مُفارقةٌ عجيبة، بينَ جرَسٍ يرنُّ بيدِ صاحبهِ المتنكِّرِ بزِيِّ "بابا نويل" يُهدي أطفالًا لم يُدرِكوا بعدُ الفَرقَ بينَ الحَقِّ والباطلِ، هدايا تُبهرهُم؛ وبينَ أذانٍ يَصدَحُ في الخارجِ، يَدعوكَ لتُؤمِنَ باللهِ وحدَهُ لا شريكَ له، وإقامِ الصّلاةِ، وأنّه جلَّ جلالُهُ أكبرُ من كلِّ وَهمٍ قَد يُعرَضُ بأبهى صورَةٍ، وأنَّهُ بَديعُ السّماواتِ والأرضِ، زيَّنَ السّماءَ بمصابيحٍ وبزينةٍ الكواكب، مهما بدَت لكَ زينةُ وأضواءُ شجرةِ عيدِ الميلادِ أخّاذةً، بأنّهُ جلَّ جلالهُ واحدٌ أحد، فردٌ صمد، مُتفرِّدٌ بأسمائِهِ وصفاتهِ، حتّى لو أشركَ بهِ أغلَبُ أهلِ الأرضِ، وأنّهُ تعالى فالقُ الحَبِّ والنَّوى، مُخرجُ الميِّتَ من الحَيِّ والحَيَّ من المَيِّتِ، عصمَ عِبادَهُ وهَداهُم وجعلَهُم هُداةً ودالّينَ عليهِ، ما اتّخذَ صاحبةً ولا ولدًا، بل عِبادٌ مُكرَمون، وأنَّهُ تعالى اصطفى منهُم عيسى فرفَعَهُ إليه، وإن لمعَت الصُّلبانُ حولَ الأعناق.
يُذكِّركَ ذاكَ الأذانُ المتزامِنُ مع صوتِ الجَرسِ بأنَّ اللهَ يراكَ، بأنَّهُ قريب، مُطّلعٌ رَقيب، يَعلَمُ إنكارَ قلبِك، وتحفُّظَ روحِك واستمساكِكَ بشَريعَتك الّتي فرضَ عليك، وتحسَبُهُ هَيِّنًا، لكنّهُ عندَ اللهِ عظيم.
..
السّبت
٢٣/١٢/٢٠٢٣
١٣:٣٩