”في الحقيقة الوحدة الإسلاميَّة ضروريَّةٌ ما دام الإستعمار موجودًا وما دام القصف الأمريكي موجودًا وما دامت المؤامرات الأمريكية موجودةً و الكمبيوترات الأمريكية موجودةً، ونحن عزَّلٌ لا نملك إلا شيئًا معنويًا واحدًا وهو الأخوّة والترابط والثقة بعضنا ببعض لا أكثر ولا أقلّ، وهذا ينفع في كلِّ العصور، ينفع حاليًا وينفع استقباليًا، وطبعًا كما نحن، وأنا كثيرًا كررته، أنني أوصي بالوحدة في داخل الحوزة العلميَّة وفي داخل الشيعة، كذلك أوصي بالوحدة في داخل المجتمع الإسلامي، لأن هذا هو الشيء الرئيسي الذي يستطاع الصَيحة به -لو صح التعبير- أمام الإستعمار الأمريكي والإسرائيلي وأمام المؤامرات، وأنا حسب فهمي أنَّ هذه المستويات المتدنِّية من المؤامرات تخاف من الرأي العام ومن غضبة الرأي العام، فنحن ٥ أو ٦ نغضب أو لا، ملايين نغضب بطبيعة الحال، غَضبة الملايين أشدُّ تأثيرًا على رأي السياسة الأمريكيَّة وضدَّ رأي السياسة الأمريكيَّة الإستعماريَّة والإسرائيليَّة من ۲ أو ٣ أو ٥ أو ١٠ آلاف بطبيعة الحال، فالتعاضد من هذه الناحية مائة بالمائة جيدٌ... وأنا قلت أكثر من مرة أنَّه ليس بيننا وبينهم تقریبا نستطيع أن نقول إلا بمقدار اختلافات الفقهاء والمجتهدين فيما بينهم، وليس التغاير في الرأي وفي الفتوى سببًا للضَّغن، افترضوا أنه إذا كان اكتسبنا -یعنی- مجتمعًا آخر ليس فيه استعمار لنا أن نختلف، أما مع وجود الإستعمار لا، (أنا وابن عمي على عدوي) بطبيعة الحال، فلنكن نحن وأنتم على عدوِّنا المشترك، وهذا واجبنا ليس مستحبًا ولا مباحًا وإنما بالأصل لا بد أن نتصافى، لأجلِ أن نبحث عن الحقيقة، هذه واحدة، وثانيًا أن نتصافى، لأجل أن ندفع عدونا المشترك ونحفظ مصالحنا الإجتماعيَّة والدينيَّة والإقتصاديَّة والسياسيَّة، وهذا خیرٌ مطلوب في الحقيقة، وليس فيه ضررٌ وإنما هو النفع الحقيقي.“
الشهيد السيد محمد الصدر قدس سره
• مواعظ ولقاءات ص ٢٦٧
الشهيد السيد محمد الصدر قدس سره
• مواعظ ولقاءات ص ٢٦٧