[مذهب الحنابلة في بلاد الشام ليس بدعًا من القول]
( دور المقادسة في نشر المذهب الحنبلي في دمشق وغيرها )
لاشك أن بضعة سطور لا تفي ببيان عظم الجهد الذي بذله آل قدامة في نشر المذهب الحنبلي ، فبعد أن شرع الشيخ أحمد بن قدامة مع أتباعه في تشييد المبنى الذي عرف باسم "دير الحنابلة" في سفح جبل قاسيون عندها بنى الشيخ وأولاده داراً على أنقاض دير مهجور سمي "دير الحنابلة"، أنشأها من عشر غرف صغار، ولا يزال الموضع إلى اليوم يسمى بحارة الدير، وهي أول ما أنشئ من حي الصالحية ، ثم تتابعت أعمال تشييد المباني المختلفة حوله , فعرفت هذه التجمعات السكنية الجديدة باسم (الصالحية) التي ازدادت أهميتها وشهرتها وفعاليتها المختلفة ، حتى غدت مدينة جديدة من المدن الإسلامية العديدة ، وأصبح جبل قاسيون يعرف باسمها (جبل الصالحية) ، وسبب التسمي بهذا الاسم هو الصلاح الذي كانت تحمله عائلة آل قدامة رحمهم الله تعالى .
وبرز اهتمام نور الدين زنكي رحمه الله بالصالحية ، وبدأ طلبة العلم يقدمون من كل نابلس وبلعلبك ، وبغداد ، والجزيرة وغيرها وينهلون من منهل العلم الذي بدأ يشع من دير الحنابلة المعروف بالصالحية .
وكان جامع الحنابلة يعتبر أول جامع هام يبنى خارج مدينة دمشق القديمة , وتقام فيه صلاة الجمعة في 598 هـ ، وأصبح منارة لنشر المذهب الحنبلي أصولَا وفروعًا .
وامتداد ثمرة آل قدامة ( تقي الدين بن تيمية وتلميذه ) وأُسَر كثيرة من أبرزها :
1. آل عبد الهادي، وجدهم يوسف بن محمد بن قدامة هو شقيق أحمد المهاجر الأول إلى دمشق.
2. بنو سرور بن رافع الجماعيلي ويرتبطون بآل قدامة برابطة المصاهرة.
3. بنو عبد الواحد بن أحمد السعدي، وهم بدورهم أصهار لآل قدامة:
4 و 5. هما أسرة راجح وجماعة ممن يحملون نسبة المرداوي، وبينهما وبين آل قدامة روابط قرابة عائلية.
وقد أرسى بنو قدامة النموذج الأمثل في العلم والتقوى ، فكان علم وعمل واشتهروا بذلك ، وامتد أثرهم إلى عموم سوريا ( الدوما ، والرحيبة ، والضمير ، وحماة ومما ينقل عن حنابلة حماة أنهم تولوا القضاء في حماة ردحا من الزمن في القرن الثامن الهجري ، وكذا من حمص كان هناك فقهاء حنابلة المذهب " ذكره صاحب المنهج الأحمد ") وإلى مصر ، والإسكندرية ، وأربيل ، وبغداد .
هذا جزء مما وقعت عليه اليد _ ولم نستقصِ _ من تاريخ الحنابلة ولو أردنا التقصي لاحتجنا لمجلدات ، و لا يعني هذا اننا ننكر قلة أتباع مذهب الحنابلة قياسًا مع بقية المذاهب ، وأسباب ذلك معروفة منها عدم تولي القضاء ، وخصومة المذهب العقدي
والتشويه المتعمد .
والمذاهب الأربعة كلها خير ، وأئمتها رضي الله عنهم ، وعلماؤها رحم الله منهم الميت وحفظ الحي .
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى .
وأعده
فارس بن فالح الخزرجي
5 / شوال / 1440
9 / 6 / 2019
@FarisAlKhazraji
( دور المقادسة في نشر المذهب الحنبلي في دمشق وغيرها )
لاشك أن بضعة سطور لا تفي ببيان عظم الجهد الذي بذله آل قدامة في نشر المذهب الحنبلي ، فبعد أن شرع الشيخ أحمد بن قدامة مع أتباعه في تشييد المبنى الذي عرف باسم "دير الحنابلة" في سفح جبل قاسيون عندها بنى الشيخ وأولاده داراً على أنقاض دير مهجور سمي "دير الحنابلة"، أنشأها من عشر غرف صغار، ولا يزال الموضع إلى اليوم يسمى بحارة الدير، وهي أول ما أنشئ من حي الصالحية ، ثم تتابعت أعمال تشييد المباني المختلفة حوله , فعرفت هذه التجمعات السكنية الجديدة باسم (الصالحية) التي ازدادت أهميتها وشهرتها وفعاليتها المختلفة ، حتى غدت مدينة جديدة من المدن الإسلامية العديدة ، وأصبح جبل قاسيون يعرف باسمها (جبل الصالحية) ، وسبب التسمي بهذا الاسم هو الصلاح الذي كانت تحمله عائلة آل قدامة رحمهم الله تعالى .
وبرز اهتمام نور الدين زنكي رحمه الله بالصالحية ، وبدأ طلبة العلم يقدمون من كل نابلس وبلعلبك ، وبغداد ، والجزيرة وغيرها وينهلون من منهل العلم الذي بدأ يشع من دير الحنابلة المعروف بالصالحية .
وكان جامع الحنابلة يعتبر أول جامع هام يبنى خارج مدينة دمشق القديمة , وتقام فيه صلاة الجمعة في 598 هـ ، وأصبح منارة لنشر المذهب الحنبلي أصولَا وفروعًا .
وامتداد ثمرة آل قدامة ( تقي الدين بن تيمية وتلميذه ) وأُسَر كثيرة من أبرزها :
1. آل عبد الهادي، وجدهم يوسف بن محمد بن قدامة هو شقيق أحمد المهاجر الأول إلى دمشق.
2. بنو سرور بن رافع الجماعيلي ويرتبطون بآل قدامة برابطة المصاهرة.
3. بنو عبد الواحد بن أحمد السعدي، وهم بدورهم أصهار لآل قدامة:
4 و 5. هما أسرة راجح وجماعة ممن يحملون نسبة المرداوي، وبينهما وبين آل قدامة روابط قرابة عائلية.
وقد أرسى بنو قدامة النموذج الأمثل في العلم والتقوى ، فكان علم وعمل واشتهروا بذلك ، وامتد أثرهم إلى عموم سوريا ( الدوما ، والرحيبة ، والضمير ، وحماة ومما ينقل عن حنابلة حماة أنهم تولوا القضاء في حماة ردحا من الزمن في القرن الثامن الهجري ، وكذا من حمص كان هناك فقهاء حنابلة المذهب " ذكره صاحب المنهج الأحمد ") وإلى مصر ، والإسكندرية ، وأربيل ، وبغداد .
هذا جزء مما وقعت عليه اليد _ ولم نستقصِ _ من تاريخ الحنابلة ولو أردنا التقصي لاحتجنا لمجلدات ، و لا يعني هذا اننا ننكر قلة أتباع مذهب الحنابلة قياسًا مع بقية المذاهب ، وأسباب ذلك معروفة منها عدم تولي القضاء ، وخصومة المذهب العقدي
والتشويه المتعمد .
والمذاهب الأربعة كلها خير ، وأئمتها رضي الله عنهم ، وعلماؤها رحم الله منهم الميت وحفظ الحي .
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى .
وأعده
فارس بن فالح الخزرجي
5 / شوال / 1440
9 / 6 / 2019
@FarisAlKhazraji