« […] إنَّ هدف كلِّ شعب، في كلِّ حقبة من تاريخه، هو البحث عن اللّٰه فقط، عن إلٰههِ، عن إلٰههِ هو الذي يؤمِّن بهِ على أنَّه هو الإلٰهه الوحيد الحقّ. إنَّ الإلٰه هو الحقيقة المركَّبة من الشعب كلَّه، منذ وجوده إلى نهايته. في كلِّ زمان وفي كلِّ مكان، كان لكلِّ شعب إلٰهه الخاصّ، ولم يحدث حتى الآن أبدًا أن كان لكلِّ الشعب أو لعدّة شعوب إلٰه واحد، مشترك بينها جميعًا. وحين تأخذ الشعوب بأن يصبح لها آلهة مشتركة، فذلك علامة موت لهٰذه الشعوب، وحين تصبح الآلهة مشتركة بين عدة شعوب، فإنّ الآلهة تموت، كما تموت الشعوب ويموت إيمانها. ولم يحدث حتى الآن أبدًا أن وجد شعب بغیر دین، أي بغير فكرة عن الخير والشر. إنَّ لكل شعب تصوره الخاص للخير والشر، شعب خيره الخاصّ به، وشره الخاصّ به. حتّى إذا تشارکت عدَّة شعوب في تصوراتها للخير والشر فإن هٰذه الشعوب تنحدر عندئذٍ، حتّى إنّ التفريق بين الخير والشر يمحي حينذاك ويزول. »
– دوستوفيسكي | الشّياطين
– دوستوفيسكي | الشّياطين