"ملـح السرايا

مؤمل لايشبه أغلب شباب عصره،   ذاك العشريني الذي ألفَ ساحات الجهاد وتربى بين الأبطال ، أفنى وقته وطاقته لله وفيه،  لاترى في سجل مؤمل القصير عمرًا الطويل عملاً أي رائحة للدنيا ، دؤوب مخلص متقن لعمله وكأنه يتمثل قول الحبيب ص "رحم الله امرءا عمل عملا صالحا فاتقنه"، وهل افضل من الجهاد عمل!،
لا نفتقد وجوده لأجله فقط بل لأجل ماكان يقدمه للعقيدة،  كان بارعا في عمله والكل مذعن لرأيه منقاد لحكمه لا لغلظته بل لبراعته وذكائه واتقانه،  كان يعمل للجميع ولايرى نفسه،  يقوم بالاعمال بنفسه ولايكلف أحدا الا عند الضرورة، ترى ماالذي يجعل شاب في الثالثة والعشرين من عمره يهجر النوم والدراسة ويتجه لعمل كله عناء وتعب ومخاطر،  الا يقولون أن الشهادة كبيرة الا على المخلصين !،  مثل هكذا نموذج حقيق على كل من يعرفه أن يفتخر به ويحزن لفقدانه وهذا مايحصل،  الملفت في امر هذا الشاب انه كان يطبق اكثر مما يتكلم،  فلم يسمع منه أنه تحدث عن الزهد لكنه ترك الدنيا وطلب الشهادة،  لم يسمع أنه تكلم عن الصبر لكنه أرانا هذا عمليا ، لم يتشدق بالحديث عن التسامح والمحبة لكنه كان يحتضن اصدقائه ويخفف احزانهم ويغفر هفواتهم، كان مؤمل يردد  "يابخت شيخ ازهر"، وكأنه يستعين بذكر هذا البطل الذي استشهد على يد جيش الاحتلال،  ويصبر نفسه التواقة الى اللحاق به، 
انتهت رحلة مؤمل الدنيوية القصيرة ، والتحق بعمه الشهيد  وليد السويراوي ذاك البطل الذي شهدت أرض آمرلي الحرة بسالته حتى أريقت دمائه في سبيل الله ودفاعا عن أرضه، 
وكما كنت تردد يامؤمل ،  "يابخت شيخ ازهر ، ولكن : يابخته بك "💔
#ملح_السرايا