الملاحظة الثالثة:
❇️ في فهم الحديث النبوي.
أننا بعد أن عرفنا التخطيط الإلهي لليوم الموعود، نستطيع أن نفهم قوله (ص): يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
🔆 فالظلم و الجور، في عصر ما قبل الظهور، جزء من هذا التخطيط، لإيجاد الشرط الثاني للظهور، و هو توفير قوة الإرادة و الاخلاص في الأمّة بشكل عام. و قد عرفنا أن هذا يحدث في نسبة ضئيلة من البشر، و يكون الباقي على مستوى الانحراف و الفساد.
🔆إذن، فالأرض تمتلئ ظلما و جورا، لكن لا بالجبر و الاكراه، من قبل اللّه تعالى أو من غيره، و إنما باعتبار انصراف الأعم الأغلب من الناس إلى مصالحهم و اندحارهم تجاه تيار الخوف و الاغراء. و هو لا ينافي توفر شرط الظهور و ترسّخه في الناس، متمثلا في تلك النسبة الضئيلة عددا الضخمة أهميّةً و إيماناً و إرادة.
🔆و امتلاء الأرض ظلما، أمر خارج عن اختيار الفرد بوجوده الشخصي، و إنما هو ناتج عن الطبيعة البشرية بشكل عام، المتوفرة في المجتمع الناقص. و يكون تكليف الفرد إسلاميا منحصرا شرعا في تصعيد درجة إخلاصه و قوة إرادته، عن طريق مكافحة الظلم و العمل على كفكفته و رفعه. لكي يتوفر تدريجا شرط الظهور.
🔆و ليت شعري، إن شرط الظهور، هو هذا المستوى الايماني، و ليس هو كثرة الظلم و امتلاء الأرض جورا، كما يريد البعض أن يفكّروا. لوضوح أن الأرض لو امتلأت تماما بالظلم و انعدم منها عنصر الإيمان، لما أمكن إصلاحها عن طريق القيادة العامة. بل يكون منحصراً بالمعجزة التي برهنّا على عدم وقوعها، أو إرسال نبوة جديدة، و هو خلاف ضرورة الدين من أنه لا نبي بعد رسول الإسلام.
و إنما تتضمن فكرة اليوم الموعود، سيطرة الإيمان على الكفر، بعد سيطرة الكفر على الإيمان ... مع وجود كلا الجانبين. و هو قول اللّه تعالى بالنسبة إلى المؤمنين: لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ... وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً و قوله (ص):
يملأ الأرض قسطا و عدلا، كما ملئت ظلما و جورا.
.
.
تاريخ الغيبة الكبرى
❇️ في فهم الحديث النبوي.
أننا بعد أن عرفنا التخطيط الإلهي لليوم الموعود، نستطيع أن نفهم قوله (ص): يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
🔆 فالظلم و الجور، في عصر ما قبل الظهور، جزء من هذا التخطيط، لإيجاد الشرط الثاني للظهور، و هو توفير قوة الإرادة و الاخلاص في الأمّة بشكل عام. و قد عرفنا أن هذا يحدث في نسبة ضئيلة من البشر، و يكون الباقي على مستوى الانحراف و الفساد.
🔆إذن، فالأرض تمتلئ ظلما و جورا، لكن لا بالجبر و الاكراه، من قبل اللّه تعالى أو من غيره، و إنما باعتبار انصراف الأعم الأغلب من الناس إلى مصالحهم و اندحارهم تجاه تيار الخوف و الاغراء. و هو لا ينافي توفر شرط الظهور و ترسّخه في الناس، متمثلا في تلك النسبة الضئيلة عددا الضخمة أهميّةً و إيماناً و إرادة.
🔆و امتلاء الأرض ظلما، أمر خارج عن اختيار الفرد بوجوده الشخصي، و إنما هو ناتج عن الطبيعة البشرية بشكل عام، المتوفرة في المجتمع الناقص. و يكون تكليف الفرد إسلاميا منحصرا شرعا في تصعيد درجة إخلاصه و قوة إرادته، عن طريق مكافحة الظلم و العمل على كفكفته و رفعه. لكي يتوفر تدريجا شرط الظهور.
🔆و ليت شعري، إن شرط الظهور، هو هذا المستوى الايماني، و ليس هو كثرة الظلم و امتلاء الأرض جورا، كما يريد البعض أن يفكّروا. لوضوح أن الأرض لو امتلأت تماما بالظلم و انعدم منها عنصر الإيمان، لما أمكن إصلاحها عن طريق القيادة العامة. بل يكون منحصراً بالمعجزة التي برهنّا على عدم وقوعها، أو إرسال نبوة جديدة، و هو خلاف ضرورة الدين من أنه لا نبي بعد رسول الإسلام.
و إنما تتضمن فكرة اليوم الموعود، سيطرة الإيمان على الكفر، بعد سيطرة الكفر على الإيمان ... مع وجود كلا الجانبين. و هو قول اللّه تعالى بالنسبة إلى المؤمنين: لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ... وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً و قوله (ص):
يملأ الأرض قسطا و عدلا، كما ملئت ظلما و جورا.
.
.
تاريخ الغيبة الكبرى