🍃🍂🌿🌾🍃🍂🌿🌾
【 وصف إمام لغربة الإسلام 】
🍃🍂🌾🍃🍂🌾🍃🍂🌾
▪️قَالَ العلاَّمة الشيخ : عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمـهُ اللهُ تعالـى
معلقاً وشارحاً حديث النبي ﷺ :
(( يأتي على الناس زمانٌ ؛
القابض على دينه
كالقابض على الجمر )):
✍🏼 يقول (رحمـهُ اللهُ تعالـى) :
【وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ،
فإنه مابقي من الإسلام إلا اسمه
ولا من القرآن إلا رسمه ،
إيمانٌ ضعيف وقلوبٌ متفرّقة
وحكوماتٌ متشتتة
وعداوات وبغضاء باعدت بين المسلمين .
وأعداءٌ ظاهرون وباطنون
يعملون سرّاً للقضاء على الدين وإلحاد وماديّات جرفت بخبيث تيّارها وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبّان
ودعايات إلى فساد الأخلاق والقضاء على بقيّة الرَّمَق ..
ثم إقبالُ الناس على زخارف الدنيا
بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم وأكبر همهم ولها يرضون ويغضبون ..
ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة
والإقبال بالكليّة على تعمير الدنيا
وتدمير الدين واحتقاره
والاستهزاء بأهله
وبكل ما يُنسب إليه وفخرٌ وفخفخة ..
واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشرورها قد شاهده العباد ..
فمع هذه الشرور المتراكمة والأمواج المتلاطمة والمزعجات الملمة والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة
- مع هذه الأمور وغيرها -
تجد مصداق هذا الحديث ..
ولكن مع ذلك فإن المؤمن لايقنط من رحمة الله
ولا ييأس من روح الله
ولا يكون نظره مقصوراً على الأسباب الظاهرة
بل يكون ملتفتاً في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب الكريم الوهاب
ويكون الفرج بين عينيه
ووعده الذي لا يُخلفه ..
بأنه سبحانه
سيجعل بعد عسرٍ يسراً
وأن الفرج مع الكرب
وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات
وحلول المفظعات ..
فالمؤمن من يقول في هذه الأحوال :
لاحول ولا قوة إلا بالله
وحسبنا الله ونعم الوكيل
على الله توكلنا
اللهم لك الحمد وإليك المشتكى أنت المستعان وبك المستغاث ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة
ويقنع باليسير إذا لم يمكن الكثير
وبزوال بعض الشرّ وتخفيفه إذا تعذّر غير ذلك ..
﴿ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ﴾
﴿ ومن يتوكل على الله فهو حسبه ﴾
﴿ ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا﴾ 】
انتهى كلامه (رحمه الله) ..
المصدر :
[بهجة قلوب الأبرار (٢٠٢-٢٠١)]
🍃🍂🌾🍃🍂🌾🍃🍂🌾
لقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم))
بادروا بالأعمال يعني الصالحة
((فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مسلماً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً، ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل))[2]
المعنى أن الغربة في الإسلام تشتد حتى يصبح المؤمن مسلماً، ثم يمسي كافراً، وبالعكس يمسي مؤمناً، ويصبح كافراً،
يبيع دينه بعرض من الدنيا، وذلك بأن يتكلم بالكفر، أو يعمل به من أجل الدنيا،
فيصبح مؤمناً ويأتيه من يقول له: تسب الله وتسب الرسول، تدع الصلاة ونعطيك كذا وكذا، تستحل الزنا، تستحل الخمر، ونعطيك كذا وكذا فيبيع دينه بعرض من الدنيا، ويصبح كافراً، أو يمسي كذلك أو يقولوا: لا تكن مع المؤمنين نعطيك كذا وكذا لتكون مع الكافرين، فيغريه بأن يكون مع الكافرين وفي حزب الكافرين، وفي أنصارهم، حتى يعطيه المال الكثير فيكون ولياً للكافرين، وعدواً للمؤمنين،
وأنواع الردة كثيرة جداً، وغالباً ما يكون ذلك بسبب الدنيا، حب الدنيا وإيثارها على الآخرة؛
لهذا قال: ((يبيع دينه بعرض من الدنيا)) وفي لفظ آخر: ((بادروا بالأعمال الصالحة، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً أو غنىً مطغياً، أو موتاً مجهزاً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو الدجال شر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر))[3]
المؤمن يبادر بالأعمال، يحذر قد يبتلى بالموت العاجل، موت الفجأة قد يبتلى بمرض يفسد عليه قوته،
فلا يستطيع العمل،
يبتلى بهرم، يبتلى بأشياء أخرى،
على الإنسان أن يغتنم حياته وصحته وعقله، بالأعمال الصالحات، قبل أن يحال بينه وبين ذلك تارة بأسباب يبتلى بها، من مرض وغيره، وتارة بالطمع في الدنيا، وحب الدنيا، وإيثارها على الآخرة، وتزيينها من أعداء الله، والدعاة إلى الكفر والضلال.
[1] من أسئلة حج عام 1415هـ، شريط 49/ 9.
[2] أخرجه مسلم كتاب الإيـمان، باب الحث على المبادرة بالأعمال برقم 118.
[3] أخرجه الترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء في المبادرة بالعمل برقم 2306.
المصدر : موقع الشيخ ابن باز رحمه الله
🍃🍂🌿🌾🍃🍂🌿🌾
【 وصف إمام لغربة الإسلام 】
🍃🍂🌾🍃🍂🌾🍃🍂🌾
▪️قَالَ العلاَّمة الشيخ : عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمـهُ اللهُ تعالـى
معلقاً وشارحاً حديث النبي ﷺ :
(( يأتي على الناس زمانٌ ؛
القابض على دينه
كالقابض على الجمر )):
✍🏼 يقول (رحمـهُ اللهُ تعالـى) :
【وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ،
فإنه مابقي من الإسلام إلا اسمه
ولا من القرآن إلا رسمه ،
إيمانٌ ضعيف وقلوبٌ متفرّقة
وحكوماتٌ متشتتة
وعداوات وبغضاء باعدت بين المسلمين .
وأعداءٌ ظاهرون وباطنون
يعملون سرّاً للقضاء على الدين وإلحاد وماديّات جرفت بخبيث تيّارها وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبّان
ودعايات إلى فساد الأخلاق والقضاء على بقيّة الرَّمَق ..
ثم إقبالُ الناس على زخارف الدنيا
بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم وأكبر همهم ولها يرضون ويغضبون ..
ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة
والإقبال بالكليّة على تعمير الدنيا
وتدمير الدين واحتقاره
والاستهزاء بأهله
وبكل ما يُنسب إليه وفخرٌ وفخفخة ..
واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشرورها قد شاهده العباد ..
فمع هذه الشرور المتراكمة والأمواج المتلاطمة والمزعجات الملمة والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة
- مع هذه الأمور وغيرها -
تجد مصداق هذا الحديث ..
ولكن مع ذلك فإن المؤمن لايقنط من رحمة الله
ولا ييأس من روح الله
ولا يكون نظره مقصوراً على الأسباب الظاهرة
بل يكون ملتفتاً في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب الكريم الوهاب
ويكون الفرج بين عينيه
ووعده الذي لا يُخلفه ..
بأنه سبحانه
سيجعل بعد عسرٍ يسراً
وأن الفرج مع الكرب
وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات
وحلول المفظعات ..
فالمؤمن من يقول في هذه الأحوال :
لاحول ولا قوة إلا بالله
وحسبنا الله ونعم الوكيل
على الله توكلنا
اللهم لك الحمد وإليك المشتكى أنت المستعان وبك المستغاث ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة
ويقنع باليسير إذا لم يمكن الكثير
وبزوال بعض الشرّ وتخفيفه إذا تعذّر غير ذلك ..
﴿ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ﴾
﴿ ومن يتوكل على الله فهو حسبه ﴾
﴿ ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا﴾ 】
انتهى كلامه (رحمه الله) ..
المصدر :
[بهجة قلوب الأبرار (٢٠٢-٢٠١)]
🍃🍂🌾🍃🍂🌾🍃🍂🌾
لقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم))
بادروا بالأعمال يعني الصالحة
((فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مسلماً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً، ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل))[2]
المعنى أن الغربة في الإسلام تشتد حتى يصبح المؤمن مسلماً، ثم يمسي كافراً، وبالعكس يمسي مؤمناً، ويصبح كافراً،
يبيع دينه بعرض من الدنيا، وذلك بأن يتكلم بالكفر، أو يعمل به من أجل الدنيا،
فيصبح مؤمناً ويأتيه من يقول له: تسب الله وتسب الرسول، تدع الصلاة ونعطيك كذا وكذا، تستحل الزنا، تستحل الخمر، ونعطيك كذا وكذا فيبيع دينه بعرض من الدنيا، ويصبح كافراً، أو يمسي كذلك أو يقولوا: لا تكن مع المؤمنين نعطيك كذا وكذا لتكون مع الكافرين، فيغريه بأن يكون مع الكافرين وفي حزب الكافرين، وفي أنصارهم، حتى يعطيه المال الكثير فيكون ولياً للكافرين، وعدواً للمؤمنين،
وأنواع الردة كثيرة جداً، وغالباً ما يكون ذلك بسبب الدنيا، حب الدنيا وإيثارها على الآخرة؛
لهذا قال: ((يبيع دينه بعرض من الدنيا)) وفي لفظ آخر: ((بادروا بالأعمال الصالحة، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً أو غنىً مطغياً، أو موتاً مجهزاً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو الدجال شر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر))[3]
المؤمن يبادر بالأعمال، يحذر قد يبتلى بالموت العاجل، موت الفجأة قد يبتلى بمرض يفسد عليه قوته،
فلا يستطيع العمل،
يبتلى بهرم، يبتلى بأشياء أخرى،
على الإنسان أن يغتنم حياته وصحته وعقله، بالأعمال الصالحات، قبل أن يحال بينه وبين ذلك تارة بأسباب يبتلى بها، من مرض وغيره، وتارة بالطمع في الدنيا، وحب الدنيا، وإيثارها على الآخرة، وتزيينها من أعداء الله، والدعاة إلى الكفر والضلال.
[1] من أسئلة حج عام 1415هـ، شريط 49/ 9.
[2] أخرجه مسلم كتاب الإيـمان، باب الحث على المبادرة بالأعمال برقم 118.
[3] أخرجه الترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء في المبادرة بالعمل برقم 2306.
المصدر : موقع الشيخ ابن باز رحمه الله
🍃🍂🌿🌾🍃🍂🌿🌾