[1] ⬅️
#قتل_القادة
منذ فترة طويلة ترسخت لدي القناعة أن استهداف القيادة بالقتل أو الاعتقال يؤثر لا محالة على مسيرة الحركة أو التنظيم؛ فكريا أو تنظيميا أو كليهما؛ سواء مباشرة أو على التراخي..
ولقد قرأت تقريرا للباحث "أحمد مولانا" يتحدث فيه عن هذه النقطة نقلا عن بعض الباحثين في الغرب, ورصد فيه اختلافا في حقيقة جدواها بين هؤلاء الباحثين !
ولكن نظرة سريعة على التغيرات التي طرأت على بعض الحركات والتنظيمات المعاصرة في العالم الإسلامي؛ ومقارنة مرحلة ما قبل قتل القادة بما بعدها سيتضح أن قتل القادة مؤثر جدا..
1⃣ #حركة_حماس :
في مرحلة القادة أحمد ياسين والرنتيسي والمقادمة تقبلهم الله ومن كانوا حولهم في الصف الأول كانت الحركة ترفض تماما المشاركة السياسية تحت ظل الاحتلال ولا تقبل بغير "المقاومة" المسلحة طريقا؛ كما كان يصرح الدكتور الرنتيسي تقبله الله, وهو نفسه الذي اعتبر المشاركة السياسية تحت ظل الاحتلال خيانة؛ في آخر مقال له قبل ارتقاءه, وبعد ارتقاء هؤلاء "الصقور" -إن صح التعبير- بفترة وجيزة جدا تم اتخاذ قرار المشاركة السياسية في سلطة أوسلو من قبل القيادات الجديدة, وفعلا تمت المشاركة ودخلت الحركة نفقا مظلما طويلا لازالت حتى اللحظة لم تخرج منه, وتغيرت استراتيجية عمل الحركة تماما فانتقلت من الهجوم والمباغتة والإثخان بكل الوسائل المشروعة على كامل فلسطين إلى استراتيجية دفاعية في القطاع, وتقييد شبه كامل للعمل المسلح في الضفة وأراضي ال48, مع إنهاء العمل بسلاح العمليات الفدائية تماما, ناهيك عن الفشل السياسي والتفكك الاجتماعي والانهيار الاقتصادي الواضح بعد تجربة حماس السياسية التي لا زالت قائمة دون أفق منظور, مع ارتهان وتقييد في القرار السياسي بسبب ضغوط أطراف إقليمية ودولية..
2⃣ #تنظيم_القاعدة_في_بلاد_الرافدين :
بعد ارتقاء الشيخ القائد أبي مصعب الزرقاوي تقبله الله واستلام الشيخ أبي حمزة المهاجر تقبله الله زعامة فرع القاعدة في بلاد الرافدين؛ اتخذت القيادة الجديدة قرار الذوبان في "دولة العراق الإسلامية" تحت إمرة الشيخ أبي عمر البغدادي تقبله الله, ليتضح فيما بعد أن القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد ممثلة في الشيخ أسامة بن لادن تقبله الله لم تكن على علم مسبق بهذا القرار, وأن قيادة الفرع في العراق لم تستشر القيادة العامة للتنظيم, وهذا الخطأ بغض النظر عن أسبابه ومسبباته إلا أن الظن في الشيخ أبي مصعب الزرقاوي أنه لم يكن ليتخذ قرارا مشابها دون الرجوع لأميره الشيخ أسامة بن لادن, فعلى الرغم من أن إعلان الدولة الإسلامية كان محطة فارقة في الجهاد العراقي؛ وهي وإن كانت مرحلة مميزة من ناحية الجهاد والإثخان في العدو؛ وتجربة زاخرة؛ إلا أن حجم تداعيات الإعلان كان أكبر من المجاهدين, فبرزت بعض الاجتهادات والتصورات السياسية للمرحلة التي لم تكن في محلها؛ وتراكمت؛ حتى سقطت الدولة في أقل من عامين, وانحازت إلى الصحراء ولم يتبقى منها سوى التشكيلات العسكرية والأمنية والإعلامية في ذلك الوقت, بمعنى أنها رجعت للعمل كتنظيم ولكن مع احتفاظهم بمسمى الدولة إغاظة للأعداء..
3⃣ #دولة_العراق_الإسلامية :
كان الاجتهاد السياسي في إعلان الدولة الإسلامية في العراق محل اختلاف كبير بين مؤيد ومعارض, ولو تجاوزنا ذلك وأقررنا تنزلا للفريق المعارض بصحة رؤيته في مخالفة أصحاب هذا الاجتهاد السياسي؛ إلا أن قادة هذه الدولة رحمهم الله وتحديدا الشيخين أبي عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر تقبلهما الله؛ بقوا محافظين قدر استطاعتهم على صحة منهج وعقيدة دولة العراق الإسلامية؛ وعلى الارتباط والتكامل مع المشروع الجهادي العالمي, على الرغم من شدة الابتلاءات التي واجهت مشروعهم خاصة بعد انحياز الدولة, إلى أن ارتقوا رحمهم الله على يد الأعداء في موقعة واحدة, وبعدها تسلمت الدفة قيادة جديدة في ظروف لم يكشف عنها إلى اليوم, هذه القيادة فاصلت وانفصلت تنظيميا عن المشروع الجهادي العالمي عندما اتخذت قرار التمدد إلى الشام وتغيير مسمى الدولة, ثم فاصلت المجاهدين منهجيا وعقائديا وأعلنت "الخلافة", واستمر التمايز المنهجي والفكري والعقائدي مع الجهاد والمجاهدين بصورة متسارعة أشبه بكرة الثلج في ظل هذه القيادة التي سقطت كلها تقريبا وسقط في النهاية مشروع الدولة والخلافة, وبقيت بعض المجاميع العسكرية هنا وهناك بعقيدة وفكر ومنهج يختلف تماما عما كانت عليه دولة الشيخ البغدادي الأول تقبله الله..
يتبع ⬇️
#قتل_القادة
منذ فترة طويلة ترسخت لدي القناعة أن استهداف القيادة بالقتل أو الاعتقال يؤثر لا محالة على مسيرة الحركة أو التنظيم؛ فكريا أو تنظيميا أو كليهما؛ سواء مباشرة أو على التراخي..
ولقد قرأت تقريرا للباحث "أحمد مولانا" يتحدث فيه عن هذه النقطة نقلا عن بعض الباحثين في الغرب, ورصد فيه اختلافا في حقيقة جدواها بين هؤلاء الباحثين !
ولكن نظرة سريعة على التغيرات التي طرأت على بعض الحركات والتنظيمات المعاصرة في العالم الإسلامي؛ ومقارنة مرحلة ما قبل قتل القادة بما بعدها سيتضح أن قتل القادة مؤثر جدا..
1⃣ #حركة_حماس :
في مرحلة القادة أحمد ياسين والرنتيسي والمقادمة تقبلهم الله ومن كانوا حولهم في الصف الأول كانت الحركة ترفض تماما المشاركة السياسية تحت ظل الاحتلال ولا تقبل بغير "المقاومة" المسلحة طريقا؛ كما كان يصرح الدكتور الرنتيسي تقبله الله, وهو نفسه الذي اعتبر المشاركة السياسية تحت ظل الاحتلال خيانة؛ في آخر مقال له قبل ارتقاءه, وبعد ارتقاء هؤلاء "الصقور" -إن صح التعبير- بفترة وجيزة جدا تم اتخاذ قرار المشاركة السياسية في سلطة أوسلو من قبل القيادات الجديدة, وفعلا تمت المشاركة ودخلت الحركة نفقا مظلما طويلا لازالت حتى اللحظة لم تخرج منه, وتغيرت استراتيجية عمل الحركة تماما فانتقلت من الهجوم والمباغتة والإثخان بكل الوسائل المشروعة على كامل فلسطين إلى استراتيجية دفاعية في القطاع, وتقييد شبه كامل للعمل المسلح في الضفة وأراضي ال48, مع إنهاء العمل بسلاح العمليات الفدائية تماما, ناهيك عن الفشل السياسي والتفكك الاجتماعي والانهيار الاقتصادي الواضح بعد تجربة حماس السياسية التي لا زالت قائمة دون أفق منظور, مع ارتهان وتقييد في القرار السياسي بسبب ضغوط أطراف إقليمية ودولية..
2⃣ #تنظيم_القاعدة_في_بلاد_الرافدين :
بعد ارتقاء الشيخ القائد أبي مصعب الزرقاوي تقبله الله واستلام الشيخ أبي حمزة المهاجر تقبله الله زعامة فرع القاعدة في بلاد الرافدين؛ اتخذت القيادة الجديدة قرار الذوبان في "دولة العراق الإسلامية" تحت إمرة الشيخ أبي عمر البغدادي تقبله الله, ليتضح فيما بعد أن القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد ممثلة في الشيخ أسامة بن لادن تقبله الله لم تكن على علم مسبق بهذا القرار, وأن قيادة الفرع في العراق لم تستشر القيادة العامة للتنظيم, وهذا الخطأ بغض النظر عن أسبابه ومسبباته إلا أن الظن في الشيخ أبي مصعب الزرقاوي أنه لم يكن ليتخذ قرارا مشابها دون الرجوع لأميره الشيخ أسامة بن لادن, فعلى الرغم من أن إعلان الدولة الإسلامية كان محطة فارقة في الجهاد العراقي؛ وهي وإن كانت مرحلة مميزة من ناحية الجهاد والإثخان في العدو؛ وتجربة زاخرة؛ إلا أن حجم تداعيات الإعلان كان أكبر من المجاهدين, فبرزت بعض الاجتهادات والتصورات السياسية للمرحلة التي لم تكن في محلها؛ وتراكمت؛ حتى سقطت الدولة في أقل من عامين, وانحازت إلى الصحراء ولم يتبقى منها سوى التشكيلات العسكرية والأمنية والإعلامية في ذلك الوقت, بمعنى أنها رجعت للعمل كتنظيم ولكن مع احتفاظهم بمسمى الدولة إغاظة للأعداء..
3⃣ #دولة_العراق_الإسلامية :
كان الاجتهاد السياسي في إعلان الدولة الإسلامية في العراق محل اختلاف كبير بين مؤيد ومعارض, ولو تجاوزنا ذلك وأقررنا تنزلا للفريق المعارض بصحة رؤيته في مخالفة أصحاب هذا الاجتهاد السياسي؛ إلا أن قادة هذه الدولة رحمهم الله وتحديدا الشيخين أبي عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر تقبلهما الله؛ بقوا محافظين قدر استطاعتهم على صحة منهج وعقيدة دولة العراق الإسلامية؛ وعلى الارتباط والتكامل مع المشروع الجهادي العالمي, على الرغم من شدة الابتلاءات التي واجهت مشروعهم خاصة بعد انحياز الدولة, إلى أن ارتقوا رحمهم الله على يد الأعداء في موقعة واحدة, وبعدها تسلمت الدفة قيادة جديدة في ظروف لم يكشف عنها إلى اليوم, هذه القيادة فاصلت وانفصلت تنظيميا عن المشروع الجهادي العالمي عندما اتخذت قرار التمدد إلى الشام وتغيير مسمى الدولة, ثم فاصلت المجاهدين منهجيا وعقائديا وأعلنت "الخلافة", واستمر التمايز المنهجي والفكري والعقائدي مع الجهاد والمجاهدين بصورة متسارعة أشبه بكرة الثلج في ظل هذه القيادة التي سقطت كلها تقريبا وسقط في النهاية مشروع الدولة والخلافة, وبقيت بعض المجاميع العسكرية هنا وهناك بعقيدة وفكر ومنهج يختلف تماما عما كانت عليه دولة الشيخ البغدادي الأول تقبله الله..
يتبع ⬇️