《سلسلة القاعدة من النشأة إلى الانشقاق في الشام والعراق 》
[ الحلقة الثالثة ]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتحدث اليوم إخوتي الأعزاء عن مرحلة الإنتقال من جبهة النصرة التابعة آنذاك إلى دولة العراق الإسلامية إلى الإنفصال التام عنها بعد
الخلاف المشهور بين الجبهة والدولة
ولنا هنا عدة وقفات
الكل يعلم التسلسل الذي جرى في بنية التيار الجهادي في بلاد الرافدين
فمن تأسيس جماعة التوحيد والجهاد بقيادة الزرقاوي رحمة الله تعالى إلى إعلان بيعته لتنظيم قاعدة الجهاد إلى مجلس شورى المجاهدين إلى إنشاء دولة العراق الإسلامية
والتي هي من إنتاج وإخراج تنظيم قاعدة الجهاد
وبعد ظهور الثورات العربية في معظم بلاد المسلمين.
كان الشيخ الجولاني في السجن حيث خرج في 2004 وما لبث أن سجن حتى سنة 2011 حيث خرجوا في بداية الأحداث في سوريا
وفي ظل هذه الأحداث كانت التوجيهات من القيادة العامة لتنظيم القاعدة إلى دولة العراق الإسلامية باستغلال الأحداث في سوريا وإرسال مجموعة للجهاد هناك
حيث أذكر أن الشيخ أبو يحيى الليبي رحمة الله تعالى قال لأبو بكر البغدادي نحن منشغلون بساحة خرسان ومقارعة الكفار هناك وأنتم أقرب منا إلى بلاد الشام فعليكم القيام بما يلزم تجاه ما يجري هناك
كان الشيخ الجولاني قد أعد كتابة مشروعه المكون من 54 صفحة دون فيه خططه وآليات عمله في ملف الشام
حتى أنه كتب الخطبة التي سيلقيها في دمشق بعد تحريرها.
كما أنه ومن ضمن خططه كان بناء منبر للمسجد الأقصى كما فعل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى
الشيخ الجولاني عندما كان في السجن إلتقى بعدة شخصيات هناك منها الأنباري الرجل الأول في دولة العراق الإسلامية
ولنا بإذن الله تعالى وقفة مع حياة الشيخ الجولاني داخل السجن
( الأنباري هو من زكى الشيخ الجولاني ) عند أبي بكر البغدادي وكان الداعم الأول له كما أن ما كتبه الجولاني قد نال إعجاب البغدادي فكان داعما له
ولم يكن مشروع الشام مشروع الجولاني وحده بل كان هناك أخوة آخرين قدموا للذهاب هناك إلا أن الظروف والملابسات حالت بين الوصول إلى قيادة دولة العراق الإسلامية كما أن خروج الجولاني والانباري المتزامن وتزكيته له ساهم في تقديم الجولاني على غيره
ومن هؤلاء الأخوة الفضلاء الأخ أبو جليبيب حفظه الله
وكان وقتها نائب أمير الحدود بين العراق والشام حيث كتب رسالة وسلمها مخاطبا فيها والي الموصل وسلمها أنذاك إلى أمير الحدود الأخ أبو صلاح وبعد مقتل أبو صلاح رحمه الله تعالى كلف الأخ أبو جليبيب بتولي إمارة الحدود إلا أنه رفض فاستلم أخ آخر يقال له أبو إدريس فقام الأخ أبو جليبيب بكتابة رسالة أخرى وسلمها للأخ أبو إدريس المعين مكان أبو صلاح وبعد مرور شهر ونصف تقريبا جاء الأخ أبو إدريس وأخبر الأخ أبو جليبيب أن ملف الشام قد تم تكليف أخ به وسوف تلتقي به عن قريب
وبعد مرور مدة من الزمن حضر الشيخ الجولاني وكان يدعى وقتها بالفاتح وحدثني بالتكليف وتناقشنا
في حيثيات العمل
وكانت اللقاءات تتم في بيتي مع الأخوة الذين يشكلون الكادر الأول للعمل في سوريا
وكان معظم الأخوة الذين التقينا بهم من المهاجرين
وبعد ترتيب كافة الإحتياجات والأولويات كان الكادر مكون من سبعة أشخاص المؤسسين للنواة الأولى لجبهة النصرة في بلاد الشام أحد أفرع تنظيم دولة العراق الإسلامية التابعة لتنظيم قاعدة الجهاد
وهؤلاء الأخوة هم
أبو عماد الجزراوي ذهب مع الدولة وأعتقد أنه قتل
فيصل الشمري الأنصاري من الحسكة آخر الأخبار تفيد بأنه أسر
بشار الأنصاري قتل رحمه الله
فيصل العراقي قتل رحمه الله
حجي رشيد عراقي وكان بدلا من فيصل الشمري قتل أيضا رحمه الله
حجي غانم عراقي قتل رحمه الله
وأبو جليبيب الأردني
مازال حيا يتنفس حفظه الله ورعاه
أبو محمد الجولاني حفظه الله ورعاه
لم يبقى من هؤلاء على قيد الحياة إلا أبو جليبيب والجولاني فقط
اما أبو أحمد حدود فلم يكن من ضمن الأخوة السبعة المكلفون بالعمل إنما كان يعمل مع دولة العراق الإسلامية مسؤولا عن الحدود على الجهة السورية
وهنا نذكر حادثة جرت مع الأخوة أثناء تواجدهم في الحسكة وذلك للتدليل على تبعية الجميع إلى تنظيم القاعدة
حيث جاء رجل يحمل شهادة الدكتوراة وزعم أنه مكلف بالعمل في سوريا باسم تنظيم القاعدة
وقال للإخوة لا يحق لكم العمل باسم التنظيم لكوني انا المكلف به
فقال له الجولاني
اكتب رسالة وخاطب بها المسؤلين ونحن نكتب كذلك وبالفعل كتب الرجل وكتب الأخوة
فدارت رسالة الرجل حتى عادت إلى يد الجولاني لكونه المكلف بملف الشام حيث غضب الرجل وقتها
بعد ذلك تم توزيع الأخوة على المحافظات
ملاحظة
حجي رشيد عاد إلى العراق بإذن من الجولاني وأثناء الطريق أسر
وهذا تصحيح لما تقدم
#يتبع
🔸|| المولوي حكيم النيسابوري ||🔸
https://telegram.me/hakemnsabor