{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيم}
مَن تربَّى على القرآنِ يستثقلُ أن يحملَ في قلبِه ضغينةً على أخيه، ويغلبُ عفوُه غضبَه، فلا يجدُ في نفسِه إلَّا حاجةً للتقرُّب من رضى الله بتركِ قسوةِ القلب والجفاء. لا أستوعبُ فكرةَ أن يكونَ المؤمنُ فظًّا غليظًا وهو يمرُّ كلَّ يومٍ على آياتٍ يلينُ لها الصَّخر. قد يغضبُ ويعاتبُ نعم، لكنَّه يفشلُ في دورِ اللَّئيم لأنَّ رقَّته تسيِّرُه. فقط ما أحبُّه لغَيري، ألَّا يعظِّموا توافهَ الدُّنيا، وأن ينظروا بمَنظور الآخرة، ويقيسوا علَيها كلَّ تفصيلٍ صغير. على المؤمنِ ألَّا يغضبَ لغيرِ دينِ الله، وأن يدوسَ بقدمِه على الغضبِ للمصالحِ الشَّخصيَّة. هذا ما فعله رسولُ الله ﷺ ونحن أَولى به من غيرِنا. وهو الَّذي عفا عمَّن سفَكوا دماء أصحابِه بعد دخولِهم الإسلام. فمن نحن أمام غزَواته؟ وما تفسير همومِنا أمام همِّ أمانةِ الدِّين؟ وهل تستحقُّ الدُّنيا أن نغفوَ وقد كسرنا خاطرَ مَن يؤمن بالله ويشهد بوحدانيَّته؟ يعلمُ الله بأن لا أجنحةَ لنا خلف ظهورِنا، وبأنَّنا نخطئ ونرجِع، ويُتعِبُنا أن يرانا الله حيث نهانا. يعلمُ الله بأنَّنا تغافَلنا كثيرًا لأجلِ إبقاء الودّ، والأصيلُ مَن يحفظُ ودادَ لحظة. يعلمُ كذلك بأنَّنا نقدِّم سعادةَ أهلِنا علينا، ونتنازلُ كُرمى لبسمةٍ نبصرُها على وجوهِهم، ويعلمُ كم ابتلَعنا غضبًا لوجهِه، مخافةَ أن نؤذيَ أو نُؤذى دون قصد. يعلمُ الله بأنَّنا نتشبَّثُ بأحبَّتنا، نشدُّ على أيديهم، ونرى الدُّنيا من ضِيا عينَيهم. هذا كلامٌ ثقيلٌ إلَّا على مؤمنٍ تقيٍّ نقيٍّ يعرفُ حقَّ الله عليه، ويعرفُ حقَّ عبادِه كذلك. كيف سنتهيَّأ لجنَّاتٍ عرضها السَّماواتُ والأرض ونحن عاجزين عن التماسِ عذرٍ واحدٍ للمسلم؟ بَينا أَوصانا رسولُ الله ﷺ على التماسِ سبعين عذرٍ للمسلمين؟ لقد أجحَفنا بحقِّ أنفسِنا، وقسَونا على غيرِنا، وحرمنا ذَواتَنا أُنسَ استشعارِ العفوِ عن المسلمين.. هل نسأل الله عفوَه، ونحن لا نعفو عن غيرِنا؟ أعوذ بالله من ذلك كلِّه.. وحدَها ما قد تكونُ المُنجيَة، في يومٍ لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون، أن يسألَنا الله ماذا تركتُم لأجلي؟ فنجيبُ بأنَّنا تركنا قسوةَ القلبِ وحبَّ الذَّات والردَّ عن النَّفس، وأسلَمنا الأمر لكَ وحدك كي تهبَنا السَّكينة والرِّضى، نحن والمسلمين. ختامًا، وعن نفسي، أنا أتعبُ عندما أرى متخاصمَين، كيف سيقومُ أحدهما للصَّلاةِ ويقولُ السَّلامُ علَينا وعلى عبادِه المؤمنين، وهو يحملُ حربًا في داخلِه على أخيه؟ هل سيقبلُ الله صلاتَه حقًّا؟ وهل ستوصِل الملائكةَ السَّلامَ لمن خاصم؟ هل نطبِّق الدَّعوة الَّتي ضُرِب لأجلها رسولُ الله ﷺ؟ وأُلقيَ الأذى عليه؟ وشُتِم في عِرضه وأهله؟ هل تحمَّل رسولُ الله ﷺ ذلك كله، لنخيِّبَه نحن بسوءِ عملِنا؟
بسمِ الله على نفوسِنا | 🥀
عابدة
@shujunrahil
مَن تربَّى على القرآنِ يستثقلُ أن يحملَ في قلبِه ضغينةً على أخيه، ويغلبُ عفوُه غضبَه، فلا يجدُ في نفسِه إلَّا حاجةً للتقرُّب من رضى الله بتركِ قسوةِ القلب والجفاء. لا أستوعبُ فكرةَ أن يكونَ المؤمنُ فظًّا غليظًا وهو يمرُّ كلَّ يومٍ على آياتٍ يلينُ لها الصَّخر. قد يغضبُ ويعاتبُ نعم، لكنَّه يفشلُ في دورِ اللَّئيم لأنَّ رقَّته تسيِّرُه. فقط ما أحبُّه لغَيري، ألَّا يعظِّموا توافهَ الدُّنيا، وأن ينظروا بمَنظور الآخرة، ويقيسوا علَيها كلَّ تفصيلٍ صغير. على المؤمنِ ألَّا يغضبَ لغيرِ دينِ الله، وأن يدوسَ بقدمِه على الغضبِ للمصالحِ الشَّخصيَّة. هذا ما فعله رسولُ الله ﷺ ونحن أَولى به من غيرِنا. وهو الَّذي عفا عمَّن سفَكوا دماء أصحابِه بعد دخولِهم الإسلام. فمن نحن أمام غزَواته؟ وما تفسير همومِنا أمام همِّ أمانةِ الدِّين؟ وهل تستحقُّ الدُّنيا أن نغفوَ وقد كسرنا خاطرَ مَن يؤمن بالله ويشهد بوحدانيَّته؟ يعلمُ الله بأن لا أجنحةَ لنا خلف ظهورِنا، وبأنَّنا نخطئ ونرجِع، ويُتعِبُنا أن يرانا الله حيث نهانا. يعلمُ الله بأنَّنا تغافَلنا كثيرًا لأجلِ إبقاء الودّ، والأصيلُ مَن يحفظُ ودادَ لحظة. يعلمُ كذلك بأنَّنا نقدِّم سعادةَ أهلِنا علينا، ونتنازلُ كُرمى لبسمةٍ نبصرُها على وجوهِهم، ويعلمُ كم ابتلَعنا غضبًا لوجهِه، مخافةَ أن نؤذيَ أو نُؤذى دون قصد. يعلمُ الله بأنَّنا نتشبَّثُ بأحبَّتنا، نشدُّ على أيديهم، ونرى الدُّنيا من ضِيا عينَيهم. هذا كلامٌ ثقيلٌ إلَّا على مؤمنٍ تقيٍّ نقيٍّ يعرفُ حقَّ الله عليه، ويعرفُ حقَّ عبادِه كذلك. كيف سنتهيَّأ لجنَّاتٍ عرضها السَّماواتُ والأرض ونحن عاجزين عن التماسِ عذرٍ واحدٍ للمسلم؟ بَينا أَوصانا رسولُ الله ﷺ على التماسِ سبعين عذرٍ للمسلمين؟ لقد أجحَفنا بحقِّ أنفسِنا، وقسَونا على غيرِنا، وحرمنا ذَواتَنا أُنسَ استشعارِ العفوِ عن المسلمين.. هل نسأل الله عفوَه، ونحن لا نعفو عن غيرِنا؟ أعوذ بالله من ذلك كلِّه.. وحدَها ما قد تكونُ المُنجيَة، في يومٍ لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون، أن يسألَنا الله ماذا تركتُم لأجلي؟ فنجيبُ بأنَّنا تركنا قسوةَ القلبِ وحبَّ الذَّات والردَّ عن النَّفس، وأسلَمنا الأمر لكَ وحدك كي تهبَنا السَّكينة والرِّضى، نحن والمسلمين. ختامًا، وعن نفسي، أنا أتعبُ عندما أرى متخاصمَين، كيف سيقومُ أحدهما للصَّلاةِ ويقولُ السَّلامُ علَينا وعلى عبادِه المؤمنين، وهو يحملُ حربًا في داخلِه على أخيه؟ هل سيقبلُ الله صلاتَه حقًّا؟ وهل ستوصِل الملائكةَ السَّلامَ لمن خاصم؟ هل نطبِّق الدَّعوة الَّتي ضُرِب لأجلها رسولُ الله ﷺ؟ وأُلقيَ الأذى عليه؟ وشُتِم في عِرضه وأهله؟ هل تحمَّل رسولُ الله ﷺ ذلك كله، لنخيِّبَه نحن بسوءِ عملِنا؟
بسمِ الله على نفوسِنا | 🥀
عابدة
@shujunrahil