.
ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ : ﺍﻫﺘﻢ ﺯﻳﻤﻞ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻟﻴﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﻭﺻﻮﺭ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ . ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻛﻤﻀﻤﻮﻥ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ " ﺍﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ " ﺍﻭ ﺍﺳﺮﻳﺎ " ﻓﺎﻥ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﺘﻤﺎﺛﻠﺔ . ﻓﺄﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺻﺮﺍﻋﻴﺎ " ﺍﻭ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺎ " ﺍﻭ ﺗﻌﺎﻭﻧﻴﺎ " ﻭﻫﻜﺬﺍ ....
ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ : ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ، ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻫﻲ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .... ﻓﺎﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﺜﻼ " ﻳﻘﻮﻱ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ....
ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ :
ـ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺝﻱ : ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻭﺟﻬﺎً ﻟﻮﺟﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺿﻴﻖ .
ـ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﻭﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺝﻱ : ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ .
ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ .
ﺭﻳﻤﻮﻥ ﺑﻮﺩﻥ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴـﺔ ﺍﻟﻤﻤﻨﻬﺠـﺔ L'individualisme Méthodologique
ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ :
ﺃﻛﺪ ﺑﻮﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻋﻦ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﺭﺑﺘﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭ ﺗﺠﺬﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﺇﺫ ﻳﻌﻴﺪﻫﺎ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻛﻞ ﻣﻦ " ﻣﺎﻛﺲ ﻓﻴﺒﺮ " ﻭ " ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ " ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻔﻴﺒﺮﻱ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻟﻸﻓﻌﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ( ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ،ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ،ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ،ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ،ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﺍﻟﻐﺎﺋﻲ ) ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ .
ﺑﻞ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻮﻥ ﺑﺮﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﻧﻴﺔ L'approche holistique ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺍﻻ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻧﻘﻄﺔ ﻋﺒﻮﺭ ﻟﻸﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺤﺪﺩ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻋﺒﺮ ﻣﺤﻴﻄﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ .Boudon
ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺮﺿﻪ ﻟﻤﺎ ﺍﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ " ﺗﻮﻛﻔﻴﻞ " Tocqueville ﺑﻨﺘﺎﺝ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻭﻛﺬﺍ ﻛﺘﺪﻋﻴﻢ ﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻌﻴﺎﺭﻳﺎ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ " ﺩﻭﺭﻛﺎﻳﻢ " ﺍﻭ ﻣﺎ ﻃﺮﺣﻪ " ﻣﺎﺭﻛﺲ " ﺣـﻮﻝ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻻﻧﻌﺰﺍﻝ ﺍﻷﻓـﺮﺍﺩ .
ﻟﻨﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﻮﺩﻭﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻧـﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﻛﺄﺳﺎﺱ ﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺪﻯ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻘـﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﻭﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺝﻳﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ،ﺍﻟﻤـﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻩ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺗﻬﻢ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﺴﺎﻟـﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴﺔ 1.
ﺩﻻﻻﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ :
-1 ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻛﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ : ﺇﻥ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ﻫﻮ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻣﺴﺖ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﻧﻤﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻤﻴﺰﺍ ﻋﻦ ﺫﻱ ﻗﺒﻞ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺳﻴﺪﺍ ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ 2
-2 ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻛﻘﻀﻴﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ : ﺭﻛﺰ ﺑﻮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ﺃ ) - ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ،ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺗﺤﻠﻴﻼ ﻣﺎﻛﺮﻭﺳﻮﺳﻴﻮﻟﺠﻴﺎ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﺘﻐﻴﺮ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪ ﻳﻨﺘﺠﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻻ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺩﻭﺭﻛﺎﻳﻢ .
ﺏ ) - ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺗﻜﻤﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻮﺩﻭﻥ ﻓﻲ ..." ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻻﺕ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﺮﺍﺩﻳﻘﻢ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﻤﻂ ﺃﻭ ﺷﺒﻪ ﻧﻤﻂ ﻣﻤﺜﻞ ﻟﺒﻨﻴﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺗﻨﻤﻮﺍ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻨﻔﺴﺮ " ﺑﻤﻌﻨﻰ
ﺃﻥ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﻴﻦ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻔﺎﻋﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ 1
ﺝ ) - ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ...": ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻨﻬﺞ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﻧﺴﻖ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻪ ... ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺘﻨﻌﺎ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﺪﺭﺱ ﺗﺠﻤﻌﺎ ( ﻃﺒﻘﺔ،ﺟﻤﺎﻋﺔ، ﺍﻣﺔ ... ) ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺒﻂ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ... ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺘﻨﻌﺎ ﺑﺠﻬﺪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﻖ 2"...
ﻭﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ " La logique du social " ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
- ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻫﻮ ﺫﺭﺓ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ L'atome logique ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ .
- ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻫﻮ ﻋﺎﺩﺓ ﻧﻮﻉ ﻣﻌﻘﺪ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻘﻂ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻧﻤﺎﻁ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ . ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ pareto .
- ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻣﺪﺭﺟﻮﻥ ﻓﻲ ﻧﻈﻢ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺑﻨﻴﺔ ﺛﺎﺑـﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ 3.
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﻳﻦ ﻋﻤﺎ ﻳﻄﺮﺃ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻣﻦ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺳﻴﻦ :
- ﺃﻧﻬﺎ ﻧﺘﺎﺝ ﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﻣﻮﺍﻗﻒ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭ ﺳﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻛﺄﺳﺎﺱ ﺃﻭﻝ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺮﺍﺩﻳﻘﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ .
- ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ،ﺃﻱ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﻣﺎﻛﺲ ﻓﻴﺒﺮ ﺑﺎﻟﻔﻬﻢ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻓﻬﻢ ﺳﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻗﺼﺪ ﻓﻬﻢ ﺧﻔﺎﻳﺎ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺔ ﻓﻴﻪ،ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺿﻐﻮ
ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ : ﺍﻫﺘﻢ ﺯﻳﻤﻞ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻟﻴﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﻭﺻﻮﺭ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ . ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻛﻤﻀﻤﻮﻥ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ " ﺍﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ " ﺍﻭ ﺍﺳﺮﻳﺎ " ﻓﺎﻥ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﺘﻤﺎﺛﻠﺔ . ﻓﺄﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺻﺮﺍﻋﻴﺎ " ﺍﻭ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺎ " ﺍﻭ ﺗﻌﺎﻭﻧﻴﺎ " ﻭﻫﻜﺬﺍ ....
ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ : ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ، ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻫﻲ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .... ﻓﺎﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﺜﻼ " ﻳﻘﻮﻱ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ....
ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ :
ـ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺝﻱ : ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻭﺟﻬﺎً ﻟﻮﺟﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺿﻴﻖ .
ـ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﻭﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺝﻱ : ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ .
ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ .
ﺭﻳﻤﻮﻥ ﺑﻮﺩﻥ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴـﺔ ﺍﻟﻤﻤﻨﻬﺠـﺔ L'individualisme Méthodologique
ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ :
ﺃﻛﺪ ﺑﻮﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻋﻦ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﺭﺑﺘﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭ ﺗﺠﺬﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﺇﺫ ﻳﻌﻴﺪﻫﺎ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻛﻞ ﻣﻦ " ﻣﺎﻛﺲ ﻓﻴﺒﺮ " ﻭ " ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ " ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻔﻴﺒﺮﻱ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻟﻸﻓﻌﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ( ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ،ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ،ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ،ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ،ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﺍﻟﻐﺎﺋﻲ ) ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ .
ﺑﻞ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻮﻥ ﺑﺮﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﻧﻴﺔ L'approche holistique ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺍﻻ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻧﻘﻄﺔ ﻋﺒﻮﺭ ﻟﻸﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺤﺪﺩ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻋﺒﺮ ﻣﺤﻴﻄﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ .Boudon
ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺮﺿﻪ ﻟﻤﺎ ﺍﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ " ﺗﻮﻛﻔﻴﻞ " Tocqueville ﺑﻨﺘﺎﺝ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻭﻛﺬﺍ ﻛﺘﺪﻋﻴﻢ ﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻌﻴﺎﺭﻳﺎ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ " ﺩﻭﺭﻛﺎﻳﻢ " ﺍﻭ ﻣﺎ ﻃﺮﺣﻪ " ﻣﺎﺭﻛﺲ " ﺣـﻮﻝ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻻﻧﻌﺰﺍﻝ ﺍﻷﻓـﺮﺍﺩ .
ﻟﻨﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﻮﺩﻭﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻧـﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﻛﺄﺳﺎﺱ ﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺪﻯ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻘـﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﻭﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺝﻳﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ،ﺍﻟﻤـﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻩ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺗﻬﻢ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﺴﺎﻟـﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴﺔ 1.
ﺩﻻﻻﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ :
-1 ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻛﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ : ﺇﻥ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ﻫﻮ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻣﺴﺖ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﻧﻤﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻤﻴﺰﺍ ﻋﻦ ﺫﻱ ﻗﺒﻞ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺳﻴﺪﺍ ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ 2
-2 ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻛﻘﻀﻴﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ : ﺭﻛﺰ ﺑﻮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ﺃ ) - ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ،ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺗﺤﻠﻴﻼ ﻣﺎﻛﺮﻭﺳﻮﺳﻴﻮﻟﺠﻴﺎ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﺘﻐﻴﺮ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪ ﻳﻨﺘﺠﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻻ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺩﻭﺭﻛﺎﻳﻢ .
ﺏ ) - ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺗﻜﻤﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻮﺩﻭﻥ ﻓﻲ ..." ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻻﺕ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﺮﺍﺩﻳﻘﻢ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﻤﻂ ﺃﻭ ﺷﺒﻪ ﻧﻤﻂ ﻣﻤﺜﻞ ﻟﺒﻨﻴﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺗﻨﻤﻮﺍ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻨﻔﺴﺮ " ﺑﻤﻌﻨﻰ
ﺃﻥ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﻴﻦ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻔﺎﻋﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ 1
ﺝ ) - ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ...": ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻨﻬﺞ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﻧﺴﻖ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻪ ... ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺘﻨﻌﺎ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﺪﺭﺱ ﺗﺠﻤﻌﺎ ( ﻃﺒﻘﺔ،ﺟﻤﺎﻋﺔ، ﺍﻣﺔ ... ) ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺒﻂ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ... ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺘﻨﻌﺎ ﺑﺠﻬﺪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﻖ 2"...
ﻭﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ " La logique du social " ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
- ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻫﻮ ﺫﺭﺓ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ L'atome logique ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ .
- ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻫﻮ ﻋﺎﺩﺓ ﻧﻮﻉ ﻣﻌﻘﺪ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻘﻂ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻧﻤﺎﻁ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ . ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ pareto .
- ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻣﺪﺭﺟﻮﻥ ﻓﻲ ﻧﻈﻢ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺑﻨﻴﺔ ﺛﺎﺑـﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ 3.
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﻳﻦ ﻋﻤﺎ ﻳﻄﺮﺃ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻣﻦ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺳﻴﻦ :
- ﺃﻧﻬﺎ ﻧﺘﺎﺝ ﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﻣﻮﺍﻗﻒ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭ ﺳﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻛﺄﺳﺎﺱ ﺃﻭﻝ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺮﺍﺩﻳﻘﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ .
- ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ،ﺃﻱ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﻣﺎﻛﺲ ﻓﻴﺒﺮ ﺑﺎﻟﻔﻬﻢ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻓﻬﻢ ﺳﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻗﺼﺪ ﻓﻬﻢ ﺧﻔﺎﻳﺎ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺔ ﻓﻴﻪ،ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺿﻐﻮ