أيلول 🍁

حبيبي الله..
إنني أعاود الشعور بنفسي وبك مجدداً، شكراً على النسمة الدافئة التي أرسلتها البارحة.. تعرف طبعاً أنّها لم تتكفّل بارتجافي كلّه، ولكنها كافية جداً بالنسبة لي لأتيقن من تمسكك بي.. فأعود لسعيي، وبحثي.. عن دفء خيط الشّمس الأوّل.
وإنني أعود بهذا أيضاً لليقين الذي بدأنا به الرّحلة:
رحمتك لم تُفلت يدي لحظة واحدة!

من ناحية أخرى: لقد قرأت آخر رسالة قدَّمتها بعناية الأنبياء.. أنا في طور الرّد، وأتمنى منك ألا تتركني لتخبّط الزيف بعيداً عن حقيقتك مجدداً.

في الختام:
أحبّك.. وأرجو أن تتقبّل صلاتي الجديدة💚

#راما_شريف

" وحده الجوع العاطفي.. قد يدفعك للوقوع حتى في حبّ قطة، لمجرّد كونها قبلت أن تشاركك وجبتك السريعة الباردة.. وقسطاً من الوحدة في شارع مزدحم بالمارة، يرفضك بكلّ تكوينك! "

#راما_شريف

أنا مذ رحلتَ لم أذكركَ في حديثٍ قط..
لكن الانطفاء في عينيّ، البكاء في نصوصي.. ثوراتي، وانتفاضاتي الشرسة ضد نفسي قبل العالم.. أرق منتصف الليل، و التنهيدات التي تصاحب شرودي المرضيّ..
كلّها أشياء قالت عن جرحكَ الكثير.. مما لا يُكتَب، ولايُقال، ولايُفصَحُ عنه!
كلّها أشياء لم تتوقف عن ذكرك بنسيانك.. ولم يتخلى عنها أثرك للحظة غياب واحدة!
#راما_شريف

بعدو صوتك.. مطلع الغنيّة! 🍁

ولأنّك بتحب الليل.. بطلت، عم بسهروا ! 🍁

أمّا ما يحرّكني حالياً.. فهو الدافع الذي يُجبر ملدوعاً من أفعى على الرّكض والصّراخ.. ملء ألمه، وذعره!
لا أكثر ..

_ر.ش

حبيبي الله..
كأيّ محبّ أنا أبتعد.. وكلّي يرجوك: لا تُفلت يدي!
لأنني حقاً لا أريد أن أخسر ملامحي الأولى بخسارتك..
أرجوك.. تدخّل، وأنجدني منّي! 🍁

#راما_شريف

حققّ الجميع أمنياته في هذا العام.. أمّا أنا فقد حقّقت أعظم كوابيسي.. التي رافقتني طيلة الأعوام الماضية، ومنعتني عنّي!
نعم، حققتها.. وبذاك حققّت ذاتي.
عشت مخاوف عمر بأكمله، في عام واحد..
خضت في العمق الممنوع من الحقيقة.. مزّقت كل أقنعة الزيف التي تمنعني عن الله، وشرعت في بحثي الطويل عنه. هدرت كل ما أملك من شعور.. تخليتُ عن جلدي وعن عظامي في آن معاً، بعد أن أنهكني عراكهما الطويل في جسدي.. أحرقت أحلامي بيدي، وتناولت خبزي المحروق هذا بقسوة ورضا، رميت ماتبقّى من شعوري للعصافير المهاجرة بعيداً، لتقتات عليه، في منفاها البعيد.. هي الأخرى، نسفتُ الجميع من حولي وجلست أتأمل فراغي كفيلم سينمائي ممل، حيثُ أنا في منفاي الأوّل.

وإنني فخورة بذلك أكثر من أيّ شيء آخر.. لأنني بفقداني لكلّ شيء.. تحررت أخيراً من لعنة الانتماءات المفروضة.. وربما أيضاً لأنني بفقدان أجنحتي تعلّمت كيف أبتكر طريقي الخاص نحو الله!

أنا فخورة بفقري.. للغاية، ياعام القحط اللعين.. إنني أشبه بفقير ينتصب في ساحة للأغنياء متباهياً بلوحة عريّه التشكيلية.. نعم، ارتدتني كلّ هذه الشّجاعة، كلّ هذه الشراسة، وكلّ هذا الاندفاع.. أي أنّ النّار التي تأكلني.. قد جعلت منّي سراج نورٍ مشعّ في طريقهم المظلم، بشكلٍ ما لا زلت أجهله!

وقد أقول لك ختاماً، إنّ السبب الحقيقي وراء سعادتي بحزني..
تحديداً .. هو لأن لا أحد سيستطيع بعد الآن أن يضرّني بأشياء لا أملكها.. ولا تعنيني.

#راما_شريف
_ وداعاً ٢٠١٩.. شكراً ٢٠١٩ ! 🍁