Forward from: نبت مكاني / Nabt Makany
لماذا لا ينبغي أن نسمح لأطفالنا أن يكونوا "إنفلونسرز" ..
قبل فترة طرحت إحدى الصديقات على انستجرام سؤالًا مفاده، لو طلب أطفالكم منكم أن يفتحوا صفحات خاصة بهم على اليوتيوب أو الانستجرام ليعرضوا "محتوى" فهل ستسمحون لهم بذلك؟
توقعت أن الجميع سيجيب ب "لا" لكني فوجئت أن عددًا لا بأس به أجاب ب" نعم" مادام المحتوى مفيد ..
ويمكن الحديث عن ال "لا" بشكل مختصر في نقاط ..
أولًا: نحن البشر عبارة عن تفاعلات اجتماعية معقدة، ما يبني شخصيتنا هو كيف تفاعل معنا أهلونا وأقرباؤنا على مدى زمني طويل، كل موقف صغير يحفر فينا خطًا يشكل بصمة شخصيتنا بعد ذلك، تخيلوا أن تكون هذه التفاعلات الاجتماعية والعلاقات هي علاقات إفتراضية غير حقيقية، في التعاملات الحقيقية يخجل الناس أن يجرحوا الآخرين، ويتحلون بآداب ترفعها عنهم الوسائل الاجتماعية ..تصبح التفاعلات الاجتماعية أكثر تسطيحًا وأكثر مباشرة وأقل تعقيدًا مما هي في الواقع ..في الواقع يتعلم الطفل ما هو السلوك المناسب وما هو السلوك غير المناسب عبر التجربة والخطأ، أو عبر القدوة، على السوشيال ميديا لا يوجد ضوابط حقيقة يتعلم منها ..على الأغلب سيفقد أطفالنا قدراتهم الاجتماعية ..
ثانيًا: في العالم الكثير من السفهاء والبله والحمقى وقليلي الأدب، ما هي الفائدة التي سيجينيها طفلي عندما يتعرض بشكل يومي للتعامل مع هذا الجمهور الأحمق الذي قد يحوله لترند في لحظة وضحاها أو يسبه شخص ما في طريقة غير عابيء وتحفر في طفلي أخدودًا عميقًا..
ثالثًا: الطفل من ناحية نمائية يُبني ويتكون من الداخل للخارج، في رحم أمه ثم علاقاته مع أمه و أبيه ثم مع إخوته ثم أقربائه ثم الأقران ثم الشارع ..ما هو الهدف من قلب هذا النظام وإخراج أحشائه للخارج وجعل الأولوية للخارج والآخرين قبل الأم والأب والداخل ..
رابعًا: **من حق أطفالنا أن يخطأوا ويقولوا كلامًا أبله وأحمق أن يغضبوا ويثوروا وأن يتصرفوا بجنون وسفه، وحقنا عليهم أن نحميهم من أخطائهم ونخفف من وقعها بأن نوفر لهم شخصية قوية تتحمل هذه الأخطاء و تتحمل الثمن المدفوع، ما الفائدة أن نحرمهم من هذا الخطأ، وكما تعرفون السوشيال ميديا لا تعترف بالتوبة، ولا تصحيح الأخطاء، بل تعترف بالسخرية والسينيكية الدائمة المقززة من كل شيء وأي شيء ..أطفالنا أهم وأغلى من ذلك ..
خامسًا: الإنسان مجبول على شهوة أن يكون مرئيًا مسموعًا، وفي عالمنا هذا أن تترك هذه الرغبة لتحكمك فهذا سيحولك على الأغلب لمهرج أو شخص سفيه يفعل كل شيء وأي شيء كي يشاهده الناس ويضحكوا ويضعوا اللايك والشير، وهذا اللايك والشير يمكن ترجمته لأموال بشكل مباشر ..إذا لم تفهموا هذه النقطة فيمكنكم فتح اليوتيوب على صفحات سيدات البيوت المصريات اللواتي يخرجن أحشاء بيوتهن على الملأ لأجل أن يكونوا مرئيين مشاهدين ومسموعين ..أطفالنا أثمن من أن نفعل بهم ذلك ..
**سادسًا: أخيرًا وليس آخرًا، سيبذل جيلنا مجهودًا خرافيًا لأجل أن يوصل لأطفاله فكرة واحدة مفادها " الأموال الكثيرة لا تساوي القيمة"، إذا كنت مشهورًا على السوشيال ميديا لأي سبب كان فيجب أن يكون لديك مصدر دخل مستقل (بل ومخفي عن عيون المتابعين أحيانًا) حتى لا تضطر لأن تعرض جسدك في فستان أو عباءة، ولا أن تعرض لمنتج من هنا وهناك، ولا أن ترتدي روب الحمام وتخرجي لتستعرضي منتجًا وأنتِ محجبة، قليلون من سيقدرون على تجاوز هذا الامتحان بنجاح، فسعر إعلانات الانستجرام الجنوني يساوي ربما شهورًا من العمل الجاد... بالتأكيد، لا يحتاج الأطفال أن يوضعوا في هذا الاختبار القاسي، ولا داعي للعجلة " فالخير لقدام"..بعد أن نبني مفهوم القيمة ويبلغوا مبلغهم من الحياة يمكنهم أن يختاروا اختياراتهم بأنفسهم ..
سيكون جيدًا لو فهمنا أن أطفالنا ليسوا خارقين، وأن محتواهم لن يغير العالم، وأن الخطر الحقيقي الذي يهددهم من وجودهم في هذه الأماكن أكبر بكثير من أي فائدة قد تعود عليهم ..
والحقيقة أني لا أقول أننا يجب أن نمنع أطفالًا من أن يكونوا انفلونسرز، بل يجب أن نمنعهم أيضًا .بشكل حازم ومحب وصارم من أن يكونوا متابعين وجمهور للأطفال الانفلونسرز ونتذكر دائمًا ونتأمل في قول الله تعالى " سماعون للكذب أكالون للسحت " فسبق سماع الكذب أكل الحرام والعياذ لله ..
#منقول من أ. أروى الطويل
#شهرة - #مشاهير - #أنا_والميديا - #تربية - #إفساد - #عالم_الوهم -#سوشل_ميديا
قبل فترة طرحت إحدى الصديقات على انستجرام سؤالًا مفاده، لو طلب أطفالكم منكم أن يفتحوا صفحات خاصة بهم على اليوتيوب أو الانستجرام ليعرضوا "محتوى" فهل ستسمحون لهم بذلك؟
توقعت أن الجميع سيجيب ب "لا" لكني فوجئت أن عددًا لا بأس به أجاب ب" نعم" مادام المحتوى مفيد ..
ويمكن الحديث عن ال "لا" بشكل مختصر في نقاط ..
أولًا: نحن البشر عبارة عن تفاعلات اجتماعية معقدة، ما يبني شخصيتنا هو كيف تفاعل معنا أهلونا وأقرباؤنا على مدى زمني طويل، كل موقف صغير يحفر فينا خطًا يشكل بصمة شخصيتنا بعد ذلك، تخيلوا أن تكون هذه التفاعلات الاجتماعية والعلاقات هي علاقات إفتراضية غير حقيقية، في التعاملات الحقيقية يخجل الناس أن يجرحوا الآخرين، ويتحلون بآداب ترفعها عنهم الوسائل الاجتماعية ..تصبح التفاعلات الاجتماعية أكثر تسطيحًا وأكثر مباشرة وأقل تعقيدًا مما هي في الواقع ..في الواقع يتعلم الطفل ما هو السلوك المناسب وما هو السلوك غير المناسب عبر التجربة والخطأ، أو عبر القدوة، على السوشيال ميديا لا يوجد ضوابط حقيقة يتعلم منها ..على الأغلب سيفقد أطفالنا قدراتهم الاجتماعية ..
ثانيًا: في العالم الكثير من السفهاء والبله والحمقى وقليلي الأدب، ما هي الفائدة التي سيجينيها طفلي عندما يتعرض بشكل يومي للتعامل مع هذا الجمهور الأحمق الذي قد يحوله لترند في لحظة وضحاها أو يسبه شخص ما في طريقة غير عابيء وتحفر في طفلي أخدودًا عميقًا..
ثالثًا: الطفل من ناحية نمائية يُبني ويتكون من الداخل للخارج، في رحم أمه ثم علاقاته مع أمه و أبيه ثم مع إخوته ثم أقربائه ثم الأقران ثم الشارع ..ما هو الهدف من قلب هذا النظام وإخراج أحشائه للخارج وجعل الأولوية للخارج والآخرين قبل الأم والأب والداخل ..
رابعًا: **من حق أطفالنا أن يخطأوا ويقولوا كلامًا أبله وأحمق أن يغضبوا ويثوروا وأن يتصرفوا بجنون وسفه، وحقنا عليهم أن نحميهم من أخطائهم ونخفف من وقعها بأن نوفر لهم شخصية قوية تتحمل هذه الأخطاء و تتحمل الثمن المدفوع، ما الفائدة أن نحرمهم من هذا الخطأ، وكما تعرفون السوشيال ميديا لا تعترف بالتوبة، ولا تصحيح الأخطاء، بل تعترف بالسخرية والسينيكية الدائمة المقززة من كل شيء وأي شيء ..أطفالنا أهم وأغلى من ذلك ..
خامسًا: الإنسان مجبول على شهوة أن يكون مرئيًا مسموعًا، وفي عالمنا هذا أن تترك هذه الرغبة لتحكمك فهذا سيحولك على الأغلب لمهرج أو شخص سفيه يفعل كل شيء وأي شيء كي يشاهده الناس ويضحكوا ويضعوا اللايك والشير، وهذا اللايك والشير يمكن ترجمته لأموال بشكل مباشر ..إذا لم تفهموا هذه النقطة فيمكنكم فتح اليوتيوب على صفحات سيدات البيوت المصريات اللواتي يخرجن أحشاء بيوتهن على الملأ لأجل أن يكونوا مرئيين مشاهدين ومسموعين ..أطفالنا أثمن من أن نفعل بهم ذلك ..
**سادسًا: أخيرًا وليس آخرًا، سيبذل جيلنا مجهودًا خرافيًا لأجل أن يوصل لأطفاله فكرة واحدة مفادها " الأموال الكثيرة لا تساوي القيمة"، إذا كنت مشهورًا على السوشيال ميديا لأي سبب كان فيجب أن يكون لديك مصدر دخل مستقل (بل ومخفي عن عيون المتابعين أحيانًا) حتى لا تضطر لأن تعرض جسدك في فستان أو عباءة، ولا أن تعرض لمنتج من هنا وهناك، ولا أن ترتدي روب الحمام وتخرجي لتستعرضي منتجًا وأنتِ محجبة، قليلون من سيقدرون على تجاوز هذا الامتحان بنجاح، فسعر إعلانات الانستجرام الجنوني يساوي ربما شهورًا من العمل الجاد... بالتأكيد، لا يحتاج الأطفال أن يوضعوا في هذا الاختبار القاسي، ولا داعي للعجلة " فالخير لقدام"..بعد أن نبني مفهوم القيمة ويبلغوا مبلغهم من الحياة يمكنهم أن يختاروا اختياراتهم بأنفسهم ..
سيكون جيدًا لو فهمنا أن أطفالنا ليسوا خارقين، وأن محتواهم لن يغير العالم، وأن الخطر الحقيقي الذي يهددهم من وجودهم في هذه الأماكن أكبر بكثير من أي فائدة قد تعود عليهم ..
والحقيقة أني لا أقول أننا يجب أن نمنع أطفالًا من أن يكونوا انفلونسرز، بل يجب أن نمنعهم أيضًا .بشكل حازم ومحب وصارم من أن يكونوا متابعين وجمهور للأطفال الانفلونسرز ونتذكر دائمًا ونتأمل في قول الله تعالى " سماعون للكذب أكالون للسحت " فسبق سماع الكذب أكل الحرام والعياذ لله ..
#منقول من أ. أروى الطويل
#شهرة - #مشاهير - #أنا_والميديا - #تربية - #إفساد - #عالم_الوهم -#سوشل_ميديا