" صمود "
ذاتَ يومً في الصباح البارد والنسيم العليل الذي يصفع وجهي لتُحمر وجنتاي ، والثلوج المُتناثرة على الأرض تلتصق بحافة حِذائي ، كُنت أسير في طريقي ذهاباً إلى المدرسة كانت الطُرقات خالية من الناس وهناك القليل منهم من يعمل ومن يأخذ الفطور ،
إلا ما جذبني في زاوية ذلكَ الشارع المرأة التي تضع طفلها بحضنها وتحتويه بين ذراعيها وكأنها تصنع من نفسها مأوى يأوية من البرد ، تقدمت إليها بِضعة خطوات حتى تقرفصت أمامها لاتحدث:
سيدتي هل أنتِ بحاجة للمساعدة؟
نضرت لي كانت نضرتها تطلب المساعدة وبجدارة لكنها رفضت وشكرتني وكأنها لا تحتاج لأي شيءٍ ، لكنها طلبت شيءً واحداً فقط هو أن أساعد طفلها بأي طريقة وبأبسط الأشياء
نَضرت له ورأيته متكور بين ذراعي والدتة ونسمات البرد تجعل من عيونةِ تدمع
خلعت معطفي واعطيتها إليها وضعته على كتفيها لترتديه فرفضت وازالته
حتى ذا بها تلبسة لطفلها ،
حينها عَلمت أنها تكابر وتصمد أمام طفلها فقط ، هي ترتجف بداخلها لكنها تبدوا راسخة أمام نصرات طفلها فقط لتبعث الأطمئنان لهُ ، هي فضلت أن تحمي طفلها من صفعات البرد القاسية على أن تحمي ذاتها ،
هنا الصمود يكمن عند الأم لأبنها وماهي إلا جناحاً جرح وخدش كثيراً لكنها مازالت تحمي أطفالها تحتة .
#يوڤي