Forward from: ايهاب مرسي
أُريد أن أُقبّل حبيبتي
لا، ليست لقطة رومانسية
في فيلم مصري قديم
وإنما جريمة يُعاقب عليها القانون
وهي أكبر مغامرة في عصرنا الحديث
في البداية نبحث عن مكان آمن
مثلما يبحث القنّاص عن جُحر
يتخفّى فيه عن عينا فريسته
نَفتح عينينا على وسعهما
نَتلفّت يمينًا ويسارًا
كتاجر مخدرات مُبتدئ
يُسلّم أول عبوة لزبونه الأول
نُحرّك رأسينا بِسُرعة لِص
يتسلّق مواسير الصرف
وقبل أن تتقابلا شفاتنا
"تهبط يد أمين الشرطة فوق عنقي،
لا بخفة حمامة، ولكن بحرفية الحمام،
في لعبة نشان فضلاته فوق الرؤوس"
هذه اللقطة من نسج خيالي
تَصلُح كخاتمة لمشهد كهذا
تُفسد علينا أُمنيّتنا في كل مرة.
يا مُهندسو المدينة
لا بأس من عدة طوابق إضافية
حتى لا نتفاجئا بوصول "الأسانسير"
للطابق الأخير، قبل أن تنتهي قُبلتنا
فيوبّخني ذلك العجوز
الذي كان يُقبّل امرأته أمام الجميع
حينما كان بمثل عمري
للأسف. نضطر للعمارات العادية
لأن ملابسنا لا تُلائم فنادق الخمس نجوم
فنحن من أبناء الكادحين، لا أبناء الحرامية
يا أيها الشعب المُتَطفّل
لا ترشقوننا بالنظرات الدنيئة
أُريد أن أقبّل حبيبتي وأنا أنظر بعينيها، لا أعيُنكم
لا، لن نذهب إلى ذلك "الشارع المقطوع"
فنحن لا نرتكب فعل فاضح أيها المفضوحون
يا الله عليك أن تُبدّل نظام يومك
بحيث يذهب الناس إلى أعمالهم في المساء
أريد أن أُقبّل حبيبتي "في النور"
يا شركات مستحضرات التجميل
أرفعوا سعر "الروج"، ولكن لا تغشوا الجودة
أريد أن أتذوق طعم شفتا حبيبتي
لا طعم الصبغة
يا أمين الشرطة
لماذا تشهر سلاحك في وجهي
أنا مواطن أعزل، ولستُ مجرمًا
أريد فقط أن أُقبّل حبيبتي
هل تعتقد أنَّ قُبلة فوق شفتا حبيبتي
قادرة على اسقاط النظام
يا لهشاشة ذلك النظام.
همام