ما هو أفضل كتاب في القواعد الفقهية؟يتكرر
سؤال
طلاب
العلم
عند أدنى مناسبةٍ
يتحدث فيها أحدٌ عن
القواعد
الفقهية
= ما
هو
أفضل
كتاب
يمكن
أن
يجعله
طالب
العلم
أصلاً
يعتمد
عليه
في
القواعد
الفقهية
ويمكن أن يبني عليها
الدارس
ما
يتصل
بهذا
العلم
ويكرر
النظر
فيه
على
الدوام
ما
تكرر
نظره
في
علم
الفقه؟
ولا
ريب
أن
المفاضلة
بين
الكتب
ترجع
إلى
عدة
اعتباراتٍ
مختلفة
ولذا
فلا
يسوغ
الحكم
مطلقاً
بأن
كتاباً ما
هو
أفضلها
في
هذا
العلم
أو
في
غيره
.
ومن
كان
واسع
الاطلاع
والبحث
في
مصادر
القواعد
الفقهية
عند
أتباع
المذاهب
الأربعة
أدرك
أن
بعض
الكتب
أعظم
مكانة
في
هذا
العلم
من
غيره
وأن
بعضها
قد
يختص
بما
لا
يوجد
في
غيره
وأن منها ما هو أصل ومنها ما هو فرعٌ له مع بعض الزيادات والتحريرات والتعقبات وغير ذلك من الاعتبارات المختلفة المؤثرة في المفاضلة بينها.
والأمر الذي يحسن بطالب العلم أن يقصده هو البحث عن أجمع هذه الكتب وأشهرها اعتماداً عند فقهاء المذهب والتي يعول عليها في الفتوى والقضاء عندهم.
فإذا وجد كتاباً قد تحقق فيه هذا المعيار فإنه يصلح حينئذٍ أن يجعله أصلاً له في هذا العلم ومداراً له في ضبط قواعد المذهب وشروطها ومستثنياتها وفروعها، يكرر النظر فيه ويزيد عليه ما يستحق الإضافة من المصادر الأخرى ثم يضعها في موضعها اللائق بها مع ربط ذلك كله بما يدرسه ويبحثه من فروع المسائل في علم الفقه.
فإن لزم طالب العلم هذا المسلك وصبر عليه زمناً واتصل نظره في الفقه بنظره في هذا الكتاب الذي اعتمده أصلاً في هذا العلم على النهج الذي أشرت إليه= وجد إن شاء الله ثمرة ذلك المسلك في إحكامه علم الفقه وضبط قواعده على وجه متسق متآلف دون تشتت أو اضطراب، مع ما في سلوك ذلك من حفظ الزمان واستثمار قوة العقل من أن تهدر في سلوك طرق بعيدة ومكررة ومعزولة عن علم الفقه لا تتقدم بطالب العلم ولا تترقى به في مدارج التفقه وليس فيها إلا التكثر الذي هو أشبه ما يكون بالأوصاف الطردية التي لا توثر في الأحكام.
وبناء على المعيار الذي نبهت إليه ومسلك التحصيل الذي أشرت إليه فإني أقترح أن ينتخب طالب العلم أربعة كتب في القواعد الفقهية يتخذها أصلاً له في هذا العلم يدرسها ويستوعب مادتها ويكرر النظر فيها ويعمل على الإضافة إليها وينقحها ويتعقبها ويستدرك عليها مع ربط ذلك كله بما يدرسه ويبحثه من مسائل الفقه الفرعية ومستجداته ونوازله.
ومن أمثل هذه الكتب وأجدرها بأن تتخذ أصلاً وفق ما أشرت إليه ما يأتي:
١-الأشباه والنظائر لابن نجيم(في المذهب الحنفي)
٢-إيضاح المسالك إلى قواعد الإمام مالك للونشريسي (في المذهب المالكي)
٣-الأشباه والنظائر للسيوطي (في المذهب الشافعي)
٤-القواعد لابن رجب (في المذهب الحنبلي )
ومما يجدر التنبيه إليه أن كتب القواعد الفقهية غالباً لا تقتصر على القاعدة الفقهية بمعناها الاصطلاحي بل قد تشتمل على ما هو أوسع من ذلك كالأصول والكليات والضوابط والنظائر والفروق ونحو ذلك مما يعتبر من العلم الكلي الضابط للفروع الفقهية الناظم لما انتشر منها.
ومن استعان بهذه الكتب المذكورة على ضبط المسائل الفروعية في كل مذهب على الوجه الذي ذكرته دق نظره واستقام فقهه وتحرر اجتهاده بعون الله تعالى.
د.بلقاسم بن ذاكر الزبيدي
قناة(الأصول والمقاصد)
https://t.me/Alosoolbilqasim