📖 سلسـلـة التتـار 📖 (14)
- التربية بالقدوة :
بينما كان قطز يعد العدة لمواجهة التتار، أرسل التتار رسالة تهديد إلي قطز، ظنا منهم أن قطز كباقي الأمراء المرتعشين سيهرول للصلح، ولكن قطز قرر أن يخرج بنفسه على رأس الجيش، قرر أن يعلم شعبه درساً في الجهاد وحب الدين، وأن التتار قوى يمكن قهرها مهما بلغت قوتها، وقال قطز قولته العظيمة
“يا أمراء المسلمين، لكم زمان تأكلون من بيت المال، وأنتم للغزاة كارهون، وأنا متوجه فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختار هذا يرجع إلى بيته، وإن الله مطلع عليه، وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين عن القتال”.
ثم بكى القائد وقال” يا أمراء المسلمين، من للإسلام إن لم نكن نحن”، ما أجمل هذه الكلمات وأعظمها وخصوصا عندما تخرج من قائد، وتكون كلماته مع عمل في نفس الوقت.
بعد إعداد قطز للمجتمع داخليا أقدم على أمر شجاع وخطير، يعلم جيدا ماهي عواقبه، فقد أمر قطز بقتل الرسل الأربعة للتتار، ثم تعليق رأسهم على باب زويلة، حتى يرى الشعب ذلك المنظر، فتسقط هيبة التتار من قلوبهم
- خطة المواجهة :
رأى قطز أن يخرج هو بجيشه لمواجهة التتار في فلسطين وألا ينتظرهم في مصر، ولكن هذا القرار عارضه الكثير من الأمراء، فعرض قطز مميزات الخروج ومنها ، الدفاع عن المسلمين في فلسطين والشام والثأر لهم، نقل الصراع من مصر إلى أرض ارتكز فيها التتار، مفاجأة التتار والهجوم الغير متوقع عليهم.
- أول النصر غزة :
جمع قطز الجيش وأعد خطة في غاية الذكاء، فقد قسم الجيش إلى أجزاء، وكان هناك جزء تحت قيادة القائد بيبرس، وكان بيبرس لديه خبرة عسكرية وذكاء عالي، فتقدم بيبرس ببعض الجنود حتى إذا شاهدهم التتار ظنوا أن هذه الفرقة كل الجيش، وهذا ما حدث بالفعل في غزة، باغت بيبرس الحامية العسكرية التتارية في غزة وانتصر عليهم.
برغم من أن الانتصار في موقعة صغيرة إلا أنه ذات دلائل عميقة، فالتتار طوال هذه المدة في حصارهم لمدن المسلمين لم يروا غير الضعف والاستسلام. لم يروا إلا حكام خونة وشعوب منبطحة تفضل حياة الذل عن شرف المواجهة، بل الأقوى من ذلك أن تبدأ الجيوش المسلمة هي بالحرب بعد قتل رسل التتار.
كل هذه التصرفات إعلان صريح بالاستهزاء من التتار وقوتهم، فهي خطوة جريئة غير مسبوقة، رفعت من معنويات المسلمين وحمستهم على التقدم لمواجهة التتار.
- الطريق إلى النصر :
فر الجنود الناجون من موقعة غزة إلى التجمع الأساسي للجيش التتري، فطار عقل كتبغا قائد جيش العدو، تحرك الجيش التتري وجيش المسلمين حتى استقر الجيشين في منطقة عين جالوت الواقعة بين منطقة بيسان ونابلس، كانت هذه التحركات في رمضان في العشر الأواخر عام 658 هـ.
أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الخير في أمة الإسلام باقٍ إلى يوم القيامة، فقد خرج المسلمون من فلسطين من المدن والقرى للانضمام إلى صفوف جيش المسلمين، خرجوا وإن كانوا غير مدربين لكنهم خرجوا لمواجهة العدو حتى يكثروا سواد الجيش، وللثأر لدماء المسلمين المسفوكة على أيدي السفاحين الملاعين التتار.
كانت ليلة الخامسة والعشرين من شهر رمضان ولك أن تتخيل كيف كانت مشاعر جيش المسلمين في هذه الليلة المباركة، وكيف كانوا يتضرعون إلي الله أن ينصرهم في الصباح على أعداء دينه، صلى قطز الفجر بالمسلمين وأعد جنوده وبعد شروق الشمس بدأت المعركة.
كما قلنا سابقا إن الجيش المسلم كان مقسم إلى أجزاء فخرج جزء منه لساحة المعركة، وبالرغم من قلة عددهم إلا أن كتبغا قرر أن يخوض المعركة بكل جنوده حتى ينهي المعركة مبكرا، ظل باقي الجيش على رأسه قطز خارج أرض المعركة، اتفق قطز وبيبرس أن يظهر بيبرس الانهزام والتقهقر حتى ينجر التتار خلفهم، وينقض الجيش المسلم بالكامل، وبالفعل هذا ما حدث ولا تسأل كيف لقائد بعقلية وذكاء كتبغا أن لا يفهم هذه الخطة التي فعلها التتار أنفسهم، ولكن إرادة الله لنصر الفئة المسلمة التي أخذت بالأسباب وأخلصت النية لله فوق كل شيء، كما أن استهانة التتار بالمسلمين شكل عامل كبير في النصر.
سارت الخطة مثلما رسمها المسلمون، فاندفعت جيوش التتار خلف فرقة بيبرس ثم خرج باقي الجيش وحوصر جيش التتار بالكامل اشتد القتال، وارتفع صليل الصوارم في أرض المعركة، وهنا يلقي القائد قطز بخوذته ويصيح بأعلى صوته واإسلاماه، حتى أشعل الحماسة في قلوب الجنود.
أخذ المسلمون يكبرون بصوت يرج ساحة المعركة، وأعملوا القتل في التتار حتى أصبح هم التتار الوحيد إحداث ثغرة للهرب منها، بالفعل بدأ جنود التتار في الهرب، هروب المنهزم المنكسر.
♻️يتبع ........
https://ⓣelegram.me/altareikh
- التربية بالقدوة :
بينما كان قطز يعد العدة لمواجهة التتار، أرسل التتار رسالة تهديد إلي قطز، ظنا منهم أن قطز كباقي الأمراء المرتعشين سيهرول للصلح، ولكن قطز قرر أن يخرج بنفسه على رأس الجيش، قرر أن يعلم شعبه درساً في الجهاد وحب الدين، وأن التتار قوى يمكن قهرها مهما بلغت قوتها، وقال قطز قولته العظيمة
“يا أمراء المسلمين، لكم زمان تأكلون من بيت المال، وأنتم للغزاة كارهون، وأنا متوجه فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختار هذا يرجع إلى بيته، وإن الله مطلع عليه، وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين عن القتال”.
ثم بكى القائد وقال” يا أمراء المسلمين، من للإسلام إن لم نكن نحن”، ما أجمل هذه الكلمات وأعظمها وخصوصا عندما تخرج من قائد، وتكون كلماته مع عمل في نفس الوقت.
بعد إعداد قطز للمجتمع داخليا أقدم على أمر شجاع وخطير، يعلم جيدا ماهي عواقبه، فقد أمر قطز بقتل الرسل الأربعة للتتار، ثم تعليق رأسهم على باب زويلة، حتى يرى الشعب ذلك المنظر، فتسقط هيبة التتار من قلوبهم
- خطة المواجهة :
رأى قطز أن يخرج هو بجيشه لمواجهة التتار في فلسطين وألا ينتظرهم في مصر، ولكن هذا القرار عارضه الكثير من الأمراء، فعرض قطز مميزات الخروج ومنها ، الدفاع عن المسلمين في فلسطين والشام والثأر لهم، نقل الصراع من مصر إلى أرض ارتكز فيها التتار، مفاجأة التتار والهجوم الغير متوقع عليهم.
- أول النصر غزة :
جمع قطز الجيش وأعد خطة في غاية الذكاء، فقد قسم الجيش إلى أجزاء، وكان هناك جزء تحت قيادة القائد بيبرس، وكان بيبرس لديه خبرة عسكرية وذكاء عالي، فتقدم بيبرس ببعض الجنود حتى إذا شاهدهم التتار ظنوا أن هذه الفرقة كل الجيش، وهذا ما حدث بالفعل في غزة، باغت بيبرس الحامية العسكرية التتارية في غزة وانتصر عليهم.
برغم من أن الانتصار في موقعة صغيرة إلا أنه ذات دلائل عميقة، فالتتار طوال هذه المدة في حصارهم لمدن المسلمين لم يروا غير الضعف والاستسلام. لم يروا إلا حكام خونة وشعوب منبطحة تفضل حياة الذل عن شرف المواجهة، بل الأقوى من ذلك أن تبدأ الجيوش المسلمة هي بالحرب بعد قتل رسل التتار.
كل هذه التصرفات إعلان صريح بالاستهزاء من التتار وقوتهم، فهي خطوة جريئة غير مسبوقة، رفعت من معنويات المسلمين وحمستهم على التقدم لمواجهة التتار.
- الطريق إلى النصر :
فر الجنود الناجون من موقعة غزة إلى التجمع الأساسي للجيش التتري، فطار عقل كتبغا قائد جيش العدو، تحرك الجيش التتري وجيش المسلمين حتى استقر الجيشين في منطقة عين جالوت الواقعة بين منطقة بيسان ونابلس، كانت هذه التحركات في رمضان في العشر الأواخر عام 658 هـ.
أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الخير في أمة الإسلام باقٍ إلى يوم القيامة، فقد خرج المسلمون من فلسطين من المدن والقرى للانضمام إلى صفوف جيش المسلمين، خرجوا وإن كانوا غير مدربين لكنهم خرجوا لمواجهة العدو حتى يكثروا سواد الجيش، وللثأر لدماء المسلمين المسفوكة على أيدي السفاحين الملاعين التتار.
كانت ليلة الخامسة والعشرين من شهر رمضان ولك أن تتخيل كيف كانت مشاعر جيش المسلمين في هذه الليلة المباركة، وكيف كانوا يتضرعون إلي الله أن ينصرهم في الصباح على أعداء دينه، صلى قطز الفجر بالمسلمين وأعد جنوده وبعد شروق الشمس بدأت المعركة.
كما قلنا سابقا إن الجيش المسلم كان مقسم إلى أجزاء فخرج جزء منه لساحة المعركة، وبالرغم من قلة عددهم إلا أن كتبغا قرر أن يخوض المعركة بكل جنوده حتى ينهي المعركة مبكرا، ظل باقي الجيش على رأسه قطز خارج أرض المعركة، اتفق قطز وبيبرس أن يظهر بيبرس الانهزام والتقهقر حتى ينجر التتار خلفهم، وينقض الجيش المسلم بالكامل، وبالفعل هذا ما حدث ولا تسأل كيف لقائد بعقلية وذكاء كتبغا أن لا يفهم هذه الخطة التي فعلها التتار أنفسهم، ولكن إرادة الله لنصر الفئة المسلمة التي أخذت بالأسباب وأخلصت النية لله فوق كل شيء، كما أن استهانة التتار بالمسلمين شكل عامل كبير في النصر.
سارت الخطة مثلما رسمها المسلمون، فاندفعت جيوش التتار خلف فرقة بيبرس ثم خرج باقي الجيش وحوصر جيش التتار بالكامل اشتد القتال، وارتفع صليل الصوارم في أرض المعركة، وهنا يلقي القائد قطز بخوذته ويصيح بأعلى صوته واإسلاماه، حتى أشعل الحماسة في قلوب الجنود.
أخذ المسلمون يكبرون بصوت يرج ساحة المعركة، وأعملوا القتل في التتار حتى أصبح هم التتار الوحيد إحداث ثغرة للهرب منها، بالفعل بدأ جنود التتار في الهرب، هروب المنهزم المنكسر.
♻️يتبع ........
https://ⓣelegram.me/altareikh