( القرآن .. إِلفُكَ القديم )
دعْ عنك مرضىٰ القلوب الذين لم يهتدوا يوماً لمعرفة مكامن الأُنس ومعاقد السرور مع " كتاب الله "
هؤلاء مساكينُ ألهتهم الغفلات ، ورأوا أنَّ كل مباحٍ لابأس من خوضه ولامانع من التمتع به حتى وإن فاتت بسببه درجات الفوز ، وغابت على بساطِهِ مراتب الشرف
نحن نتكلم عن قومٍ كان لهم معه سابق عهد ، وثبتت منهم جميلُ صُحبةٍ ؛ سُقيت في أيّامٍ خَلَت بماء الصدق ، حتى أتم الله لهم عطاء العيش معه
قُضيت أيامٌ وأيام والقرآن يتصبحون به ويمسون عليه .
حدرٌ يَختِمون به الأجزاء ، وترتيل يتفهمون معهُ الآيات...
ذهبت منهم أيام الطلب ، مابين حفظٍ يَسبِقُهُ تكرار ، أو مراجعة يَصحبُها متابعة ، حتى صارت تلك الأيام محفوظة في الذاكرة ؛تترآى لهم بهجة ختم تلك السور ، ويَمرّ بهم طيفُ ذلك الشوق
إن المدامع التي جرت مع فرح هذاالختم والمحابر التي سُكبت ساعة تسطير ذلك الفوز
مازالت حاضرة لديهم بِتمامٍ لم يَخْرمها بُعْدُ عَهدٍ ، ولم يَفُتّها تتابع سنين،
إن هذه كلها لايمكن أن تنزوي عن حياة (صاحب القرآن ) مهما ترادفت عليه "أفراح الوهم "وتتابعت معها صُنوف الشُغُل .. فالقرآن يظلُّ حاضراً لايغيب عن فؤاد صاحبِهِ تارة على صورة فرحٍ بِحُسن العطية وكمال الهبة ، وأُخرى حين يزداد خوفُهُ من حرمان بلوغ المنزل وكثرة التقصير ، وثالثة يترادف فيها هولُ اللوم من نُقصان التأدب معه أو عدم القيام بجميلِ حقِّهِ
وهم في ذلك كُلِّه يرون دوماً أنّ القرآن (بعظيم بركته ) يقف دون إنزلاقهم في مراتع المُحرمات ويمنعهم من التردّي مع الهوى المشؤوم ، ويحول بينهم وبين الولوج في ساحات الشهوات المُحرمة حتى وإن كَثُرت في هذا الزمان الغريب دواعيها ، وعظُمت أسباب الميل إليها،
إن تذكّر أيام التسميع ، ومشاهدة وُريقات ضبط المتشابه ، والحنين لسواري المساجد ، أوحتى تلك المحاكاة لمشاهير القراء ، وأجمل تلك الذكريات ماكان يمرّ بالقلب من شوقٍ للتشبه بأصحاب السَّبق من أهلِهِ( أقصد أهل القرآن ) والفرح بتجويد اللفظ وتفهم المعنى
إن هذه كلها ؛ لايمكن أن تُنسى أبداً ويستحيل أن تغيب عن قلب المتيّم بتلك الأيام الجميلة التي كانت حيّة طريّة بالقرآن بل يظل صوت المطالبة للقيامِ بحق القرآن يُدوي في جُبِّ أيامه كلما قام أو قعد ..
هذا كلُّهُ في كفه وسِير مَن قرأ عنهم مِن الصالحين وحُسن قصصهم مع القرآن في كفةٍ أخرى تبعث في النفس لوازم إثبات المحبة للقرآن وحُسن تقديمه وأخذه بقوة ، وتدعو في نفس الوقت لاستنقاص كل مايَبذل من جُهدٍ وأنه في أقل الدرجات من أجلِ أن تستوى له النية ويموت في قلبه بذرة العُجب حِين تعِنُّ للنفس أوراقُ تيهٍ يُحركها مديحُ مخلوق عاجز لايعلم عن المستور
نعم سِير أولئك الصَّالحين الأخيار ؛ حتى وإن كانوا من أهل هذا الزمان الذي يعيشونه بِعِلاّته ، ويشاهدونَ معنا مَداحض هفواته ، فهذا أحدهم لايفتر من التلاوة وحين سُئل عن حياته مع القرآن قال: لو لم يُنزل الله القرآن والله لاأدري كيف أعيش فهو فرحي وسلوتي
إن الأمر ليس ضرباًمن الخيال أو إدِّعاءً لشيء أساسُهُ وهم ، بل الأمر محاولة للإفصاح عن حقيقة ثابتةٍ غابت عن كثيرٍ من( أهل الرشد) فضلا عن عامة القوم
إن النفوس كلها تهوى تلك السعادة التي فُطرت على محبتها فهاهي ترجُف طولَ زمانها بِخَيلِها ورجلها وراء أسبابها ولو أنها أعطت القرآن معشار تلك الأوقات لرأت والله نعيم البركات يجري معها لانُقصان بسببهِ في طلب رزق أو اكتساب معيشة أو تعلّمُ عِلم
ودونك هذه أيضاً فلربما جاء الصدُّ بسببها
إنَّ خُلّص أهل القرآن يَخشون كل باب يصد عنهُ فتراهم يتنزهون عن سماعٍ ينقل القلوب خارج دائرة القرآن الذي عاشوا معه واختلط بدمائهم وترعرت منهم المعارف وهو الأقربُ إلى آذانهم والأثبت في قلوبهم يتلون هذه الآية ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث لُيضلّ عن سبيل الله ) فيُوقنونَ أنّ كل لهوٍ أشغل عن القرآن وفوّت حِصته ، وصدّ عن التعلق به فهو معدوم البركة ؛ عظيم البؤس ؛ يُجلل العبد كآبة الفراغ ؛ ويُسربِلُه بقطرانٍ من وحشةٍ لاتزول مع الأيام ، ولاتحِلّ عن القلب بهذا البهرج الدنيوي وبذلك المتاع الجميل ؛حتى ولو كثرت صُنوفه وتعددت في العين أشكاله ..
إنهم يرون أنّ كلّ يومٍ تُستفتح فيه صحائف العبد بتلاوة آيات شاهدة ، وتُطوىٰ عليه تلك الصحف
لَهْوَ من ( أيام السرور ) التي لم تمضِ خُسراً ولم تذهب في مهبّ الغبن والفوات
وأخيراً ياصاحب القرآن ( إِلفُكَ القديم ) عُد إليه محموداً فهو الشافع المُشفّع ؛ واذكر أنه كلام الله الذي أنشأك مِن عدم وأسبغ عليك النعم
وخوّلك بفضله ، وحماك من عوادي الشرّ
واعلم أنّ ساعة القُرب منِ كتاب الله ليست موضع خسارة فتُدفع ، ولا موطنَ بَوارٍ فيُترك ؛ بل هي التجارة الرابحة ومعها تمام الأجور ؛ وآية القراء لاتخفى على مثلك ، والمجاهدة إنما هي لك ،، سعادةٌ هنا وادخارٌ هناك .. ساعةَ اللقيا( مَن كان يرجو لقاء الله فإنَّ أجلَ الله لآتٍ وهو السميعُ العليم )
دعْ عنك مرضىٰ القلوب الذين لم يهتدوا يوماً لمعرفة مكامن الأُنس ومعاقد السرور مع " كتاب الله "
هؤلاء مساكينُ ألهتهم الغفلات ، ورأوا أنَّ كل مباحٍ لابأس من خوضه ولامانع من التمتع به حتى وإن فاتت بسببه درجات الفوز ، وغابت على بساطِهِ مراتب الشرف
نحن نتكلم عن قومٍ كان لهم معه سابق عهد ، وثبتت منهم جميلُ صُحبةٍ ؛ سُقيت في أيّامٍ خَلَت بماء الصدق ، حتى أتم الله لهم عطاء العيش معه
قُضيت أيامٌ وأيام والقرآن يتصبحون به ويمسون عليه .
حدرٌ يَختِمون به الأجزاء ، وترتيل يتفهمون معهُ الآيات...
ذهبت منهم أيام الطلب ، مابين حفظٍ يَسبِقُهُ تكرار ، أو مراجعة يَصحبُها متابعة ، حتى صارت تلك الأيام محفوظة في الذاكرة ؛تترآى لهم بهجة ختم تلك السور ، ويَمرّ بهم طيفُ ذلك الشوق
إن المدامع التي جرت مع فرح هذاالختم والمحابر التي سُكبت ساعة تسطير ذلك الفوز
مازالت حاضرة لديهم بِتمامٍ لم يَخْرمها بُعْدُ عَهدٍ ، ولم يَفُتّها تتابع سنين،
إن هذه كلها لايمكن أن تنزوي عن حياة (صاحب القرآن ) مهما ترادفت عليه "أفراح الوهم "وتتابعت معها صُنوف الشُغُل .. فالقرآن يظلُّ حاضراً لايغيب عن فؤاد صاحبِهِ تارة على صورة فرحٍ بِحُسن العطية وكمال الهبة ، وأُخرى حين يزداد خوفُهُ من حرمان بلوغ المنزل وكثرة التقصير ، وثالثة يترادف فيها هولُ اللوم من نُقصان التأدب معه أو عدم القيام بجميلِ حقِّهِ
وهم في ذلك كُلِّه يرون دوماً أنّ القرآن (بعظيم بركته ) يقف دون إنزلاقهم في مراتع المُحرمات ويمنعهم من التردّي مع الهوى المشؤوم ، ويحول بينهم وبين الولوج في ساحات الشهوات المُحرمة حتى وإن كَثُرت في هذا الزمان الغريب دواعيها ، وعظُمت أسباب الميل إليها،
إن تذكّر أيام التسميع ، ومشاهدة وُريقات ضبط المتشابه ، والحنين لسواري المساجد ، أوحتى تلك المحاكاة لمشاهير القراء ، وأجمل تلك الذكريات ماكان يمرّ بالقلب من شوقٍ للتشبه بأصحاب السَّبق من أهلِهِ( أقصد أهل القرآن ) والفرح بتجويد اللفظ وتفهم المعنى
إن هذه كلها ؛ لايمكن أن تُنسى أبداً ويستحيل أن تغيب عن قلب المتيّم بتلك الأيام الجميلة التي كانت حيّة طريّة بالقرآن بل يظل صوت المطالبة للقيامِ بحق القرآن يُدوي في جُبِّ أيامه كلما قام أو قعد ..
هذا كلُّهُ في كفه وسِير مَن قرأ عنهم مِن الصالحين وحُسن قصصهم مع القرآن في كفةٍ أخرى تبعث في النفس لوازم إثبات المحبة للقرآن وحُسن تقديمه وأخذه بقوة ، وتدعو في نفس الوقت لاستنقاص كل مايَبذل من جُهدٍ وأنه في أقل الدرجات من أجلِ أن تستوى له النية ويموت في قلبه بذرة العُجب حِين تعِنُّ للنفس أوراقُ تيهٍ يُحركها مديحُ مخلوق عاجز لايعلم عن المستور
نعم سِير أولئك الصَّالحين الأخيار ؛ حتى وإن كانوا من أهل هذا الزمان الذي يعيشونه بِعِلاّته ، ويشاهدونَ معنا مَداحض هفواته ، فهذا أحدهم لايفتر من التلاوة وحين سُئل عن حياته مع القرآن قال: لو لم يُنزل الله القرآن والله لاأدري كيف أعيش فهو فرحي وسلوتي
إن الأمر ليس ضرباًمن الخيال أو إدِّعاءً لشيء أساسُهُ وهم ، بل الأمر محاولة للإفصاح عن حقيقة ثابتةٍ غابت عن كثيرٍ من( أهل الرشد) فضلا عن عامة القوم
إن النفوس كلها تهوى تلك السعادة التي فُطرت على محبتها فهاهي ترجُف طولَ زمانها بِخَيلِها ورجلها وراء أسبابها ولو أنها أعطت القرآن معشار تلك الأوقات لرأت والله نعيم البركات يجري معها لانُقصان بسببهِ في طلب رزق أو اكتساب معيشة أو تعلّمُ عِلم
ودونك هذه أيضاً فلربما جاء الصدُّ بسببها
إنَّ خُلّص أهل القرآن يَخشون كل باب يصد عنهُ فتراهم يتنزهون عن سماعٍ ينقل القلوب خارج دائرة القرآن الذي عاشوا معه واختلط بدمائهم وترعرت منهم المعارف وهو الأقربُ إلى آذانهم والأثبت في قلوبهم يتلون هذه الآية ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث لُيضلّ عن سبيل الله ) فيُوقنونَ أنّ كل لهوٍ أشغل عن القرآن وفوّت حِصته ، وصدّ عن التعلق به فهو معدوم البركة ؛ عظيم البؤس ؛ يُجلل العبد كآبة الفراغ ؛ ويُسربِلُه بقطرانٍ من وحشةٍ لاتزول مع الأيام ، ولاتحِلّ عن القلب بهذا البهرج الدنيوي وبذلك المتاع الجميل ؛حتى ولو كثرت صُنوفه وتعددت في العين أشكاله ..
إنهم يرون أنّ كلّ يومٍ تُستفتح فيه صحائف العبد بتلاوة آيات شاهدة ، وتُطوىٰ عليه تلك الصحف
لَهْوَ من ( أيام السرور ) التي لم تمضِ خُسراً ولم تذهب في مهبّ الغبن والفوات
وأخيراً ياصاحب القرآن ( إِلفُكَ القديم ) عُد إليه محموداً فهو الشافع المُشفّع ؛ واذكر أنه كلام الله الذي أنشأك مِن عدم وأسبغ عليك النعم
وخوّلك بفضله ، وحماك من عوادي الشرّ
واعلم أنّ ساعة القُرب منِ كتاب الله ليست موضع خسارة فتُدفع ، ولا موطنَ بَوارٍ فيُترك ؛ بل هي التجارة الرابحة ومعها تمام الأجور ؛ وآية القراء لاتخفى على مثلك ، والمجاهدة إنما هي لك ،، سعادةٌ هنا وادخارٌ هناك .. ساعةَ اللقيا( مَن كان يرجو لقاء الله فإنَّ أجلَ الله لآتٍ وهو السميعُ العليم )