أيها الأزواج والزوجات: ليحافظ كل منكم على حسن الصحبة، وليتدرع بالصبر والتحمل، لما قد يصدر من صاحبه، وليتصف بحسن الخلق والمعاشرة الحسنة، واستجلاب المودة،
وإن رأى مايكره من سوء خلق صاحبه أو شذوذ في معاملته فليقابل ذلك بالحلم والصبر، والكلمات الطيبة، والعبارات اللطيفة، حتى يهدأ قبيله، وينقطع قبله، ويعود إليه رشده وصوابه،
فإنه متى قوبل باللطف واللين، لابد أن يندم ويعتذر، ويعترف بالفضل لصاحبه.
واعلموا أن لكل واحد من الزوجين حقوقًا على الآخر فيجب القيام بها على وجهها، وقد قال سبحانه: *{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}*[النساء:19]،
وقال سبحانه: *{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}*[البقرة:228].
فليعرف كل واحد حق صاحبه، ويلتزم بالقيام به لتدوم المحبة والمودة، وتتم السعادة المنزلية، وتقوى الروابط الأسرية، والوشائج العائلية،
فقد روى الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللهﷺ: *((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم))*([1]).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
*{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)}*[فصلت].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه الكريم، وبسنة سيد المرسلين،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب،
فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
(أول) الْخُطْبَةُ الثَّانِيَــــــــةُ🌹
الحمد لله ذي الفضل والإحسان، والعطاء والامتنان،
أحمده سبحانه وأشكره على آلائه،
*وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له*،
*وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله*، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.
_أَمَّـــا بَعْــــدُ:_
فاتقوا الله عباد الله،
وتخلقوا بأخلاق القرآن الكريم، وتأدبوا بآدابه،
فإن الله أثنى على نبيه محمدﷺ بحسن الخلق، فقال سبحانه: *{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}*[القلم:4]،
وقد كان ﷺ خلقه القرآن يتأدب بآدابه، ويعمل بأوامره، وينتهي عن نواهيه،
فكان عليه الصلاة والسلام هو القمة في حسن الخلق، وهو الغاية في حسن الأدب، والسمت والحلم والصبر،
فاقتدوا به، وسيروا على نهجه، تحصل لكم سعادة الدنيا والآخرة.
واعلموا أنه لايتم حسن الخلق للعبد حتى يوطن نفسه على التغاضي وعدم العتاب عن بعض الأمور،
فإن نبيناﷺ أرشدنا إلى ذلك، فقال ﷺ: *((لا يفرك مؤمن مؤمنة - أي: لايبغض مؤمن مؤمنة - إن كره منها خلقًا رضي منها آخر))*([2])،
فأمر بالإغضاء عن بعض مافيها من العيوب، وأن يكون نظره إلى مافيها من المحاسن والصفات الطيبة،
ويجعل هذا في مقابل هذا، فبذلك تدوم الصحبة الزوجية وتتم العلاقة الطيبة والصفاء والوئام، ويقل النزاع والخلاف والخصام.
📜وهذا الحديث قاعدة جليلة، ومنهج قويم ينبغي لكل أحد أن ينهجه، ويتصف به،
مع كل أحد: مع زوجته، ومع والديه وأولاده، وأصدقائه وزملائه، وأقاربه، وجيرانه، ورؤسائه، ومرؤوسيه،
فإذا رأى مايكره من أحد منهم، فليتذكر محاسنه، ومافيه من خصال حميدة،
فإذا فعل ذلك قل عتابه ودامت الصحبة،
ويكون قد اتصف بحسن الخلق الذي قال فيه ﷺ: *((وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة الصائم القائم))*([3])...
﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ﹏
([1]) رواه الترمذي في كتاب الرضاع رقم (1162).
([2]) رواه مسلم في كتاب الرضاع رقم (1469).
([3]) رواه الترمذي في كتاب البر والصلة رقم (2003).
~ৡ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ﹏﹏﹏﹏﹏ৡ~
.
ৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡ
*🌐⇲ تَـــابِــعــــون ⇲*َ
*📖مٌلُتْقًى الٌُخطِبّ الُمٌكِتْوَبّةِ📖*
*🌐⇲مجموعتنا علـى الوتس📥*
🖇https://chat.whatsapp.com/KvwiHqPWnst40SNrUL0cES
*🌐⇲ قناتنا ⇲على التليجرام 📥*
🖇https://goo.gl/x4rkAn
*🌐⇲ قناتنا ⇲ ْعلىَ الفيسبوك 📥*
🖇
https://m.facebook.com/hat2222/ৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡ