حين يحدثنا بفصاحة الشيخ العارف وأدب الداعية الحكيم وشفقة المجاهد المعايش! فيؤكد أن من الأمانة حفظ الأسرار، ف
لا يكتم السر إلا ذي ثقة ..... والسر عند خيار الناس مكتومُ
فالسر عندي في بيت له غلق .... ضاعت مفاتيحه , والباب مختومُ
ومستودعي سراً تضمنت سره .... فأودعته من مستقر الحشا قبرا
ولكنني أُخفيه عني كأنني .... من الدهر يوماً ما أحطت به خُبرا
وما السر في قلبي كميت في حفرة ..... لأني أرى المدفون ينتظر النشرا
لم يكتفي الإصدار بعرض مصيبة الاستهانة في كشف أسرار المجاهدين ومعلوماتهم ولكن أثار مصيبة أخرى هي خطر الجوال أو الهاتف المحمول الذي يعد أخطر جاسوس يتربص بحامله الدوائر، وأي داوئر إنها دوائر السوء ويا له من خطر.
ثم استوقفني حديث الشيخ قاسم حفظه الله، استوقفني كثيرا، حين أثار نقطة خطيرة جدا،
لقد لفت الانتباه لاجتهادات المجاهدين الإعلاميين على الشبكة وهي خاطئة!
حين يجتمع المجاهدون في منتديات أو غرف دردشة ليس للعمل بل لطرح رؤية العمل ونقاشات تمس مباشرة بالعمل الجهادي على الأرض!
إنها مصيبة أن نستأمن هذه الغرف وهذه المساحات لنبث العدو أفكارنا وخططنا وكأننا صفحة مفتوحة يقرأ منها ما يشاء.
كما سلط المعلم الأمير الضوء على عدم استهداف الأعداء للمجاهد الذي يعد كنز معلومات ومصدرا للأخبار لا غنى لهم عنه، وإن كان الصادق والمثابر في جهاده. فهذا مكر عظيم وجب التنبه له.
ثم تلك الإحصائيات التي عرضها الإصدار بصراحة قاتلة!
فمجرد كلمات وعبارات قد تبدو عادية بسيطة، راح ضحيتها مئات من خيرة رجالات هذه الأمة!
ولم يعرضها الإصدار عبثا..
فهذا فلان الفلاني!
أو سأخبرك ولكن لا تخبر أحدا،
أو أي سؤال يبحث عن أي معلومة تدل على سيارة أو موقع أو ما يوصل لفلان المجاهد أو ذكر الموعد أو التخطيط والمقابلة وغيره، حتى زف البشرى بهجوم أو غزوة أو عملية لإخوانك! كل هذه من الأسئلة المؤلوفة في المضافات واللقاءت الدافئة بين المجاهدين، في الاتصالات الهاتفية وفي كل مكان يلتقي فيه اثنان أو أكثر!
في الواقع هنا مشكلتنا في قاعدة نبوية لا نحسن استيعابها وإن كانت واضحة، ألا وهي (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، فإن لم تكن هذه رادعة لك ولسائلك فاعلم أنك في خطر أيها المجاهد.
لقد نبه الإصدار على ضرورة إنكار المنكر وكف الألسن التي تثرثر حين يصادفها المجاهد، وهذا ليس أمرا اختيارايا بل واجب.
نعم مهم جدا أن نسلط الضوء على عيوبنا وعلى أخطائنا وأن نجتهد في مساعدة إخواننا على التزام الانضباط وحفظ اللسان، وإلا كيف سيمكننا أن نصد حجم الخطر الذي يتربص بنا من خلال ضعفنا نحن معا!
ثم نشر الإصدار تعميما للإخوة المجاهدين في جزيرة العرب وهو في الحقيقة لكل المجاهدين العاملين في هذه الأمة لو كنا نفقه! فالتوقف عن استئمان الهاتف أو الكشف عن المعلومات هذه تربية جهادية لكل مرابط على ثغره، ومن استعمل يوما الأنترنت أو الهاتف فليكن لعمله أو لهدف محدد لا يقدم معلومة ولا يكشف سرا من خلاله!
وأود الإشارة إلى أن هذه التعليمات التي عرضها البيان، تأتي بعد أن لاحظت القيادة عواقب الاستهانة في نقل المعلومة والتساهل بأمنيات وحركات المجاهدين في وسط معقد للعمل الجهادي كاليمن.
وقد شهدنا على تشديد من هذا القبيل في ساحة الصومال، وإن كان بعض المجاهدين يستنكر هذه الخطوات وينتقدها فإنها قد حفظت للحركة الجهادية الكثير من أرواح رجالاتها، وقد انتشرت ثقافة أمنيات الهاتف والاتصالات بشكل مكثف بين صفوف المجاهدين لدرجة زاد فيها الوعي بشكل ملحوظ وأصبحت عادات يومية.
أنصح أن ينشر هذا الإصدار بين صفوف جميع المجاهدين في كل الثغور، فكلها تعاني من ذات المرض، وأن نلتزم بالجدية في أخذ هذه الوصايات والتحذيرات لأن الاستهانة بها جريمة أخرى لا تستحقها الحركة الجهادية ولا أمة الإسلام، فعسى الله أن يحفظ إخواننا المجاهدين في جزيرة العرب وكل مكان.
جهاد صالح.