+18
قبل عدة سنوات، أخبرني أكاديميٌ مهتم بمناهج دراسة أطفالنا، أن منهجاً كاملاً، تم استبداله، وإعادة طباعة مئات الألوف من النسخ، لوجود حاجة ملحة الى تغيير مشهدٍ واحد من قصَّة واحدة، وهي حين يطالب فيها الأب أولاده بأن يذبحوا دجاجَةً حيث لا يراهم أحد، ولأن القصة فيها (ذبح) ، وفي الذبح دماءٌ وآلام، استبدل المنهج القديم، بآخر جديد، اختلفت الدجاجة، وحلَّ محلها كائِنٌ لا يتأثر أحدٌ بذبحه: (البرتقالة)! لماذا؟
لأن منظمة (أممية) أوصت بأن تصفَّر المناهج الدراسية، من أي مشهدٍ يدل على (العنف)، ولو على دجاجة! حفاظاً على أدمغةِ أطفالنا ونفسياتهم.
نعم
الطفل لا يدرك العنف، ولابد ألا يتعرَّض لقساوته، فدماغه الطري طراوَة الهواء لا يتحمَّل لونَ الدم، وصوتَ الألم، كما لا تتحمَّل الرئة غبار البارود..
ومن أجل هذا صارت تصنَّف كُلَّ صورةٍ قاسية، على أنَّها +18، ويمنع من عرضها على الاطفال
..
ولكن
هناك أمرٌ غريب
إنَّ المنظمات المحترمة، المهتمة جداً بالنمو السليم لأدمغةِ أطفالنا، تلك التي صارت توصينا أن نمتنع حتى عن ذكر حروب النبي، وبطولات عليِ (ع) وكيف وتر أبطالَ العرب، أمثال عمرو و مرحب في بدرٍ وأحدٍ والأحزاب وخيبر، فأوغل فيهم ضرباً و طَرحاً وقِسمَةً لا تقبل بعدها جمعاً..
(لا)
لا تحدثوا الأطفال عنها، لا تحضروهم في المجالس للحديث عن (كربلاء)، إنَّ في ذلك تحريضٌ على (العنف)، واذكاءٌ لنارِ (الكراهية).
هكذا قالوا
فصدَّقت شعوبنا
أقول:
من غرابتهم، أنَّهم يبحثون عن صورةِ طفل يذبح دجاجَةً ليغيِّروها
ولكنهم يصابون بالعمى، تجاه مجازِرَ أطفال فلسطين
وما تفعله أطنان القنابل
بأدمغتهم
وما يلاقي من ينجو منهم، من صدمات بسبب ما شاهدوه من مجازِرَ وتوحُّشٍ
يسلّون أنفسهم فيها بتشييعِ وهميٍ لأصدقائهم الأطفال!
ومن ينجو من الاثنين
لابد أن يجلس عند مناهج الغرب واعلامه وفكره، ليتحدثوا معه عن ضرورة (السلام) وألا يكره عدوَّه وقاتله وغاصب ارضه وعرضه، وداعمي قاتله.
واذا كرهه،
يسألون بتذاكي – بل بحماقة- مفرطة: (لماذا يكرهوننا)؟!
كيف بعد ذلك لا يقتنع الناجي من هذه الاحداث
(بقيُّة السيف)
ألا يرفع السلاح بوجه الظالم ومن يدعمه؟
ولا يكرهه بكل خلايا جسده؟
فأيُّ عُنفٍ لا يصغر عند عُنفِ الإبادة الجماعية
وإرهاب الدولة
بل إرهاب النظام الدولي كُلِّه
تجاه شعبٍ أعزل؟
ومن يستمر بالحديث عن (السلام)، وحقوق الانسان والطفل، والبيئة والمساواة وكل أنواع الحريات المزيفة، لكنَّه يستمر بدعمِ الوحش الإسرائيلي بالمال والسلاح والاعلام والسياسة، وبأطنان القنابل الذكية والغبية
خصوصاً من أبناءِ (الحضارة) الغربية، وحكوماتٍ وأنظمةٍ ومفكرين و..
فإنه يمارس كُلَّ النفاق، ويستمر بكل الكَذِب
بل هو بحد ذاته يُصبح كذبةً كبيرة
ولا أقول ما قاله أكاديميٌ عربيٌ بعد مجازر غزَّة: الغرب أكبر كذبة عرفها التاريخ
لأن التاريخ مليء بالأكاذيب
والغرب ليس بأولها، ولا آخرها، ولا هي الكذبة الأكبر
ولكنَّ الغرب قطعاً أكبر كذبة صدَّقتها شعوبنا!
كذبة قررّت شعوبنا عند لحظات ضعفها أن تصدِّقها
ونجد اليوم ارهاصات التخلص من تلك الكذبة
ليس عند النخبة فقط
بل حتى عند العامة
لكن التخلص من ذلك كُلِّه رهن امرٍ ضروري: ارادة التخلص منها
فهناك الفرق بين الغافل، والمتغافل، وبين النائم، ومتصنِّع النوم
فالأول ربما يستيقظ بقطراتِ ماء
لكن الثاني لا يستيقظ حتى لو صببت عليه كُلَّ مياهِ العالم
لأنه
(لا يريد) أن يستيقظ
#تأملات
#فلسطين
قبل عدة سنوات، أخبرني أكاديميٌ مهتم بمناهج دراسة أطفالنا، أن منهجاً كاملاً، تم استبداله، وإعادة طباعة مئات الألوف من النسخ، لوجود حاجة ملحة الى تغيير مشهدٍ واحد من قصَّة واحدة، وهي حين يطالب فيها الأب أولاده بأن يذبحوا دجاجَةً حيث لا يراهم أحد، ولأن القصة فيها (ذبح) ، وفي الذبح دماءٌ وآلام، استبدل المنهج القديم، بآخر جديد، اختلفت الدجاجة، وحلَّ محلها كائِنٌ لا يتأثر أحدٌ بذبحه: (البرتقالة)! لماذا؟
لأن منظمة (أممية) أوصت بأن تصفَّر المناهج الدراسية، من أي مشهدٍ يدل على (العنف)، ولو على دجاجة! حفاظاً على أدمغةِ أطفالنا ونفسياتهم.
نعم
الطفل لا يدرك العنف، ولابد ألا يتعرَّض لقساوته، فدماغه الطري طراوَة الهواء لا يتحمَّل لونَ الدم، وصوتَ الألم، كما لا تتحمَّل الرئة غبار البارود..
ومن أجل هذا صارت تصنَّف كُلَّ صورةٍ قاسية، على أنَّها +18، ويمنع من عرضها على الاطفال
..
ولكن
هناك أمرٌ غريب
إنَّ المنظمات المحترمة، المهتمة جداً بالنمو السليم لأدمغةِ أطفالنا، تلك التي صارت توصينا أن نمتنع حتى عن ذكر حروب النبي، وبطولات عليِ (ع) وكيف وتر أبطالَ العرب، أمثال عمرو و مرحب في بدرٍ وأحدٍ والأحزاب وخيبر، فأوغل فيهم ضرباً و طَرحاً وقِسمَةً لا تقبل بعدها جمعاً..
(لا)
لا تحدثوا الأطفال عنها، لا تحضروهم في المجالس للحديث عن (كربلاء)، إنَّ في ذلك تحريضٌ على (العنف)، واذكاءٌ لنارِ (الكراهية).
هكذا قالوا
فصدَّقت شعوبنا
أقول:
من غرابتهم، أنَّهم يبحثون عن صورةِ طفل يذبح دجاجَةً ليغيِّروها
ولكنهم يصابون بالعمى، تجاه مجازِرَ أطفال فلسطين
وما تفعله أطنان القنابل
بأدمغتهم
وما يلاقي من ينجو منهم، من صدمات بسبب ما شاهدوه من مجازِرَ وتوحُّشٍ
يسلّون أنفسهم فيها بتشييعِ وهميٍ لأصدقائهم الأطفال!
ومن ينجو من الاثنين
لابد أن يجلس عند مناهج الغرب واعلامه وفكره، ليتحدثوا معه عن ضرورة (السلام) وألا يكره عدوَّه وقاتله وغاصب ارضه وعرضه، وداعمي قاتله.
واذا كرهه،
يسألون بتذاكي – بل بحماقة- مفرطة: (لماذا يكرهوننا)؟!
كيف بعد ذلك لا يقتنع الناجي من هذه الاحداث
(بقيُّة السيف)
ألا يرفع السلاح بوجه الظالم ومن يدعمه؟
ولا يكرهه بكل خلايا جسده؟
فأيُّ عُنفٍ لا يصغر عند عُنفِ الإبادة الجماعية
وإرهاب الدولة
بل إرهاب النظام الدولي كُلِّه
تجاه شعبٍ أعزل؟
ومن يستمر بالحديث عن (السلام)، وحقوق الانسان والطفل، والبيئة والمساواة وكل أنواع الحريات المزيفة، لكنَّه يستمر بدعمِ الوحش الإسرائيلي بالمال والسلاح والاعلام والسياسة، وبأطنان القنابل الذكية والغبية
خصوصاً من أبناءِ (الحضارة) الغربية، وحكوماتٍ وأنظمةٍ ومفكرين و..
فإنه يمارس كُلَّ النفاق، ويستمر بكل الكَذِب
بل هو بحد ذاته يُصبح كذبةً كبيرة
ولا أقول ما قاله أكاديميٌ عربيٌ بعد مجازر غزَّة: الغرب أكبر كذبة عرفها التاريخ
لأن التاريخ مليء بالأكاذيب
والغرب ليس بأولها، ولا آخرها، ولا هي الكذبة الأكبر
ولكنَّ الغرب قطعاً أكبر كذبة صدَّقتها شعوبنا!
كذبة قررّت شعوبنا عند لحظات ضعفها أن تصدِّقها
ونجد اليوم ارهاصات التخلص من تلك الكذبة
ليس عند النخبة فقط
بل حتى عند العامة
لكن التخلص من ذلك كُلِّه رهن امرٍ ضروري: ارادة التخلص منها
فهناك الفرق بين الغافل، والمتغافل، وبين النائم، ومتصنِّع النوم
فالأول ربما يستيقظ بقطراتِ ماء
لكن الثاني لا يستيقظ حتى لو صببت عليه كُلَّ مياهِ العالم
لأنه
(لا يريد) أن يستيقظ
#تأملات
#فلسطين