📚شطر من نور📚
الفصل ( الستون )
⭐موسوعة قصص وروايات منوعة⭐
قناتنا على التلجرام ...
https://t.me/stories_Encyclopedia
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- مهلًا .. من فضلك .. أعطِني لحظة .. أريد أن أتنفس.
أطلق وايت كلماته المتقاطعة تلك أثناء نوبةِ مفاجئة من الضحك كانت قد ألمت بهِ بعدما انتهى برايلين من سرد كل ما حدث معه سابقًا.
نظر برايلين إليه بسخطٍ ثم مال بجسدهِ إلى الأمام قليلًا كي يتحدث مفرجًا عن بعض غضبه : أيها الوغد، أنا لم أسرد لك كل هذا لتضحك.
أحاط بطنهُ بيدهِ اليسرى بينما رفع اليمنى أمام وجهه ليتفادى ما قد يقذفه برايلين عليه، نطق أخيرًا بعد أن هدأ قليلًا و هو يمسح الدموع التي ذرفها : كيف تريد مني أن لا أضحك؟ أقصد .. ثم هربت ضحكةٌ أخرى من بين شفتيهِ و هو يتذكر شكل برايلين في الحانة ليلة البارحة.
تلك المرأة كانت واضحةً للغايةِ البارحة لكن هذا الأحمق القابع أمامه لم يدرك أي شيءٍ حتى الآن، إنه فاشلٌ و بجدارة في مثل هذهِ الأمور.
- أتظن أنك تسخر مني هكذا؟ هل تريد سماع ما قلته عندما كنت ثملًا أيها البائس؟
تغلغل الخبث عميقًا في ما قاله برايلين فجفل وايت للحظةٍ و توقفت أمواج الضحك تلك ليستبدلها بابتسابةٍ عرجاء لا تدل على راحةِ صاحبها، اعتدل قليلًا في جلستهِ كي يسأله قائلًا : برايلين لابد أنك كاذبٌ كبير .. أنت تحاول تهديديَ لأنني أمتلك ما أُذِلك به لبقية حياتك.
تلونت قسَمات وجه برايلين بين المكر و اللؤم مع ابتسامةٍ عريضة على وجهه كانت قد تزينت بالخبث، خاطبه بصوتٍ تعمد إظهارهُ بشكلٍ غريبٍ و مبتذل و رافق ذلك بعض الحركات بيديهِ كي يدعم مسرحيته السخيفة : أنا لستُ مهمًا لك للغاية .. أنا لا شيء، سأجعلها تحبني بجنون .. لن تتمكن من تركي أبدًا كما يفعل الجميع!
بالكاد تمكن وايت من ازدراد ريقهِ بينما يحمل نظراتٍ مشدوهةً على وجهه، جَمُد في مكانه عدة لحظات قبل أن يهمهم ليدافع عن نفسه : أنت تكذب .. هذهِ حيلةٌ رخيصة.
الثقة التي ارتداها صوته جعلت المستحيل يطلق الرصاص على ذلك الاحتمال .. ما الذي حدث فعلًا عندما كان ثملًا؟ لعنه في سرهِ و صدح صوته باستياءٍ أوضحته تعابير وجهه : إذًا هل كذبت أيها اللعين؟
- كلامك هذا يعد دليلًا على أن ما قلته حقيقة، ثم لمَ أنت غاضب؟ أليس من المفيد الإبقاء على ورقةٍ رابحة أخيرة؟
وضع ساقًا فوق الأخرى و اتكأ بظهرهِ على الأريكة ثم مد ذراعيهِ على أطرافها كي يبدوَ كشريرٍ يدلي بمخططهِ الشيطاني، كانت رؤية وايت المحرج مما قاله ممتعةً جدًا بالنسبةِ له.
همهم وايت بعدة شتائم نحو برايلين و نذالته فسحب هذا الأخير يديهِ فجعلهما تتعانقان ثم وضعهما على ركبتيه مع نظرة حوَت أفكارًا كانت السيطرة عليها متعبة للغاية.
منذ أن بدأ في رواية قصته سابقًا تساءل إن كان عليهِ إخبارهُ بأنه قد ذهب إلى زيارة قبرها البارحة، لكن ما الذي يمنعه من فعل هذا؟ وايت يخبره بكل شيءٍ دائمًا .. لم يرغب في أن يكون على الجانب الذي يخفي الأسرار لأنها أثقل من أن تتحملها أكتافه الهزيلة، يكفيه الحزن الذي تشبث به بقسوةٍ دون رغبةٍ منه.
- لقد زرت قبرها.
نبس فجأةً بتلك الجملة ليلتفت إليه وايت بوجلٍ و يرى أمارات وجهه التي اضطربت للحظة .. من الواضح أنه كافح كثيرًا ليتمكن من قول ذلك.
حملق وايت فيه للحظاتٍ ثم أغمض عينيهِ، سحب بعضًا من الأكسجين أثناء تلك الثواني و تزين وجهه بابتسامةٍ هزيلة ثم نطق بخفة : أنا واثقٌ بكونها مسرورةً للغايةِ بهذهِ الزيارة.
عرف مسبقًا أنه قد خرج ليلًا و خبأ كل ملابسه المبتلة عدا حذاءه الذي اكتفى بوضعه في خزانةِ الأحذية معتقدًا بذلك أن هذا سيكون كافيًا لمواراتهِ عن أنظاره حتى يجِف.
في الواقع لم يكن فتحه لتلك الخزانة محض صدفةٍ أيضًا، كان قد قرر الذهاب إلى العمل مسبقًا دون إيقاظ برايلين إلا أنه لمح تلك القطرات المبللة حتى توقفت أمام الخزانة .. أدرك أن شيئًا ما حصل ليلة البارحة.
تذكر كل ما أراد قوله آن ذاك و ارتعد قلبه للحظة .. هربت رغبته في مغادرة المنزل أو حتى الخروج إلى أي مكان .. قد يرى لورين عن طريق الصدفة و ستلازمه ڨيا طوال النهار .. ارتبك و انسحب عائدًا أدراجه، لم يكن بالشجاعة الكافية لمواجهة كل هذا دفعة واحدة!
- أيها الوغد لا تسرح هكذا، لديك ما تقوله لي أيضًا .. لذلك إن كنت عاجزًا عن القيام بدور المصلح الاجتماعي فيستحسن أن تبدأ بفعل ما هو مفيدٌ و تُدليَ بما لديك.
أحس برايلين بأنه قد فعل الصواب عندما أخبره، فشل في توقع أن وايت سيفهم عدم رغبته في الحديث عن تلك الزيارة أكثر من ذلك حيث أنه لم يرغب في أن يصبح الجو مشحونًا فجأةً هكذا كما حدث قبل قليل.
فرَك وايت مؤخرة رأسه ليكون فعله دليلًا على ارتباكه، حاول برايلين استحثاثه على الحديث بسخريةٍ أقل قسوة : حسنًا يا مغناطيس النساء .. أخبرني بما حدث منذ أن عبرت قدماك ذلك المستشفى الخسيس البارحة.
___
الفصل ( الستون )
⭐موسوعة قصص وروايات منوعة⭐
قناتنا على التلجرام ...
https://t.me/stories_Encyclopedia
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- مهلًا .. من فضلك .. أعطِني لحظة .. أريد أن أتنفس.
أطلق وايت كلماته المتقاطعة تلك أثناء نوبةِ مفاجئة من الضحك كانت قد ألمت بهِ بعدما انتهى برايلين من سرد كل ما حدث معه سابقًا.
نظر برايلين إليه بسخطٍ ثم مال بجسدهِ إلى الأمام قليلًا كي يتحدث مفرجًا عن بعض غضبه : أيها الوغد، أنا لم أسرد لك كل هذا لتضحك.
أحاط بطنهُ بيدهِ اليسرى بينما رفع اليمنى أمام وجهه ليتفادى ما قد يقذفه برايلين عليه، نطق أخيرًا بعد أن هدأ قليلًا و هو يمسح الدموع التي ذرفها : كيف تريد مني أن لا أضحك؟ أقصد .. ثم هربت ضحكةٌ أخرى من بين شفتيهِ و هو يتذكر شكل برايلين في الحانة ليلة البارحة.
تلك المرأة كانت واضحةً للغايةِ البارحة لكن هذا الأحمق القابع أمامه لم يدرك أي شيءٍ حتى الآن، إنه فاشلٌ و بجدارة في مثل هذهِ الأمور.
- أتظن أنك تسخر مني هكذا؟ هل تريد سماع ما قلته عندما كنت ثملًا أيها البائس؟
تغلغل الخبث عميقًا في ما قاله برايلين فجفل وايت للحظةٍ و توقفت أمواج الضحك تلك ليستبدلها بابتسابةٍ عرجاء لا تدل على راحةِ صاحبها، اعتدل قليلًا في جلستهِ كي يسأله قائلًا : برايلين لابد أنك كاذبٌ كبير .. أنت تحاول تهديديَ لأنني أمتلك ما أُذِلك به لبقية حياتك.
تلونت قسَمات وجه برايلين بين المكر و اللؤم مع ابتسامةٍ عريضة على وجهه كانت قد تزينت بالخبث، خاطبه بصوتٍ تعمد إظهارهُ بشكلٍ غريبٍ و مبتذل و رافق ذلك بعض الحركات بيديهِ كي يدعم مسرحيته السخيفة : أنا لستُ مهمًا لك للغاية .. أنا لا شيء، سأجعلها تحبني بجنون .. لن تتمكن من تركي أبدًا كما يفعل الجميع!
بالكاد تمكن وايت من ازدراد ريقهِ بينما يحمل نظراتٍ مشدوهةً على وجهه، جَمُد في مكانه عدة لحظات قبل أن يهمهم ليدافع عن نفسه : أنت تكذب .. هذهِ حيلةٌ رخيصة.
الثقة التي ارتداها صوته جعلت المستحيل يطلق الرصاص على ذلك الاحتمال .. ما الذي حدث فعلًا عندما كان ثملًا؟ لعنه في سرهِ و صدح صوته باستياءٍ أوضحته تعابير وجهه : إذًا هل كذبت أيها اللعين؟
- كلامك هذا يعد دليلًا على أن ما قلته حقيقة، ثم لمَ أنت غاضب؟ أليس من المفيد الإبقاء على ورقةٍ رابحة أخيرة؟
وضع ساقًا فوق الأخرى و اتكأ بظهرهِ على الأريكة ثم مد ذراعيهِ على أطرافها كي يبدوَ كشريرٍ يدلي بمخططهِ الشيطاني، كانت رؤية وايت المحرج مما قاله ممتعةً جدًا بالنسبةِ له.
همهم وايت بعدة شتائم نحو برايلين و نذالته فسحب هذا الأخير يديهِ فجعلهما تتعانقان ثم وضعهما على ركبتيه مع نظرة حوَت أفكارًا كانت السيطرة عليها متعبة للغاية.
منذ أن بدأ في رواية قصته سابقًا تساءل إن كان عليهِ إخبارهُ بأنه قد ذهب إلى زيارة قبرها البارحة، لكن ما الذي يمنعه من فعل هذا؟ وايت يخبره بكل شيءٍ دائمًا .. لم يرغب في أن يكون على الجانب الذي يخفي الأسرار لأنها أثقل من أن تتحملها أكتافه الهزيلة، يكفيه الحزن الذي تشبث به بقسوةٍ دون رغبةٍ منه.
- لقد زرت قبرها.
نبس فجأةً بتلك الجملة ليلتفت إليه وايت بوجلٍ و يرى أمارات وجهه التي اضطربت للحظة .. من الواضح أنه كافح كثيرًا ليتمكن من قول ذلك.
حملق وايت فيه للحظاتٍ ثم أغمض عينيهِ، سحب بعضًا من الأكسجين أثناء تلك الثواني و تزين وجهه بابتسامةٍ هزيلة ثم نطق بخفة : أنا واثقٌ بكونها مسرورةً للغايةِ بهذهِ الزيارة.
عرف مسبقًا أنه قد خرج ليلًا و خبأ كل ملابسه المبتلة عدا حذاءه الذي اكتفى بوضعه في خزانةِ الأحذية معتقدًا بذلك أن هذا سيكون كافيًا لمواراتهِ عن أنظاره حتى يجِف.
في الواقع لم يكن فتحه لتلك الخزانة محض صدفةٍ أيضًا، كان قد قرر الذهاب إلى العمل مسبقًا دون إيقاظ برايلين إلا أنه لمح تلك القطرات المبللة حتى توقفت أمام الخزانة .. أدرك أن شيئًا ما حصل ليلة البارحة.
تذكر كل ما أراد قوله آن ذاك و ارتعد قلبه للحظة .. هربت رغبته في مغادرة المنزل أو حتى الخروج إلى أي مكان .. قد يرى لورين عن طريق الصدفة و ستلازمه ڨيا طوال النهار .. ارتبك و انسحب عائدًا أدراجه، لم يكن بالشجاعة الكافية لمواجهة كل هذا دفعة واحدة!
- أيها الوغد لا تسرح هكذا، لديك ما تقوله لي أيضًا .. لذلك إن كنت عاجزًا عن القيام بدور المصلح الاجتماعي فيستحسن أن تبدأ بفعل ما هو مفيدٌ و تُدليَ بما لديك.
أحس برايلين بأنه قد فعل الصواب عندما أخبره، فشل في توقع أن وايت سيفهم عدم رغبته في الحديث عن تلك الزيارة أكثر من ذلك حيث أنه لم يرغب في أن يصبح الجو مشحونًا فجأةً هكذا كما حدث قبل قليل.
فرَك وايت مؤخرة رأسه ليكون فعله دليلًا على ارتباكه، حاول برايلين استحثاثه على الحديث بسخريةٍ أقل قسوة : حسنًا يا مغناطيس النساء .. أخبرني بما حدث منذ أن عبرت قدماك ذلك المستشفى الخسيس البارحة.
___