✶ الحـلقـ3⃣5⃣ـة.tt ✶
مر يومان..
لم يخرج خالد من المنزل ولكن كان يبدو على حسن الإنشغال الشديد فقد قام بتزويد الحراسة على بوابتيّ المزرعة, ونبه على جميع الحراس أن يراقبوا البوابات جيداً خاصةً في الليل..
كانت إيناس بمكتبها تنهي بعض الاوراق خاصةً أنها ستعود للقاهرة في نهاية الأسبوع حيث ستمضي أول أجازة بالمنزل.. رفعت بصرها فجأة لتجده واقفاً بالباب وعلى وجهه ابتسامة أعطته مظهراً جذابا على الرغم من الكدمات بوجهه..
نظر لها وتابع:
ـ شايفك مشغولة..
إيناس:
ـ اتفضل يا بشمهندس, حمد الله على السلامة.
خالد:
ـ الله يسلمك.. بس مش تسألي عليا بالتليفون حتى.. ما كنش قطن وبيتادين!
ابتسمت بخجل:
ـ أنا ما كنتش عايزة أزعج حضرتك.
خالد:
ـ لا إنتِ آخر واحدة ممكن تزعجيني.. ده إنتِ أنقذتيني.
إيناس:
ـ العفو يا بشمهندس.. قلت لحضرتك ده واجبي.
خالد:
ـ نازلة أجازة بعد بكرة صح؟
إيناس:
ـ أيوة.
خالد:
ـ مش عارف حد قال لك على المعلومة دي ولا لأ.. بس في ميني باص بيتحرك كل يوم الساعة 9 الصبح لمصر وبيرجع من مصر الساعة 5.. ده علشان يوصلك ويرجعك.. أغلب الموظفين بيتحركوا بيه.. كل واحد على حسب معاد أجازته.
إيناس:
ـ أنا فعلاً ما كنتش أعرف.. متشكرة.
خالد:
ـ هو بيتحرك من بوابة 1 في المزرعة التانية, حخلي بيسو يوصلك..
أومأت رأسها بابتسامة وصمتت تابع هو بعدها:
ـ أنا مش عايزك تقلقي من اللي حصل.. أنا زودت الحراسة على المزرعة ومش حاسمح لحد يرعبنا تاني.. أنا عايزك تكوني واثقة من ده.
كانت نبرته هادئة غاضبة وكأنه يتوعد كل من يفكر في العبث بممتلكاته..
وكأنه لا يقبل بأن يكون ضحية..
أو ربما لن يسمح بذلك.
تلك هي أول عطلة تقضيها بالمنزل..
مر حوالي شهر منذ غادرت أول مرة...
لم يتغير شيء, الأثاث مرتب كما هو, رائحة التوابل القوية تنبعث بقوة من المطبخ حيث تقبع والدتها منذ أمس تحضر لها كافة صنوف الطعام وكأن الطعام هو ترحيبها الخاص جداً لكل عزيز, وأخيها الأصغر يصرخ أمام ما يسمى بالبلاي ستيشن وكأن خسارته حقيقية, وأبيها جالس كعادته يتصفح الجريدة بإهتمام على الرغم من أن أكثر صفحاتها أصبحت مخصصة للإعلانات!!
كان عبد الرحمن يتفحص الجريدة بعين ويراقب إبنته الصغرى بعين أخرى..
كانت تبدو وكأنها غابت عنهم ليس فقط لشهر واحد, بل ثمان أشهر..
هي غائبة عنهم منذ موت شريف, الآن فقط عادت..
أصابه بعض القلق عندما انزوت بغرفتها لفترة, ولكنه قرر أن يطرد أفكار الشيطان من رأسه..
وعلى جانب آخر كانت هي تتعمد عدم فتح النافذة, وكأنها كانت تخاف مراقبة الشرفة, حتماً تغيرت, ربما تلمح رجل آخر أو ظل امرأة بمكانه وربما لا.. ربما تجد الشرفة كما هي, ربما تتجسد ذكراها من جديد...
تبددت أحلامها بمجرد أن فتحت النافذة, شهر.. شهر واحد بدّل كل شيء, اختفى المقعد الهزاز الذي كان إعتاد على الجلوس به ووضعت مكانه خزانة قبيحة تحمل صنوف من الثوم والبصل!!..
امرأة شاكية تصرخ بأطفالها وهي تقوم بنشر بعض قطع الملابس الغير متناسقة..
أغلقت النافذة سريعاً..
لقد رحل حقاً..
نعم رحل منذ ثمان أشهر..
وتغير كل شيء رغماً عنها..
مر يومان..
لم يخرج خالد من المنزل ولكن كان يبدو على حسن الإنشغال الشديد فقد قام بتزويد الحراسة على بوابتيّ المزرعة, ونبه على جميع الحراس أن يراقبوا البوابات جيداً خاصةً في الليل..
كانت إيناس بمكتبها تنهي بعض الاوراق خاصةً أنها ستعود للقاهرة في نهاية الأسبوع حيث ستمضي أول أجازة بالمنزل.. رفعت بصرها فجأة لتجده واقفاً بالباب وعلى وجهه ابتسامة أعطته مظهراً جذابا على الرغم من الكدمات بوجهه..
نظر لها وتابع:
ـ شايفك مشغولة..
إيناس:
ـ اتفضل يا بشمهندس, حمد الله على السلامة.
خالد:
ـ الله يسلمك.. بس مش تسألي عليا بالتليفون حتى.. ما كنش قطن وبيتادين!
ابتسمت بخجل:
ـ أنا ما كنتش عايزة أزعج حضرتك.
خالد:
ـ لا إنتِ آخر واحدة ممكن تزعجيني.. ده إنتِ أنقذتيني.
إيناس:
ـ العفو يا بشمهندس.. قلت لحضرتك ده واجبي.
خالد:
ـ نازلة أجازة بعد بكرة صح؟
إيناس:
ـ أيوة.
خالد:
ـ مش عارف حد قال لك على المعلومة دي ولا لأ.. بس في ميني باص بيتحرك كل يوم الساعة 9 الصبح لمصر وبيرجع من مصر الساعة 5.. ده علشان يوصلك ويرجعك.. أغلب الموظفين بيتحركوا بيه.. كل واحد على حسب معاد أجازته.
إيناس:
ـ أنا فعلاً ما كنتش أعرف.. متشكرة.
خالد:
ـ هو بيتحرك من بوابة 1 في المزرعة التانية, حخلي بيسو يوصلك..
أومأت رأسها بابتسامة وصمتت تابع هو بعدها:
ـ أنا مش عايزك تقلقي من اللي حصل.. أنا زودت الحراسة على المزرعة ومش حاسمح لحد يرعبنا تاني.. أنا عايزك تكوني واثقة من ده.
كانت نبرته هادئة غاضبة وكأنه يتوعد كل من يفكر في العبث بممتلكاته..
وكأنه لا يقبل بأن يكون ضحية..
أو ربما لن يسمح بذلك.
تلك هي أول عطلة تقضيها بالمنزل..
مر حوالي شهر منذ غادرت أول مرة...
لم يتغير شيء, الأثاث مرتب كما هو, رائحة التوابل القوية تنبعث بقوة من المطبخ حيث تقبع والدتها منذ أمس تحضر لها كافة صنوف الطعام وكأن الطعام هو ترحيبها الخاص جداً لكل عزيز, وأخيها الأصغر يصرخ أمام ما يسمى بالبلاي ستيشن وكأن خسارته حقيقية, وأبيها جالس كعادته يتصفح الجريدة بإهتمام على الرغم من أن أكثر صفحاتها أصبحت مخصصة للإعلانات!!
كان عبد الرحمن يتفحص الجريدة بعين ويراقب إبنته الصغرى بعين أخرى..
كانت تبدو وكأنها غابت عنهم ليس فقط لشهر واحد, بل ثمان أشهر..
هي غائبة عنهم منذ موت شريف, الآن فقط عادت..
أصابه بعض القلق عندما انزوت بغرفتها لفترة, ولكنه قرر أن يطرد أفكار الشيطان من رأسه..
وعلى جانب آخر كانت هي تتعمد عدم فتح النافذة, وكأنها كانت تخاف مراقبة الشرفة, حتماً تغيرت, ربما تلمح رجل آخر أو ظل امرأة بمكانه وربما لا.. ربما تجد الشرفة كما هي, ربما تتجسد ذكراها من جديد...
تبددت أحلامها بمجرد أن فتحت النافذة, شهر.. شهر واحد بدّل كل شيء, اختفى المقعد الهزاز الذي كان إعتاد على الجلوس به ووضعت مكانه خزانة قبيحة تحمل صنوف من الثوم والبصل!!..
امرأة شاكية تصرخ بأطفالها وهي تقوم بنشر بعض قطع الملابس الغير متناسقة..
أغلقت النافذة سريعاً..
لقد رحل حقاً..
نعم رحل منذ ثمان أشهر..
وتغير كل شيء رغماً عنها..