- كيلي، اصعدي إلى غرفتكِ حالًا!
هتفت لورين بصرامةٍ شديدةٍ حيث أن الموقف لم يحتمل أقل من ذلك، رئيس عصابة الأوغاد تلك قد دخل إلى متجرها وحيدًا .. لن يكون هذا مطمئنًا لأي سيدةٍ عادية!
لبّت كيلي نداء والدتها فنهضت و أطاعتها مباشرةً دون أن تنبس ببنت شفة، حمدت الرب لأن لديها ابنةً ذكيةً مثلها.
رمقت هذا الداخل بنظرةٍ فاحصةٍ كما لو أنها تراه لأول مرة، بشرةٌ قد لفحها الشمس قليلًا مكسبةً إياه سمرةً تكاد تكون ملحوظة، أعينهُ التي صُبِغت بالبني و الحاملة لنظرةٍ خبيثة أرعدت فرائصها لبرهةٍ إلا أنها سيطرت على كل جزءٍ فيها و هي تتأمله أثناء اقترابه من الكرسي المجاور لطاولة الشاي خاصتها.
جلس بهدوءٍ و من ثم نظر إليها مع ابتسامةٍ ضئيلة كان الهدف منها إشعارها ببعض الراحة إلا أنها فشلت في مهمتها حيث أن ملامح لورين قد فضحت عدم ارتياحها لكل ما يحدث، أُعِجب بقدرتها على ضبط الخوف الذي جعل يدها ترتعش للحظةٍ تمكن من لمحها قبل أن تقبض عليها بشدة.
بادرت هيَ بالحديث كي تُخلِّص الموقف من ذلك الصمت البارد الذي كان سيُطِيل من فترة مكوثه هنا : عفوًا؟
أسند ذراعه الأيمن على الطاولة المجاورةِ له كي يتكئ بشكلٍ جيدٍ و هو ينظر إليها ليكرر ما سبق و أدلى به : أنها هنا من أجل صفقة .. ألا تريدين سماعها؟
- و هل لدي الخيار لأرفض؟
نبست بإجابتها و هي تضع الإصيص الذي كان بحوزتها جانبًا بينما تحافظ على مقصها في يدها .. الوضع ضدها مئة في المئة أثناء هذه اللحظة .. هي وحيدةٌ في هذا المكان و لا أحد سيأتي قريبًا فالجميع متواجدون في أعمالهم .. يستطيع أن يفعل ما يحلو له إن أراد ذلك، لكن إن حانت تلك اللحظة فهي لن تستسلم بسهولة و حسب.
أظهر ابتسامةً تدل على إعجابهِ بمنطق جوابها و رد عليها بهدف طمأنتها : إجابةٌ ذكية، مع تلك الملامح و هذهِ النبرة كنتِ لتنفعي كممثلةِ في مكانٍ ما .. أسبق و أخبركِ أحدهم أنكِ جميلة؟
قلبت عينيها باستياءٍ واضح و هي تهمهم كي لا يسمعها : هذا الحديث السخيف مجددًا، نظرت إليه مرةً أخرى بعد أجزاءٍ من الثانية بأعينٍ تتطاير منها الثقة، نطقت بثباتٍ مخفيةً رعشتها الداخلية : أتذكر بوضوحٍ أن الوقت المتبقي لي هو شهر .. هل انتهى أم ماذا؟ كن واضحًا من فضلك.
مال برأسهِ قليلًا إلى جانبه الأيسر ليقول مع ابتسامةٍ مجنونةٍ جعلت أطرافها تتجمد للحظة : أنا هنا .. لأنالكِ أيتها الجميلة.
كبحت أي رد فعلٍ خارجيٍ قد يوضح عباءة الفزع التي ألقيت عليها إلا أنها تراجعت إلى الخلف خطوةً بعد أن عجزت عن السيطرة على نبضات قلبها التي انتفضت للحظةٍ و تداخلت بشكلٍ مؤلمٍ لها.
رمقته بنظرةِ شكٍ توضح أفكارها بشكلٍ بحت، تابع هو الحديث قبل أن تعبر هي عن ما جال في بالها : قبل أن تلوحي بمقصكِ اللطيف هذا فأنا أقترح عليكِ الاستماع لتتمةِ كلامي، إن كنتِ ظننتِ أنني أقصد امرًا آخر لكنت فعلت ذلك منذ زمن .. ما أريده أكثر إمتاعًا.
لم ترُق لها النبرةُ التي نطق بها كل تلك الجمل بلسانهِ القذر إلا أنها لم تؤمن بكونها قادةً على طردهِ من المكان بسهولة، و بسبب كومة المعطيات هذه فقد قررت مجاراتهُ لترى إن كان سيصل إلى شيءٍ يهمها أم لا.
عباءة الصلابةِ المهترئة التي حاولت ارتداءها كانت تروق لهُ جدًا، إنه يفهم الآن سبب اختيار جرايدُن لها و متابعته لها من وقتٍ لآخر .. لديها تلك التعابير المسلية فعلًا.
حاول أن يظهر نبرةً محببةً قدر الإمكان فخاطبها و هو يلوح بيديهِ في الهواء كدلالةٍ على انزعاجه : هل ستتركينني أتحدث دون كوبٍ من الشاي؟ أعني أين هي أخلاقكِ؟ هذا لن يرضيَ زوجكِ المحبوب أبدًا.
تمكن من إفساد طلبهِ بنجاحٍ عندما انسلّت تلك الجملة من بين شفتيه حاملةً أكبر قدرٍ ممكنٍ من الاستهزاء و السخرية الخبيثة.
ما يزال ذكر اسمه يجلعها ترتعد بشكلٍ خارجٍ عن سيطرتها رغم أنها كانت تتدرب على عدم التأثر به، لكن قوله كل ذلك و بتلك اللكنة المخيفة فقد سمح للرعب بأن يغرز مخالبه في قلبها للحظة .. ما الذي ينوي عليه هذا الجالس أمامها يا ترى؟
ردت عليهِ أخيرًا بكبرياءٍ تشبثت بهِ بعنف رغم الزوابع التي نشأت داخلها خلال دقائق قليلة : نفِد الشاي .. هل أتيت لإضاعة وقتي أم ماذا؟
هي أرادت التخلص منه بأسرع وقتٍ ممكن فالوضع لم يعد مريحًا أبدًا، ردها الوقح ذاك جعله يُبرِز ابتسامةً أكثر مكرًا أثناء حديثه : هل هكذا تتحدثين إلى من يريد تخليصكِ من جرايدُن اللعين؟
هذه المرة أخفقت في إخفاء ملامح الدهشة التي استحلّت وجهها فجأة بعدما ما قاله، يُخلصها منه؟ كيف؟ لكن السؤال الذي اعتلى المقام الأول كان .. لماذا؟
أحس بنجاحهِ في اجتذاب انتباهها إليهِ فأردف قائلًا بنبرةٍ لها مغزى غير واضح : أما زلتِ غير راغبةٍ في إعداد بعض الشاي؟ لدينا حديثٌ طويلٌ لنخوضه!
___
- إنها مجنونةٌ كليًا.
همس برايلين بتلك الجملة عدة مراتٍ منذ أن دخلت فولڨيا ساحة القصة التي كان يرويها وايت.
هتفت لورين بصرامةٍ شديدةٍ حيث أن الموقف لم يحتمل أقل من ذلك، رئيس عصابة الأوغاد تلك قد دخل إلى متجرها وحيدًا .. لن يكون هذا مطمئنًا لأي سيدةٍ عادية!
لبّت كيلي نداء والدتها فنهضت و أطاعتها مباشرةً دون أن تنبس ببنت شفة، حمدت الرب لأن لديها ابنةً ذكيةً مثلها.
رمقت هذا الداخل بنظرةٍ فاحصةٍ كما لو أنها تراه لأول مرة، بشرةٌ قد لفحها الشمس قليلًا مكسبةً إياه سمرةً تكاد تكون ملحوظة، أعينهُ التي صُبِغت بالبني و الحاملة لنظرةٍ خبيثة أرعدت فرائصها لبرهةٍ إلا أنها سيطرت على كل جزءٍ فيها و هي تتأمله أثناء اقترابه من الكرسي المجاور لطاولة الشاي خاصتها.
جلس بهدوءٍ و من ثم نظر إليها مع ابتسامةٍ ضئيلة كان الهدف منها إشعارها ببعض الراحة إلا أنها فشلت في مهمتها حيث أن ملامح لورين قد فضحت عدم ارتياحها لكل ما يحدث، أُعِجب بقدرتها على ضبط الخوف الذي جعل يدها ترتعش للحظةٍ تمكن من لمحها قبل أن تقبض عليها بشدة.
بادرت هيَ بالحديث كي تُخلِّص الموقف من ذلك الصمت البارد الذي كان سيُطِيل من فترة مكوثه هنا : عفوًا؟
أسند ذراعه الأيمن على الطاولة المجاورةِ له كي يتكئ بشكلٍ جيدٍ و هو ينظر إليها ليكرر ما سبق و أدلى به : أنها هنا من أجل صفقة .. ألا تريدين سماعها؟
- و هل لدي الخيار لأرفض؟
نبست بإجابتها و هي تضع الإصيص الذي كان بحوزتها جانبًا بينما تحافظ على مقصها في يدها .. الوضع ضدها مئة في المئة أثناء هذه اللحظة .. هي وحيدةٌ في هذا المكان و لا أحد سيأتي قريبًا فالجميع متواجدون في أعمالهم .. يستطيع أن يفعل ما يحلو له إن أراد ذلك، لكن إن حانت تلك اللحظة فهي لن تستسلم بسهولة و حسب.
أظهر ابتسامةً تدل على إعجابهِ بمنطق جوابها و رد عليها بهدف طمأنتها : إجابةٌ ذكية، مع تلك الملامح و هذهِ النبرة كنتِ لتنفعي كممثلةِ في مكانٍ ما .. أسبق و أخبركِ أحدهم أنكِ جميلة؟
قلبت عينيها باستياءٍ واضح و هي تهمهم كي لا يسمعها : هذا الحديث السخيف مجددًا، نظرت إليه مرةً أخرى بعد أجزاءٍ من الثانية بأعينٍ تتطاير منها الثقة، نطقت بثباتٍ مخفيةً رعشتها الداخلية : أتذكر بوضوحٍ أن الوقت المتبقي لي هو شهر .. هل انتهى أم ماذا؟ كن واضحًا من فضلك.
مال برأسهِ قليلًا إلى جانبه الأيسر ليقول مع ابتسامةٍ مجنونةٍ جعلت أطرافها تتجمد للحظة : أنا هنا .. لأنالكِ أيتها الجميلة.
كبحت أي رد فعلٍ خارجيٍ قد يوضح عباءة الفزع التي ألقيت عليها إلا أنها تراجعت إلى الخلف خطوةً بعد أن عجزت عن السيطرة على نبضات قلبها التي انتفضت للحظةٍ و تداخلت بشكلٍ مؤلمٍ لها.
رمقته بنظرةِ شكٍ توضح أفكارها بشكلٍ بحت، تابع هو الحديث قبل أن تعبر هي عن ما جال في بالها : قبل أن تلوحي بمقصكِ اللطيف هذا فأنا أقترح عليكِ الاستماع لتتمةِ كلامي، إن كنتِ ظننتِ أنني أقصد امرًا آخر لكنت فعلت ذلك منذ زمن .. ما أريده أكثر إمتاعًا.
لم ترُق لها النبرةُ التي نطق بها كل تلك الجمل بلسانهِ القذر إلا أنها لم تؤمن بكونها قادةً على طردهِ من المكان بسهولة، و بسبب كومة المعطيات هذه فقد قررت مجاراتهُ لترى إن كان سيصل إلى شيءٍ يهمها أم لا.
عباءة الصلابةِ المهترئة التي حاولت ارتداءها كانت تروق لهُ جدًا، إنه يفهم الآن سبب اختيار جرايدُن لها و متابعته لها من وقتٍ لآخر .. لديها تلك التعابير المسلية فعلًا.
حاول أن يظهر نبرةً محببةً قدر الإمكان فخاطبها و هو يلوح بيديهِ في الهواء كدلالةٍ على انزعاجه : هل ستتركينني أتحدث دون كوبٍ من الشاي؟ أعني أين هي أخلاقكِ؟ هذا لن يرضيَ زوجكِ المحبوب أبدًا.
تمكن من إفساد طلبهِ بنجاحٍ عندما انسلّت تلك الجملة من بين شفتيه حاملةً أكبر قدرٍ ممكنٍ من الاستهزاء و السخرية الخبيثة.
ما يزال ذكر اسمه يجلعها ترتعد بشكلٍ خارجٍ عن سيطرتها رغم أنها كانت تتدرب على عدم التأثر به، لكن قوله كل ذلك و بتلك اللكنة المخيفة فقد سمح للرعب بأن يغرز مخالبه في قلبها للحظة .. ما الذي ينوي عليه هذا الجالس أمامها يا ترى؟
ردت عليهِ أخيرًا بكبرياءٍ تشبثت بهِ بعنف رغم الزوابع التي نشأت داخلها خلال دقائق قليلة : نفِد الشاي .. هل أتيت لإضاعة وقتي أم ماذا؟
هي أرادت التخلص منه بأسرع وقتٍ ممكن فالوضع لم يعد مريحًا أبدًا، ردها الوقح ذاك جعله يُبرِز ابتسامةً أكثر مكرًا أثناء حديثه : هل هكذا تتحدثين إلى من يريد تخليصكِ من جرايدُن اللعين؟
هذه المرة أخفقت في إخفاء ملامح الدهشة التي استحلّت وجهها فجأة بعدما ما قاله، يُخلصها منه؟ كيف؟ لكن السؤال الذي اعتلى المقام الأول كان .. لماذا؟
أحس بنجاحهِ في اجتذاب انتباهها إليهِ فأردف قائلًا بنبرةٍ لها مغزى غير واضح : أما زلتِ غير راغبةٍ في إعداد بعض الشاي؟ لدينا حديثٌ طويلٌ لنخوضه!
___
- إنها مجنونةٌ كليًا.
همس برايلين بتلك الجملة عدة مراتٍ منذ أن دخلت فولڨيا ساحة القصة التي كان يرويها وايت.