ﻴﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﻭﺗﺼﻮﺭﺍﺗﻬﺎ ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺗﻪ ﻟﺒﺎﺭﺳﻮﻧﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺿﺢ ﺃﻧﻪ ﻗﻠّﻞ ﻣﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻣﻌﺒﺮﺍً ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺮﺽ، ﻭﺍﻧﺘﻘﺪ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺑﺸﺪﺓ ﺭﺍﻟﻒ ﺩﻫﺮﻧﺪﻭﻑ ﻟﻀﻌﻒ ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻻﺟﻬﺰﺓ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻜﻮﺯﺭ ﺑﺼﻴﺎﻏﺔ ﻣﻨﻬﺞ ﻧﻈﺮﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻤّﻞ ﺻﻮﺭﺗﻲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻮﺿﻊ ﻧﺴﻖ ﻟﻠﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﺢ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﺗﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭﻳﺮﻛﺰ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﻋﻠﻰ ﻭﻇﺎﻑ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ . ﻭﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺍﻭ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ﻭﺍﻻﻧﺤﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺎﺩﻯ ﺑﻪ ﻣﺎﺭﻛﺲ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺎﻟﺼﺮﺍﻉ ﻋﻨﺪﻩ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻝ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻗﻴﻢ ﻣﺤﺪﺩﺓ، ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻭﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻭﺗﻜﻤﻦ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﺭﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻌﺎﺩﻝ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻻﺿﺮﺍﺭ ﺑﻬﻢ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺔ ﻭﺩﺭﺍﺳﺎﺗﻬﻢ ﻻﺻﻞ ﻭﺍﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻧﻮﺍﻋﻪ ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ( ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ) ﻧﺠﺪ ﻛﻮﺯﺭ ﻗﺪ ﺳﻌﻰ ﻓﻲ ﻃﺮﻭﺣﺎﺗﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺑﻨﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮﺓ، ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ .
ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻨﺪ ﻛﻮﺯﺭ :
ﺣﺎﻭﻝ ﻛﻮﺯﺭ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻥ ﻳﻮﻟﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﺮﻱ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻛﻤﺎﺭﻛﺲ ﻭﺩﻫﺮﻧﺪﺭﻭﻑ ﻭﺩﺍﻓﻴﺪ ﻟﻮﻛﻮﺩ ﻭﺟﻮﺭﺝ ﺳﻴﻤﻞ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻌﺒﻪ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺗﻮّﻟﺪ ﺍﻟﺼﺮ ﺍﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﺳﺘﻤﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﻮﺭﺝ ﺳﻴﻤﻞ ﻭﺍﻟﻴﺖ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻲ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺠﻤﻌﻬﻢ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻃﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .
ﻭﻳﺮﻯ ﻛﻮﺯﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻢ ﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ ": ﺑﻞ ﺻﺮﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻮﺳﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﺭﻋﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺮﻏﻮﺑﺔ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﺗﺤﻴﻴﺪ ﻭﺍﻳﺬﺍﺀ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺔ ." ( 3 )
ﻭﻋﻤّﺎ ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺩﻭﻥ ﺍﻳﺬﺍﺀ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ .
2-2-3 - ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻋﻨﺪ ﻛﻮﺯﺭ : ﻳﺼﻨﻒ ﻛﻮﺯﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻧﺘﻈﺎﻣﻪ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻱ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ، ﺍﻻﻭﻝ ﻣﺼﺎﻍ ﺻﻮﻏﺎً ﻧﻈﺎﻣﻴﺎً، ﻳﺘﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﻭﻳﻮﺯﻋﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ . ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺎﻍ ﺻﻮﻏﺎً ﻧﻈﺎﻣﻴﺎً، ﻭﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮّﻕ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﻋﻦ ﺁﺩﺍﺀ ﻭﻇﺎﺋﻔﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ . ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻧﺠﺪﻩ ﻣﺘﺄﺭﺍً ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺳﻮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ، ﻭﺭﺍﻯ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻼﻋﻀﺎﺀ ﻭﺍﻋﺎﺩﺓ ﺍﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺿﺒﻂ ﺗﻮﺍﺯﻧﻪ .
- ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ : ﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻃﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺗﺘﺤﺪﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﺗﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻡ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﺻﺮﺍﻋﺎً ﻋﻘﻼﻧﻴﺎً ﻣﻨﻈﻤﺎً، ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﻴﻦ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ
- ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ : ﻳُﻌﺒّﺮ ﺍﻟﺼﺮ ﺍﻉ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ، ﺍﻭ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺓ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺣﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻻﻫﺪﺍﻑ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳُﻔﺴّﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻃﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻼﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ .
- ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ : ﻳﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻣﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﺃﻭ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﺎﻋﺘﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻻﺛﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ، ﺃﻱ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﺮﺟﻴﺔ .
- ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ : ﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﻛﻮﺯﺭ ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺑﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﻭﺗﺤﻠﻴﻼﺕ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻲ ﻭﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ، ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﺮﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻳﻌﻜﺲ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻭﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﺴﻖ .
ﺍﻟﻔﺮﻳﺪ ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ ( 1923_1848
ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ : ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ .
ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ : ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ )) ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .((
ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ : ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ، ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﻜﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ ﺍﻻﻣﻮﺭ ،ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩﺓ،ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻓﺎﻟﺘﻐﻴﺮ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻘﻠﺔ،ﻭﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﺩﻭﺭﺓ ،ﻳﺴﺘﺒﺪﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻤﻦ ﻫﻢ ﺧﺎﺭﺟﻪ ﻓﺘﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ . ﻭﻛﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻧﻪ ﻧﺴﻖ ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻮﺍﺯﻥ، ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﺘﺮﺍﺑﻄﺔ ﻣﺘﺴﺎﻧﺪﺓ .
ﺟﻮﺭﺝ ﺯﻳﻤﻞ ( 1918_1858 )
ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻭﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺔ ﻭﺩﺭﺍﺳﺎﺗﻬﻢ ﻻﺻﻞ ﻭﺍﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻧﻮﺍﻋﻪ ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ( ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ) ﻧﺠﺪ ﻛﻮﺯﺭ ﻗﺪ ﺳﻌﻰ ﻓﻲ ﻃﺮﻭﺣﺎﺗﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺑﻨﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮﺓ، ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ .
ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻨﺪ ﻛﻮﺯﺭ :
ﺣﺎﻭﻝ ﻛﻮﺯﺭ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻥ ﻳﻮﻟﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﺮﻱ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻛﻤﺎﺭﻛﺲ ﻭﺩﻫﺮﻧﺪﺭﻭﻑ ﻭﺩﺍﻓﻴﺪ ﻟﻮﻛﻮﺩ ﻭﺟﻮﺭﺝ ﺳﻴﻤﻞ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻌﺒﻪ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺗﻮّﻟﺪ ﺍﻟﺼﺮ ﺍﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﺳﺘﻤﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﻮﺭﺝ ﺳﻴﻤﻞ ﻭﺍﻟﻴﺖ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻲ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺠﻤﻌﻬﻢ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻃﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .
ﻭﻳﺮﻯ ﻛﻮﺯﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻢ ﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ ": ﺑﻞ ﺻﺮﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻮﺳﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﺭﻋﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺮﻏﻮﺑﺔ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﺗﺤﻴﻴﺪ ﻭﺍﻳﺬﺍﺀ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺔ ." ( 3 )
ﻭﻋﻤّﺎ ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺩﻭﻥ ﺍﻳﺬﺍﺀ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ .
2-2-3 - ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻋﻨﺪ ﻛﻮﺯﺭ : ﻳﺼﻨﻒ ﻛﻮﺯﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻧﺘﻈﺎﻣﻪ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻱ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ، ﺍﻻﻭﻝ ﻣﺼﺎﻍ ﺻﻮﻏﺎً ﻧﻈﺎﻣﻴﺎً، ﻳﺘﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﻭﻳﻮﺯﻋﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ . ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺎﻍ ﺻﻮﻏﺎً ﻧﻈﺎﻣﻴﺎً، ﻭﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮّﻕ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﻋﻦ ﺁﺩﺍﺀ ﻭﻇﺎﺋﻔﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ . ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻧﺠﺪﻩ ﻣﺘﺄﺭﺍً ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺳﻮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ، ﻭﺭﺍﻯ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻼﻋﻀﺎﺀ ﻭﺍﻋﺎﺩﺓ ﺍﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺿﺒﻂ ﺗﻮﺍﺯﻧﻪ .
- ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ : ﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻃﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺗﺘﺤﺪﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﺗﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻡ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﺻﺮﺍﻋﺎً ﻋﻘﻼﻧﻴﺎً ﻣﻨﻈﻤﺎً، ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﻴﻦ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ
- ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ : ﻳُﻌﺒّﺮ ﺍﻟﺼﺮ ﺍﻉ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ، ﺍﻭ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺓ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺣﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻻﻫﺪﺍﻑ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳُﻔﺴّﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻃﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻼﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ .
- ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ : ﻳﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻣﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﺃﻭ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﺎﻋﺘﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻻﺛﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ، ﺃﻱ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﺮﺟﻴﺔ .
- ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ : ﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﻛﻮﺯﺭ ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺑﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﻭﺗﺤﻠﻴﻼﺕ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻲ ﻭﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ، ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﺮﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻳﻌﻜﺲ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻭﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﺴﻖ .
ﺍﻟﻔﺮﻳﺪ ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ ( 1923_1848
ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ : ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ .
ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ : ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ )) ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .((
ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ : ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ، ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﻜﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ ﺍﻻﻣﻮﺭ ،ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩﺓ،ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻓﺎﻟﺘﻐﻴﺮ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻘﻠﺔ،ﻭﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﺩﻭﺭﺓ ،ﻳﺴﺘﺒﺪﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻤﻦ ﻫﻢ ﺧﺎﺭﺟﻪ ﻓﺘﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ . ﻭﻛﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻧﻪ ﻧﺴﻖ ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻮﺍﺯﻥ، ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﺘﺮﺍﺑﻄﺔ ﻣﺘﺴﺎﻧﺪﺓ .
ﺟﻮﺭﺝ ﺯﻳﻤﻞ ( 1918_1858 )
ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ