قوله تعالى : ( وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون )
قالوا : تركنا الدين لئلا تفوتنا الدنيا ، فبين تعالى أن ذلك خطأ عظيم ؛ لأن ما عند الله خير وأبقى ، أما أنه خير فلوجهين:
أحدهما: أن المنافع هناك أعظم .
وثانيهما: أنها خالصة عن الشوائب ، ومنافع الدنيا مشوبة بالمضار بل المضار فيها أكثر ، وأما أنها أبقى فلأنها دائمة غير منقطعة ، ومنافع الدنيا منقطعة ومتى قوبل المتناهي بغير المتناهي كان عدما ، فكيف ونصيب كل أحد بالقياس إلى منافع الدنيا كلها كالذرة بالقياس إلى البحر ؟ فظهر من هذا أن منافع الدنيا لا نسبة لها إلى منافع الآخرة ألبتة ، فكان من الجهل العظيم ترك منافع الآخرة لاستبقاء منافع الدنيا ، ولما نبه سبحانه على ذلك قال : ( أفلا تعقلون ) يعني أن من لا يرجح منافع الآخرة على منافع الدنيا كأنه يكون خارجا عن حد العقل.
الرازي
قالوا : تركنا الدين لئلا تفوتنا الدنيا ، فبين تعالى أن ذلك خطأ عظيم ؛ لأن ما عند الله خير وأبقى ، أما أنه خير فلوجهين:
أحدهما: أن المنافع هناك أعظم .
وثانيهما: أنها خالصة عن الشوائب ، ومنافع الدنيا مشوبة بالمضار بل المضار فيها أكثر ، وأما أنها أبقى فلأنها دائمة غير منقطعة ، ومنافع الدنيا منقطعة ومتى قوبل المتناهي بغير المتناهي كان عدما ، فكيف ونصيب كل أحد بالقياس إلى منافع الدنيا كلها كالذرة بالقياس إلى البحر ؟ فظهر من هذا أن منافع الدنيا لا نسبة لها إلى منافع الآخرة ألبتة ، فكان من الجهل العظيم ترك منافع الآخرة لاستبقاء منافع الدنيا ، ولما نبه سبحانه على ذلك قال : ( أفلا تعقلون ) يعني أن من لا يرجح منافع الآخرة على منافع الدنيا كأنه يكون خارجا عن حد العقل.
الرازي