قبعة الروايات والاقتباسات🎩


Channel's geo and language: not specified, not specified
Category: not specified


🎩أجمل الروايات والإقتباسات .
🎩أجمل العبارات والكلم .
🎩أروع القصائد الأدبية .
🎩 منوعات .

🎩🎩🎩🎩
🎩تأسيس القناة : 21/7/2019
🎩للتبادل @Bsoomi

Related channels

Channel's geo and language
not specified, not specified
Category
not specified
Statistics
Posts filter


قناة صدقة جارية لكل مشترك فيها 🌼 ← @PVT9999

~ @PVT99 ← 🌼 • علم النفس وتطوير الذات
~
معلومات وحقائق مذهلة 💯 ← @L_OS_0
~
الى •اللّـہ̣̥ نمضي •🖤🍂 ← @L_OS_3
~
لستة الخير لدعم القنوات المحافظه فقط.
من 9 م إلى 9 صباحا 🌼🍃


🧑‍💼السفير
✍🏻 إسراء عبدالموجود


الفصل الأول


كان غيث نائما حين سمع أصواتا غريبة تصدر من غرفة الفندق الذي يقيم به أين حرص الفندق علي راحة الزبائن؟
كيف يكون فندقا محترما و كل تلك الأصوات بالخارج؟
المفترض أنه سفير و ليس شخصا عاديا لما لا يحرصون على الظهور بمظهر لائق؟
لم تتوقف الأصوات بل إنها تزيد بشكل فشل معه التجاهل ليس أمامه سوى الاستيقاظ و تلقينهم درسا قاسيا على ذلك
لكن لما يشعر بثقل فوق صدره هكذا؟
فتح عينيه بصعوبة ليجدها فتاة ترتدي قميص نوم و هي نائمة على صدره و يغطيهما غطاء السرير! ولم تكن الأصوات التي سمعها سوى الصحافة!!
استغرق الأمر منه دقائق ليستوعب أن الصحافة تقوم بتصويرهما و أنه في مشكلة كبيرة
صرخ باسم رجال حراسته الذين كانوا يحاولون منع الصحافة و فشلوا لكثرة عددهم فأخبرهم غيث أن يتصلوا بالشرطة لتأخذ الصحافيين و بصعوبة غادر الصحافيين ليبعد عنه تلك الفتاة بحده لكنها لم تستيقظ وضع يده على رأسه عله يتذكر ماذا حدث أمس و من تكون تلك؟
و فشل في ذلك فهو متأكد أنه لم يذهب إلى الملهى الليلي و لم يحضر معه عاهرة فمن تلك النائمة؟
لم يكن غيث في وضع يسمح له بتأملها فسمعته التي بناها على وشك الانهيار و على وشك فقدان وظيفته بسبب تلك التي لا يعرفها

يتبع..")

@b_asim97




السلطان والشيخ حمدان


في أحد البلدان کان يحكم سلطان یطعم الجوعان ویكسو العریان، والكل یحبه و هو یحب کل الناس، جلس السلطان ذات يوم بين أقربائه وأخذ يعد حسناته ويقول: أنا أطعم الفقراء وأعلم الجهلاء وأعدل بين الناس.. انا لیس عندي عیب، فقال الحاضرون: نعم یا سلطان ليس عندك عيب.

علم الشيخ حمدان بما قاله السلطان فقابله في المسجد وهو يصلي وقال له: يا مولاي حسناتك كثيرة، لكن فيك عيوب، وقبل أن تبحث عن حسناتك ابحث عن عيوبك، وتعجب السلطان من كلام الشيخ حمدان وأخذ يسأل وزراءه وأقرباءه عن العيب الذي فيه. فقالوا له: إن كان فيك عيب فاسأل عنه الشيخ حمدان...أرسل السلطان للشيخ حمدان وقال له: أنا أفعل كل الحسنات وليس عندي عیوب، فقال الشیخ حمدان: یا مولاي الكمال لله، فقال السلطان: إذن أخبرني عما بي من عيوب فاستأذن الشيخ حمدان وقال: أمهلني ثلاثة أيام وبعدها أخبرك عما بك من عيوب .

مر يوم ويومان وفي نهاية اليوم الثالث جاء الشيخ حمدان واستأذن في الدخول على السلطان فأذن له، فقال الشيخ: حدثت حكاية غريبة يامولاى. فسأله السلطان، ماذا حدث؟ فقال الشيخ حمدان: ابنك الأميريا مولاي كان يسير في الطريق وفجأة ظهرت أمامه مجموعة من الكلاب تنبح عليه واقترب أحدها وعض الأمير في رجله.

فزع السلطان ونادی: یا حراس، یا حراس امسکوا کل الكلاب.. اقتلوا كل الكلاب، وهنا ضحك الشيخ حمدان وقال: مهلاً يا مولاي أمن أجل كلب واحد عض الأمير تأمر بقتل كل الكلاب.. لقد غضبت يا مولاي فظلمت كل الكلاب بذنب واحد منهم. والحكم عند الغضب ظلم والظلم يصبح عيبا يا مولاي، سكت السلطان وعرف عيبه فقال له الشيخ حمدان: سبحان من له الكمال.. سبحان من له الكمال.


@b_asim97


قصة كتاب الحياة من وحي الخيال العلمي


بينما كنت أتصفح بعض الكتب في مكتبة ذات يوم، لاحظت مجلدا قديما يعلوه الغبار، كان كبيرا جدا بعنوان اسمي ( صلاح الدين بنشبيبة ). تناولته من على الرف وبدأت أقرأ. بتفاصيل واسعة، إنه يصف حياتي كصبي صغير. و يسخر دائما من ذاكرتي، بل ويعيد أحيانا إحياء ذاكرتي عن الأحداث المنسية.

أدرك أن هذه المعاني المتضمنة هي كتاب عن حياتي، وأعزم على اختبارها. بالعودة إلى الجزء الذي يحمل تاريخ اليوم، أجد التدوين التالي للساعة التاسعة ٣٢ دقيقة صباحا. مكتوب فيه:

- اكتشفني على الرف، سحبني وبدأ يقرأني ...

أنظر إلى الساعة المعلقة على جدار المكتبة وأرى أنها تشير إلى التاسعة و١٧ دقيقة.
من المعقول تماما، أقول لنفسي أنني وجدت الكتاب منذ نحو ربع ساعة. أعود الآن إلى تدوين الثانية وثلاثون دقيقة... أقرأ: - إنه يقرأني. إنه يقرأني. إنه يقرأني. أستمر فى النظر إلى الكتاب فى مكانه، بينما أفكر فى مدى روعته. وأجد أن المكتوب في التدوين: - استمر في النظر إلي، بينما يفكر في مدى روعتي.

فكرت وقررت أن أهزم الكتاب بالنظر إلى تدوينة في المستقبل، ومن أجل ذلك أذهب إلى تسجيل في العاشرة صباحا تماما من نفس اليوم، وأجد المكتوب: - إنه يقرأ هذه ( الجملة ). يا للروعة، قلت لنفسي، كل ما أحتاج فعله الآن هو أن أتجنب قراءة هذه الجملة بعد حوالي خمسة وعشرين دقيقة من الآن.

نظرت إلى الساعة. وللتأكد من أنني لن أقرأ الكتاب، أغلقته. وتساءلت في عقلي، لقد أعاد لي هذا الكتابة ذكريات مدفونة والآن استرجعتها. أقرر حينها أن أعيد قراءة الكتاب في مراحل سابقة وإعيد إحياء ذكرياتي وهذا آمن لأنه لن يُفسد تجربتي في التغلب على الكتاب لأن الذكريات التي أريد قراءتها في صفحات لأوقات مضت. أبدأ القراءة وأصبح منغمسا في الاستغراق في العاطفة وتجديدها.

يمر الوقت...

فجأة أقول لنفسي: ياااه. نسيت... أرفع عيني للساعة، أفكر في نفسي لقد تعمدت أن أكذب الكتاب، ماذا كان الوقت الذي حددته؟ إنه العاشرة تماما والآن العاشرة و أربعة عشرة دقيقة مما يعني أني كذبت الكتاب بالفعل. حسنا سأفحص الأمر وأتأكد منه. بحثت في الكتاب عن وقت العاشرة صباحا تماما فوجدت المكتوب: - أغلق الكتاب وجلس ينتظر. مررت عليني بسرع بضعة جمل ووجدت: - إنه منغمس في الاستغراق في العاطفة وتجديدها...

يا للعجب، أقول لنفسي. يبدو أن هذا المكان خطأ لأنه يقول ما كنت أفعله حقا عندما تعمدت عدم قراءة الكتاب، أقفز صفحتين إلى الأمام وفجأة تبصر عيناي الجملة: - إنه يقرأ هذه ( الجملة ). لكنه مسجل على الساعة العاشرة و خمسة عشرة دقيقة.

أغلقت الكتاب وذهبت إلى أمين المكتبة وطلبت استعارته، وأخذته معي إلى البيت.

اليوم و الكتاب بجانبي وفي هذه اللحظة من الصباح قبل أن أذهب لعملي أجلس لأكتب لكم ما جرى... والآن الساعة الثامنة واحد خمسون دقيقة... سأفتح الكتاب مجددا وأرى ماذا يقول عند هذا الوقت...

أجد المكتوب: - يبدو أن الكتاب هزمني ولم أستطع تكذيبه، كل ما حدث هو أن الوقت تغير ما يعني أن هذا الكتاب هو حقا كتاب ذكرياتي. لكن إذا كان هذا الكتاب يعلم ما أفعله وما سأفعله هل هذا يعني أنه ليس لدي حرية اختيار.

يا إلهي هذا ما كنت أود أن اختم به حكايتي لكم.

@b_asim97


قصة قصيرة وطريفة بين الأمريكيين والروس


عندما ارسل الأمريكيون مركبات فضائية لاستكشاف الفضاء، اكتشف العلماء أنهم لا يقدرون على استخدام أقلام الحبر هناك، وهذا ناتج عن انعدام الجاذبية في الفضاء لا تمكن الحبر المتواجد داخل القلم من الخروج عبر فتحة النهاية ليتدفق على الورق.

ولحل هذه المشكلة، قام علماء وكالة ناسا الفضائية بتجارب عديدة لصنع قلم حبر يستطيعوا أن يكتبو به في حال غياب الجاذبية وفي ظروف الطقس الغير المستقرة حتى في الحرارة المنخفضة تحت الصفر.

وبعد هذه التجارب والأبحاث التي دامت عدة سنوات استطاعوا في النهاية النجاح في صنعهم القلم المطلوب بعدما كلفهم أموال باهضة تُحصى بملايين الدولارات.. عندما واجه الروس هذه المشكلة قرروا استخدام أقلام الرصاص.

@b_asim97


اجعل السقف مناسباً


يحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك ملكاً أراد أن يكافئ أحد مواطنيه، فأرسل إليه مرسول وقال له أخبره أن الملك سوف يمنحك كل الأراضي التي تستطيع أن تقطعها سيراً على قدميك مجانا، وستكون هذه الأراضي ملكك إلى الأبد .. فرح الرجل كثيراً بما سمعه من المرسول وبدأ يجري باتجاه غرب المملكة في حالة جنون قطع مسافة طويلة فتعب لكنه واصل السير حتى يمتلك المزيد والمزيد من الأراضي، وبعد أن قطع مسافات أطول جدا، احس بالتعب الشديد، فكّر في العودة ليكافئه الملك بالمساحات التي قطعها سيرا على الأقدام، ولكنه على الفور غير رأيه وقرر مواصلة السير حتى يحصل على الكثير من الأراضي، سار الرجل مسافات أطول وأطول احس بالتعب من جديد أخذ قسطا من الراحة ، فكر مجددا في العودة ليكافئه الملك بما وصل إليه، ولكنه تردد هذه المرة أيضاً وتابع السير .

مازال الرجل يسير ويجري لمدة خمس أيام ولم يعد أبداً ، لقد ضل طريقه وضاع في الخلاء، ويقال أنه في النهاية وقع صريعاً من شدة التعب و الإنهاك الشديد، ولم يمتلك شئ ولم يحس بالسعادة يوماً بل شعر بالحزن فقط، لأنه لم يكن يعرف حد الكفاية أو بالأحرى القناعة.

@b_asim97


قصة معبرة عن الحياة


يحكى أنه كان هناك رجلاً يمشي في أدغال الأمازون يتمتع بمنظر الطبيعة الرائعة والأشجار العالية التي لم يرى مثلها من قبل والأزهار الجميلة ذات الروائح العطرية، وبينما هو مستمتع بالمناظر الخلابة ومسرور بالرحلة، فجأة سمع من خلفه صوت عدو سريع يقترب منه شيئا فشيئا والصوت يعلو بوضوح تام، التفت الرجل إلى الخلف إذا به يشاهد أمام اعينه أسداً مخيف وضخم يتجه نحوه بسرعة البرق، ومن شدة الجوع كان الأسد ضامر الخصر بشكل واضح .. أخذ الرجل يركض بسرعة كبيرة والأسد يطارده وعندما  شعر الرجل بأن الأسد يقترب منه بسرعة أكبر، لفت انتباهه بئراً قديم بجوار بيت مهجور، فقفز الرجل على الفور وبدون تردد وهو متمسك بالحبل الذي يسحب به الماء.

أخذ الرجل يتمرجح وسط البئر ، مر وقت قصير هدأ صوت الأسد عندها التقط الرجل انفاسه و سكن روعه ، ولكن سرعان ما سمع صوت آخر لكن هذه المرة كان فحيح ثعبان كبير الرأس وطويل جداً يوجد أسفل البئر، أخذ يفكر في طريقة ما ليتخلص من الثعبان داخل البئر والأسد في الأعلى، فإذا به يرى فأرين أحدهما أبيض والآخر أسود يصعدان من أسفل البئر عبر الحبل إلى أعلى الحبل ويبدءان بقرض الحبل، هلع الرجل كثيرا وأخذ يحرك الحبل بيديه يمينا وشمالا  لتخويف الفأرين، وبينما هو يتأرجح في اليمين والشمال اصطدم بأحد جوانب البئر،وعند اصطدامه بالجانب شعر بشئ رطب لزج في ضهره، التفت الرجل إلى الخلف إذا به يجد عسل نحل، اصطدم مع بيوت النحل التي تبنى في الكهوف و الجبال وعلى الأشجار ، قام الرجل يتدوق من العسل، فأخذ لعقة وأضاف الثانية، ومن شدة حلاوة العسل نسي  الرجل ما هو فيه من مواقف صعبة ، وفجأة أيقظته زوجته من نومه وهو يتصبب عرقا، حينها عرف أن ذلك كان مجرد حلم مزعج .

في الصباح توجه الرجل إلى بيت أحد مفسر الأحلام ليفسر له حلمه تفسيرا صحيحا وبالفعل ذهب إلى بيت أحد الشيوخ ، وحكى له حلمه بالتفصيل ، فضحك الشيخ قائلاً  : ألم تعرف تفسيره ؟ فقال الرجل : لا اعرف يا سيدي، قال الشيخ : الأسد الذي يجري خلفك هو عزرائيل يريد أن يقبض روحك، أما الحبل الذي تمسكت به فهو عمرك، والبئر الذي في أسفله ثعبان هو قبرك، والفأرين الأبيض و الأسود  هما الليل والنهار ينقصون من عمرك، فقال الرجل وهو متشوق لسماع تفسير العسل : والعسل يا شيخنا العسل ؟ فقال الشيخ : العسل يرمز للدنيا، فقد أنستك حلاوتها أن وراءك موت وحساب.

@b_asim97


قوة الضعف


عندما كنت طبيبًا مقيمًا، كان لي صديق أنجب طفلة أصيبت بحالة بسيطة من صفراء حديثي الولادة، واستدعى الأمر نقل بعض الدم لها.  كانت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل عندما كنت أزورها في حضانة المستشفى بعد نقل الدم، وأتبادل المزاح مع أبيها، عندما ظهر طبيب الأطفال وهو صديق مشترك، سألني عن فصيلة دمي. فقلت بلا اكتراث:
"أو موجب .. لماذا تسأل ؟"

لم أدر إلا بطبيب الأطفال يجرني من ساعدي جرًا نحو بنك الدم، ثم يقول للفني الذي أرهقه السهر، ويفتح عينيه بصعوبة:
"صحته طيبة كالثيران .. لا تخش شيئًا.. خذ منه ما تريد من دم "

وتم إجراء توافق الدم مع عينة دم يحتفظ بها الفني في الثلاجة.. كان هذا قبل عصر إجراء أبحاث التهاب الكبد والإيدز طبعًا، لهذا كان المريض يتلقى الدم فور التبرع به.
 

انغرست إبرة التبرع بالدم الغليظة في وريدي .. آي .. ورأيت الدم الأحمر القاني يتدفق إلى الكيس... فقط لو استطعت أن أفهم !

عدت مع طبيب الأطفال إلى الحضّانة، فرأيت طفلة رضيعة لونها كلون الليمون، وجوارها تذكرة تحمل اسم (شيماء). ورحت أراقب الممرضة وهي تعلق كيس الدم وتبدأ عملية نقله إلى الجسد الصغير..  دمي يسري في هذا الجسد الذي لم يقض على الأرض سوى يوم أو اثنين ..

الآن صار من حقي أن أفهم، فقال لي طبيب الأطفال بطريقة روتينية ملول:
"حالة فقر دم متقدمة . أنيميا تكسيرية .. كدنا نفقدها وكنت أبحث عن أحمق له ذات الفصيلة.. الحمدلله أنني وجدت واحدًَا عند الفجر"
كل هذا جميل ولكن أين أهلها؟
"لا نعرف .. لقد تركوها واختفوا .. فقط أطلقوا عليها اسم شيماء"

كان الشيء الصغير يقرقر وينظر لنا بعينين تائهتين، وأقسم أنني شعرت بأن صفرتها تزول بالتدريج.  شعرت بأنني فخور وأن يومي لم يضع هباء.. من يبالي بهذا الدم ؟.. عندي الكثير منه، أما هي فيكفيها ربع لتر على الأكثر وهو ما أخذوه فعلاً..

في اليوم التالي جاء صديقي ليتفقد ابنته الرضيعة، زميلة شيماء في الحضانة .. وجد أنها – شيماء – لوثت ثيابها ولم تجد الممرضات كافولة، فأخذن من الكوافيل التي اشتراها لابنته.  مع الوقت صار لشيماء نصيب في كل شيء : الكوافيل .. الرضعات .. الثياب .. المال أيضًا لأنه ترك للعاملات مالاً يشترين به ما تحتاج له، من دواء أو ألبان .. إلخ

لم يظهر أهلها قط،  لكنها صارت أختًا لابنة صديقي وصار كل شيء يُقسم على الاثنتين. لا أعرف مصيرها بعد ذلك، لكني شعرت بقشعريرة لا شك فيها.

لماذا دخلت أنا الحضّانة في ذلك اليوم  وذلك الموعد؟.. لقد كنت مجرد أداة لتبقي هذه الرضيعة حية. إنها في حجم صفحة هذه المجلة، لكن الله سخرنا لها أنا وصديقي والممرضات وطبيب الأطفال. تريد دمًا فلا تفتش عنه مذعورة في بنوك دم وزارة الصحة، إنما يأتيها وهي مستريحة هانئة .. تريد كوافيل فلا تبتاعها بل تأتيها ببساطة حيث هي .. هناك قوة أعظم وأكبر ترعى هذه الصغيرة، وإلا لكانت ملقاة تلتهمها الكلاب في أقرب كومة قمامة.

دعوة لأن نتذكر القوة الكامنة في الحب والعطف. الحنان يسري في الاتجاهين، وكما نمنح الحنان للآخرين فإننا نتلقاه في اللحظة ذاتها، كالمعادلات ذات الاتجاهين التي كنا ندرسها في حصة الكيمياء. هناك قوة ربانية عليا تحمي الضعفاء وترعاهم، بشرط ألا يزول الحب والرحمة من قلوب الآخرين.


جزء من مقال " قوة الضعف " للدكتور أحمد خالد توفيق.




Video is unavailable for watching
Show in Telegram
سوف نبقى هنا 💛


- في القرن التاسع عشر كان
هنالك شاب انجليزي وسيم
تشوه وجهه جرّاء شظية
كتب لحبيبته التي هجرته :
كنتِ تنظرين إلي بعينيك
وليس بقلبك .


‏من أسماء عمان التي عُرفت بها قديماً ( مزون ) ولعله كان اسماً فارسياً.

وفي ذلك يقول الشاعر:

إن كسرى سمى عمانَ مزوناً
وعمانُ ياصاحِ خيرُ بلادِ

بلدةٌ ذات مزرعٍ ونخيلٍ
ومراعٍ ومشربٍ غيرِ صادِ


حكاية بائع الكلام... من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني 


خرج شاب من بيته ليبحث عن عمل له ، وفي الطريق مر على متجر كبير وفي جيبه ستة قروش فقط ، نظر الشاب إلى المتجر فرآه فارغا من البضاعة ، ووجد صاحب المتجر( التاجر ) جالسا خلف مكتبه ، ومن أمامه على المكتب ميزان .
سأل الشاب التاجر : ماذا تبيع ؟ .
قال التاجر : أبيع كلاماً .
دهش الشاب من التاجر ، وقال في نفسه ساخراً : من الذي بيع الكلام !!؟ يبدو أن هذا التاجر غبياً ، ودفعه حب المعرفة أن يسأل التاجر : أعطني كلمة واحدة .
قال التاجر : لا أعطيك كلمة إلا بثمنها .
قال الشاب : وما ثمنها ! ؟ .
قال التاجر ، قرشين .
دفع الشاب القرشين إلى التاجر ثمناً للكلمة ؛ فقال التاجر له : { مَن أمّنك لا تخُنه ولو كنت خائناً }.
تفحّص الشاب الكلمة فوجدها حكمة جميلة ، واستفاد منها الكثير ؛ ثم دفع له أيضاً قرشين آخرين ليحصل على كلمة جديدة .
قال له التاجر : { اتق الله أينما كنت فمن يتقِ الله يجعل له من كل ضيق مخرجاً } .
فهم الشاب معنى هذه الكلمة جيدا ، وحرص على العمل بها ، ودفع له آخر قرشين يمتلكهما من أجل كلمة ثالثة .
قال التاجر : { ليلة الحظ لا تفوتها } .
سمع الشاب الكلمة الثالثة ولكنها لم تعجبه كثيرا ، إلا أنه لم ينسها ، وقال في نفسه : ربما تشرح لي الأيام معانيها الخفيّة.
استمر الشاب في طريقه باحثاً عن عمل له ؛ فمر على مصنع للصابون كان يملكه أحد الباشاوات الأغنياء ، طلب من الباشا صاحب المصنع العمل عنده ، وبدأ الشاب بالعمل ، وأحب الباشا صاحب المصنع الشاب ، ومنحه الثقة والاحترام ، واعتبره ابناً له فهو لم ينجب من الأولاد أحداً من قبل .
اقترب موسم الحج ، وطلب الباشا من الشاب أن يكون بيته أمانة عند الشاب في فترة غيابه للحج ، وأن يهتم كثيرا بزوجته ( أي زوجة صاحب المصنع ) ، وبعد أن سافر إلى بلاد الحجاز ، وفي ليلة كانت زوجة التاجر لوحدها ، دعت الزوجة الشاب للحضور إليها ، وطلبت منه أن يفعل بها الفاحشة ، وإلا صرخت بأعلا صوتها أنه جاء ليهتك عرضها ؛ فيكون الحكم عليه بالموت ؛ لأنه اعتدى على زوجة باشا في غياب زوجها ، ولكن الشاب تذكر النصيحة التي اشتراها بقرشين { مَن أمّنك لا تخنه ولو كنت خائناً } كما تذكر النصيحة الأخرى { اتق الله أينما كنت فمن يتقِ الله يجعل له من كل ضيق مخرجاً } ، فطلب من زوجة الباشا أن يدخل الحمام ، وعندما دخل الشاب الحمام ؛ دعا ربه أن يحفظه من عمل الفاحشة .... ففتح الله له ثغرة في الحائط وفرّ منها هارباً .
انتهى موسم الحج وعاد الباشا من بلاد الحجاز سالماً ، وأقبل إليه الجميع مهنئين الباشا بالحج وبالعودة سالما إلى بيته .... لكن الشاب لم يذهب إلى الباشا ليهنئه بأداء فريضة الحج وبسلامة عودته .... افتقد الباشا الشاب ، وغضب منه غضبا شديدا ....
أخبرت زوجة الباشا زوجها بأن الشاب حاول أن يغتصبها ....فازداد غضبا على غضب وأصر على أن ينتقم منه شرّ انتقام ؛ فطلب من العمال أن يضعوا هذه الليلة في الفرن ( النار ) آخر شخص يدخل عليهم .... وأخبر الباشا زوجته أن الشاب سيموت الليلة شر موتة ، وتهيأت الزوجة للتشفي من الشاب .... تنتظر سماع الخبر السعيد بالنسبة إليها ....
كان من العادة أن يدخل الشاب إلى المصنع في كل ليلة متأخراً ....
ولكنه وقبل أن يدخل المصنع في تلك الليلة مرت من أمامه زفة عريس ، فتذكر الشاب نصيحة التاجر الأخيرة التي لم تعجبه في ذلك الوقت { ليلة الحظ لا تفوتها } ، رافق الشاب موكب الزفة ، واستمر مع الموكب حتى ساعة متأخرة من الليل ، فبات ليلته هناك .... .
وفي تلك الليلة حضرت زوجة الباشا إلى المصنع ليلا ، لكي تعرف ماذا حصل للشاب ، فقد كانت تنتظر موته شر موتة وترغب بالانتقام منه....
كانت هي آخر من يدخل المصنع ، أراد العمال أن ينفذوا وصية معلمهم الباشا صاحب المصنع ؛ فحملوها وألقوها في النار ( الفرن ) ، وفي الصباح الباكر جاء الباشا ، وعلم أن زوجته هي التي كانت آخر من دخل المصنع ، أمر الباشا بأن يحضر الشاب بين يديه ،وعندما حضر الشاب ووقف أمام الباشا ، طلب الباشا منه أن يحكي له ما حصل بينه وبين زوجته ، عرف الباشا بالحكاية كاملة وقال للشاب : أنت بريء والله سبحانه هو الذي أنجاك ، وهذا المصنع هو لك من اليوم .
وقالوا في الأمثال العربية : البري الله يبريه . ويسلم لي القارئ يا رب ، وعاش تراثنا الشعبي الفلسطيني


أ. تحسين يحيى أبوعاصي

@b_asim97


Video is unavailable for watching
Show in Telegram
الأم 💛


أعلى هذا تدخلون الچنّة؟!



من قصص الفولكلور اليمني التي أعشقها ..

أن واعظًا قوي اللهجة بادي الإخلاص شديد الحماسة، ظهر في إحدى عواصم بلاد اليمن، فاشتد في وعظ الناس واجتهد وبذل الجهد ودلّ المحسنين إلى أوفق سبل الإحسان، ودفع المسيئين إلى الخجل والاستتار، وكادت تخلوا الديار التي حلّ بها من المجرمين والمفسدين..

فاستشعر الوالي خطر الرجل، حيث كان الوالي رجل سوء فاسدًا، يستغل زلّات الناس و فضائحهم في تخويفهم واستدراجهم لطاعته..

فأمر به إلى أن ينزل ببلد في طرف البلاد، قد هجره الوعّاظ لسوء خُلُق أهله، وفساد دينهم و تعاملاتهم..

فلم يفتَّ ذلك في عضد الواعظ، فبذل من الجهد فوق ما بذله في العاصمة..
لكن القوم أبدو تجاهلًا له ولا مبالاة، وبرودًا شديدًا في تلقي “درر” وعظه، و حصاد حرارة قلبه، بل ولم يزد في مسجد البلدة الخاوي من المصلين إلّا كهلًا واحدًا، كان في الأصل يتبرّك بخدمة بيت الله وتنظيفه…

فطلب من ذلك الكهل أن يبلغ أهل المدينة أنه راحلٌ عنها، وأنه لن يرحل حتى يملؤوا المسجد يوم الجمعة عن آخره..

فأسرع صاحبهم إليهم بالبشرى ووعدوه بأن يحضروا عن بكرة أبيهم كيف لا وقد آذاهم الواعظ بظهوره الدائم، في ملاهيهم ومقاهيهم وأسواقهم بالوعظ والترغيب والترهيب.

فاجتمعوا له يوم الجمعة، فملؤوا المسجد ومحيطه، فخطب فيهم..
خطبة عصماء وضع فيها خلاصة علمه، وكل ما استطاعه من رفق وترغيب..
لكنه رأى منهم نفاد صبر ..
حتى صاح به أحدهم من آخر الصفوف ” هااااااااااه!”


☠️المقبــــــــــــــــــــــــــرة☠️



شجرة معمرة عجوز تمتص أجساد الموتى ..

(هذه قصة حقيقية وقعت قديما في قرية مجاورة في جبل صبر .. مدينة تعز .. اليمن)تتحدث الحكاية عن مقبرة بعيدة منعزلة في جبل صبر تسمع منها ليلا أصوات مرعبه وانين مخيف وفي وسطها شجرة معمرة عجوز تمتص أجساد الموتى فتحدق عيونهم الجاحظة من خلال شقوق جذعها لغائرة وذات ليلة وشبان القرية يتفاخرون بشجاعتهم وبطولاتهم قام احدهم يعرض حكاياته ويقسم على شجاعته المنقطعة النظير فسخر منه البعض وكذبه بعض آخر فكان التحدي أن يذهب إلى المقبرة القديمة بعد منتصف تلك الليلة .. تردد الفتى قليلا ثم قرر أن يخوض التحدي ويثبت لكل القرية شجاعته واقد تساءل الشباب كيف سيتحققون من صدق ذهاب فقال احدهم يأخذ مشعلآ ونحن سنراقب نوره من هنا حتى يص وقال الآخرون وما الفائدة إن كنا سنراقبه فسوف يستأنس بناولكن يأخذ معه مسمارا يغرسه في جذع الشجرة العجوز في المقبرة وعند بزوغ الفجر نذهب جميعنا للتأكد انه قد فعلو فوافق الشاب على مضض خشية أن يلتصق به عار الدهر وذهب وحيدا مرتجف الخطى متتابع الأنفاس زائغ النظرات ... وحين اقترب من المقبرة بلغ خوفه ذروته وأوشك أن يعود !!لكن كيف سيقابل أصدقائه في الصباح ؟ لا .. سيواصللم يبقى إلا القليل وبخطى مضطربة.. يكبو وينهض يحبو ويتعثر وصل إلى الجذع المغضن فجلس بجواره يثبت المسمار وقد جف ريقه وشحب لونه وبلغ به الرعب حدا لا يوصف وثبت المسمار أسفل الجذع حيث كان يحبو واستدار يزحف مغادرآ قبل أن تتيبس أطرافه فجأة ... هناك من يجذبه من جذع الشجرة و مرت في خاطره كل الحكايات القديمة عن أرواح تسكن هذه الشجرة وتمتص أجساد الموتى وانطلق ذلك العواء المرعب من زاوية المقبرة البعيدة فتسارعت دقات قلبه وسال العرق البارد على جبينه وجحظت عيناه رعبآ ورهبة .. ولم يستطع الالتفات وسقط مكانه كالحجر عند بزوغ الفجر جاء الشباب ليرو العلامة لكنهم فوجئوا بصاحبهم هناك جثة هامدة قد ارتسمت على وجهه حتى إمارات الرعب وثوبه وجدوه مشدودا إلى المسمار الذي ثبته بجذع الشجرة

وكذا انتهينا من القصة وان شاء الله عجبكم 


اليمن .. بلد الحضارات والأمجاد .. بلدٌ يعبق تاريخه بالقصص المدهشة ، والملاحم الخالدة .. جبال شامخة وعرة ، ترصد من علوها بصمت نشوء الدول واندثارها ، وتنشر بغموضها وهيبتها خيوطاً يحيك منها الخيال ثوب الأساطير الشهير ، قبل أن ينشره على القرى المعلقة والسهول المنبسطة .. لتبدأ الألسن تلوك الحكاية ، ناقلة الأسطورة إلى آذانٍ تتشربها بنهم ، وعيون جاحظة لا تطرف ، وقلوب معلقة في الهواء .. لكن .. هل هي فعلا مجرد أسطورة .


الهـدهد الغيــور على التوحيــد


 
يقول تعالى : (( وتفقـد الطـير فقـال مالي لا أرى الهـدهـد أم كان من الغائبيـن * لأعذبنه عذابا شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين * فمكـث غيـر بعيـد فقال احطّـتُ بما لم تُـحط به وجئتك من سبأ بنبـأ يقين * إني وجدتُ امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم * وجدتها وقومهـا يسجدون للشمس من دون الله وزيـن لهم الشيطـان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتـدون * ألاّ يسـجـدوا لله الذي يُخرج الخبء من السماوات والأرض ويعلم ما تخـفون وما تُعلـنون * الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ))
وتتحرك الغيرة على العقيدة في قلب طير من الطيور ويأبي أن يرى أحداً يسجد لغير الله لأنه علم أن الشرك شؤم ووبال ، وهي حقيقة يجب أن يعرفها الجميع .
كيف يسجدون لغير الله ؟ وكيف تخضع رؤوسهم وتنحني رقابهم أمام المخلوقين ؟؟ كان المفروض أن يرتفع الرأس ويشرئب العنق وتنتصب القامة أمام المخلوقات لأن المخلوقين سواسية أمام الله في العبودية ، وإن كانوا يتفاوتون في المقامات ... فالجبهة لا تذل إلا لله ، والظهر لا ينحني إلا لواهب الحياة ، وهي كرامة أعطاها الله للإنسان الكريم .
فالعبودية بالنسبة للإنسان مقام عالٍ ، لا يختارها إلا العارفون ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم خـيّـره الله بين أن يكون ملكاً رسولاً أو عبداً رسولاً فاختار جناب العبودية على مقام الملك ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم عرف الحقيقة ، وكيف لا يعرفها وهو معلم الحكمة ؟!
جقيقة إن الهدهد كان مؤمناً ، بمعنى أنه لا يعرف إلا الله وحده (( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) . وحقيقة أن الهدهد هذا عالم ومدرك لخفايا بعض الأمور التي لا يعلمها إلا أهل العلم.. ما مر الهدهد على القوم المشركين مرور اللاهين ولا تأول موقفهم ولا قال : إنهم جاهلون لكنه انتفض وجاء لنبي الله عليه السلام بالخبر اليقين .. قد يقول قائل : إن الهدهد هذا أُعـدّ إعداداً خاصاً ، وإنه كان من جنود سليمان المكلفين بالحراسة ، وإنه في منزلة العقلاء العارفين .. وقد يكون هذا الأمر حقاً ، لكن المهم في الأمر تلك الغضبة والانتفاضة من طير ، بينما نجد بعض الناس وهم أبناء الإسلام ، ومع هذا يمرون على مشاهد قريبة من هذا النوع فلا يغضبون ولا ينكرون ، بل قد يبررون موقف المخطئين الضالين عن طريق التوحيد .
الله الله ، لو مر الهدهد هذا على بعض ديار المسلمين اليوم ورأى ذلك الإقبال وذلك الاندفاع إلى القباب والقبور والأضرحة ، ولو سمع تلك الصيحات ... من بعض المسلمين تتوجه لغير الله .
حقيقة مؤسفةٌ مُـرةٌ ، فمتــــــــى ينتبه لها المســـلمون .....ودعاة الإسلام ؟؟؟؟؟؟


-عبدالمؤمن بن محمد النعمان


أصغر داعية في العالم!!

 
حدثني شيخ جليل صادق فقال:
هل تعرف أصغر داعية في العالم ؟!
قلت : عيسى بن مريم عليه السلام ! قال : لا ؛ في هذا الزمان ؟ قلت : هات !
قال اسمع :
لي قريب فتح الله عليه الدنيا ؛فأُغدِقت عليه الأموال والجاه . فأصبح له شأن في الناس كبير ؛ وله في كل شيء نصيب إلاَّ في العلاقة مع الله ! فهي مقطوعة تماماً ؛ لا يعرف الصلاة ولا يطرق للمسجد باباً مع وفور صحته وسعة رزقه !.
رَزَقه الله فوق ذلك ابناً جميل الطلعة ؛ جمع الله فيه ما فرَّقه في سائر الأطفال من الجمال والذكاء والفطنة والفصاحة واللباقة ؛ وهو مع هذا لم يتجاوز عمره الست سنوات !! أي أنه لم يدخل المدرسة بعد .
جاء يوماً إلى مجلس أبيه ؛ وأبوه سادر في غيّه ؛ قد سمّر عينيه في شاشة التلفاز و(الريموت كنترول ) بين يديه يقلب القنوات ؛ وفَغرَ فاه كالأبله وغاب عن الوعي ! . دخل الطفل على أبيه ورأسه ينطف بالماء ووجهه كذلك ؛ مشمراً عن ذراعيه الصغيرتين اللتين يقطر منهما الماء أيضاً .. وقف أمام أبيه .. نظر إليه نظرة طفولية فيها كل معاني البراءة !
قال له أبوه :
- سلامات ! إلى أين إن شاء الله ؟!
- قال بلهجة بريئة فيها لثغة (إلى المثجد ..أروح أثليّ مع الناث ..مع المثلمين ماني ذيّك يهودي ..أنت يابابا يهودي ما تحب الثلاة ) وترجمة هذه العبارة ( إلى المسجد أذهب أصلّي مع الناس مع المسلمين لست مثلك يهودياً ؛ أنت يا أبي يهودي ما تحب الصلاة ) ..
- ( غص الأب برِيقه ) .. يا ولد ما هذا الكلام ؟!
- والله ثحيح ! (صحيح ) .. ثم ولّى وترك الأب في دهشته ..! مكث الأب ساعة إلاّ ربعاً يدور في المنزل لا يلوي على شيء يفكر في ابنه الصغير الذي قذف في وجهه بهذه القنابل الإيمانية وذهب .
انتظره بفارغ الصبر .. وفجأة فُتح الباب بهدوء وإذا بالصغير يدخل ...
- لماذا تأخرت ..!
- (قلت لك باروح أثلّي ! مع الناث ) أقسم الأب أن الله يحمي هذا الصغير منه فلا يستطيع أن يمسه بسوء ولا أن يمد نحوه يده بالضرب ؛ ولا لسانه بالشتم ؛ رغم ما كان يُعرف عن هذا الأب من شدة وجبروت ..
* * *
مكث على هذا الحال سنتين كاملتين .. قال : تأخر الطفل مرة للَّعب خارج البيت ؛ فجُنَّ جنون الأب وقرر الخروج للبحث عنه ؛ وبينما هو يُهم بالخروج إذ بالباب يُفتح ....و..
- أين كنت ؟ بحثنا عنك في كل مكان .. وفي كل غرفة .. مابقي إلاَّ أن نستعين بالشرطة للبحث عن حضرة جنابك الكريم !
- (يا بابا.. يا بابا .. أنت ليش ما تفهم .. أنت يهودي يا بابا اللي ما يحب الصلاة يهودي ! لعبت وبعدين صليت المغرب وتكلمت مع جارنا عبدالعزيز وجئت
مباشرة .. ما تأخرت) ..
- قال الأب : لم أعِ بنفسي إلاَّ ودموعي تنثال على خدي ...إلى متى هذه الغفلة؟ إلى متى وأنا أتلقى هذه المواعظ البريئة وأنا في ظلمة الذنب ؛ من طفل أنطقه الله تعالى بالحق ؟ .والله لم يكن لأحد تأثير عليه حتى أمه رغم صلاحها لم تكن تلقنه هذا الكلام ولكنه الله عز وجل إذا أراد شيئاً كان !.
تأملته طويلاً .. وقد دخلتني هيبة منه ؛ وقذف الله له في قلبي محبة ممزوجة برهبة ..لم تكن فيَّ من قبل ! .. برهة من الوقت مرت بنا .. وصمت ونظرات .. لم يقطع ذلك الصمت إلاّ صوت الحق ينادي لصلاة العشاء .. صوت الأذان الجميل الذي انطلق من المسجد المجاور الذي لا أتذكر متى آخر مرة دخلته ! نظر إليَّ ولدي كمن يقول لي : يا أبي خذ بيدي وهيا بنا سوياً إلى رحاب الله ...قفزت ! وحملته بين ذراعيّ بعد أن توضأت وقبلّتُه قبلة طويلة خرجت من أعماق قلبي ودموعي تغطي خده الصغير وذهبت به إلى المسجد ولم أكد أضع أول قدم على عتبة المسجد حتى رأيت ابني يكاد يطير من الفرح ؛ كلما لقي أحداً من المصلين الذين يعرفهم ؛ عرّفهم عليّ :
- هذا بابا .. يا عم ( أحمد )..! يا عم (فهد) هذا بابا .. هذا بابا يا ….
توافد المصلون من أصدقاء الداعية الصغير يهنئون أباه على نعمة الصلاة ! ودخوله المسجد لأول مرة منذ سنوات طويلة .

* * *
قال الشيخ !: والله لقد رأيت الرجل تعلو وجهه نضرة جميلة ؛ بعد أن كانت تعلوه كآبة وقترة وغبرة .. رأيته تكسو وجهه لحية جميلة ! وكان يحدثني عن هذا الطفل أنه كان يزعجهم حتى يوم الجمعة من الصباح الباكر ؛ نوقظه ليغتسل وتطيبه أمه ليذهب إلى صلاة الجمعة ..
قال الشيخ : كنت أرى ذلك الطفل يلعب مع الصغار في الشارع فأستغرب وأقول في نفسي أمعقول أن يكون هذا داعية ناجحاً على صغره ولعبه .. ويفشل كثير منا على كبرنا وجِدِّنا ! ....

* * *
وبعد .. فإن الله عز وجل إذا أراد أمراً هيأ له أسبابه ؛ وهل أجمل من طفلٍ ينشئه الله تعالى في طاعته ويحوطه بحفظه ؛ وهل ينتظر (بعض) الآباء أن يقودهم أبناؤهم إلى المساجد .. بدلاً من أن يكونوا هم عوناً لأبنائهم على الخير ؛ وهل انقلبت مفاهيم التربية حتى يكون الابن هو الذي يربي أباه… وكم بيننا من عبر ولكن لا نعتبر !..


-موسى محمد هجاد الزهراني

20 last posts shown.

635

subscribers
Channel statistics