#المتشرفون بلقاء صاحب الزمان 'عجل الله فرجه ٦
ينقل المحدث الجليل الشيخ حسين نوري الطبرسي "ره
عن العالم الجليل الملا محسن الاصفهاني "ره : انه قال :
في احد ليالي الجمعة ذهبت مع احد الطلاب إلى مسجد الكوفة وكان التردد على هذا المسجد في تلك الأيام ضربا من المجازفة لكثرة قطاع الطرق المتشردين حول المسجد وبالقرب منه .
وعندما دخلت المسجد لم يكن فيه سوى طالب علم واحد وهو مشغول بالعبادة والصلاة ثم بدأنا بأعمال مسجد الكوفة وبعد الانتهاء منها ، أغلقنا باب المسجد ووضعنا خلفه كل ما وقع في أيدينا من الصخور والأحجار كي لا يستطيع احد أن يفتحه من خارج المسجد ثم جلست مع صاحبي على دكة القضاء واستقبلنا القبلة وشرعنا بقراءة الأدعية والصلوات .
وكان ذلك الشخص الوحيد الموجود في المسجد قد جلس هو الآخر قرب باب الفيل وبدأ بقراءة دعاء كميل . وكان الجو باردا نوعا ما والسماء صافيه وقد اكتمل البدر تماماً فأضفى أشعته الباهتة على المكان نوعا من القدسية والخشوع والرهبة .ثم انتبهنا وإذا برائحة عطر عبقة زكيه تعم فضاء المسجد وهي أطيب من المسك والعنبر .ثم رأيت شعاعا من النور غمر السماء وتغلب على ضياء القمر الباهت وسكت ذلك الطالب من الحوزة الذي كان يقرأ دعاء كميل بصوت عال .
ودخل في هذه الأثناء شاب مهيب الطلعة عليه شمائل الابهه والعظمة من ذلك الباب الذي أغلقناه ووضعنا الأحجار خلفه ، وكان هذا السيد الجليل يرتدي ملابس أهل الحجاز ويضع شالا على كتفه . ثم توجهه بوقار وجلال إلى ضريح مسلم بن عقيل عليه السلام ونحن مبهوتين من جماله وجلاله وروعة شمائله وعندما وصل إلينا سلّم علينا ومع إن لساني قد انعقد من الدهشة فقد حاولت رد السلام عليه أما صاحبي فقد تجمد في مكانه ولم يستطع حراكا أو سلاما ، ولما اختفى في مسجد مسلم بن عقيل رجعنا إلى حالتنا العادية أخذنا نتساءل من يكون هذا الرجل العظيم الذي أثر علينا ذلك التأثير ؟
وكيف دخل المسجد وقد أغلقنا واحكمنا أبوابه ؟
ولمعرفة المزيد عن هذا الشخص تبعناه إلى داخل مسجد مسلم بن عقيل عليه السلام وعندها شاهدنا ذلك الطالب في الحوزة العلمية جالسا على الأرض وقد مزق ثيابه وهو يلطم ويبكي كالثكلى فسألناه : ما بك يا رجل ؟
فقال : لقد قضيت أربعين ليلة أربعاء في هذا المسجد معتكفا على أمل أن أوفق لزيارة ورؤية إمام عصرنا وولي أمر المسلمين وأخيرا عندما شاهدته هذه الليلة ووصل إلي بكل عظمه وهيبة ووقار وسلّم عليّ ، لم أستطع جوابا وقد تسمّرت في مكاني فسألني ماذا تريد أيها العبد الصالح ؟
فلم أستطع جوابا وبقيت كالمسحور ساكتا بلا حراك !
ثم تبسم تلك البسمة الإلهية ورحل . وعندما رجعنا ووقفنا في باب المسجد الذي أغلقناه وجدناه مغلقا كما كان والأحجار خلفه منضده !!
-----------------------------------------------
📖 النجم الثاقب في أحوال الإمام الغائب