قال ابن جزي عن القرآن: "ووقع فيه أيضا الحقيقة والمجاز، جريا على منهاح كلام العرب".
(تقريب الوصول إلى علم الأصول، ابن جزي الغرناطي المالكي، تحقيق ودراسة وتعليق: محمد المختار الشنقيطي، الطبعة الثانية ١٣٢٣هجري، ص٢٧٤)
فقال محقق الكتاب محمد المختار الشنقيطي:
"هذا مذهب الجمهور ومقدمتهم أحمد رحمه الله، فقد ذكر في الرد على الزنادقة والجهمية: أما قوله: إنا معكم مستمعون، فهذا في مجاز اللغة، يقول الرجل للرجل: إنا سنجري عليك رزقك" (ص٢٧٤)
وكلام المحقق ليس بصحيح ولا دقيق، فإن أحمد لم يقصد المجاز الذي تقابله الحقيقة كما قال ابن جزي، وإنما قصد "ما يجوز في اللغة". فقد يقال: ما دليلك على توجيه كلام أحمد هكذا؟ قلت: قد قال الإمام بعد كلامه ذاك -مباشرة- ما يبين مراده بالمجاز في كلام العرب، فقال:
"وأما قوله: "قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى"، فهو [جائز] في اللغة، يقول الرجل الواحد للرجل سأجري عليك رزقك وسأفعل بك خيرا". (الرد على الزنادقة والجهمية، ص١٠١) والفرق بين ما يجوز في اللغة، وبين المجاز قسيم الحقيقة الذي عناه ابن جزي فرق أبلج.
(تقريب الوصول إلى علم الأصول، ابن جزي الغرناطي المالكي، تحقيق ودراسة وتعليق: محمد المختار الشنقيطي، الطبعة الثانية ١٣٢٣هجري، ص٢٧٤)
فقال محقق الكتاب محمد المختار الشنقيطي:
"هذا مذهب الجمهور ومقدمتهم أحمد رحمه الله، فقد ذكر في الرد على الزنادقة والجهمية: أما قوله: إنا معكم مستمعون، فهذا في مجاز اللغة، يقول الرجل للرجل: إنا سنجري عليك رزقك" (ص٢٧٤)
وكلام المحقق ليس بصحيح ولا دقيق، فإن أحمد لم يقصد المجاز الذي تقابله الحقيقة كما قال ابن جزي، وإنما قصد "ما يجوز في اللغة". فقد يقال: ما دليلك على توجيه كلام أحمد هكذا؟ قلت: قد قال الإمام بعد كلامه ذاك -مباشرة- ما يبين مراده بالمجاز في كلام العرب، فقال:
"وأما قوله: "قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى"، فهو [جائز] في اللغة، يقول الرجل الواحد للرجل سأجري عليك رزقك وسأفعل بك خيرا". (الرد على الزنادقة والجهمية، ص١٠١) والفرق بين ما يجوز في اللغة، وبين المجاز قسيم الحقيقة الذي عناه ابن جزي فرق أبلج.