الحمد لله، أما بعد؛
هذا مشهد من أحد الأفلام المصرية..
حاول فيه الكاتب سبك حوار لجعل الحق شيء نسبي!
فتراه وقد جعل الحق ملكًا للجميع.
وهذا ما يسمى بخطاب "تمييع الدين" و"تمييع الحق".
ما اسمه؟ اسمه ت م ي ي ع.
ولو أردنا استخلاص توجيهات من هذا المشهد..
فهو يريد إلغاء منظومة الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأكملها!
وعبّر عن المسيحية بأنها "حق" وأنها "هداية"..
بقوله: "يا ابني ما ربنا هاديها، أهديها أنا ليه"!
ممم.. ماذا نفعل في هذه الحالة؟
1. ربنا أرسل لنا رسول. (محمد صلى الله عليه وسلم)
2. الرسول عليه الصلاة والسلام أُنزلَ عليه كتاب.
حلو؟ حلو.
ما الذي جاء في هذا الكتاب؟
﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا﴾ [المائدة: ١٧]
ثم استمع إلى جملته. "يا ابني ما ربنا هاديها"
﴿يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا﴾ [النساء: ١٧١]
ثم استمع إلى جملته. "يا ابني ما ربنا هاديها"
﴿وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا﴾ [مريم: ٨٨-٩٣]
ثم استمع إلى جملته. "يا ابني ما ربنا هاديها"
﴿ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين﴾ [آل عمران: ٦٧]
ثم استمع إلى جملته. "يا ابني ما ربنا هاديها"
﴿وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب﴾ [المائدة: ١١٦]
ثم استمع إلى جملته. "يا ابني ما ربنا هاديها"
ثم استمع..
............................
استمع إلى قوله: "أنهي إسلام؟"
ثم طفق يعدد لك الطوائف والمذاهب!
فك الله بالعز أسره.. إبراهيم السكران.
كان قد ذكر جملةً في غاية الجمال في كتابه سلطة الثقافة الغالبة!
"الاختلاف في الدليل لا يسقط دليليته"
وانظر هذا الاقتباس من كتابه وهو يعالج إشكالية مشابهة جدًا:
«وبعض الكتاب لديه إشكالية أخرى وهي أنه يقول (لا يمكن أن يكون نموذج الصحابة له مرجعية؛ لأن الكل يدعيه من شتى الطوائف)!
وهذا بصراحة كلام سطحيّ، فإن من بديهيات العقل أن "الاختلاف في الدليل لا يسقط دليليته"، بمعنى هل يمكن أن نقول: النص كل الطوائف تدعيه، فلا حجة فيه؟!
لن يوجد عاقل يقول ذلك، وإلا كان سفسطة، بل سنقول قطعًا: حتى لو اختلف الناس في فهم النص والعقل واللغة والقياس إلى آخره، فهذا لا يسقط مرجعيتها، بل "الرهان على البرهان" فاعرضوا فهمكم في هذه الأدلة، ونعرض فهمنا، والأسعد بالدليل هو الأسعد بالصواب»
سلطة الثقافة الغالبة: صـ٤٨ــ
فكذلك؛ الاختلاف في المذاهب والطوائف لا يسقط مفهوم الدعوة إلى الإسلام!
جملة غريبة جدًا فعلًا.
تخيل..
إذا سمع هذه الآية..
﴿ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ﴾ [النحل: ١٢٥]
هل سيقول حينها: "ادعو إلى أنهي إسلام"؟!
استمع إلى قوله: "يا سيدي عند مارلين بالذات الإسلام دين حق والمسيحية دين حق"
ثم اتلو..
﴿وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهواءَهُم بَعدَ الَّذي جاءَكَ مِنَ العِلمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصيرٍ﴾ [البقرة: ١٢٠]
............................
قلب المفاهيم والمصطلحات.. أو ما يسمى بالحرب اللغوية..
الجزيرة: استشهاد شاب فلسطيني.
العربية: مقتل شاب فلسطيني.
اسمه "أمر بالمعروف ونهي عن المنكر" مش "مش تدخل في حياة الناس"
وأنت يا عزيزي..
لا تدري تأثير ذلك على عقول الناس!
وإنه والله لعظيم!
............................
في محاضرة بعنوان "مقدمة منهجية لنظرية المعرفة" ذكر الشيخ أحمد السيد قاعدة مهمة..
"وجود المصدر الصحيح لا يعني الاستجابة الصحيحة"
إذا لم تستجب -على صحة ذلك- كل الطوائف لهذا المصدر الصحيح.. فهل ذلك يسقط الدعوة إلى المصدر الصحيح؟ قطعًا لا!
على كلٍ؛ طفح الكيل.
لحى الله وجوه القائمين على مثل هكذا عمل!
هذا مشهد من أحد الأفلام المصرية..
حاول فيه الكاتب سبك حوار لجعل الحق شيء نسبي!
فتراه وقد جعل الحق ملكًا للجميع.
وهذا ما يسمى بخطاب "تمييع الدين" و"تمييع الحق".
ما اسمه؟ اسمه ت م ي ي ع.
ولو أردنا استخلاص توجيهات من هذا المشهد..
فهو يريد إلغاء منظومة الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأكملها!
وعبّر عن المسيحية بأنها "حق" وأنها "هداية"..
بقوله: "يا ابني ما ربنا هاديها، أهديها أنا ليه"!
ممم.. ماذا نفعل في هذه الحالة؟
1. ربنا أرسل لنا رسول. (محمد صلى الله عليه وسلم)
2. الرسول عليه الصلاة والسلام أُنزلَ عليه كتاب.
حلو؟ حلو.
ما الذي جاء في هذا الكتاب؟
﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا﴾ [المائدة: ١٧]
ثم استمع إلى جملته. "يا ابني ما ربنا هاديها"
﴿يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا﴾ [النساء: ١٧١]
ثم استمع إلى جملته. "يا ابني ما ربنا هاديها"
﴿وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا﴾ [مريم: ٨٨-٩٣]
ثم استمع إلى جملته. "يا ابني ما ربنا هاديها"
﴿ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين﴾ [آل عمران: ٦٧]
ثم استمع إلى جملته. "يا ابني ما ربنا هاديها"
﴿وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب﴾ [المائدة: ١١٦]
ثم استمع إلى جملته. "يا ابني ما ربنا هاديها"
ثم استمع..
............................
استمع إلى قوله: "أنهي إسلام؟"
ثم طفق يعدد لك الطوائف والمذاهب!
فك الله بالعز أسره.. إبراهيم السكران.
كان قد ذكر جملةً في غاية الجمال في كتابه سلطة الثقافة الغالبة!
"الاختلاف في الدليل لا يسقط دليليته"
وانظر هذا الاقتباس من كتابه وهو يعالج إشكالية مشابهة جدًا:
«وبعض الكتاب لديه إشكالية أخرى وهي أنه يقول (لا يمكن أن يكون نموذج الصحابة له مرجعية؛ لأن الكل يدعيه من شتى الطوائف)!
وهذا بصراحة كلام سطحيّ، فإن من بديهيات العقل أن "الاختلاف في الدليل لا يسقط دليليته"، بمعنى هل يمكن أن نقول: النص كل الطوائف تدعيه، فلا حجة فيه؟!
لن يوجد عاقل يقول ذلك، وإلا كان سفسطة، بل سنقول قطعًا: حتى لو اختلف الناس في فهم النص والعقل واللغة والقياس إلى آخره، فهذا لا يسقط مرجعيتها، بل "الرهان على البرهان" فاعرضوا فهمكم في هذه الأدلة، ونعرض فهمنا، والأسعد بالدليل هو الأسعد بالصواب»
سلطة الثقافة الغالبة: صـ٤٨ــ
فكذلك؛ الاختلاف في المذاهب والطوائف لا يسقط مفهوم الدعوة إلى الإسلام!
جملة غريبة جدًا فعلًا.
تخيل..
إذا سمع هذه الآية..
﴿ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ﴾ [النحل: ١٢٥]
هل سيقول حينها: "ادعو إلى أنهي إسلام"؟!
استمع إلى قوله: "يا سيدي عند مارلين بالذات الإسلام دين حق والمسيحية دين حق"
ثم اتلو..
﴿وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهواءَهُم بَعدَ الَّذي جاءَكَ مِنَ العِلمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصيرٍ﴾ [البقرة: ١٢٠]
............................
قلب المفاهيم والمصطلحات.. أو ما يسمى بالحرب اللغوية..
الجزيرة: استشهاد شاب فلسطيني.
العربية: مقتل شاب فلسطيني.
اسمه "أمر بالمعروف ونهي عن المنكر" مش "مش تدخل في حياة الناس"
وأنت يا عزيزي..
لا تدري تأثير ذلك على عقول الناس!
وإنه والله لعظيم!
............................
في محاضرة بعنوان "مقدمة منهجية لنظرية المعرفة" ذكر الشيخ أحمد السيد قاعدة مهمة..
"وجود المصدر الصحيح لا يعني الاستجابة الصحيحة"
إذا لم تستجب -على صحة ذلك- كل الطوائف لهذا المصدر الصحيح.. فهل ذلك يسقط الدعوة إلى المصدر الصحيح؟ قطعًا لا!
على كلٍ؛ طفح الكيل.
لحى الله وجوه القائمين على مثل هكذا عمل!