حياة النبيﷺ والصحابة


Гео и язык канала: не указан, не указан
Категория: не указана


"محمد رسول اللّه والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم"

Связанные каналы

Гео и язык канала
не указан, не указан
Категория
не указана
Статистика
Фильтр публикаций


⚠️⚠️ تعرف على اهم 7 اشياء قد تدمر اي مشروع انت على وشك البدء فيه، وتعرف على اهم باقي مهارات الاستثمار
هنا👈 @Estethmaar
-----------
l تحليل الشخصية
@The_Secret_polls
l مفكرة طبيب
@metting33
l تنميه بشريه وتطو
@selfdeveloping
l فكر ومعرفة
@thtoknow
l منح دراسية للطلا
@talemeh
l الثقافة الإسلامي
@athagafh
l .. حـــكم وامثــ
@vvvvtvvv

-
l صباح التوكل على
@sbhiat
l اوتار روح
@soulmusic88
l مكتبة سعيد البوط
@Drboutilib
l شرح أدوية مصورة
@drugphotoses
l التطوير الذاتي
@moo1stafa
l بهــجة
@Bahga_message
l تطوير تطبيقات ال
@web_applications

-
l انين الفقراء
@Anen7Fakerbot
l الهندسة الصناعية
@IMSE_SPECIALTY
l تعلم التركية بدو
@kolay_tur
l المحترف
@yemenprofessional3
l \(عالم الثقافة وا
@diff_worlds
l صباحيات
@sbahit
l حكايـــة وقصـــة
@hkayattttt

-
l الواقع الحقيقي A
@ALHAMDIN2030
l ƤƠƧƖƬƖƔЄ ЄƝЄƦƓƳ
@tasneemyousif1999
l مختارات مفيدة
@foaeed1
l كتاب وكوب قهوة
@coffee710
l حياة النبيﷺ والص
@prophetsay
l سوبر ماما
@sosupermama
l غيث الخواطر
@ghayth_alkhawatir_7

-
l الفتن والملاحم ف
@glamor92
l هل تعلم؟
@HL_TaaLM_H
l لله نحن
@lilah_nahn
l محبة يوسف عليه ا
@susiemz
l بالأمـــــــل نح
@belamalnahia
l دوحة الفكر
@myyosbooks
l الثقافة اليمانيه
@yem_cu

-
l كلمات الخير لكل
@bcxvx
l خلفيات جوال
@HD_WallsPics
l حكاية ورديـهـة ⏰
@shnoopp
l مكارم الاخلاق
@alddawh
l گ. ️FREE
@k651k
l بِٰـِۢﯛ̲୭حِٰـِۢ
@baoohrooh
l القرآن الكريم
@Abdalrhman100000

-
l \(صور + فيديوهات
@MahmoodMAS
l إنـه الـقدر
@Al_qader
l ربِّ اغفر لي
@rabyigfrly
l أثر للتنمية البش
@Atherfor
l خدمة أبصر الدعوي
@mh36643664
l ما لا ينبغي جهله
@you_must_knoow
l --- الله معنا
@Allahmana

-
l كيف السبيل
@kyaALsabil
l أبداع وعجائب الخ
@mm_malak
l عمرو الموزعي
@almuzaeie
l طاقة نور
@taktnour
l فاطمئن
@Mohammad0296ala
l ناي
@Naysongs
l Raji Abdelouhab
@RajiAbdelouhabBlog

-
l اللهم اجبر كسرنا
@allhm1agbr1ksrana
l بسطتهالك
@courseraonline
l تعلم الانكليزي ف
@faaaatmmmm
l بوح قلم وتصاميم
@a662200
l •⇣ °سًـگنٌٱت روُ
@aaa85p
l دقائق في ذكر الل
@Abdulrhmanqq
l فوضى
@ambition_2

-
l م̀بع̀́ثر̀آ̀ت
@Mopath
l رمضان كريم* فقه
@alfaqqah
l برامج والعاب مهك
@mh88am
l ️ معاً لطاعة ﷲ
@happy123465
l أكاديمية لسان ال
@lissanalaarab
l بوح
@Bo7777
l كن مختلفاً *The
@anwa98

-
l رانجتك للمعلوميا
@rangetechr1
l أنا قارئ
@anaqare2
l سلمان العودة
@Silmano
l قرآن كريم وحالات
@naahmn
l درب النجاح
@mohamedalhlaly91
l ايفون و اندرويد
@i_APPs
l مطبخ الأمورة جوج
@Aujioore

-
l ارح سمعك بالقرآن
@qranm
l الحياه الايجابية
@miniworld77
l كنوز القرآن
@sabaa1233
l بساط الريح
@alkatbabdoalaa
l روائع التلاوات
@tilawat34
l ثم تفائل وابتسم
@Smileforlife7
l رب زدني علماً
@oo5123vbwx

-
l خواطري
@iagdalyasamen
l وطني وما يبكيك
@yelov
l على جناحي كتاب
@RahifsBooks
l أجمل مافي الكون
@qamarmoon4
l نهـضة أمـــــة
@Nahumah
l قصص وعبر
@abr860
l صُحبة الجَنَّـة
@sohbtalgna

-
l إنجاز وإعجاز
@olaaida
l أسرار الأثرياء
@nrm369
l قناة السنة النبو
@mkkkkj
l الفريضة المنسية
@alprayer
l مارشميللو
@avaon
l كوكتيل 🧪 🦠🧬صيدلا
@koktilpharma
l نصائح ومعلومات ⁾
@amaniabood

-
l منبر الخطباء
@alkhotaba22
l قناة ألسنة النبو
@hhhhhkkp
l موسوعة الحقائق
@HQIQA
l الصحوة الاسلامية
@alasreandmaraj
l درر الكلام
@Dorrar_Al_kalam
l كـن لـنفسـكــ
@osaox
l مراجع رياضيات جا
@mathsbook

-
l قناة تأخذك للجنة
@fyrhabalquraan
l كيف تصمم بالجوال
@yr_alhosine2
l طب الأسنان
@specialfordentist
l وحي القلم
@wahey2020
l موسوعة العلم وا
@istetlaa
l اقرأ كتابًا تحيا
@maktabatona
l علمتني الحياه
@TT_TTh

-
l غذي عقلك بالقراء
@aqlak
l خواطر انجليزية
@abdullmgeed
l كـن مـع الـلّـه
@aaammll
l الثقافة الإدارية
@Admn_c602
-
📅 @Datec 👈 تاريخ اليوم، الهجري؟
📚 @BKSPDF قناة الكتب PDF
-
⚠️ @lastat 👈🏼 اضف قناتك


غزوة بني لحيان:
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح بني قريظة بقية ذي الحجة، والمحرم، وصفرا، وربيعا الأول، وربيعا الآخر، وجمادى الأولى، ثم خرج- وهو الشهر السادس من فتح بني قريظة، في الشهر الثالث من السنة الخامسة- قاصدا إلى بني لحيان، مطالبا بثأر عاصم بن ثابت وخبيب بن عدي وأصحابهما، المقتولين بالرجيع، وذلك إثر رجوعه من دومة الجندل.
فسلك صلى الله عليه وسلم على غراب، جبل بناحية المدينة على طريق الشام- إلى مخيض، ثم إلى البتراء، ثم أخذ ذات اليسار فخرج على يين ، ثم على صخيرات اليمام، ثم أخذ المحجة من طريق مكة، فأغذ السير حتى نزل غران، وهو واد بين أمج وعسفان، وهي منازل بني لحيان، إلى أرض يقال لها: ساية، فوجدهم قد حذروا وتمنعوا في رءوس الجبال، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم- إذ فاته غرتهم- في مائتي راكب من أصحابه، حتى نزل عسفان، وبعث عليه السلام رجلين من أصحابه فارسين، حتى بلغا كراع الغميم، ثم كرا، ورجع عليه السلام قافلا إلى المدينة.


بعث عبد الله بن أبي عتيك إلى قتل سلام ابن أبي الحقيق:
ولما فتح الله تعالى في الكافر كعب بن الأشرف على يدي رجال من الأوس، رغبت الخزرج في مثل ذلك تزيدا في الأجر والغناء في الإسلام؛ فتذكروا أن سلام بن أبي الحقيق من العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين على مثل حال كعب بن الأشرف، فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله، فأذن لهم.
فخرج إليه خمسة نفر من الخزرج، كلهم من بني سلمة: وهم: عبد الله ابن عتيك، وعبد الله بن أنيس، وأبو قتادة الحارث بن ربعي، ومسعود بن سنان، وخزاعي بن الأسود، حليف لهم من المسلمين.
وأمر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عتيك، ونهاهم عن قتل النساء والصبيان. فنهضوا حتى أتوا خيبر ليلا، وكان سلام ساكنا في دار مع جماعة، وهو في علية منها، فتسوروا الدار، ولم يدعوا بابا من أبوابها إلا استوثقوا منه من خارج، ثم أتو العلية التي هو فيها، فاستأذنوا عليه، فقالت امرأته: من أنتم؟ فقالوا: أناس من العرب فقالت: هذاكم صاحبكم فادخلوا. فلما دخلوا أغلقوا الباب على أنفسهم، فأيقنت بالشر وصاحت، فهموا بقتلها، ثم ذكروا نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء، فأمسكوا عنها؛ ثم تعاوروه بأسيافهم وهو راقد على فراشه، ووضع عبد الله بن عيتك سيفه في بطنه حتى أنفذه، وعدو الله يقول: قطني قطني. ثم نزلوا. وكان عبد الله بن عتيك سيئ البصر، فوقع فوثئت رجله وثئا شديدا، فحمله أصحابه حتى أتوا منهرا من مناهرهم ، فدخلوا فيه واستتروا. وخرج أهل الآطام، وأوقدوا النيران فى كل وجه، فلما يئسوا رجعوا، فقال المسلمون: كيف لنا وأن نعلم أن عدو الله قد مات؟ فرجع أحدهم، ودخل بين الناس، ثم رجع إلى أصحابه فذكر لهم أنه وقف مع الجماعة، وأنه سمع امرأته تقول: والله لقد سمعت صوت ابن عتيك، ثم أكذبت نفسي وقلت: أنى ابن عتيك بهذه البلاد! ثم إنها نظرت في وجهه فقالت: فاظ وإله يهود. قال: فسررت، وانصرف إلى أصحابه فأخبرهم بهلاكه، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه وتداعوا في قتله، فقال صلى الله عليه وسلم: هاتوا سيوفكم. فأروه إياها، فقال عن سيف عبد الله بن أنيس: هذا قتله، أرى فيه أثر الطعام.


غزوة دومة الجندل:
وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فأقام بها إلى أن انسلخ ذو الحجة من السنة الرابعة من الهجرة، ثم غزا عليه السلام إلى دومة الجندل في شهر ربيع الأول، ابتداء العام الخامس من الهجرة، واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة. وانصرف عليه السلام من طريقه قبل أن يبلغ دومة الجندل، ولم يلق حربا.


وخرج في تلك الليلة عمرو بن سعدي القرظي، وكان قد أبى من الدخول معهم في نقض عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنجا، ولم يعلم أين وقع.
فلما نزلت بنو قريظة على حكمه، صلى الله عليه وسلم، قالت الأوس: يا رسول الله، قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت، وهم حلفاء إخواننا الخزرج، وهؤلاء موالينا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم؟ قالوا: بلى. قال: فذاك إلى سعد بن معاذ. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل سعد بن معاذ في خيمة في المسجد، تسكنها رفيدة الأسلمية- وكانت امرأة صالحة تقوم على المرضى، وتداوى الجرحى- ليعوده النبي صلى الله عليه وسلم من قريب. فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد ليؤتى به فيحكم في بني قريظة، فأتى به على حمار، وقد وطئ له بوسادة أدم، وأحاط به قومه، وهم يقولون: يا أبا عمرو، أحسن في مواليك. فقال لهم سعد: قد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم. فرجع بعض من معه إلى ديار بني عبد الأشهل، فنعى إليهم رجال بني قريظة، فلما أظل سعد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال للمسلمين: قوموا إلى سيدكم. فقام المسلمون، فقالوا: يا أبا عمرو، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم.
فقال: عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم لما حكمت؟ قالوا: نعم.
قال: وعلى من هاهنا- في الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو معرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالا له- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم. قال سعد:
إني أحكم فيهم أن تقتل الرجال، وتقسم الأموال، وتسبى الذراري والنساء.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة.
فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضع سوق المدينة اليوم، فخندق بها خنادق، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربت أعناقهم في تلك الخنادق. وقتل يومئذ حيي بن أخطب والد أم المؤمنين صفية، وكعب بن أسد، وكانوا من الستمائة إلى السبعمائة. وقتل من نسائهم امرأة واحدة، وهي بنانة امرأة الحكم القرظي، التي طرحت الرحى على خلاد بن سويد بن الصامت فقتلته، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل كل من أنبت، وترك من لم ينبت.
ووهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن الشماس ولد الزبير بن باطا، فاستحياهم، منهم عبد الرحمن بن الزبير، أسلم وله صحبة.
ووهب أيضا صلى الله عليه وسلم رفاعة بن شمويل القرظي لأم المنذر سلمى بنت ليس من بني النجار، وكانت قد صلت القبلتين، فأسلم رفاعة وله صحبة، وكان ممن لم ينبت.
واستحيا عطية القرظي، وله صحبة.
وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أموال بني قريظة، فأسهم للفارس ثلاثة أسهم، وللراجل سهما، وكان الخيل يومئذ في المسلمين ستة وثلاثين فرسا.
ووقع للنبي صلى الله عليه وسلم من سبيهم ريحانة بنت عمرو بن خنافة، إحدى نساء بني عمرو بن قريظة، فلم تزل في ملكه حتى مات صلى الله عليه وسلم.
فكان فتح بني قريظة في آخر ذي القعدة متصلا بأول ذي الحجة في السنة الرابعة من الهجرة.
فلما تم أمر بني قريظة أجيبت دعوة الرجل الصالح: سعد بن معاذ رضوان الله عليه، فانفجر عرقه فمات. وهو الذي اهتز عرش الرحمن لموته رضى الله عنه.


فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يصلي أحد العصر إلا في بني قريظة: ونهض المسلمون، فوافاهم وقت العصر في الطريق، فقال بعض المسلمين: نصلي، ولم نؤمر بتأخيرها عن وقتها. وقال آخرون: لا نصليها إلا حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصليها. فذكر أن بعضهم لم يصلوا العصر إلا ليلا؛ فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعنف من الطائفتين أحدا.
فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية علي بن أبي طالب رضي الله عنه، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، ونازل رسول الله صلى الله عليه وسلم حصونهم، فأسمعوا المسلمين سب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقي علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض له بألا يدنو منهم من أجل ما سمع. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئا. فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم أمسكوا عما كانوا يقولون. فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بئر من آبارهم يقال لها «بئر أنا» وقيل «بئر أنى» ، وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين ليلة، وعرض عليهم سيدهم كعب بن أسد ثلاث خصال، وهي: إما الإسلام؛ وإما قتل ذراريهم ونسائهم ثم القتال حتى يموتوا؛ وإما تبيت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة السبت- ظنا منه أن المسلمين قد أمنوا منهم. وأبو كل ذلك، وأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليهم أبا لبابة بن عبد المنذر- أخا بني عمرو بن عوف، وكانوا حلفاء الأوس- فأرسله صلى الله عليه وسلم إليهم، فلما أتاهم اجتمع إليه رجالهم والنساء والصبيان، فقالوا له: يا أبا لبابة، أترى أن ننزل على حكم محمد؟ قال: نعم. وأشار إليهم أنه الذبح. ثم ندم أبو لبابة من وقته وعلم أنه قد أذنب، فانطلق على وجهه ولم يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فكتف نفسه إلى عمود من أعمدة المسجد، وقال: لا أبرح مكاني هذا حتى يتوب الله عز وجل علي. وعاهد الله تعالى ألا يدخل أرض بني قريظة أبدا، ولا يكون بأرض خان الله ورسوله فيها وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لو أتاني لستغفرت له، فأما إذ فعل ما فعل فما أنا بالذى أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه. فنزلت التوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر لبابة والآية التي تيب فيها على أبي لبابة هي: (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم) (سورة التوبة الآية ١٠٢) ، فتولى رسول الله صلى الله عليه وسلم إطلاقه بيده، وقيل: إنه رضوان الله تعالى عليه أقام مرتبطا بالجذع ست ليال لا يحل إلا للصلاة.
ونزل بنو قريظة على حكم سعد بن معاذ، إذ حكم فيهم بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأسلم ليلة نزولهم ثعلبة وأسيد ابنا سعية، وأسد بن عبيد، وهم نفر من هدل، من بني عم قريظة والنضير.


ولما اشتدت الحال وصعب الأمر أتى نعيم بن مسعود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم؛ فقال: يا رسول الله، إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني بما شئت. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما أنت فينا رجل واحد، فخذل عنا إن استطعت، فإن الحرب خدعة.
فخرج نعيم فأتى بني قريظة، وكان ينادمهم في الجاهلية، فقال: يا بني قريظة، قد عرفتم ودي إياكم، وخاصة ما بيننا وبينكم. قالوا: صدقت فقال: إن قريشا وغطفان ليسوا مثلكم، البلد بلدكم، ولا تقدرون عن التحول عنه، وقريش وغطفان ليسوا كذلك ولا مثلكم، إن رأوا ما يسرهم وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم؛ ولا طاقة لكم بمحمد إن تركتم معه، فلا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا منهم رهنا. فقالوا: لقد أشرت بالرأي.
ثم نهض إلى قريش، فقال لأبي سفيان: قد عرفتم صداقتي لكم، وبلغني أمر لزمني أن أعرفكموه، فاكتموا عني. قالوا: وما هو؟ قال: اعلموا أن اليهود قد ندموا على ما فسخوا من عهد محمد، وقد أرسلوا إليه أن يأخذوا منكم رهنا يدفعونه إلى محمد، ويرجعون معه عليكم. فشكرته قريش على ذلك.
ثم نهض حتى أتى غطفان فقال لهم مثل ما قال لقريش. فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة أربع أرسل أبو سفيان وغطفان إلى بني قريظة: إنا لسنا بدار مقام، فاغدوا للقتال فأرسل اليهود إليهم: إن اليوم يوم سبت، ومع ذلك لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا. فردوا إليهم الرسول: والله لا نعطيكم فاخرجوا معنا. فقال بنو قريظة: صدق والله نعيم. فلما رجع الرسل إليهم بذلك قالوا: صدقنا والله نعيم. فأبوا من القتال معهم، وأرسل الله تعالى عليهم ريحا عظيمة كفأت قدورهم وآنيتهم.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم حذيفة من اليمان عينا، فأتاه بخبر رحيلهم ورحلت قريش وغطفان.
فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذهب الأحزاب، رجع عن الخندق إلى المدينة، ووضع المسلمون سلاحهم، فأتاه جبريل عن الله تعالى بالنهوض إلى بني قريظة، وذلك بعد صلاة الظهر من ذلك اليوم. ورأى قوم من المسلمين يومئذ جبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي على بغلة عليها قطيفة ديباج، ثم مر عليهم دحية بعد ذلك.


ثم إن فوارس من قريش، منهم: عمرو بن عبدود، أخو بني عامر بن لؤى، وعكرمة بن أبي جهل، وهبيرة بن أبي وهب المخزوميان، وضرار ابن الخطاب أخو بني محارب بن فهر، خرجوا على خيلهم. فلما وقفوا على الخندق، قالوا: هذه مكيدة والله ما كانت تعرفها العرب. وقد قيل: إن سلمان أشار به. ثم تيمموا مكانا ضيقا من الخندق فاقتحموه وجاوزوه، وجالت بهم خيلهم في السبخة بين الخندق وسلع، ودعوا إلى البراز، فبارز علي بن أبي طالب عمرا فقتله، وخرج الباقون من حيث دخلوا، فعادوا إلى قومهم. وكان شعار المسلمين يوم الخندق: «حم، لا ينصرون» .
وكانت عائشة أم المؤمنين مع أم سعد بن معاذ في حصن بني حارثة، وكان من أحصن حصن بالمدينة. وكانت صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فارع، أطم حسان بن ثابت، وكان حسان بن ثابت فيه مع النساء والصبيان.
ورمي في بعض تلك الأيام سعد بن معاذ بسهم قطع منه الأكحل، ورماه حبان بن قيس بن العرقة، وقد قيل: بل رماه أبو أسامة الجشمي حليف بني مخزوم، وقيل: إن سعدا دعا- إذ أصيب رضوان الله عليه- فقال: اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلى أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه، اللهم وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة.


غزوة الخندق:
ثم كانت غزوة الخندق في شوال من السنة الرابعة من الهجرة.
وسببها: أن نفرا من اليهود، منهم سلام بن أبي الحقيق، وكنانة ابن الربيع بن أبي الحقيق، وسلام بن مشكم- النضريون، وهوذة بن قيس، وأبو عمار- الوائليان. وهم حزبوا الأحزاب: خرجوا فأتوا مكة داعين إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وواعدين من أنفسهم بعون من انتدب إلى ذلك، فأجابهم أهل مكة إلى ذلك؛ ثم خرج اليهود المذكورون إلى غطفان، فدعوهم إلى مثل ذلك، فأجابوهم.
فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري على بني فزارة، والحارث ابن عوف بن أبي حارثة المري فى بني مرة، ومسعر بن رخيلة بن نويرة فيمن تابعه من أشجع.
فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بحفر الخندق على المدينة، فعمل فيه صلى الله عليه وسلم بيده، فتم الخندق؛ وكانت فيه معجزات، منها: أن كدية صخر عرضت في الخندق كلت المعاول عنها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا ونضح عليها ماء، فانهالت كالكثيب؛ وأطعم النفر العظيم من تمر يسير، إلى غير ذلك.
وأقبلت الأحزاب حتى نزلت بمجتمع السيول من رومة، بين الجرف وزغابة، في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تبعهم من كنانة وغيرهم.
ونزلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد، حتى نزلوا بذنب نقمى، إلى جانب أحد.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
في تسعمائة فقط، حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع، فنزلوا هنالك والخندق بينهم. واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وأمر بالنساء والذراري فجعلوا في الآطام.
وكان كعب بن أسد رئيس بني قريظة موادعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه حيي بن أخطب، فلم يزل به، وكعب يأبى عليه، حتى أثر فيه، ونقض كعب عهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومال مع حيى.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم- إذ بلغه الأمر- سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وهما سيدا الأوس والخزرج، وخوات بن جبير أخا بني عمرو بن عوف، وعبد الله بن رواحة أخا بني الحارث بن الخزرج، ليعرفوا الأمر، فلما بلغوا بني قريظة وجدوهم مكاشفين بالغدر، ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فشاتمهم سعد بن معاذ، وانصرفوا.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرهم إن وجدوا غدر بني قريظة حقا أن يعرضوا له الخبر ولا يصرحوا، فأتوا فقالوا: عضل والقارة؛ تذكيرا بغدر القارة بأصحاب الرجيع. فعظم الأمر، وأحيط بالمسلمين من كل جهة؛ واستأذن بعض بني حارثة فقالوا: يا رسول الله، إن بيوتنا عورة وخارجة عن المدينة، فأذن لنا نرجع إلى ديارنا. وهم أيضا بالفشل بنو سلمة، ثم ثبت الله كلتا الطائفتين، ورحم القبيلتين؛ وبقي المشركون محاصرين للمسلمين نحو شهر، ولم يكن بينهم حرب، إلى أن أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عيينة بن حصن بن حذيفة، والحارث بن عوف بن أبي حارثة، رئيسي عطفان، فأعطاهما ثلث ثمار المدينة، وجرت المراوضة في ذلك، ولم يتم الأمر، فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ وسعد بن عبادة، فقالا: يا رسول الله، أشىء أمرك الله به فلا بد لنا منه؟ أم شىء تحبه فنصنعه، أم شىء تصنعه لنا؟ قال: بل شىء أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا أني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة. فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله، قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان، وهم لا يطيقون أن يأكلوا منها تمرة إلا قرى أو بيعا، فحين أكرمنا الله تعالى بالإسلام، وهدانا له، وأعزنا بك وبه- نعطيهم أموالنا؟ والله لا نعطيهم إلا السيف.
فصوب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه، وتمادوا على حالهم.


غزوة بدر الثالثة:
كان أبو سفيان يوم أحد نادى: موعدنا وإياكم بدر في عامنا المستقبل.
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أن يجيبه بنعم؛ فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم:
منصرفه من ذات الرقاع بالمدينة، بقية جمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ورجبا، ثم خرج في شعبان من السنة الرابعة للميعاد المذكور. فاستعمل على المدينة عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول، ونزل في بدر، فأقام هنالك ثمان ليال. وخرج أبو سفيان في أهل مكة، حتى نزل مجنة من ناحية الظهران، وقيل: بلغ عسفان، ثم بدا لهم في الرجوع، واعتذر بأن العام عام جدب.


غزوة ذات الرقاع:
ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بني النضير بالمدينة شهر ربيع الآخر، وبعض جمادى الأولى، في صدر السنة الرابعة بعد الهجرة. ثم غزا نجدا، يريد بني محارب وبني ثعلبة بن سعد بن غطفان، واستعمل على المدينة أبا ذر الغفاري، أو عثمان بن عفان، ونهض حتى نزل نخلا.
وإنما سميت هذه الغزوة ذات الرقاع لأن أقدامهم رضي الله عنهم نقبت، وكانوا يلفون عليها الخرق، فلذلك سميت ذات الرقاع.
فلقي صلى الله عليه وسلم بنخل جمعا من غطفان، فتواقفوا، إلا أنه لم يكن حرب، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ صلاة الخوف.
وفي انصرافهم من تلك الغزوة أبطأ جمل جابر، فنخسه عليه السلام، فانطلق متقدما للركاب، وابتاعه منه عليه السلام، ثم رده عليه ووهبه الثمن وزيادة قيراط، فلم يزل عند جابر متبركا به، حتى أخذه أهل الشام في جملة ما انتهبوه بالمدينة يوم الحرة.
وفي هذه الغزوة أيضا أتى رجل من بني محارب بن خصفة، اسمه غورث ابن الحارث، فأخذ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهزه، وقال: يا محمد من يمنعك مني؟ قال: الله. فرد غورث السيف مكانه، فنزل في ذلك: "يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم".
وفي هذه الغزوة رمى رجل من المشركين رجلا من الأنصار كان ربيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فجرحه وهو يقرأ سورة من القرآن، فتمادى في القراءة ولم يقطعها لما أصابه.


غزوة بني النضير:
ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه إلى بني النضير، مستعينا بهم في دية ذينك القتلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية، فلما كلمهم قالوا: نعم. فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وعمر وعلي ونفر من أصحابه إلى جدار من جدرهم. فاجتمع بنو النضير، وقالوا: من رجل يصعد على ظهر البيت، فيلقي على محمد صخرة، فيقتله، فيريحنا منه. فانتدب لذلك عمرو بن جحاش ابن كعب؛ فأوحى الله تعالى بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام ولم يشعر بذلك أحدا من أصحابه ممن معه. فلما استلبثه أصحابه رضي الله عنهم قاموا فرجعوا إلى المدينة، وأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرهم بما أوحى الله تعالى إليه مما أرادته اليهود، وأمر أصحابه بالتهيؤ لحربهم، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم. ونهض إلى بني النضير في أول السنة الرابعة من الهجرة، فحاصرهم ست ليال، وحينئذ نزل تحريم الخمر. فتحصنوا منه في الحصون، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع النخل وإحراقها، ودس عبد الله بن أبي بن سلول ومن معه من المنافقين إلى بني النضير: إنا معكم، وإن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن أخرجتم خرجنا معكم، فاغتروا بذلك. فلما جاءت الحقيقة خذلوهم وأسلموهم، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم، على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا السلاح. فاحتملوا بذلك إلى خيبر. ومنهم من صار إلى الشام، وكان ممن سار معهم إلى خيبر أكابرهم: حيى بن أخطب وسلام بن أبي الحقيق، وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق؛ فدانت لهم خيبر.
فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أموال بني النضير بين المهاجرين الأولين خاصة، إلا أنه أعطى منها أبا دجانة سماك بن خرشة، وسهل بن حنيف، وكانا فقيرين.
ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان: يامين بن عمير بن كعب بن عمرو ابن جحاش، وأبو سعد بن وهد- أسلما، فأحرزا أموالهما، وذكر أن يامين بن عمير جعل جعلا لمن قتل ابن عمه عمرو بن جحاش لما هم به في رسول صلى الله عليه وسلم.
وفي قصة بني النضير نزلت سورة الحشر.


بعث بئر معونة:
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بقية شوال، وذا القعدة، وذا الحجة، والمحرم، ثم بعث أصحاب بئر معونة في صفر، في آخر تمام السنة الثالثة من الهجرة على رأس أربعة أشهر من أحد.
وكان سبب ذلك أن أبا براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة، وهو ملاعب الأسنة، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فلم يسلم ولم يبعد، وقال: يا محمد، لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد فدعوهم إلى أمرك، لرجوت أن يستجيبوا لك. فقال صلى الله عليه وسلم: إني أخشى عليهم أهل نجد.
فقال أبو براء: أنا جارهم.
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو، أحد بني ساعدة، وهو الذي يلقب: المعنق ليموت، في أربعين رجلا من المسلمين، وقد قيل في سبعين من خيار المسلمين، منهم: الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان- أخو أم سليم، وهو خال أنس بن مالك- وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق وغيرهم.
فنهضوا فنزلوا بئر معونة، وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم، ثم بعثوا منها حرام بن ملحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدو الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، عامر بن الطفيل. فلما أتاه لم ينظر في كتابه، ثم عدا عليه فقتله، ثم استنهض إلى قتال الباقين بني عامر، فأبوا أن يجيبوه، لأن أبا براء أجارهم، فاستغاث عليهم بني سليم، فنهضت معه عصية ورعل وذكوان، وهم قبائل من بني سليم، فأحاطوا بهم، فقاتلوا، فقتلوا كلهم رضوان الله عليهم، إلا كعب بن زيد أخا بني دينار بن النجار، فإنه ترك في القتلى وفيه رمق، فارتث من القتلى، فعاش حتى قتل يوم الخندق رضوان الله عليه.
وكان عمرو بن أمية في سرح المسلمين، ومعه المنذر بن محمد بن عقبة ابن أحيحة بن الجلاح، فنظر إلى الطير تحوم على العسكر، فنهضا إلى ناحية أصحابها، فإذا الطير تحوم على القتلى، والخيل التي أصابتهم لم تزل بعد؛ فقال المنذر بن محمد لعمرو بن أمية: فما ترى؟ فقال: أرى أن نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره الخبر. فقال الأنصاري: ما كنت لأرغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو. فقاتل حتى قتل، وأخذ عمرو بن أمية أسيرا، فلما أخبرهم أنه من مضر، جز ناصيته عامر بن الطفيل، وأطلقه عن رقبة كانت على أمه. وذلك لعشرين بقين من صفر مع الرجيع في شهر واحد.
فرجع عمرو بن أمية، حتى إذا كان بالقرقرة من صدر قناة، أقبل رجلان من بني كلاب، وقيل من بني سليم، حتى نزل مع عمرو بن أمية في ظل كان فيه، وكان معهما عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعلم به عمرو، فسألهما: من أنتما؟ فانتسبا له، فأمهلهما حتى إذا ناما عدا عليهما فقتلهما، وهو يرى أنه أصاب ثأرا من قتله أصحابه.
فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره بذلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد قتلت قتيلين لأدينهما. وهذا سبب غزوة بني النضير.


بعث الرجيع:
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نصف صفر، في آخر تمام السنة الثالثة من الهجرة- نفر من عضل والقارة، وهم بنو الهون بن خزيمة بن مدركة، أخي بني أسد بن خزيمة. فذكروا له صلى الله عليه وسلم أن فيهم إسلاما، ورغبوا أن يبعث نفرا من المسلمين يفقهونهم في الدين، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ستة رجال من أصحابه: مرثد بن أبي مرثد الغنوي، وخالد بن البكير الليثي، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أحد بني عمرو بن عوف بن الأوس، وخبيب ابن عدي أحد بني جحجبي بن كلفة بن عمرو بن عوف، وزيد بن الدثنة أحد بني بياضة بن عامر، وعبد الله بن طارق حليف بني ظفر.
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مرثد بن أبي مرثد، ونهضوا مع القوم، حتى إذا صاروا بالرجيع، ماء لهذيل بناحية الحجاز بالهدأة، غدروا بهم، واستصرخوا عليهم هذيلا، فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال بأيديهم السيوف وقد غشوهم، فأخذ المسلمون سيوفهم ليقاتلوهم، فأمنوهم، وخبروهم أنهم لا أرب لهم في قتلهم، وإنما يريدون أن يصيبوا بهم فداء من أهل مكة.
فأما مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فأبوا، وقالوا: والله لا قبلنا لمشرك عهدا أبدا. فقاتلوهم حتى قتلوا؛ وكان عاصم يكنى أبا سليمان وكان قد قتل يوم أحد فتيين من بني عبد الدار، ابنين لسلافة ابنة سعد، وكانت قد نذرت حين أصاب ابنها أن تشرب الخمر في قحفه ، فرأت بنو هذيل أخذ رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن شهيد، فأرسل الله تعالى الدبر فحمته، فقالت هذيل: إذا جاء الليل ذهب الدبر، فأرسل الله تعالى سيلا لم يدر سببه، فحمله قبل أن يقطعوا رأسه، فلم يصلوا إليه، وكان قد نذر أن لا يمس مشركا أبدا، فأبر الله تعالى قسمه بعد موته، رضوان الله عليه.
وأما زيد الدثنة، وخبيب بن عدي، وعبد الله بن طارق فأعطوا بأيديهم فأسروا، وخرجوا بهم إلى مكة، فلما صاروا بمر الظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من القرآن، ثم أخذ سيفه، واستأخر عنه القوم، ورموه بالحجارة حتى مات، رضوان الله عليه، فقبره بمر الظهران.
وحملوا خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة، فباعوهما بمكة، فصلب خبيب بالتنعيم، رضوان الله عليهم؛ وهو القائل إذ قرب ليصلب:
ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي شق كان في الله مضجعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع
وهو أول من سن الركعتين عند القتل.
وابتاع زيد بن الدثنة صفوان بن أمية، فقتله بأبيه، رضوان الله على زيد.
وقال أبو سفيان لحبيب أو لزيد: يسرك أن محمدا مكانك يضرب عنقه وأنك في أهلك؟ فقال: والله ما يسرني أني في أهلي وأن محمدا في مكانه الذي هو فيه يصيبه شوكة تؤذيه.


الفقه بالأدلة " أحكام الصلاة "
"من يرد الله به خيرا يفقه في الدين"
https://t.me/alfaqqah


الفتن والملاحم في آخر الزمان
أحاديث في الفتن والملاحم وأشراط الساعة
https://t.me/glamor92


ملة إبراهيم
{ وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمٰنِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُۥ وَهُوَ فِى الْآخِرَةِ مِنَ الْخٰسِرِينَ }
https://t.me/altwheed93


غزوة حمراء الأسد:
وكانت وقعة أحد يوم السبت، النصف من شوال من السنة الثالثة من الهجرة، فلما كان من الغد يوم الأحد لست عشرة ليلة خلت لشوال، أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطلب للعدو، وعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يخرج معه أحد إلا من حضر المعركة يوم أحد فاستأذنه جابر بن عبد الله أن يفسح له في الخروج معه، ففسح له في ذلك.
فخرج المسلمون على ما بهم من الجهد والجراح، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرهبا للعدو ومتجلدا، فبلغ حمراء الأسد، وهي على ثمانية أميال من المدينة، فأقام بها الاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، ثم رجع إلى المدينة.
ومر برسول الله صلى الله عليه وسلم معبد بن أبي معبد الخزاعي، ثم طواه، ولقي أبا سفيان وكفار قريش بالروحاء، فأخبرهم بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم، ففت ذلك في أعضاد قريش، وقد كانوا أرادوا الرجوع إلى المدينة، فكسرهم خروجه عليه السلام، فتمادوا إلى مكة، فظفر رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروجه بمعاوية بن المغيرة بن العاص بن أمية، فأمر بضرب عنقه صبرا، وهو والد عائشة أم عبد الملك بن مروان.


وذكر من قتل من كفار قريش يومئذ اثنان وعشرون رجلا:
فيهم من بني عبد الدار: طلحة، وأبو سعيد، وعثمان، بنو أبي طلحة.
ومسافع، وجلاس، والحارث، وكلاب، بنو طلحة بن أبي طلحة.
وأرطاة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار.
وابن عمه: أبو يزيد بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار.
وابن عمهما: القاسط بن شريح بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار.
وصؤاب مولى أبي طلحة.
ومن بنى أسد بن عبد العزى:
عبد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد، قتله علي.
ومن بني زهرة بن كلاب:
أبو الحكم بن الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي، حليف لهم، قتله علي.
وسباع بن عبد العزى الخزاعي، حليف لهم.
ومن بني مخزوم:
هشام بن أبي أمية بن المغيرة، أخو أم سلمة أم المؤمنين.
والوليد بن العاص بن هشام بن المغيرة.
وأبو أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة.
وخالد بن الأعلم، حليف لهم.
 ومن بني جمح:
أبو عزة الشاعر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسره يوم بدر، ثم من عليه وأطلقه بغير فداء، وأخذ عليه ألا يعين عليه، فنقض العهد، فأسر يوم أحد، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب عنقه صبرا، وقال له: والله لا تمسح عارضيك بمكة وتقول: خدعت محمدا مرتين.
وأبي بن خلف- رجلان.
ومن بني عامر بن لؤى: عبيدة بن جابر.
وشيبة بن مالك بن المضرب- رجلان.


وممن استشهد من المسلمين يوم أحد:
حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتله وحشي، رماه بحربة. ثم إن وحشيا أسلم، وقتل بتلك الحربة نفسها مسيلمة الكذاب يوم اليمامة.
وعبد الله بن جحش وقيل: إنه دفن مع حمزة في قبر واحد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يحفروا ويعمقوا، ويدفنوا الرجلين والثلاثة في قبر واحد، ويقدموا أكثرهم قرآنا.
وذكر سعد بن أبي وقاص قال: قعدت أنا وعبد الله بن جحش صبيحه يوم أحد نتمنى، فقلت: اللهم لقني من المشركين رجلا عظيما كفره، شديدا حرده، فيقاتلني فأقتله، قيل: فآخذ سلبه. فقال عبد الله بن جحش: اللهم لقني من المشركين رجلا عظيما كفره، شديدا حرده، فأقاتله فيقتلني، قيل: ويسلبني ثم يجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك فقلت: يا عبد الله بن جحش، فيم جدعت؟ قلت: فيك يا ربي. قال سعد: فو الله لقد رأيته آخر ذلك النهار وقد قتل، وإن أنفه وأذنه لفي خيط واحد بيد رجل من المشركين؛ وكان سعد يقول: كان عبد الله بن جحش خيرا مني.
ومصعب بن عمير، قتله ابن قميئة الليثي.
والحارث بن أوس بن معاذ، ابن أخي سعد بن معاذ. واليمان، وهو الحسيل بن جابر، والد حذيفة حليف لهم.
وحنظلة الغسيل بن أبي عامر بن صيفي بن النعمان بن مالك.
وعبد الله بن جبير بن النعمان، أمير الرماة.
وخيثمة، والد سعد بن خيثمة.
وعبد الله بن سلمة.
وعمير بن عدى، من بني خطمة، ولم يكن فى بني خطمة يومئذ مسلم غيره.
وعمرو بن قيس. وابنه: قيس بن عمرو.
وأوس بن ثابت بن المنذر، أخو حسان بن ثابت.
وأنس بن النضر.
ومالك بن سنان، والد أبي سعيد الخدري.
وعبد الله بن عمرو بن حرام، والد جابر بن عبد الله، اصطبح الخمر في صبيحة ذلك اليوم، ثم قتل من آخره شهيدا، وذلك قبل أن تحرم الخمر، وعمر بن الجموح بن زيد بن حرام- دفنا فى قبر واحد، وكانا صديقين جدا. وابنه خلاد بن عمرو بن الجموح. وأبو أيمن، مولى عمرو بن الجموح..........
فكانوا سبعين شهيدا، رضوان الله عليهم؛ ولم يصل رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد حين دفنهم.

Показано 20 последних публикаций.

445

подписчиков
Статистика канала