العماد


Channel's geo and language: not specified, not specified
Category: not specified



Channel's geo and language
not specified, not specified
Category
not specified
Statistics
Posts filter


"ومن كان كثير الذنوب، فأعظم دوائه الجهاد؛ فإن الله عز وجل يغفر ذنوبه كما أخبر الله في كتابه بقوله سبحانه وتعالى: (يغفر لكم ذنوبكم)".

من رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أهل حلب، لما قدم التتار سنة 699 من الهجرة.


إن كنتَ قد بتَّ آمنا والتحفت اتقاء البرد، فإن أولئك قد سهروا يحرسون الثغور ويصونون الأعراض، الموت يتخطفهم كل لحظة، يلتحفون السماء الممطرة ويفترشون الأرض الموحلة، فلا عجب أن جازاهم الله الجنة دارا ومستقرا: (لَايَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا).
فاللهم اجز المرابطين في سبيلك خير الجزاء، ونوّلهم مرضاتك، وأظفرهم بعدوهم، اللهم سلّمهم وغنّمهم، وسخر لهم جنودك في السماء والأرض.


بوادر الخير مدركة، وشواهد لطف الله ورحمته مُلتَمَسة، وأفضاله تترى، والجود منه لا ينفد ولا ينقطع، والمؤمن يستزيد من فضل ربه بالشكر وإدامة عمل الصالحات، ومن أجلّها: اجتماع المؤمنين على قتال الكافرين؛ فإنه من جملة ما لا يعذر العباد بتركه من الاجتماع.
والمؤمن يوقن أن الله سبحانه وتعالى لايخذل عباده المؤمنين، وشاهد ذلك ما عشناه من فتح الله على عباده هذه الأيام.
ونصر الله لعباده معقود على جملة من الأسباب الكونية والشرعية، وأولاها بالعناية: رفع الظلم وإنصاف المظلومين، والاذعان لأمر الله بجذم أسباب الفرقة وبتر أوصالها، فبذلك تكون "ريح" المؤمنين عذابا يُسام به الكفار، ودِرْعًا يتّقِي به الضَّعَفَة من المؤمنين.
قال تعالى: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين).


الجهاد منصور، بك أو بغيرك، وأنت محتاج إليه أعظم وأكبر من حاجة الجهاد إليك، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)، وهذا خطاب لأصحاب رسول الله ﷺ خير الخلق بعد الأنبياء؛ فمن عَدَاهم داخل في ذلك من باب الأولى؛
فمن رَكَن عن الجهاد لغير عذر؛ فليعلم أن العقوبة عاجَلَته، وأنه قد حُجِب عنه من ذرائع دخول الجنة ما حُجِب.

والعبدُ محتاجٌ إلى تَطَلُّب مغفرة الله تعالى، وتَلَمُّس مواضع رضوانه؛ ولا ريب أن أعظم ذلك: دفع الصائل الكافر عن الدين والنفس والحريم.
والله سبحانه وتعالى يبتلي العباد بالجهاد، فيجعل الأيام دولا، يميز بها الناس، ويمحص بها المؤمنين: (وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين، وليحمص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين).

فاللهم جُدْ علينا بفضلك، وأجزل لنا من خزائنك الملآى بعظيم عطائك، اللهم إنا نسألك شهادةً في سبيلك تمحو بها ذنوبنا، وترفع بها درجاتنا، وترضى بها عنا، بعد طول عمر، وصلاح عمل، وإثخان في أعدائك.


[ الاستجابة لدعوات النفير اليوم هو فرض عين على كل قادر ]

الحمد لله القوي العزيز، ذي البطش الشديد، الفعال لما يريد، الظاهر القادر الخافض الرافع الناصر القاهر، معز المؤمنين بفضله، ومذل المشركين بعدله، والصلاة والسلام على خير رسله نبينا وقدوتنا وقرة أعيننا، الضحوك القتال، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين؛ فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع أثرهم واقتفى سنتهم إلى يوم الدين، وبعد:
فاعلموا يا عباد الله أن النفير اليوم وقد دَهَمَ الكفار ديار المسلمين قد أصبح فرض عين على كل مسلم قادر على حمل السلاح، سواء كان عسكريا أو مدنيا، منتظما مع فصيل أو غير منتظم، إداريا أو شرعيا أو عسكريا أو غير ذلك، كما قال الله: (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله)، وكما قال رسول الله ﷺ: ( وإذا استنفرتم فانفروا)، وكما نقل الإجماع غير واحد من أهل العلم: أنه إذا دهم الكفار بلدا من بلاد المسلمين وجب على جميع أهل البلد دفع صيالهم، ولا يشترط له إذن والد ولا دائن ولا غير ذلك.
ولا يخفى على مسلم ما نزل وينزل بأهم معقل لأهل السنة في الشام في الشمال المحرر من هجوم النصيرية والخوارج بإزاء بعضهم البعض على بلاد المسلمين، وقد أعلنت كافة الفصائل والمشايخ النفير العام، فلا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ليلته إلا مستنفرا ذاهبا لرد العدو الصائل، ولا يُعذر مِن هذا إلا من عذره الله: (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج)، أما ما عدا ذلك من الأعذار فلا تغني عنك من الله شيئا: (إنما يستأذنك الذين لايؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون، ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين).
وأحذرك أيها المسلم وعيدَ الله فيما لو تقاعست عن تلبية نداء النفير: (يا أيها الذين ءامنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل، إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير)، فالله الله بالاستجابة لداعي النفير، فقد تفتحت أبواب السماء وتزينت الحور العين، وقد نادى منادي الجهاد: يا خيل الله اركبي..
فأروا الله من أنفسكم خيرا.. يا أحفاد الصحابة، ويا أسود والوغى، وأهل البأس والقتال، أحيلوا نهار النصيرية ليلا، واجعلوا الأرض من تحت أقدامهم جحيما، والله حسبنا ونعم الوكيل.
كتبه الفقير لعفو ربه:
المعتصم بالله المدني
الشرعي العام لقطاع حلب
ليلة الثلاثاء ٢٢/ ٤ / ١٤٣٩


الصبر قرين النصر، وشرطه الذي لا يكون إلا به، والله سبحانه وتعالى لما قَصّ على نبيه محمد ﷺ -إذ كذبه قومه وسخروا منه- نبأ من سبقه من الأنبياء، وذكر بلاءهم، ومعالجتهم لأقوامهم، وشدة ما لقوا منهم= أمره بالصبر فقال: "فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم"، وقال: "فاصبر لحكم ربك"، بل أمره بأمر زائد عن مجرد الصبر فقال تعالى: "فاصبر صبرا جميلا"، وهو الصبر الذي لاشكوى فيه، ولا جزع.

والأمر للأنبياء أمر لأقوامهم على وجه التبع، فيقول الله تعالى: "لتبلونّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور".

والصبرُ سنة الرسل، ومستمسك الأولياء والصالحين، والسائر إلى الله سبحانه وتعالى مفتقرٌ إلى صبر يدَّرِعُ به في المُلِمّات، ويحترس به من المهالك، وجزاء الصابر عظيم، قال تعالى: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"، قال بعض السلف: غَرْفًا غَرْفا.

هذا وإن أعظم الصبر: صبرُ يوم الكريهة، وذات الشوكة، قال تعالى: "والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس".
قال عمر رضي الله عنه: لو أن الصبر كان من الرجال لكان كريما.
وقال علي رضي الله عنه: إنك إن صبرتَ جرى عليك القلم وأنت مأجور، وإن جزعتَ جرى عليك القلم وأنت مأْزور.

قال النبي ﷺ: "الصبر ضياء".


الحمد لله:

ما أعظم لطف الله بعباده! وما أوسع رحمته -عز وجل- بهم!

فالعباد وإن بلغ بهم الجهدُ، وغطهم البلاء فأمكن منهم؛ فإن الله سبحانه وتعالى يجعل المنح مكتّنة في رحم المحن؛ حتى إذا بلغت أجلها أُذن لها فأشرفت على الخلق، وآذنت بالموعود.

والله سبحانه وتعالى أوجد في كونه سنةً، وأجراها شريعة على لسان أنبيائه، وصيرها واقعا تتمثله قصصهم المسطورة في القرآن والسنة، إذ إنه ما من نبي إلا وقد وقع له من البلاء أصناف، قال سعد: سألت رسول الله ﷺ أي الناس أشد بلاء؟ فقال: "الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه..".

وذلك أن الفتح لا يكون حتى يجري قَدَر البلاء على العباد؛ قال تعالى: "أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين"، والمجاهد في سيره إلى الله سبحانه وتعالى في طريق الجهاد: سائر كَسَيْر النبي ﷺ، فإن فتح مكة سبقه ضيق، وكرب، وهجرة، وبلاء، وقتل، وحصار؛ حتى إذا ما تمحّصت قلوب المؤمنين: جاء الفتح.
فمن رام فتح مكة قبل أن يخوض معركة أحد؛ فقد تنكب طريق النبوة، ورام قفرًا موحشة، لا ركْب فيها.

وفي ابتلاء الأنبياء بأنواع البلاء تنبيه إلى أتباعهم: أن الطريق هو الطريق، وأن الفَرَج آخذ برأس الكرب حتى يطرحه، وقد أُوعِبت سير الأنبياء بذكر ابتلاءاتهم، وصبرهم، وامتثالهم أمر ربهم، وانقلاب حال الكرب فرجا وفتحا، قال تعالى: "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا".

فلم أر أوقى للبلاء من التقى،
ولم أر للمكروه أشْفى من الصبرِ

"يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".

7 last posts shown.

284

subscribers
Channel statistics