فيروس (الوسواس الخناس)
الحلقة 4⃣
──
في الحلقة الماضية أثبتُّ بالأدلة أن النفس أخطر من شياطين الإنس والجن، وأنها العدو الداخلي الذي لولاه لما تمكن الأعداء الخارجيون من السيطرة على عقولنا وقلوبنا، وذكرت أن العدو يأتي من خلال النفس لأنه يجد الثغرة فيها... وفي نهاية الحلقة طرحت بعض الأسئلة منها
ما هي خطورة النفس ووسوتها؟
وسأجيب عليه في هذه الحلقة، فأقول والله الموفق: قد تحدث الله عن النفس في أكثر من موضع في كتابه الكريم، وحكى لنا عن الكثير من الأمم الذين اتبعوا أهواءهم، وسأكتفي في هذه الحلقة ببعض الآيات.
الآية الأولى، يقول الله تعالى في سورة الشمس:( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)
جاء القسم بالنفس بعد أن أقسم الله تعالى بعدة أشياء والتي هي الشمس والقمر والنهار والليل والسماء والأرض، ثم قال الله :( ونفس وما سواها.....)
وكأن معرفة حكمة الله في خلق الأرض والسماء وعمارتها واستخراج ثرواتها يعتمد على إصلاح الانسان لنفسه وبالعكس ففساد المعمورة والعبث بكل المقدرات وتسخيرها في خدمة الشيطان وأعوانه يكون نتاجا عن فساد النفس، هذا الذي أدركه أنا من الآيات المباركة، فالله تبارك وتعالى خلق لنا أنفسنا وألهمها طريق الفجور والتقوى وجعلها مختارة في سلوك أحد الطريقين وسخر لنا كل ما يمكننا ما لو عملنا به لتغلبنا على أنفسنا وطهرناها.
أيها الأحبة، من خلال النفس نستطيع أن نصل إلى أقصى العالم، وليس هذا الحديث مبالغة ولا لمجرد الحديث بل من خلال النصوص القرآنية التي هي وحي السماء
فالنفس هي أول الطريق وهي البداية التي تؤهلنا لفهم هذا الواقع بكله؛ ولذا فإن أي تغيير يمكن أن نقوم به ما لم تكن النفس هي الممر الأول له فلا بركة فيه ولا فائدة.
أحبتي الكرام، أليس الله في الآيات المباركة يوضح لنا أهمية النفس وخطورتها؟؟
ألم يذكر الله لنا فريق الفجار والمتقين؟
ألم يحدد الله الجزاء الذي سيلحق كل فريق؟
لمن يكون الفلاح المطلق؟
ومن هو صاحب الخسارة المطلقة؟
هذا كله موجود في هذه الآيات، وبعد ذلك يذكر الله لنا قوم ثمود الذين اتبعوا أهواءهم كيف أنهم كذبوا بآيات الله نتيجة أنفسهم الأمارة، ثم إن الخطورة البالغة أن هؤلاء القوم لاقوا عذاب الله في الدنيا قبل الآخرة وما ذلك إلا بسبب أنفسهم.
الآية الثانية، يقول تعالى:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..)
كذلك هذه الآية توضح لنا الطريق الذي يجب أن نسلكه أولاً ألا وهو تغيير أنفسنا وتزكيتها، والآن كل ما يمكن أن يحصل لك من خير أو شر هو نتيجة أعمالك واتباع أهواءك، وهنا يجب علينا أن نغير أنفسنا ونوحي إليها بالعظمة الربانية والحديث الإيجابي كي نستطيع تغيير النتائج، فعلى سبيل المثال أنا وأنت نستطيع أن نكون مؤمنين صالحين ونستطيع أن نصبح أفضل الناس ومن أكرمهم وأعلمهم ونستطيع أيضا أن نعمل المستحيل، ولكننا نجهل الوصول إلى ذلك والسبب أننا لم نفطن إلى هذه النفس التي هي معنا، لم نفهمها وندرك حقيقتها، لم نستطع أن نكبح جماحها ونكسر كبريائها.
فبسبب هذه النفس قتل قابيل أخاه هابيل يقول الله حاكيا عن ذلك:(فطوعت له نفسه قتل أخيه فأصبح من النادمين...)
وبسببها يحسد الانسان أخاه ويحقد عليه ويسفك دمه ويتعدى على حقوقه، بسببها يخاف الانسان من عبد مثله ولا يخاف من الله، بسببها نتجرأ على الله يقول تعالى:( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى....)
وكم هي الآيات الكثيرة التي تعرض هذا الموضوع.
والآن أقول للجميع وأنا معكم فلنبدأ في تغيير العالم من أنفسنا، ولنؤمن بهذه الحقيقة التي لا مناص منها، لا بد من إعادة تقييم أنفسنا والنظر في كل فعل وقول وعمل تعودنا عليه، علينا فهم أنفسنا حتى نصل إلى المراد والمقصود من وجودنا في هذه الدنيا.
والكلام يطول...
ولكن يبقى السؤال،
كيف يفهم كل واحد نفسه؟؟
وما هي سبل الوقاية من كل الأهواء والشهوات؟
وما الذي يترتب على ضلال أنفسنا؟؟
وما هو السلاح الفتاك أو المكافح الفعال؟ في كبح جماح النفس الأمارة بالسوء؟
وإن شاء الله سأكمل ما تبقى في الحلقة القادمة.
الفقير إلى عفو الله تعالى/عبدالمجيد إدريس
💎قناة المعارف الربانية💎
قناة تبحث في المعارف الربانية، انطلاقا من قوله تعالى :فاعلم أنه لا إله إلا الله.
المعارف: وهي كل ما من شأنه يدل على الله تعالى في مختلف مناحي الحياة.
الربانية:وهي تدل على رعاية الله بعباده ورحمته بهم.
غايتها: معرفة الله حق معرفته.
فمرحبا بكم جميعا.
https://t.me/almaaref_elrabaneyah
الحلقة 4⃣
──
في الحلقة الماضية أثبتُّ بالأدلة أن النفس أخطر من شياطين الإنس والجن، وأنها العدو الداخلي الذي لولاه لما تمكن الأعداء الخارجيون من السيطرة على عقولنا وقلوبنا، وذكرت أن العدو يأتي من خلال النفس لأنه يجد الثغرة فيها... وفي نهاية الحلقة طرحت بعض الأسئلة منها
ما هي خطورة النفس ووسوتها؟
وسأجيب عليه في هذه الحلقة، فأقول والله الموفق: قد تحدث الله عن النفس في أكثر من موضع في كتابه الكريم، وحكى لنا عن الكثير من الأمم الذين اتبعوا أهواءهم، وسأكتفي في هذه الحلقة ببعض الآيات.
الآية الأولى، يقول الله تعالى في سورة الشمس:( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)
جاء القسم بالنفس بعد أن أقسم الله تعالى بعدة أشياء والتي هي الشمس والقمر والنهار والليل والسماء والأرض، ثم قال الله :( ونفس وما سواها.....)
وكأن معرفة حكمة الله في خلق الأرض والسماء وعمارتها واستخراج ثرواتها يعتمد على إصلاح الانسان لنفسه وبالعكس ففساد المعمورة والعبث بكل المقدرات وتسخيرها في خدمة الشيطان وأعوانه يكون نتاجا عن فساد النفس، هذا الذي أدركه أنا من الآيات المباركة، فالله تبارك وتعالى خلق لنا أنفسنا وألهمها طريق الفجور والتقوى وجعلها مختارة في سلوك أحد الطريقين وسخر لنا كل ما يمكننا ما لو عملنا به لتغلبنا على أنفسنا وطهرناها.
أيها الأحبة، من خلال النفس نستطيع أن نصل إلى أقصى العالم، وليس هذا الحديث مبالغة ولا لمجرد الحديث بل من خلال النصوص القرآنية التي هي وحي السماء
فالنفس هي أول الطريق وهي البداية التي تؤهلنا لفهم هذا الواقع بكله؛ ولذا فإن أي تغيير يمكن أن نقوم به ما لم تكن النفس هي الممر الأول له فلا بركة فيه ولا فائدة.
أحبتي الكرام، أليس الله في الآيات المباركة يوضح لنا أهمية النفس وخطورتها؟؟
ألم يذكر الله لنا فريق الفجار والمتقين؟
ألم يحدد الله الجزاء الذي سيلحق كل فريق؟
لمن يكون الفلاح المطلق؟
ومن هو صاحب الخسارة المطلقة؟
هذا كله موجود في هذه الآيات، وبعد ذلك يذكر الله لنا قوم ثمود الذين اتبعوا أهواءهم كيف أنهم كذبوا بآيات الله نتيجة أنفسهم الأمارة، ثم إن الخطورة البالغة أن هؤلاء القوم لاقوا عذاب الله في الدنيا قبل الآخرة وما ذلك إلا بسبب أنفسهم.
الآية الثانية، يقول تعالى:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..)
كذلك هذه الآية توضح لنا الطريق الذي يجب أن نسلكه أولاً ألا وهو تغيير أنفسنا وتزكيتها، والآن كل ما يمكن أن يحصل لك من خير أو شر هو نتيجة أعمالك واتباع أهواءك، وهنا يجب علينا أن نغير أنفسنا ونوحي إليها بالعظمة الربانية والحديث الإيجابي كي نستطيع تغيير النتائج، فعلى سبيل المثال أنا وأنت نستطيع أن نكون مؤمنين صالحين ونستطيع أن نصبح أفضل الناس ومن أكرمهم وأعلمهم ونستطيع أيضا أن نعمل المستحيل، ولكننا نجهل الوصول إلى ذلك والسبب أننا لم نفطن إلى هذه النفس التي هي معنا، لم نفهمها وندرك حقيقتها، لم نستطع أن نكبح جماحها ونكسر كبريائها.
فبسبب هذه النفس قتل قابيل أخاه هابيل يقول الله حاكيا عن ذلك:(فطوعت له نفسه قتل أخيه فأصبح من النادمين...)
وبسببها يحسد الانسان أخاه ويحقد عليه ويسفك دمه ويتعدى على حقوقه، بسببها يخاف الانسان من عبد مثله ولا يخاف من الله، بسببها نتجرأ على الله يقول تعالى:( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى....)
وكم هي الآيات الكثيرة التي تعرض هذا الموضوع.
والآن أقول للجميع وأنا معكم فلنبدأ في تغيير العالم من أنفسنا، ولنؤمن بهذه الحقيقة التي لا مناص منها، لا بد من إعادة تقييم أنفسنا والنظر في كل فعل وقول وعمل تعودنا عليه، علينا فهم أنفسنا حتى نصل إلى المراد والمقصود من وجودنا في هذه الدنيا.
والكلام يطول...
ولكن يبقى السؤال،
كيف يفهم كل واحد نفسه؟؟
وما هي سبل الوقاية من كل الأهواء والشهوات؟
وما الذي يترتب على ضلال أنفسنا؟؟
وما هو السلاح الفتاك أو المكافح الفعال؟ في كبح جماح النفس الأمارة بالسوء؟
وإن شاء الله سأكمل ما تبقى في الحلقة القادمة.
الفقير إلى عفو الله تعالى/عبدالمجيد إدريس
💎قناة المعارف الربانية💎
قناة تبحث في المعارف الربانية، انطلاقا من قوله تعالى :فاعلم أنه لا إله إلا الله.
المعارف: وهي كل ما من شأنه يدل على الله تعالى في مختلف مناحي الحياة.
الربانية:وهي تدل على رعاية الله بعباده ورحمته بهم.
غايتها: معرفة الله حق معرفته.
فمرحبا بكم جميعا.
https://t.me/almaaref_elrabaneyah