مسعود هجر وخلف المصائب
جلال أحمد الشيباني
في كثير من الأحيان نحتاج إلى كتب ومجلدات لنشرح قضية معينة مثل الظلم الذي تتعرض له المرأة في مجتمعاتنا ولا نستطيع إيصال الفكرة ومعاناتها للناس إلا بعد جهد جهيد .
تبقى الأغنية طريقة سهلة للوصول إلى قلوب الناس وطرح أبعاد مشكلة ما مثل الهجرة ، والظلم والمعاناة اللذان تتعرض له المرأة ، وليس هناك إلا صاحب الصوت الدافئ الفنان عبد الباسط عبسي ليقول لنا من خلال أغنية (مسعود هجر وخلف المصائب ) كل شئ عن الغربة والعذاب الذي تتعرض له المرأة في مجتمعنا اليمني .
الأغنية عبارة عن قصة ، والقصة عبارة عن أغنية نحت كلماتها الدكتور سلطان الصريمي وأداها فنان مثقف يعرف القضية بكل تفاصيلها ويعيش داخلها بكل وجدانه وأحاسيسه ومشاعره التي سكبها على هيئة لحن حزين وقضية استطاعت الوصول إلى كل بيت ، وأنا اكتب هنا عدت إلى الأغنية لأستمع لها من جديد ، تحت تأثير الأغنية عادت بي الذكريات ألى جدتي كفاية رحمها الله وكيف أن جدي سعيد هاجر بعد زواجه بها إلى بلاد الحبش وتركها وحدها مع اثنين من الأبناء ولم يعد إلا بعد اربعين سنة كانت وقتها قد ماتت ، من منكم الان يستطيع أن ينقل لنا هذه المأساة بتفاصيلها غير اغنية مسعود هجر وعلى هيئة لحن حزين وقصة أكثر حزنا ومليئة بتفاصيل عاشها جميع أبناء اليمن في حقبة من الزمن ،ومازالت تداعياتها تدق احلامنا وأمالنا في الحياة حتى الساعة .
تبدأ الأغنية بملالاه حزينة تشرح فيها زوجة مسعود مأساتها التى تتعرض لها قائلة :
وعمتي منه شقول لمسعود
بعامنا الأول رزقنا مولود
مسعود هجر وخلف المصائب
والبعد طال وزادت المتاعب
يترك مسعود زوجته وقريته ومولوده محمد ليهرب من الفقر والعذاب والظلم إلى عالم الغربة والمجهول وتشرح الأغنية بعدها تفاصيل الحكاية التي نعيشها كل يوم قائلة :
من قلة المصروف وكثرة الدين
بكر مسافر فجر يوم الأثنين
وقت الوداع سلم وقل مودع
لاتحزني شاشقي سنة وشارجع
ترك مسعود زوجته وهرب إلى المجهول ليتركها مع وليدها فريسة للوحشة والعذاب والفقر على امل العودة إليها حالما تتحسن الأمور
لتستسلم لمصيرها في النهاية وتقول :
واليوم لا مكتوب ولا صدارة
وعود خلي كلها خسارة
وتقول بعدها :
وعمتي كيف البصر لحالي
ضاع الشباب وطالت الليالي
وتناجي إبنها بعد عناء طويل وبعد مرور السنين قائلة له :
احرقتني لاتبك يامحمد
ابوك نسى الحنة وحمرة الخد
ابوك نسى الزفة واليد باليد
وهي مصرة بعد كل هذا العذاب على الصبر والمسامحة والتبرير له فربما قد يكون مات في غربته قائلة لإبنها
لكن مسامح قد يكون معذور
وربما هو الأخير مقبور
الأغنية عبارة عن قصة حزينة عاشها اغلب اليمنيين وأستطاع الفنان عبد الباسط عبسي التعبير عنها وإخراج كل تفاصيلها للناس على شكل لحن حزين وجميل متبنيا قضية المرأة والتعبير عنها بشكل راق يصل إلى قلوب الناس بدون إستئذان .
جلال أحمد الشيباني
في كثير من الأحيان نحتاج إلى كتب ومجلدات لنشرح قضية معينة مثل الظلم الذي تتعرض له المرأة في مجتمعاتنا ولا نستطيع إيصال الفكرة ومعاناتها للناس إلا بعد جهد جهيد .
تبقى الأغنية طريقة سهلة للوصول إلى قلوب الناس وطرح أبعاد مشكلة ما مثل الهجرة ، والظلم والمعاناة اللذان تتعرض له المرأة ، وليس هناك إلا صاحب الصوت الدافئ الفنان عبد الباسط عبسي ليقول لنا من خلال أغنية (مسعود هجر وخلف المصائب ) كل شئ عن الغربة والعذاب الذي تتعرض له المرأة في مجتمعنا اليمني .
الأغنية عبارة عن قصة ، والقصة عبارة عن أغنية نحت كلماتها الدكتور سلطان الصريمي وأداها فنان مثقف يعرف القضية بكل تفاصيلها ويعيش داخلها بكل وجدانه وأحاسيسه ومشاعره التي سكبها على هيئة لحن حزين وقضية استطاعت الوصول إلى كل بيت ، وأنا اكتب هنا عدت إلى الأغنية لأستمع لها من جديد ، تحت تأثير الأغنية عادت بي الذكريات ألى جدتي كفاية رحمها الله وكيف أن جدي سعيد هاجر بعد زواجه بها إلى بلاد الحبش وتركها وحدها مع اثنين من الأبناء ولم يعد إلا بعد اربعين سنة كانت وقتها قد ماتت ، من منكم الان يستطيع أن ينقل لنا هذه المأساة بتفاصيلها غير اغنية مسعود هجر وعلى هيئة لحن حزين وقصة أكثر حزنا ومليئة بتفاصيل عاشها جميع أبناء اليمن في حقبة من الزمن ،ومازالت تداعياتها تدق احلامنا وأمالنا في الحياة حتى الساعة .
تبدأ الأغنية بملالاه حزينة تشرح فيها زوجة مسعود مأساتها التى تتعرض لها قائلة :
وعمتي منه شقول لمسعود
بعامنا الأول رزقنا مولود
مسعود هجر وخلف المصائب
والبعد طال وزادت المتاعب
يترك مسعود زوجته وقريته ومولوده محمد ليهرب من الفقر والعذاب والظلم إلى عالم الغربة والمجهول وتشرح الأغنية بعدها تفاصيل الحكاية التي نعيشها كل يوم قائلة :
من قلة المصروف وكثرة الدين
بكر مسافر فجر يوم الأثنين
وقت الوداع سلم وقل مودع
لاتحزني شاشقي سنة وشارجع
ترك مسعود زوجته وهرب إلى المجهول ليتركها مع وليدها فريسة للوحشة والعذاب والفقر على امل العودة إليها حالما تتحسن الأمور
لتستسلم لمصيرها في النهاية وتقول :
واليوم لا مكتوب ولا صدارة
وعود خلي كلها خسارة
وتقول بعدها :
وعمتي كيف البصر لحالي
ضاع الشباب وطالت الليالي
وتناجي إبنها بعد عناء طويل وبعد مرور السنين قائلة له :
احرقتني لاتبك يامحمد
ابوك نسى الحنة وحمرة الخد
ابوك نسى الزفة واليد باليد
وهي مصرة بعد كل هذا العذاب على الصبر والمسامحة والتبرير له فربما قد يكون مات في غربته قائلة لإبنها
لكن مسامح قد يكون معذور
وربما هو الأخير مقبور
الأغنية عبارة عن قصة حزينة عاشها اغلب اليمنيين وأستطاع الفنان عبد الباسط عبسي التعبير عنها وإخراج كل تفاصيلها للناس على شكل لحن حزين وجميل متبنيا قضية المرأة والتعبير عنها بشكل راق يصل إلى قلوب الناس بدون إستئذان .