🍃
سِيرُ أعلامِ الشُّهدآءِ " 7 "
أُبو حفصٍ الجزآئريّ .. تقبّله الله
الشّيخُ العابد، والأميرُ الزّاهد، طبّاخُ المجاهدين وخادُمُهم ومُعلِّمُهُم..
شاركَ -تقبله الله- في جهاد الجزآئر مطلع التسعينيات ضدّ عملاء فرنسا في الجزآئر، وكان أميراً لإحدى المجموعات فيها 40 مجاهداً تقريباً..
وبعد تغيُّرِ الأحوال خرج خارج البلادِ فارّاً بدينه من حكومة بلاده العميلة، وكان في مهجره يدعوا إلى الله في المساجد ويُعلّم ويُفقّه، وكانت نفسهُ تتوقُ للعودة لأرض الجهادِ ويتحيّنُ تلك اللّحظةِ التي تطأُ قدماهُ أرضَ الجهادِ ليرجعَ فيكونَ من أهل الشعيرة العظيمة _شعيرة الجهاد_..
بدأَ الجهادُ المباركُ في الشّام بقدرٍ من الله على أيدي أطفالٍ صغارٍ ولله حكمٌ بالغاتٌ في تدبيرِ الأمورِ..
ومع اشتعالِ جذوةِ الجهادِ في الشّامِ عزمَ فارسنا الشّيخ أبو حفصٍ الهجرة للشّام فيسّر الله له الوُصول لأرض الجهاد، أرض العزّة والجِلاد فدخل معسكرات المجاهدين وتخرّج منها ولزم الرباط وأيّ رباطٍ؟!
كان الرّباط مدرسةً بحقٍّ، فبين قيامِ ليلٍ، وصيامِ نهارٍ، وتلاوةِ قرآنٍ، وحراسةِ ثُغورٍ، وتعلّمِ فقهٍ، وتعليمِ مجاهدين، وخدمة للمرابطين بالطّعام والحلوياتِ -وقد كان بعض الإخوة يسمّيه: حلوانِيِّ المجاهدين لكثرة ما يقوم بصنع الحلويات للمجاهدين ويُفرحهم بها-
وكان للشّيخ نظاماً صارماً في محافظته على الرّياضة والمشي والجري لمسافات متّبعاً لأمر الله تعالى: " وَأَعِدُّوا "..
وهكذا أمضى الشّيخ فترة رباطه قرابة العامين وأكثر..
وكان يؤُم المرابطين في الثّغر الذي لم يخرج منه إلا قليلاً لقضاء بعض شؤونه، وفي شهر رمضان يؤمّهم في صلاة التراويح فيقرأ القرآن كاملاً في صلاته..
وكان في ذالك الثغر يقوم بتعليم المجاهدين وتفقيههم أمر دينهم، فكان عنده في كلّ يوم درسين من دروس العلم الشرعيّ، وتارةً تكون أربعةَ دروسٍ..
فيا لله أيّ همّةٍ همّته، وأيّ عزمٍ عزيمتُهُ!
وشارك الشّيخ الأسد: أبو حفصٍ -تقبله الله- في بعض المعارك فكان أسداً لا يُبارى، وليثاً لا يُجارى..
وبعد تدخّل روسيا الشّيوعية علانيةً مع النّصيريّة وطلب المجاهدون مؤازرةً لإحدى الجبهات انتفضّ الشّيخ فلبّى مُسرعاً ولم يتوانى؛ ليضرب لنا مثالاً حيّاً للشّيخِ المتعلم، وطالب العلم المُتميّز في نُصرته للدّين والبذل والتضحية بنفسه وعلمه في سبيل الله..
وليُذكرنا بموقف الصّحابيّ الجليل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه حين قال:
" بئسَ حاملُ القرآنِ أنا إن أُوتِيتم من قِبَلي! "
وعند وصوله كعادته يُذكّر المجاهدين ويُذكّرهم بعظيم أجر الجهاد وعظيم ما امتنّ الله به عليهم ليشكروه وليسألوا الله الثبات وليستعينوا على قتال عدوّهم بالله وطاعته..
وشارك في عدّة اقتحامات لصدّ أعدآء الله، وفي إحدى الأيام كان له موعده الشّهادة التي كان يرجوها ويعدّ نفسه لها، فاقتحم الشّيخ البطل نقطةً للكفّار وحدهُ مُنغمساً فيهم وتبعه المجاهدون بعدها، وأثنآء الاقتحام أُصيب بطلقاتٍ ارتقى شهيداً على إثرها -تقبله الله-
وَكَانَتْ فِي حَيَاتِكَ لِي عِظَاتٌ
وَأَنتَ الْيَوْمَ أَوْعَظُ مِنكَ حَيّاً
فهاهُو الشّيخُ أبو حفصٍ الجزآئريّ -تقبله الله- مثالاً يُحتذى لطلبةِ العلمِ، وأُسوةً لشباب الإسلامِ، وقُدوةً حسنةً للمهاجرين..
فرحمه الله ما أصفَى معدنهُ، وما أجملَ سيرتهُ، وما أعلى همَّتهُ..
فعلى درْبِهم سيرُوا، وفي طريقهم امضُوا، فهُمُ الأحيآءُ حقّاً -نحسبهم-
كتبهُ وفآءً للشّهدآءِ: جليسُ الشُّهدآءِ
.
سِيرُ أعلامِ الشُّهدآءِ " 7 "
أُبو حفصٍ الجزآئريّ .. تقبّله الله
الشّيخُ العابد، والأميرُ الزّاهد، طبّاخُ المجاهدين وخادُمُهم ومُعلِّمُهُم..
شاركَ -تقبله الله- في جهاد الجزآئر مطلع التسعينيات ضدّ عملاء فرنسا في الجزآئر، وكان أميراً لإحدى المجموعات فيها 40 مجاهداً تقريباً..
وبعد تغيُّرِ الأحوال خرج خارج البلادِ فارّاً بدينه من حكومة بلاده العميلة، وكان في مهجره يدعوا إلى الله في المساجد ويُعلّم ويُفقّه، وكانت نفسهُ تتوقُ للعودة لأرض الجهادِ ويتحيّنُ تلك اللّحظةِ التي تطأُ قدماهُ أرضَ الجهادِ ليرجعَ فيكونَ من أهل الشعيرة العظيمة _شعيرة الجهاد_..
بدأَ الجهادُ المباركُ في الشّام بقدرٍ من الله على أيدي أطفالٍ صغارٍ ولله حكمٌ بالغاتٌ في تدبيرِ الأمورِ..
ومع اشتعالِ جذوةِ الجهادِ في الشّامِ عزمَ فارسنا الشّيخ أبو حفصٍ الهجرة للشّام فيسّر الله له الوُصول لأرض الجهاد، أرض العزّة والجِلاد فدخل معسكرات المجاهدين وتخرّج منها ولزم الرباط وأيّ رباطٍ؟!
كان الرّباط مدرسةً بحقٍّ، فبين قيامِ ليلٍ، وصيامِ نهارٍ، وتلاوةِ قرآنٍ، وحراسةِ ثُغورٍ، وتعلّمِ فقهٍ، وتعليمِ مجاهدين، وخدمة للمرابطين بالطّعام والحلوياتِ -وقد كان بعض الإخوة يسمّيه: حلوانِيِّ المجاهدين لكثرة ما يقوم بصنع الحلويات للمجاهدين ويُفرحهم بها-
وكان للشّيخ نظاماً صارماً في محافظته على الرّياضة والمشي والجري لمسافات متّبعاً لأمر الله تعالى: " وَأَعِدُّوا "..
وهكذا أمضى الشّيخ فترة رباطه قرابة العامين وأكثر..
وكان يؤُم المرابطين في الثّغر الذي لم يخرج منه إلا قليلاً لقضاء بعض شؤونه، وفي شهر رمضان يؤمّهم في صلاة التراويح فيقرأ القرآن كاملاً في صلاته..
وكان في ذالك الثغر يقوم بتعليم المجاهدين وتفقيههم أمر دينهم، فكان عنده في كلّ يوم درسين من دروس العلم الشرعيّ، وتارةً تكون أربعةَ دروسٍ..
فيا لله أيّ همّةٍ همّته، وأيّ عزمٍ عزيمتُهُ!
وشارك الشّيخ الأسد: أبو حفصٍ -تقبله الله- في بعض المعارك فكان أسداً لا يُبارى، وليثاً لا يُجارى..
وبعد تدخّل روسيا الشّيوعية علانيةً مع النّصيريّة وطلب المجاهدون مؤازرةً لإحدى الجبهات انتفضّ الشّيخ فلبّى مُسرعاً ولم يتوانى؛ ليضرب لنا مثالاً حيّاً للشّيخِ المتعلم، وطالب العلم المُتميّز في نُصرته للدّين والبذل والتضحية بنفسه وعلمه في سبيل الله..
وليُذكرنا بموقف الصّحابيّ الجليل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه حين قال:
" بئسَ حاملُ القرآنِ أنا إن أُوتِيتم من قِبَلي! "
وعند وصوله كعادته يُذكّر المجاهدين ويُذكّرهم بعظيم أجر الجهاد وعظيم ما امتنّ الله به عليهم ليشكروه وليسألوا الله الثبات وليستعينوا على قتال عدوّهم بالله وطاعته..
وشارك في عدّة اقتحامات لصدّ أعدآء الله، وفي إحدى الأيام كان له موعده الشّهادة التي كان يرجوها ويعدّ نفسه لها، فاقتحم الشّيخ البطل نقطةً للكفّار وحدهُ مُنغمساً فيهم وتبعه المجاهدون بعدها، وأثنآء الاقتحام أُصيب بطلقاتٍ ارتقى شهيداً على إثرها -تقبله الله-
وَكَانَتْ فِي حَيَاتِكَ لِي عِظَاتٌ
وَأَنتَ الْيَوْمَ أَوْعَظُ مِنكَ حَيّاً
فهاهُو الشّيخُ أبو حفصٍ الجزآئريّ -تقبله الله- مثالاً يُحتذى لطلبةِ العلمِ، وأُسوةً لشباب الإسلامِ، وقُدوةً حسنةً للمهاجرين..
فرحمه الله ما أصفَى معدنهُ، وما أجملَ سيرتهُ، وما أعلى همَّتهُ..
فعلى درْبِهم سيرُوا، وفي طريقهم امضُوا، فهُمُ الأحيآءُ حقّاً -نحسبهم-
كتبهُ وفآءً للشّهدآءِ: جليسُ الشُّهدآءِ
.