||📚
• من أسباب الانتكاسة•
هل وقوعك في الذنب هو نهاية استقامتك ؟
كثيرٌ من الناس ممن مَنَّ الله سبحانه وتعالى عليهم بالصلاح والإقبال على الخير -يظن- أن وقوعه في ذنب أو ذنوب كثيرة أن هذا هو نهاية سلوكه لهذا الطريق! -أعني طريق الاستقامة- فتجده يتنكب الطريق ويرجع القهقرى، ويستمر في ذلك الذنب، ويغرق في مستنقع الذنوب التي يجر بعضها بعض! ظنًا منه أنه شخص لا يصلح للاستقامة.
وكل هذه أفكار يتلاعب بها الشيطان بابن آدم، فتجد هذا الشيطان الخبيث يقف له بالمرصد حتى يقع في الذنب، ثم إذا وقع، قال له: تفعل كذا وكذا! وتدعي أنك إنسانٌ صالح! أنت منافق وأنت وأنت، حتى يجعل هذه الفكرة الشيطانية ترتكز في عقله وتسيطر عليه، و-من هنا- يبدأ طريق [الانتكاسة] - نسأل الله السلامة والعافية- عندما يظن المرء الصالح أنه لا يوجد طريق رجعه من الذنوب، وعندما يظن أنه معصوم! لا تزل به القدم، عندما يظن أن الصالحون من صفاتهم أنهم في عصمة من الذنب والخطأ، من هنا تبدأ الانتكاسة!
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم :
{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ } ، ويقول سبحانه :{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ }، يقول السُدي - رحمه الله -:" إذا زلُّوا تابوا ".
فهذه رسالة فيها دعوة لتلك الثلة الطيبة من الناس:
مهما بلغ بك الصلاح لا تظن أنك معصوم من الخطأ والوقوع في الذنب، فأنت بشر ضعيف، ولكن! إذا وقعت في الذنب فبادر بالتوبة والإصلاح .
وليس علاج الذنوب هو ترك الاستقامة
بل علاجها هو الاجتهاد في ترك الذنوب، وسؤال الله تعالى الهداية والثبات عليها، وبذل الأسباب المشروعة لتكون من أهل الاستقامة .
💡ومضة :
عندما تتآكل روحك، فلا تبحث عن مخارج فقهية لتبرير نتائج ضعف عبوديتك لله تعالى، اقصد مُغَذِّيات الإيمان ؛ فثَمَّ العِلاج .
💌 نصيحة :
عندما تهم بالتوبة سيسعى الشيطان لسرد شريط ذنوبك ليحول بينك وبين التوبة! فإيإك إياك أنْ تلتفت له، وتذكَّر قول الحق عزَّ وجل :
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }.
قيل للحسن البصري - رحمه الله -:
ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود؟ فقال: "ودَّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا -أي: باليأس من التوبة والكف عنها-، فلا تملوا من الاستغفار".
كتبه :
حمَّاد العروان
- غفر الله له ولوالديه -
@Ghaimaah