بَنُوا المَساجِدَّ فِي بذخٍ وَ فِي ترفٍ
وَ فِي النفوسِ صروحًا لِلتُقَىٰ هدموا
سُودُ الوجوهِ تباهِي فِي قبائحها !.
وَ يسفرُ الخزيّ عَنهَا حيَّنَ تلتثمُ
وَ يَقتلُونَا وَ بـِ إسمِ الله صائحهُم
وَ ما ظلمناهُم لكِن إنْهُم ظلموا
قَدّ أوغلَّ الكُفر حَتىٰ قضَّ مضجعنا
وَ الشيِّخُ يُعلِّنُ إِنَّ الرومَ قَدّ هزموا
بُشرىٰ لَكُم يَا سفاح العَهْدِ مذبحنا
وإستبشروا إيُّها الأعرابُ والعجمُ
لا فرقَ عندي كلٌ إبْتَغَىٰ سُقميّ
وَ الكُلُّ يطربُ أَنْ أبلى بِنَا ورمُ !.
هـٰذي حُدودِي ؛
تَعالوا، جَاهِدوا بـِ دَمِي
بَل أحرقونِي،
علَّ الخطبَ يحتدمُ
وَ يَا عِرَّاقَ ...
كفانا موتَ يَا وطنِي
لمَ المقابرُ حُبلىٰ فيكَ تعتصمُ ؟.
لمَ الملايين صرعىٰ في الفلاةِ طوىٰ ؟.
وملئُ كفيِّكَ فاضَّ الجودُ والكرمُ
لمَ الزُنَاة عَلىٰ أبوابكَ أحْتَشدوا ؟.
وأنتَ طهرٌ وما هزلت بكَ الشيمُ.
أسْرِّج عَلىٰ الآهِ جرحِي
أننيّ ثَمِلٌ.
عَلىٰ ضحايَاكَ، صُوتِي
والصدىٰ هرمُ !.
مُذ كُنتُ طِفلًا
شَربتُ الحُزنَ ملئَ فَمْيّ ؛
حَتىٰ أفقتُ وَ موجُ الضيِّمِ يرتطمُ !.
مُذ كُنتُ طِفلًا
أنا وَ الحُزنُ فِي شبقٍ،
كـ عاشقيِّنِ ؛
بـِ غيرِ الخُوفِ ما حلموا.
كم مِنْ حسينٍ عَلىٰ الخضراءِ يَرمقُنْي ؟.
فَـ أخنِقُ الآه فِي خلدي وَ أنْهزمُ
وَ أزّجُ نفسي فِي الذِكْرَىٰ أعلِّلُهَا
وَ حيِّنَ أكتِبُ شِعرًا يهزأُ القلمُ !.
دَم سمائي وَ أرضيِ والدماءُ فَمٌ
وَ رَغمَّ جُرحِي عِراقِيٌ أنا شَهِمُ .
.• صَفَاء السرَايّ | العِرَاق العَظيِّم •.