراء الكليات الفقهية التي بنى الفقهاء أحكام الجزئيات عليها في ذلك الباب.

ثم إلحاق الحوادث الجديدة بأقرب المعاني الكلية التي تنطبق عليها تلك المستجدات.

وهذا المسلك الاجتهادي أجدر بالنهج وأقوى من تخريج المسائل المستجدة على الفروع عند الفقهاء مجردة عن أصولها الكلية.

ومن تكلف تخريج المستجدات على فروع الفقهاء مجردة عن إدراك الكليات التي بنيت عليها تلك الفروع عندهم= لم يسلم غالباً من الاعتراضات القوية الواردة على إلحاق الفروع بالفروع.

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim


كلما اتسع علمك بمقاصد الشرع وعلل الأحكام تحقيقاً وتحريراً زاد يقينك بكمال الشريعة، وأحقية وصفها الكلي بالعموم والاستمرار، واستيعابها جميع ما يصلح به أحوال الناس في كل زمان ومكان.

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim


فقهاء الصحابة رضي الله عنهم هم أول من أرسى قواعد الاجتهاد الجماعي في النوازل والمستجدات.

قال أبو المعالي الجويني:
(أصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم استقصَوْا النظر في الوقائع والفتاوى والأَقضية فكانوا يعرضونها على كتاب الله تعالى ، فإن لم يجدوا فيها متعَلَّقاً ، راجعوا سُنَنَ المصطفى عليه الصلاة والسلام، فإن لم يجدوا فيها شفاءً ، اشتوروا ، واجتهدوا ، وعلى ذلك درجوا في تمادي دهرهم).

الغياثي(٤٣١)

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim


من أقوى الدلائل وأقربها على اعتبار العرف في الأحكام الشرعية حديث حرام بن مُحَيِّصة رضي الله عنه:

أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطًا لقوم من الأنصار، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقضى أن حفظ الأموال على أهلها بالنهار، وعلى أهل المواشي ما أفسدت المواشي بالليل.
[صحيح أبي داود٣٥٦٩]

قال ابن الملقن:
(أدلُّ شيء على اعتبار العادة في الأحكام الشرعية وبناها عليها حديث محيصة في قصة ناقة البراء).
الأشباه والنظائر١/ ٣٠٧

د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)

https://t.me/Alosoolbilqasim

20 last posts shown.

4 109

subscribers
Channel statistics