توغرافيّة الحالمة الماكرة، أحمر الشفاه الصارخ، الترقّب الساذج،..الخ)، وممّا لا شك فيه أيضاً، أنّ حضور جدّتي لم يكن مجازيّاً (لماذا أشعر أنه كذلك؟). جدّتي- كانت- موجودة؛ تحدِّق في الصورة من مسافة سريرٍ واحد، وتحوطها بالمعوّذات الثلاث وآية الكرسي وخرزةٍ زرقاء بلون عينيها من مسافةِ قلبٍ كبير واحد.
(5) عنف الصورة
كل صورة شخصيّة هي جرح بمرور الزمن (الزمن ليس شكلا بل كثافة. هو البروز الممزَّق لجوهر "هذا- ما – كان"؛ هو تمثيله الخاصّ/ بارت)، ولأنّها كذلك، لا أحتفظ بصور أحبابي الموتى، أو على الأقل أتجنّب الوقوف أمام مرمى نيرانها العاطفيّة. لا أعلّقها على الحيطان، أسجنها دفعةً واحدة داخل حقيبةٍ سوداء كبيرة مفخّخة بكل أشكال الفاجعة (الصورة عنيفة، ليس لأنّها تعرض عنفاً، بل لأنّها في كل مرّة تملأ المشهد بالقوّة، ولا شيء فيها يمكن رفضه، أو تحويله/بارت)، وهي بوصفها هذا، لا تصلح لترميم الفراغات الشاسعة التي حفرها رحيل أحبابنا في معمار أرواحنا الهشّ.
أن أختار صورتي العتيقة تذكاراً من حياة جدّتي الحافلة بالبهجة والحكمة، لا علاقة له بالنرجسيّة(هذه المرَّة على الأقل)، فالصورة تقدِّم ذات الشخص على اعتبار أنها تشبه ذاتها، في حين أنني أريد الشخص كما هو في ذاته. لا أريد صورة عن جدّتي، أريدُ جدّتي كما هي في ذاتها (أريد موتاي كما هم في ذواتهم، لا صورة تماثل ذواتهم)، هذا يعني وفقاً لبارت أنَّ ما يرفع من شأن الصورة هو الحبّ؛ الحبّ المفرط فقط.
(5) عنف الصورة
كل صورة شخصيّة هي جرح بمرور الزمن (الزمن ليس شكلا بل كثافة. هو البروز الممزَّق لجوهر "هذا- ما – كان"؛ هو تمثيله الخاصّ/ بارت)، ولأنّها كذلك، لا أحتفظ بصور أحبابي الموتى، أو على الأقل أتجنّب الوقوف أمام مرمى نيرانها العاطفيّة. لا أعلّقها على الحيطان، أسجنها دفعةً واحدة داخل حقيبةٍ سوداء كبيرة مفخّخة بكل أشكال الفاجعة (الصورة عنيفة، ليس لأنّها تعرض عنفاً، بل لأنّها في كل مرّة تملأ المشهد بالقوّة، ولا شيء فيها يمكن رفضه، أو تحويله/بارت)، وهي بوصفها هذا، لا تصلح لترميم الفراغات الشاسعة التي حفرها رحيل أحبابنا في معمار أرواحنا الهشّ.
أن أختار صورتي العتيقة تذكاراً من حياة جدّتي الحافلة بالبهجة والحكمة، لا علاقة له بالنرجسيّة(هذه المرَّة على الأقل)، فالصورة تقدِّم ذات الشخص على اعتبار أنها تشبه ذاتها، في حين أنني أريد الشخص كما هو في ذاته. لا أريد صورة عن جدّتي، أريدُ جدّتي كما هي في ذاتها (أريد موتاي كما هم في ذواتهم، لا صورة تماثل ذواتهم)، هذا يعني وفقاً لبارت أنَّ ما يرفع من شأن الصورة هو الحبّ؛ الحبّ المفرط فقط.