✍️ [ليلة.. في أبي الظهور]
أظلم الليلُ فانطلقَ بيكابنا العسكري مسرعًا؛ يلاحق جزءا من شعاع الشمس المتبقي لنرى على إثره الطريق حيث لا يمكن إشعال ضوء السيارة، فبين نور الشعاع المتبقي بعد الغروب ومراقبة الطائرات التي تملأ السماء إزعاجا ورُعبا.. تنطلق آليات المجاهدين لتسد ثغور الرباط بصمت.
تحدثنا في الطريق كم قُتل من شباب المجاهدين الأبطال آساد هيئة #تحرير_الشام وهم في طريقهم إلى الرباط والغزو.. فالطريق أصعب من الغزو ذاته، وليس الخبر كالمعاينة، ففي ضربةٍ واحدة قُتل عشرة إخوة ولم يسلم إلا الحادي عشر منهم مبتور القدم، وفي ضربةٍ أخرى ارتقى 9، وضرباتٌ كثر.. تؤلم، لكنها لا تجعلنا نحني رؤوسنا لعدونا فنوقف جهادنا وغزونا..
سألَ أحد المجاهدين في الطريق: هل تُرى لنا أجر كأجر الصحابة ونحن لم نر النبي ولكنا صدقنا بالله وجاهدنا في سبيله رغم ما نعانيه من بلاء ولأواء؟!
فأجاب شيخنا أبو عزام رفيق الرباط بحديث أبي ثعلة الخشني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ("إنَّ من ورائِكم أيامَ الصبر، الصبرُ فيه مثلُ قبضٍ على الجَمْر، للعامل فيهم مثلُ أجر خمسينَ رجلاً يعملون مثلَ عمله" قال: يا رسول الله: أجرُ خمسين منهم؟ قال: "أجرُ خمسين منكم") [حديث حسن].
الطائرة تحوم فوق السيارة، كأنها دليل طريق!
وبيكابٌ محترق في هذا الطريق من قصف همجي.. يدلك على صعوبة الموقف!
وجنبات الطريق تشهد كم هي شديدة قصوفات الطيران النصيري - الروسي، إلا من عمر الإيمان قلبه فيراهم كالذر.. لقد كانت كثيرا من أجزاء الطريق أكواما متناثرة من الحجارة، ولك أن تتخيل الموقف!
بلغنا نقطة الرباط..
أين الدشم؟ من ميمتنما؟ والميسرة؟ والعدو أين موقعه؟ وماذا معنا من سلاح؟!
الحقيقة كانت مرة: أنتم هنا تتنتظرون العدو أن يأتيكم من عدة جهات -وقد يأتيكم تسللا من خلفكم!- وليس لكم إلا أن تصبروا وتعلموا أن الله أعد للمجاهد مئة درجة بين الدرجة والأخرى كما بين السماء والأرض..
لا دشم، لا طعام كافٍ، لا سلاح نوعي إلا بعض "روسيات" و"قاذف" و"BKC" يتعطل مع أول زخات للمطر!
لكن؛؛ يحمل هذا السلاح رجالٌ ليسوا كالرجال.. إنهم أسود الجهاد، وفرسان الشهادة، هذا من دير الزور، وذاك من حلب، وثالث من إدلب، ورابع مهاجر، وخامس شرعي، وسادس إداري.. اجتمعوا في صد هذه الهجمة البربرية، ولسان حالهم: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
أصوات القصف تستقبلكَ من بعيد، ولا يفصل بينك وبين العدو في المشاهدة المرئية سوى قرابة نصف كيلو فقط، سهلٌ ممتد، لو أراد أن يقطعها بعربة مصفحة فربما يصلك بدقيقتين، وعليك أن تثبت وتصبر وتقاتل عدوك ولو بيديك.. حتى يفتح الله عليك.
ما إن توسط الليل حتى كان اجتماع المطر بزخاته الشديدة، والقصف الذي لم ينقطع منذ وصلنا ولا حتى دقيقة!
فاغتسلنا بماء السماء، وابتلت الثياب، وصلينا مضطجعين وقعودا، وقلما صلى أحد وقوفا؛ فالمشهد مهيب، والقصف شديد، والثقة بالله لا تزعزعها طائرات الروس ولا دبابات المجوس..
استمر المرابطون يرقبونَ الليلَ أن ينقضي ليروا عدوهم فيكمنوا له بصورة أفضل، أو يرقبون العدو أن يُقبل فيستيعنوا بالله عليه، ولا أنسى قولةِ الهزبر أبي صدام: "نفسي يجي الجيش والله لنوريه" :)، وهذا ليس من تمني لقاء العدو طبعا بل من تمني النكاية فيه، وهي نية محمودة تشجيعا للناس وترغيبا بما عند الله من الأجر.
مضينا بعد الفجر، واستمر أهل الرباط في ثغورهم، رغم امتلاء ثيابهم ماء، وسلاحهم طينا، وقلوبهم يقينا..
فهنا يظهر الرجال وأشباههم، والله يعرف من ضحى وبذل وصابر واحتسب، ومن باع وخان..
"كتبه أحد الإخوة المجاهدين محتسبًا"..
أظلم الليلُ فانطلقَ بيكابنا العسكري مسرعًا؛ يلاحق جزءا من شعاع الشمس المتبقي لنرى على إثره الطريق حيث لا يمكن إشعال ضوء السيارة، فبين نور الشعاع المتبقي بعد الغروب ومراقبة الطائرات التي تملأ السماء إزعاجا ورُعبا.. تنطلق آليات المجاهدين لتسد ثغور الرباط بصمت.
تحدثنا في الطريق كم قُتل من شباب المجاهدين الأبطال آساد هيئة #تحرير_الشام وهم في طريقهم إلى الرباط والغزو.. فالطريق أصعب من الغزو ذاته، وليس الخبر كالمعاينة، ففي ضربةٍ واحدة قُتل عشرة إخوة ولم يسلم إلا الحادي عشر منهم مبتور القدم، وفي ضربةٍ أخرى ارتقى 9، وضرباتٌ كثر.. تؤلم، لكنها لا تجعلنا نحني رؤوسنا لعدونا فنوقف جهادنا وغزونا..
سألَ أحد المجاهدين في الطريق: هل تُرى لنا أجر كأجر الصحابة ونحن لم نر النبي ولكنا صدقنا بالله وجاهدنا في سبيله رغم ما نعانيه من بلاء ولأواء؟!
فأجاب شيخنا أبو عزام رفيق الرباط بحديث أبي ثعلة الخشني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ("إنَّ من ورائِكم أيامَ الصبر، الصبرُ فيه مثلُ قبضٍ على الجَمْر، للعامل فيهم مثلُ أجر خمسينَ رجلاً يعملون مثلَ عمله" قال: يا رسول الله: أجرُ خمسين منهم؟ قال: "أجرُ خمسين منكم") [حديث حسن].
الطائرة تحوم فوق السيارة، كأنها دليل طريق!
وبيكابٌ محترق في هذا الطريق من قصف همجي.. يدلك على صعوبة الموقف!
وجنبات الطريق تشهد كم هي شديدة قصوفات الطيران النصيري - الروسي، إلا من عمر الإيمان قلبه فيراهم كالذر.. لقد كانت كثيرا من أجزاء الطريق أكواما متناثرة من الحجارة، ولك أن تتخيل الموقف!
بلغنا نقطة الرباط..
أين الدشم؟ من ميمتنما؟ والميسرة؟ والعدو أين موقعه؟ وماذا معنا من سلاح؟!
الحقيقة كانت مرة: أنتم هنا تتنتظرون العدو أن يأتيكم من عدة جهات -وقد يأتيكم تسللا من خلفكم!- وليس لكم إلا أن تصبروا وتعلموا أن الله أعد للمجاهد مئة درجة بين الدرجة والأخرى كما بين السماء والأرض..
لا دشم، لا طعام كافٍ، لا سلاح نوعي إلا بعض "روسيات" و"قاذف" و"BKC" يتعطل مع أول زخات للمطر!
لكن؛؛ يحمل هذا السلاح رجالٌ ليسوا كالرجال.. إنهم أسود الجهاد، وفرسان الشهادة، هذا من دير الزور، وذاك من حلب، وثالث من إدلب، ورابع مهاجر، وخامس شرعي، وسادس إداري.. اجتمعوا في صد هذه الهجمة البربرية، ولسان حالهم: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
أصوات القصف تستقبلكَ من بعيد، ولا يفصل بينك وبين العدو في المشاهدة المرئية سوى قرابة نصف كيلو فقط، سهلٌ ممتد، لو أراد أن يقطعها بعربة مصفحة فربما يصلك بدقيقتين، وعليك أن تثبت وتصبر وتقاتل عدوك ولو بيديك.. حتى يفتح الله عليك.
ما إن توسط الليل حتى كان اجتماع المطر بزخاته الشديدة، والقصف الذي لم ينقطع منذ وصلنا ولا حتى دقيقة!
فاغتسلنا بماء السماء، وابتلت الثياب، وصلينا مضطجعين وقعودا، وقلما صلى أحد وقوفا؛ فالمشهد مهيب، والقصف شديد، والثقة بالله لا تزعزعها طائرات الروس ولا دبابات المجوس..
استمر المرابطون يرقبونَ الليلَ أن ينقضي ليروا عدوهم فيكمنوا له بصورة أفضل، أو يرقبون العدو أن يُقبل فيستيعنوا بالله عليه، ولا أنسى قولةِ الهزبر أبي صدام: "نفسي يجي الجيش والله لنوريه" :)، وهذا ليس من تمني لقاء العدو طبعا بل من تمني النكاية فيه، وهي نية محمودة تشجيعا للناس وترغيبا بما عند الله من الأجر.
مضينا بعد الفجر، واستمر أهل الرباط في ثغورهم، رغم امتلاء ثيابهم ماء، وسلاحهم طينا، وقلوبهم يقينا..
فهنا يظهر الرجال وأشباههم، والله يعرف من ضحى وبذل وصابر واحتسب، ومن باع وخان..
"كتبه أحد الإخوة المجاهدين محتسبًا"..