شكراً لأنك من بلادنا
في ٢٠٠٧ قطعت اسرائيل رواتبنا كاملة، كان أبي يصرف عليّ، يناولني كل صباح عشرة شواقل، كنت أسكن في غرفة صغيرة قرب السفارة الكندية برام الله، لا قهوة في بيتي ولا خبز، زارني مرة زكريا محمد ، فاعتذرت له: لا قهوة في بيتي يا زكريا سامحني ، فابتسم مهونا عليّ الأمر. قائلا: كلنا نعاني ولا يهمك.
في صباح اليوم الثاني، جئت الى غرفتي قادما من بيتي في المخيم، دفعت باب البرندا الزجاجية بيدي ودخلت لفتح باب الغرفة ، ففوجئت بخمس ورقات نقدية من فئة المئة شيكل متناثرات على أرض البرندا فاستنتجت أن زكريا العظيم قد جاء ورماها لي تضامنا مع قهوتي وخبزي ، رأيته بعد الحادثة بأيام فشكرته على ال ٥٠٠ شيكل ، لكنه أنكر أنه هو الذي رماها لي، قائلا: المهم زبطت حالك؟.
على مدى سنوات طويلة منذ ٢٠٠٧ كان آخرها قبل شهرين فقط ظللت أشكر زكريا قائلا له: شكرا على الخبز شكرا على القهوة شكرا لانك من بلادنا.
وظل مصرا ضاحكا يقول: يا زلمة انت ما ازهقت؟ مش أنا مش أنا.
لم أقل لزكريا ابدا أن صاحبة البيت بعد يوم واحد من الحادث فقط حذرتني وهي ترتجف من شخص طويل وبشعر أبيض رأته من الطابق الثاني وهو يفتح نافذة البرنادا ويرمي شيئا ما.
مع السلامة يا حبييي يا زكريا.
وشكرا على الخبز والقهوة ووجودك في بلادنا.
_ زياد خداش في ذكرىٰ رحيل الشاعر زكريا محمد
في ٢٠٠٧ قطعت اسرائيل رواتبنا كاملة، كان أبي يصرف عليّ، يناولني كل صباح عشرة شواقل، كنت أسكن في غرفة صغيرة قرب السفارة الكندية برام الله، لا قهوة في بيتي ولا خبز، زارني مرة زكريا محمد ، فاعتذرت له: لا قهوة في بيتي يا زكريا سامحني ، فابتسم مهونا عليّ الأمر. قائلا: كلنا نعاني ولا يهمك.
في صباح اليوم الثاني، جئت الى غرفتي قادما من بيتي في المخيم، دفعت باب البرندا الزجاجية بيدي ودخلت لفتح باب الغرفة ، ففوجئت بخمس ورقات نقدية من فئة المئة شيكل متناثرات على أرض البرندا فاستنتجت أن زكريا العظيم قد جاء ورماها لي تضامنا مع قهوتي وخبزي ، رأيته بعد الحادثة بأيام فشكرته على ال ٥٠٠ شيكل ، لكنه أنكر أنه هو الذي رماها لي، قائلا: المهم زبطت حالك؟.
على مدى سنوات طويلة منذ ٢٠٠٧ كان آخرها قبل شهرين فقط ظللت أشكر زكريا قائلا له: شكرا على الخبز شكرا على القهوة شكرا لانك من بلادنا.
وظل مصرا ضاحكا يقول: يا زلمة انت ما ازهقت؟ مش أنا مش أنا.
لم أقل لزكريا ابدا أن صاحبة البيت بعد يوم واحد من الحادث فقط حذرتني وهي ترتجف من شخص طويل وبشعر أبيض رأته من الطابق الثاني وهو يفتح نافذة البرنادا ويرمي شيئا ما.
مع السلامة يا حبييي يا زكريا.
وشكرا على الخبز والقهوة ووجودك في بلادنا.
_ زياد خداش في ذكرىٰ رحيل الشاعر زكريا محمد