Forward from: مَيْس هادي
-
يا لهذا المعنى جاء مع الكلام ليكون غيره، وأُلقي في الرِّسالةِ ليكون منها ولكنّه في شعوره كأنّما وُضِعَ بين قوسين فهو خارج عنها كما خرج الزّمن من حساب هذه الخفقات في هذه الحروف، وإني لأنظر فيه فما أشعر إلا كأنّ الحياة قد دبّت بتلك المهجة فهي تهتزّ وتربو، ثُمّ تنمو فتضع في الأنا أكثر مما تضع حولها، وتحفظ الزّمن في نفسها بعد أن كان يمرّ عليها ولا يقف؛ كأنّ العُمر يحيا فيها فهي كلمة تبقى ولا تزول!
ومنه يا آثار.. هل تكونُ السّاعة التي كتبتِ بها ساعةً في هذا الزّمن الطّويل تقولُ إن دقائقي نبضات، وإنّ نبضاتي حروف، وإنّ هذه السّاعة رِسالة وإنّها أنا وإنّها لِمَيْس؟
بلى وما أعظمها!
وأمّا قلبي.. فحنانَيْكَ يا ربّ!
وآهٍ يا آثار، فلو كانت الدّنيا شطر في نعيمٍ بشطرٍ في شقاء.. لكان قلبي ممّا ذاق لا يخرج من حدوده ولا يحمل غير الهمّ، ولكنّها الألطاف يا فنّ النّاي، وكما يحمل النّسيم عبق المكان وجوّه ويطوّف به.. فإنّ نعيمي يأتي من اللغة وأهلها ويأتي منكِ، فكأنّ رَوح قلبي في الورق وكأنّني أحيا راغدة حينما أكتب يا آثار!
وبهذا فهل تكوني على رُوحي إلا كالنّسمة والغيمة وكالضّوء يأتي بارقاً فيهِ المباهجُ والأفراح.. وآمالُ نفسي؟
فديتُكِ، فما تُبليكِ الدّنيا إلا لتُجدّد فيكِ معانيَ أبهى، وتُخرِج من باطنك على ظاهرك، وتضيف من نفسكِ على الآخرين ومن دمائكِ على هذه المحابر، وإن تدعكِ فأين يُغمَس ذاك القلم؟
ولو تدري إذ مضى يوم أمس فحمدتُ الله في آخره أن مرَّ وانقضى، واليوم يمضي على سابقه، وأقول الحمد لله، ولكن ألا تري أن في الحمد شُكر مع الرّضا، وأن رسائلكِ شفاء ودواء تحكي مشاعري أو تُتمّها؟
آه! للهِ أنتِ!
يا لهذا المعنى جاء مع الكلام ليكون غيره، وأُلقي في الرِّسالةِ ليكون منها ولكنّه في شعوره كأنّما وُضِعَ بين قوسين فهو خارج عنها كما خرج الزّمن من حساب هذه الخفقات في هذه الحروف، وإني لأنظر فيه فما أشعر إلا كأنّ الحياة قد دبّت بتلك المهجة فهي تهتزّ وتربو، ثُمّ تنمو فتضع في الأنا أكثر مما تضع حولها، وتحفظ الزّمن في نفسها بعد أن كان يمرّ عليها ولا يقف؛ كأنّ العُمر يحيا فيها فهي كلمة تبقى ولا تزول!
ومنه يا آثار.. هل تكونُ السّاعة التي كتبتِ بها ساعةً في هذا الزّمن الطّويل تقولُ إن دقائقي نبضات، وإنّ نبضاتي حروف، وإنّ هذه السّاعة رِسالة وإنّها أنا وإنّها لِمَيْس؟
بلى وما أعظمها!
وأمّا قلبي.. فحنانَيْكَ يا ربّ!
وآهٍ يا آثار، فلو كانت الدّنيا شطر في نعيمٍ بشطرٍ في شقاء.. لكان قلبي ممّا ذاق لا يخرج من حدوده ولا يحمل غير الهمّ، ولكنّها الألطاف يا فنّ النّاي، وكما يحمل النّسيم عبق المكان وجوّه ويطوّف به.. فإنّ نعيمي يأتي من اللغة وأهلها ويأتي منكِ، فكأنّ رَوح قلبي في الورق وكأنّني أحيا راغدة حينما أكتب يا آثار!
وبهذا فهل تكوني على رُوحي إلا كالنّسمة والغيمة وكالضّوء يأتي بارقاً فيهِ المباهجُ والأفراح.. وآمالُ نفسي؟
فديتُكِ، فما تُبليكِ الدّنيا إلا لتُجدّد فيكِ معانيَ أبهى، وتُخرِج من باطنك على ظاهرك، وتضيف من نفسكِ على الآخرين ومن دمائكِ على هذه المحابر، وإن تدعكِ فأين يُغمَس ذاك القلم؟
ولو تدري إذ مضى يوم أمس فحمدتُ الله في آخره أن مرَّ وانقضى، واليوم يمضي على سابقه، وأقول الحمد لله، ولكن ألا تري أن في الحمد شُكر مع الرّضا، وأن رسائلكِ شفاء ودواء تحكي مشاعري أو تُتمّها؟
آه! للهِ أنتِ!