ومن مظاهر اللُطف الخفيّ؛ أن يلح المرء في الدعاء لأمرٍ ما فلا يُجاب دعاؤُه لأنه ليس خيرًا له ثم يشاءُ اللهُ أن يُعطى سؤلَهُ لا لشيء وإنما لكي يرى المرء بعينيه أنّ ما طلبه ليس مناسبًا له فينصرف عنه راضيًا قانعًا فتغُير التجربة القناعات ثم وجدتُ إشارةً بعيدة ربما ؟ إلى شيء من هذا المعنى في قصة موسى عليه السلام حين قال : " رب أرني أنظر إليك" ولم يكن يعلم حقيقةَ ما طلب فأجيبَ إلى شيء من سؤاله : " فلما تجلى ربّه للجبل؛جعله دكا وخر موسى صعِقا " وذلك ليعلم ربما أن هذه الرؤيا لا تتناسب مع طبيعة الدنيا فيقتنع ويرضى .