[عدوك الذي بين جنبيك؛ لا تأمنّن جانبه]
ذاك العدو الأزلي القابع بين ثنايا صدرك؛ المتربع فوق عرش « حب الظهور » يدفعك إلى الرياء يؤزك نحوه أزاً ليقصم ظهرك؛ عدو لطالما جثم على العمل الصالح فنكت فيه نكتةً سوداء سلب منه الأجر والنور لينقلب على صاحبه وبال _أعاذنا الله وإياكم منه_؛ عدو يقلّب عليك نيتك فيفسدها إن لم تتنبه له وتتيقظ؛ إنها الأمانة التي أودعك الله إياها بين الضلوع.
أمسك عليك خطامها وشدّ لجامها واجذبها إلى الطاعات كرهاً حتى تفُلّ منها العزم وتلين لك الجانب؛ وكررها عليها كل يوم مراراً وتكراراً فإنها عدو لدود غير مأمون الجانب؛ وإياك إياك أن تطيع صداها الذي يتردد في داخلك فإنما تناديك بصوت هواك؛ ومن تبع الهوى فقد هوى؛ تفقد نيتك أيها المجاهد كل يوم؛ كل ساعة؛ كل لحظة فإنها إن غلبتك في المعركة فســ تبتلع كل التفاصيل الجميلة التي حكتها لنفسك في جنة الرحمن إن رُزقت الشهادة.
يسامرني أحد الأحبة فيشكو لي صراعه الدائم مع تقلب نيته؛ فتذكرت كلاماً جميلاً للشيخ المجاهد _أبي فهد العنزي_ تقبله الله إذ قال :
[ إعلم أخي المجاهد رعاك الله أن القلب لا يهمل؛ لا يترك؛ بل هو أساس مصيرك فلا تدعنّ يوماً يمرّ عليك لا تدعو الله في سجودك "اللهم أصلح فساد قلبي".]
حرب القلب لليّ ذراع النوايا لهو صراعٌ يومي ومعركة حاسمة لا مجال للخطأ فيها؛ فاحرص أخي المجاهد على معالجة قلبك وتفقد نيتك وتربيتك نفسك والسمو بها.
✍️أشج بني أمية
@Alzarqawy_Battar