يُعلّق "تلْمِيذُ العُظَمَاء" على هذه الرِّسِالة فَيقُول:- "إيييه يا كَاتِبَ الكُنَّاشَة.!، كَاتِبْ في كُنّّاشَتِكْ كلامٌ خَطِير دائمًا ما أخْشَى كِتَابَته".
فَرَدْت الكُنَّاشَة وقالت:- أُفَضِلُ دائمًا أن أحْمل الأُمُور على أسْوء حَالاتِهَا لكي يَكُون الشْخص مُستعدًا لأي أمرًا كان، صحيحْ أنَّي نقلْتُ الوجه السَّيئ لعلاقة -الزَّوجَاتْ مع كُتب أزواجِهن- ولكن في المُقابل هُناكْ حالاتٌ يَفْرَح الشَّخْصُ عندما يَقرأُها وأنْقُلُ لكَ مثالاً واحد وهو الآتي:
تَقُول د.مُنَى حُسَين مُؤنسْ في كِتابها {في بيتْ حُسَيْن مُؤْنِسْ ص37-39}:- "القِرَاءَةُ شَيءٌ جَمِيل، ولكِنْ لو دَخلْتَ بيتًا ووجَدْتَهُ كُلَّ يَومٍ منْ أيّامُ الأُسْبُوع صَامِتًا لأنَّ صَاحِبَهُ يَقْرأ ويَكْتُب فلا بُدَّ أن تَشْعُر الزَّوجَة بالْمُعَانَاة من هذا الوضْع، إذ يَكُونُ الزَّوج دَائِمًا مَعها جَسَديًا ولكِنَّهُ مُنْهَمِكْ في عَمَلِهِ رُوحِيًا.
ومثْل هذا الرجُل يَحْتَاج إلى نَوعٌ مُعيِّنٌ من الزِّيجَات فلا أتَصَوّر أنَّ أي إمرأة تَسْتَطِيع أن تَتَقَبْلَ ذلكْ. أمَّا في بَيتِنَا فقدْ كَانَ أبي يَمْضِي طُولَ عُمْر زَوَاجِهِ على هذا المِنْوال جَالِسًا كُلَّ يَومٍ سَاعِاتٍ طَويلة مَشْغُولًا بِعَمَلِهِ، غيرَ أنَّ أُمَّي تَكيِفَتْ في هذا الجَو وتَعلَّمَتْ كَيِفَ تَمْلأ وقتَ فَرَاغِهَا دُونَ أنْ تُسَببَ لهُ أيُّ إزْعَاج. وَرَغْمَ إشْتِغَاله الدَّائمْ بِقِرَاءَاتِهِ وكِتَابَاتِهِ فَلَمْ ينْسَى أبي أُمَّي أبدًا، إذ إسْتَمَرَّ طُولَ حَياتِهِ يُخَصِّصُ لها يَومًا يَخْرُجَانِ فيِهِ وحْدَهُمَا ويُبْعَدَانِ عن العَمَل"ا.ه.
و أُذَكِرُكَ بِما قالَهُ الشَّيخ علي الخضير -فرَّجَ الله كرَّبه-، حيثُ قالَ عن نفْسه:- "ما وَصَلْتُ إلى ما وصَلتُ إليه إلا بِمُسَاعَدَة زوجتي..!".
https://t.me/tlmeez1/624