_
وحدة من اكبر المشاكل ال بتعيقنا نكمل حياتنا بشكل طبيعي هي التفاصيل اللي فضلت في ذاكرتنا من احنا اطفال ..!
عدم تقبُلنا فكرة الحزن والفرح ، ورتابة الايام ، وجع الحبّ ، خذلان الاصحاب ، شعور الوحدة ، المرض والصحة والموت ، في حاجات ومخاوف ارتبطت بينا من احنا اطفال ، وصور م قدرنا نمسحها من ذاكرتنا وفضلت تمسخ علينا فرحتنا بالحياة ، وتمنعنا نحس بالاستقرار ..
في فلم "Dear Zandagi " او "Dear Life " ..
#كارا كانت البنت الأولى لوالدينها ، اللي كانوا بعيشوا في مدينة ( غوا) في الهند ..
كارا لمن بلغت ال 5 سنوات ابوها حصلت ليو مشاكل بالشغل واصطر انو يسافر برة ل عقد عمل وتجارة معينة ، ف اخد معاهو امها ، وفضلت كارا مع جدها وجدتها اللي اتعلقت بيهم شدييد ..
كانت في كل اسبوع بتكتب رسالة ل امها وابوها ،ومرات رسالتين بالاسبوع ، وبحكم عمرها رسايلها كانت عبارة عن رسومات بالألوان ، وكلمات كبييرة وسؤال كانت بترسلوا مع كل رسالة ..
When u will come back ?
I miss u ..
كانت بتمشي مع جدها وبتخت رسالتها كل نهاية اسبوع ..، وكانت مبسوطة بإنجازها الصغير دا ..
كانت بنتظر دايما رد ع رسائلها .. بس م حصل جاها ردّ ، وما استسلمت سرم او حسّت باليأس واستمرت بكتابة الرسايل ، وجدها دايما كان بشجعها ، كل شهر كانت بتصلها مكالمة هاتفية من امها وتطرح عليها كارا نفس السؤال ، بس كل مرة كانت عندهم حجة ، وبأنوا ح يرجعوا يوم بس م كانوا بحددو ليها متى بيرجعوا .
بعد سنة ..
امها وابوها رجعوا ، بس رجعوا ومعاهم مولود جديد !
كارا بحكم عمرها الصغير ، كانت بتغير من اخوها الرضيع ل كونوا كان مرافق امها وابوها في سفرهم ، ودايما لاقي اهتمام شديد من امها وهي كانت فاقدة ل حاجات كتيرة ...
مرة سألت كارا امها عن الرسايل ال كانت بترسلها ، ف قالت ليها انها كانت بتسعدها جداً ، وكل رسالة كانت بتلصقها ع التلاجة عشان تشوفها كل يوم ، بس طبعا دي كانت كذبة ! ، بس كارا م انطلت عليها الحكاية ، ولمن سمعت الكلام دا جرت ع غرفتها وطلعت ألولنها ورسمت صورة ليها وامها وابوها ماسكين ايديها وكتبت ..
"I miss u "
كانت مبسووطة شديد ، وهي بتجري علشان توصل رسالتها ل امها وتشوف ردّة فعلها ..
بس لمن وصلت لقت جدها بتكلم ب نبرة حادة مع امها ، ويعاتبها ع عدم ردّ الرسايل ال كانت بترسلا ليهم ، وسمعت امها بتقول انهم ماديرين يعيشوها في كذبة .. ، وانهم م حيقدروا يتحملوا تكلفة سفر طفلين معاهم ، وانو كارا لازم تفضل مع جدها وجدتها تاني ..
كارا وصفت اللحظة دي :
بأنها كأنوا كانت ماسكة ريمود التحكم بالتلفزيون ومثبتاهوا ع صورة جميلة ، وجا زول وشال منها الرمود وغير الصورة ل صورة بدون ألوان او مفهوم معين .. ! ورمى اليمود بعيد علشان م تقدر تغير الصورة دي مرة تانية ..
ولكم ان تتخيلوا كمية الوجع والخذلان ال حتحس بيهو طفلة بعمر ال 6 سنوات ، وكمية اللهفة ال انطفت مباشرة بسماعها ل اعتراف امها قدامها ..
كارا اكتفت بأنوا ترجع غرفتها وتشرّط الرسالة وترميها ، وقررت انو م تتكلم مع امها وابوها تاني ، وحبست نفسها ف الدولاب ..
بعد ايام ابوها جاهوا عقد عمل بأفريقيا ، ف سافر هو وامها واخوها وسابوها تاني مع جدها وجدتها ..
بس كارا اتغيرت شديد ، ورفضت رغم محاولات جدها انو تكتب اي رسالة تاني زي م كانت بتعمل ..
وبقت تفضل تقعد براها بدون شكوى او حتى بكاء ..
ومرت كمان سنة ، امها وابوها رجعوا تاني بس المرة دي كانت الأخيرة ، حصلت مشاكل ف الشغل مع ابوها وخسر اي حاجة ..!
يعني كل التعب والفقد ال حصل ل كارا راح هباءاً منثوراً ..
هم م اكتفوا ب كدا ، رحلوا بعيد وسافروا مدينة تانية بعيدة عن بيت جدها ، وكان بيمنعوها ترجع تقعد معاهم زي زمان ، بدون مراعاة ل فكرة انو اتعودت ع غيابهم اصلا ، وفكرة حرمانها من الجانب الوحيد العاطفي الاتعلقت بيو
كارا رسبت في الصف الثاني ، ودا كمان كان سبب خلاهم يمنعوها من شوفة جدها وجدتها ، ..
ف دا كلو شكّل شخصية مهزوزة وضعيفة جداً عليها لمن كبرت ، خلتها تضطر انها تراجع طبيب نفسي بدون علم اهلها .. ، ورجعت تعيش مع جدها وجدتها بعدما دخلت الثانوية ، بس رسوبها في الصف الثاني خلّا اهلها يرجعوا يطلبو منها تعيش معاهم وتحت عيونهم .. ، ودي ال حاجة ال كانت خايفة منها ..، ف انهارت قدامهم وعبّرت عن كل مشاعرها ال كانت كاتماها من طفولتها في نوبة صراخ ونحيب وعتاب اثناء لمّة عائلية ..
لمن كانت بتحكي ل معالجها النفسي بكت بشدة ..، وسكتت ل فترة ..
ف قال ليها :
" اذا لم تبكي من قلبك ف كيف ستضحكين من قلبك ?! "
وقرّب عليها وكان بدل ما يشربوا "شمبانيا " كب ليها موية ف كاسة واخد كاسة هو كمان ك نخب ليها وتشجيع ع فضفضتها .. !
ومن الجمل ال قالها ليها المُعالج النفسي ..
" لاتجعلي ماضيك يبتزّ حاضرك ، ويدمّر مستقبلك "
ونصحها انو تحاول تبدأ صفحة جديدة ، م لازم تمنع
نفسها من الغضب والعتاب مرات ، و
وحدة من اكبر المشاكل ال بتعيقنا نكمل حياتنا بشكل طبيعي هي التفاصيل اللي فضلت في ذاكرتنا من احنا اطفال ..!
عدم تقبُلنا فكرة الحزن والفرح ، ورتابة الايام ، وجع الحبّ ، خذلان الاصحاب ، شعور الوحدة ، المرض والصحة والموت ، في حاجات ومخاوف ارتبطت بينا من احنا اطفال ، وصور م قدرنا نمسحها من ذاكرتنا وفضلت تمسخ علينا فرحتنا بالحياة ، وتمنعنا نحس بالاستقرار ..
في فلم "Dear Zandagi " او "Dear Life " ..
#كارا كانت البنت الأولى لوالدينها ، اللي كانوا بعيشوا في مدينة ( غوا) في الهند ..
كارا لمن بلغت ال 5 سنوات ابوها حصلت ليو مشاكل بالشغل واصطر انو يسافر برة ل عقد عمل وتجارة معينة ، ف اخد معاهو امها ، وفضلت كارا مع جدها وجدتها اللي اتعلقت بيهم شدييد ..
كانت في كل اسبوع بتكتب رسالة ل امها وابوها ،ومرات رسالتين بالاسبوع ، وبحكم عمرها رسايلها كانت عبارة عن رسومات بالألوان ، وكلمات كبييرة وسؤال كانت بترسلوا مع كل رسالة ..
When u will come back ?
I miss u ..
كانت بتمشي مع جدها وبتخت رسالتها كل نهاية اسبوع ..، وكانت مبسوطة بإنجازها الصغير دا ..
كانت بنتظر دايما رد ع رسائلها .. بس م حصل جاها ردّ ، وما استسلمت سرم او حسّت باليأس واستمرت بكتابة الرسايل ، وجدها دايما كان بشجعها ، كل شهر كانت بتصلها مكالمة هاتفية من امها وتطرح عليها كارا نفس السؤال ، بس كل مرة كانت عندهم حجة ، وبأنوا ح يرجعوا يوم بس م كانوا بحددو ليها متى بيرجعوا .
بعد سنة ..
امها وابوها رجعوا ، بس رجعوا ومعاهم مولود جديد !
كارا بحكم عمرها الصغير ، كانت بتغير من اخوها الرضيع ل كونوا كان مرافق امها وابوها في سفرهم ، ودايما لاقي اهتمام شديد من امها وهي كانت فاقدة ل حاجات كتيرة ...
مرة سألت كارا امها عن الرسايل ال كانت بترسلها ، ف قالت ليها انها كانت بتسعدها جداً ، وكل رسالة كانت بتلصقها ع التلاجة عشان تشوفها كل يوم ، بس طبعا دي كانت كذبة ! ، بس كارا م انطلت عليها الحكاية ، ولمن سمعت الكلام دا جرت ع غرفتها وطلعت ألولنها ورسمت صورة ليها وامها وابوها ماسكين ايديها وكتبت ..
"I miss u "
كانت مبسووطة شديد ، وهي بتجري علشان توصل رسالتها ل امها وتشوف ردّة فعلها ..
بس لمن وصلت لقت جدها بتكلم ب نبرة حادة مع امها ، ويعاتبها ع عدم ردّ الرسايل ال كانت بترسلا ليهم ، وسمعت امها بتقول انهم ماديرين يعيشوها في كذبة .. ، وانهم م حيقدروا يتحملوا تكلفة سفر طفلين معاهم ، وانو كارا لازم تفضل مع جدها وجدتها تاني ..
كارا وصفت اللحظة دي :
بأنها كأنوا كانت ماسكة ريمود التحكم بالتلفزيون ومثبتاهوا ع صورة جميلة ، وجا زول وشال منها الرمود وغير الصورة ل صورة بدون ألوان او مفهوم معين .. ! ورمى اليمود بعيد علشان م تقدر تغير الصورة دي مرة تانية ..
ولكم ان تتخيلوا كمية الوجع والخذلان ال حتحس بيهو طفلة بعمر ال 6 سنوات ، وكمية اللهفة ال انطفت مباشرة بسماعها ل اعتراف امها قدامها ..
كارا اكتفت بأنوا ترجع غرفتها وتشرّط الرسالة وترميها ، وقررت انو م تتكلم مع امها وابوها تاني ، وحبست نفسها ف الدولاب ..
بعد ايام ابوها جاهوا عقد عمل بأفريقيا ، ف سافر هو وامها واخوها وسابوها تاني مع جدها وجدتها ..
بس كارا اتغيرت شديد ، ورفضت رغم محاولات جدها انو تكتب اي رسالة تاني زي م كانت بتعمل ..
وبقت تفضل تقعد براها بدون شكوى او حتى بكاء ..
ومرت كمان سنة ، امها وابوها رجعوا تاني بس المرة دي كانت الأخيرة ، حصلت مشاكل ف الشغل مع ابوها وخسر اي حاجة ..!
يعني كل التعب والفقد ال حصل ل كارا راح هباءاً منثوراً ..
هم م اكتفوا ب كدا ، رحلوا بعيد وسافروا مدينة تانية بعيدة عن بيت جدها ، وكان بيمنعوها ترجع تقعد معاهم زي زمان ، بدون مراعاة ل فكرة انو اتعودت ع غيابهم اصلا ، وفكرة حرمانها من الجانب الوحيد العاطفي الاتعلقت بيو
كارا رسبت في الصف الثاني ، ودا كمان كان سبب خلاهم يمنعوها من شوفة جدها وجدتها ، ..
ف دا كلو شكّل شخصية مهزوزة وضعيفة جداً عليها لمن كبرت ، خلتها تضطر انها تراجع طبيب نفسي بدون علم اهلها .. ، ورجعت تعيش مع جدها وجدتها بعدما دخلت الثانوية ، بس رسوبها في الصف الثاني خلّا اهلها يرجعوا يطلبو منها تعيش معاهم وتحت عيونهم .. ، ودي ال حاجة ال كانت خايفة منها ..، ف انهارت قدامهم وعبّرت عن كل مشاعرها ال كانت كاتماها من طفولتها في نوبة صراخ ونحيب وعتاب اثناء لمّة عائلية ..
لمن كانت بتحكي ل معالجها النفسي بكت بشدة ..، وسكتت ل فترة ..
ف قال ليها :
" اذا لم تبكي من قلبك ف كيف ستضحكين من قلبك ?! "
وقرّب عليها وكان بدل ما يشربوا "شمبانيا " كب ليها موية ف كاسة واخد كاسة هو كمان ك نخب ليها وتشجيع ع فضفضتها .. !
ومن الجمل ال قالها ليها المُعالج النفسي ..
" لاتجعلي ماضيك يبتزّ حاضرك ، ويدمّر مستقبلك "
ونصحها انو تحاول تبدأ صفحة جديدة ، م لازم تمنع
نفسها من الغضب والعتاب مرات ، و