ماتت النوار امرأة الفرزدق وكانت سيدة عفيفة عاقلة.
أوصت أن يصلي عليها الحسن البصري، فحضر جنازتها آجلاء أهل البصرة، والحسن على بغلته والفرزدق على بعيره،فقال له الحسن: يا أبا فراس، ما يقول الناس؟
قال: يقول الناس: حضر الجنازة خير الناس وشر الناس، قال: ما أنا بخيرهم، ولا أنت بشرهم. كم من أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره خير من الحسن، وكم من شيخ مشرك أنت خير منه يا أبا فراس.
ولكن ما أعددت لهذا اليوم يا أبا فراس؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة. فقال الحسن بيده: نعم والله العدَّة. فلما صلى عليها، مالوا إلى قبرها لدفنها، فأنشأ الفرزدق يقول:
أَخافُ وَراءَ القَبرِ إِن لَم يُعافِني
أَشَدَّ مِنَ القَبرِ اِلتِهاباً وَأَضيَقا
إِذا جاءَني يَومَ القِيامَةِ قائِدٌ
عَنيفٌ وَسَوّاقٌ يَسوقُ الفَرَزدَقا
لَقَد خابَ مِن أَولادِ دارِمَ مَن مَشى
إِلى النارِ مَشدودَ الخِناقَةِ أَزرَقا.
أخذه من قول الله تعالى: "يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا".
إِذا شَرِبوا فيها الصَديدَ رَأَيتَهُم
يَذوبونَ مِن حَرِّ الصَديدِ تَمَزُّقا
فبكى الحسن ثم التزم الفرزدق، وقال: لقد كنت من أبغض الناس إلي، وإنك اليوم من أحب الناس إليّ.
صيد الفوائد 📚 @saaid_so
https://t.me/joinchat/AAAAAEez3tY5xI-wdJjy1Q
أوصت أن يصلي عليها الحسن البصري، فحضر جنازتها آجلاء أهل البصرة، والحسن على بغلته والفرزدق على بعيره،فقال له الحسن: يا أبا فراس، ما يقول الناس؟
قال: يقول الناس: حضر الجنازة خير الناس وشر الناس، قال: ما أنا بخيرهم، ولا أنت بشرهم. كم من أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره خير من الحسن، وكم من شيخ مشرك أنت خير منه يا أبا فراس.
ولكن ما أعددت لهذا اليوم يا أبا فراس؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة. فقال الحسن بيده: نعم والله العدَّة. فلما صلى عليها، مالوا إلى قبرها لدفنها، فأنشأ الفرزدق يقول:
أَخافُ وَراءَ القَبرِ إِن لَم يُعافِني
أَشَدَّ مِنَ القَبرِ اِلتِهاباً وَأَضيَقا
إِذا جاءَني يَومَ القِيامَةِ قائِدٌ
عَنيفٌ وَسَوّاقٌ يَسوقُ الفَرَزدَقا
لَقَد خابَ مِن أَولادِ دارِمَ مَن مَشى
إِلى النارِ مَشدودَ الخِناقَةِ أَزرَقا.
أخذه من قول الله تعالى: "يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا".
إِذا شَرِبوا فيها الصَديدَ رَأَيتَهُم
يَذوبونَ مِن حَرِّ الصَديدِ تَمَزُّقا
فبكى الحسن ثم التزم الفرزدق، وقال: لقد كنت من أبغض الناس إلي، وإنك اليوم من أحب الناس إليّ.
صيد الفوائد 📚 @saaid_so
https://t.me/joinchat/AAAAAEez3tY5xI-wdJjy1Q