ولقد توفي النبي -صلى الله عليه وسلَّم- ولم يجمع القرآن إلا أربعة من أصحابه, بيدَ أنّه - صلى الله عليه وسلم- أنشأ جيلًا قرآنيًّا فريدًا غيَّر مجرى التاريخ, وأنار الله به السبيل لأهل الأرض, وإن لم يكن معظمهم من حفّاظ القرآن إلا أنهم كانوا قرآنًا يمشي على الأرض, يتمثَّلونه سلوكًا ومنهجًا في حياتهم. وهذا هو الجيل الذي نصبو إليه, وتلك هي الطريقة التي نسعى لتحقيقها في حلقات التحفيظ, ولو استغرقنا في ذلك وقتًا أطول, وجهدًا أكبر, فإنّ الثمرة بإذن الله ستكون عظيمة النفع لهذه الأمَّة, وإنَّ من يحفظ شيئًا من القرآن ولو يسيرًا مع الفهم والتطبيق, خيرٌ ممن يحفظ ما بين دفتي المصحف وهو لا يدري ماحدوده ولا معانيه. قال تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر/9].
اللهم ارزقنا العمل بكتابك العظيم واجعلنا من أهلك وخاصتك ياكريم..
اللهم ارزقنا العمل بكتابك العظيم واجعلنا من أهلك وخاصتك ياكريم..